من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: الأسد للعلماء: لقيادة المواجهة مع مشروع الليبراليّة دفاعاً عن الهويّة بوجه التفلّت والتطرّف.. الحريري اليوم في بعبدا: حكومة 3 خمسات +3 أو 4 خمسات… أو لا حكومة / قرار تخفيض الاحتياط مستبعَد… كارثة تنتظر اللبنانيّين مع كذبة الترشيد
كتبت البناء تقول: أطلق الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد من لقاء علمائي جامع في دمشق الدعوة لنهضة العلماء بمهمة قيادة المواجهة مع مشروع الليبراليّة الذي يستهدف ضرب الهوية القوميّة والعمق العقائديّ الذي يمثله الإسلام، ومعهما القيم الاجتماعية والأسرية، معتبراً أن هذا المشروع الهادف لتفكيك المجتمعات وفتح الطريق لمشروع الهيمنة، هو الذي يقف وراء التفلّت والتطرّف معاً، متهماً الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون والرئيس التركي رجب أردوغان بتقاسم الأدوار في إدارة مناخات التطرّف لضرب الهوية الحقيقيّة للمجتمعات التي دعاها الأسد الى إدراك عدم التناقض بين انتمائها الإسلاميّ وهويتها القوميّة ودولتها العلمانيّة.
لبنانياً، توزع الاهتمام على جبهتي بعبدا والسراي الحكومي، حيث سيشهد قصر بعبدا اللقاء الثاني بعد قطيعة ثلاثة أسابيع بين الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة سعد الحريري ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وهو اللقاء الذي يُفترض أن يتضمّن حمْلَ الحريري مسودة تشكيلة حكومية طالبه بها رئيس الجمهورية في لقاء الاثنين، بعدما رفض مناقشة أسماء منفردة على سبيل التشاور، معتبراً أنه لا يمكن التمسك بالحديث عن دور رئيس الحكومة بتأليف الحكومة عبر وضع مشروع تشكيلة حكومية يعرضها على رئيس الجمهورية طلباً للموافقة بعد التوافق، وبالمقابل عدم القيام بذلك.
المصادر المواكبة للمسار الحكومي، قالت إن جلسة اليوم ستكون حاسمة، ولكن غير الأخيرة، فلا حكومة اليوم، لكن لن تكون قطيعة ولا اعتذار أيضاً، إنما سيكون للمرة الأولى فرصة لتتوضّح الصورة، بين ان يقول الرئيس المكلف لقد أودعت الرئيس تصوري للتشكيلة الحكومية والكرة في مرمى بعبدا، أو أن يقول رئيس الجمهورية أن الرئيس المكلف يضيّع الوقت ولا يريد تقديم مسودة للحكومة الجديدة كأساس للنقاش. واستبعدت المصادر أن يقدم الحريري تشكيلة حكومية كاملة، مرجّحة أن يدعو رئيس الجمهورية لملء الهيكل الحكومي للحقائب وطوائفها بالأسماء بالتدريج، من الحقائب السيادية الى الحقائب الخدميّة الأساسية، ما يحسم ثلثي الحكومة، وترك الباقي للتشاور حتى مطلع الأسبوع المقبل، مرجّحة ألا يمانع رئيس الجمهورية بذلك.
المصادر المتابعة تعتبر أن الحكومة المفترضة على المستوى السياسي تهدف لملاقاة الدعم الذي يلقاه الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون أوروبياً، خصوصاً من المانيا، وعربياً خصوصاً من مصر، مع ضوء أخضر من الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، ما يعقد الوضع أمام أية مماطلة في تشكيل الحكومة، لكن المصادر قالت إن البعد الداخلي للتمثيل الحكومي كي تبصر الحكومة النور، يجب ان يراعي التوازنات فتكون حكومة من 18 وزيراً موزعة على ثلاثة أثلاث، 5 وزراء لرئيس الحكومة وحليفه النائب السابق وليد جنبلاط، وحليفه الرئيس الأسبق للحكومة نجيب ميقاتي، وخمسة وزراء لرئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، وخمسة وزراء للثنائي الشيعي والحزب السوري القومي الاجتماعي وثلاثة وزراء هم حصة تيار المردة وحزب الطاشناق يعتبرون بيضة القبان في التوازن الحكومي، أو أن تكون 4 خمسات، خمسة لكل من رئيس الحكومة مع جنبلاط ورئيس الجمهورية، والثنائي الشيعي مع وزير درزي يمثل النائب طلال ارسلان، وخمسة هم وزراء المردة والطاشناق والقوميّ والأقليّات.
في ملف الدعم لا تزال حكومة تصريف الأعمال ترفض تقديم التغطية لتخفيض الاحتياط الإلزامي واستعمال العائد لمواصلة تغطية حاجات الدعم، معتبرة أن تلك مسؤولية مصرف لبنان، وعليه تحمل مسؤوليته، وتمسك الحكومة بالنظر للاحتياطي كحقوق للمودعين يجب عدم المساس بها، وسط تساؤلات عن معنى قبول تمويل الدعم طوال الفترة الماضية من أموال المودعين، بينما خطط الترشيد المتداولة ستتسبّب بكارثة اجتماعية ومالية، حيث سيرتفع سعر الصرف بسبب طلب تمويل الاستيراد وقد يبلغ الـ 20 الف ليرة خلال أسابيع، وتصبح معه كل خطط الترشيد بلا قيمة، حيث سترتفع أسعار السلع المستثناة من الدعم ومنها بعض الأدوية والمحروقات، الى أضعاف عدة ربما يصل بعضها لعشرة أضعاف.
توصيات الحكومة
وبعد سلسلة اجتماعات وورش عمل عقدتها الوزارات المعنية بملف رفع الدعم في السراي الحكومي رفعت حكومة تصريف الأعمال جملة اقتراحات:
– عدم المساس بسعر رغيف الخبز.
– دعم الأدوية الأساسيّة وأدوية الأمراض المزمنة والمستعصية.
– الإبقاء على دعم المواد الغذائيّة الأساسيّة.
– تأمين مقوّمات استنهاض القطاعين الزراعي والصناعي.
– دراسة آلية كيفية تخفيض الفاتورة النفطية.
– تسريع دراسة بطاقة الدعم التمويلية.
وسيتم وضع صيغة متكاملة وتفصيلية لهذه الرؤية خلال مدة أسبوع.
وجاءت هذه التوصيات عقب اجتماع برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب مساء أمس، في السراي الحكومي حضره الوزراء المختصون.
واستمع المجتمعون، بحسب بيان للمكتب الاعلامي لرئيس الحكومة، إلى عرض ملخص المناقشات التي حصلت خلال ورش العمل التي عقدها الوزراء في السراي مع القطاعات المعنية، بإشراف الرئيس دياب، ومدى توافقها مع الخطط الوزاريّة لتنظيم كلفة الاستيراد والدعم من منطلق استمرارية حماية الدعم للمواد الغذائية والصحية الأساسية لأطول فترة ممكنة.
الأخبار : “مشكل” جديد بين الرئاستين الأولى والثانية: بوادر حلحلة حكومية؟
كتبت صحيفة ” الأخبار ” تقول : أثارت الادّعاءات على موظّفين في القطاع العام حفيظة عين التينة التي وضعتها في خانة استخدام القضاء لتصفية الحسابات، فانفجر من جديد الصراع المكتوم بين الرئاستين الأولى والثانية صراع يندلع، فيما تخرج بعض المؤشّرات على “حلحلة ما” في ملفّ تأليف الحكومة
للمرة الأولى منذ تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة، تخرج مؤشرات تدلّ على “حلحلة ما” في مشاوراته مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وهذه المؤشرات مبنية على معلومات عن ضغوط فرنسية، مورست على الحريري، من أجل خفض مستوى شروطه التي سبق أن رفعها في وجه عون، كتقليص حصة رئيس الجمهورية الوزارية إلى وزيرين اثنين لا أكثر، إضافة إلى عدم إشراكه في تسمية أي وزير آخر. وبحسب مصادر معنية، فإن الفرنسيين وضعوا “ثقلهم” للضغط على الرئيس المكلف، وهو ما أدى إلى وعد من الحريري بأن يقصد بعبدا اليوم بـ”روحية جديدة، ربما تشكّل خرقاً في جدار التأليف”. ورفضت المصادر المطّلعة الإفصاح عن أي معلومات إضافية، فيما اكتفت مصادر بعبدا بالقول إن عون سيكون “شريكاً كاملاً في التأليف، وهو ليس متلقّياً لما يقدّمه الحريري“.
في هذا الوقت، اندلعت معركة جديدة في الحرب المفتوحة بين الرئاستين الأولى والثانية، بما يُنذِر بتداعيات، وسط خشية مِن انفلاتها في معادلة يصعب فيها القيام بدور الوسيط، وهو ما كان يتطوّع له سابقاً حزب الله حليف الطرفين. بينما يقف اليوم على الحياد في صراع واجهته كباشٌ على ملفات الفساد، فيما جوهره معركة للعهد، ومعركة على العهد بمفعول رجعي.
من جهة رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي سبق أن تحدّث عن سيبة ثلاثية قِوامها هو والرئيس سعد الحريري وحزب الله، وكان أقصى طموحه شطب تأثير الرئيس نبيه برّي والنائب وليد جنبلاط من المعادلة، يعود اليوم ليتصارع مع الترويكا التي أجحفته، حيث حان وقت الانتقام ممّن “ساهموا في تدمير عهده” ووقفوا في وجه محاربة الفساد.
أما على مقلب عين التينة، التي تخوض المعركة بالأصالة عن نفسها وبالنيابة عن “إخوة النظام” جنبلاط والحريري، فقد بدأت هجومها المضاد، رداً على سنوات مضت عمرها من عمر تسوية لم تصنعها، سبق أن أعلنَ بري جهاده الأكبر ضدها.
انفجار الصراع المكتوم بين الرجلين، والتي دلّت عليه يوم أمس مقدمة قناة “أن بي أن” الناطقة باسم برّي، صاعقه ملفات الفساد التي تٌفتَح على شاشات تلفزيونية أخرى والادعاءات التي تقوم بها أمام القضاء جهات مقربة من رئيس الجمهورية وتياره، وهو ما تسبّب بغضب كبير في عين التينة التي شهدت اجتماعات مع مسؤولين في الحزب الاشتراكي وآخرين كانوا محسوبين على تيار المستقبل، وخاصة بعد الادعاء على المدير العام لوزارة المهجرين و16 موظفاً بناءً على قانون الإثراء غير المشروع، وفي ظل معلومات تتحدث عن ملفات ستُفتح في وجه المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي محمد كركي.
فقد شنّت القناة هجوماً على عون الذي “دعا الى تفعيل العمل القضائي وعدم التأثر بحملات تستهدف قضاة”، منتقدةً ما وصفته بـ”الازدواجية وصيف وشتاء تحت سقف واحد”، طارحة جملة تساؤلات: “مَن أول مستهدفي القضاء، من عطّل التشكيلات القضائية، ما هي الأسباب ولمصلحة من”؟ “مَن يخنق التشكيلات التي هي أوكسيجين الحياة الوطنية، ثم تقولون للقضاء وهو يختنق إن دوره أساسي في محاربة الفساد. العجب ممن يتحدث بلغة الحريص بعدما سطّر مضبطة إعدام للقضاء“.
تقول مصادِر مطلعة إن “برّي اشتكى من أداء عون، مستغرباً ما يحصل”، ولفتت إلى أنه “في الوقت الذي طلب إليه المساعدة في تهدئة جنبلاط للمشاركة في الحكومة يفاجأ برمي الاتهامات والتشهير التي تحصل، كما في الملفات التي تُفتح بشكل انتقائي وضد أشخاص محسوبين على جهات سياسية معينة، فيما يتمّ تجاهل الفساد والسرقة والهدر في مؤسسات ووزارات أخرى يُسيطر عليها فريق الرئيس والمقربون”. وتنقل هذه المصادر ”اتهامات ضد عون والوزير جبران باسيل بأنهما يستخدمان القضاء لتصفية الحسابات بعد العقوبات التي طالت باسيل بسبب الفساد، وأنهما يحاولان ابتزاز الآخرين في معركة تأليف الحكومة وكل من يضع فيتو على توزير باسيل أو من يحمّله مسؤولية عرقلة التأليف”. ورأت المصادر أن “التطورات الأخيرة في ما يتعلق بملف التدقيق الجنائي وما حصل في مجلس النواب بشأن هذا الأمر، وتوسيع التدقيق ليطال كل الوزارات والمؤسسات وعدم حصره في المصرف المركزي كان لها دور أساسي في انفجار الصراع المكتوم بين الطرفين“.
في المقابل، تستغرب مصادر مقربة من التيار الوطني الحر هجوم “قناة بري” على عون، وصولاً إلى تحميله مسؤولية تعطيل تأليف الحكومة. وهي تردّ على تهمة “الانتقائية في فتح الملفات” بالقول إن “القضاء مفتوح للجميع. وببساطة، فليتقدّموا بما لديهم عن وزرائنا والموظفين المحسوبين علينا“.
النهار : شرخ جديد في التأليف… يتسع إلى عين التينة
كتبت صحيفة ” النهار ” تقول : اذا كانت الشكليات تملأ فراغ الساحة السياسية في انتظار الفرج الموعود في تشكيل حكومة طال انتظارها وباتت البيانات الدولية على تنوعها واختلاف مصادرها تردد لازمة استعجالها اسوة بأدبيات الازمات التي اعتاد اللبنانيون سماعها حتى الملل، فان حكومة تصريف الاعمال برئاسة الرئيس حسان دياب كانت امس نجما غير منازع على نجوميته. ملأت اجتماعات السرايا الماراتونية طوال النهار وحتى المساء المتقدم، شكلا على الأقل وفي انتظار استكشاف المضمون من القرارات، ما كان ينبغي لحكومة كاملة الصلاحيات ان تتولاه لجهة بت وتقرير مسألة حيوية معيشيا وحياتيا واجتماعيا واقتصاديا، وهي مسالة دعم المواد الحياتية، رفعا او ترشيدا، بما لا يفجر الواقع الاجتماعي ويشعل الشارع ولا يسرع الاجهاز السريع على المتبقي من الاحتياط الإلزامي بالعملات الأجنبية في مصرف لبنان. شغل يوم الدعم باجتماعاته الماراتونية في السرايا بلوغا الى توصياته بترشيد الدعم المشهد الداخلي بامتياز، فيما ازدادت خلف الكواليس الشكوك في امكان ان يخرج رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مساء اليوم من قصر بعبدا ببشرى انجاز التفاهم الصعب، وربما المستحيل، مع شريكه في التاليف رئيس الجمهورية ميشال عون.
ذلك ان أي معطيات جديدة وجدية لم تبرز حيال الجزم في ان المسار المتعثر لتأليف الحكومة سيتبدل بعد الاجتماع الذي سيعقد في الرابعة والنصف بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا بين الرئيسين عون والحريري، والذي كان الرئيس المكلف لمح الاثنين الى امله في ان يتم خلاله بت “أمور أساسية” من دون ان يفصح عن طبيعة هذه الأمور. ولكن المعلومات المسربة عن اللقاء الأخير وعن الأجواء التي سبقت لقاء اليوم، اشارت الى ان مناخا مشدودا لا يزال يحكم المشاورات بين عون والحريري لجهة التباين الواسع بينهما في شان حجم الحكومة بين 18 وزيرا كما يصر على ذلك الحريري وعشرين وزيرا او اكثر كما يصر على ذلك عون. كما ان الاجتماع الأخير وان كان لم يشهد نقاشا مستفيضا بدليل اقتصار مدة اللقاء على نحو 25 دقيقة فقط، فانه شهد تجدد التباين الحاد حول عدد الوزراء المسيحيين الذين يطالب بهم الرئيس وفريقه أي “التيار الوطني الحر” بما يكفل للفريق الرئاسي التحكم بثلث معطل لا يمكن الحريري التسليم به تحت أي مبرر. فسواء كانت التركيبة من 18 وزيرا او اكثر يبدو واضحا وفق هذه المعطيات ان موضوع الثلث المعطل الرئاسي أي الذي يشمل حصة الرئيس وتياره غدت اللغم الأخطر الذي يهدد الاختبار الجديد والمحاولة الأحدث لإحداث خرق موعود في جدار الانسداد السياسي.
الديار : دفع باتجاه تحميل حكومة دياب تبعات ” الترشيد ” والشارع قاب قوسين أو أدنى من انفجار جديد الحريري اليوم مجدداً في بعبدا حاملاً تشكيلة شبه مكتملة
كتبت صحيفة ” الديار ” تقول : تقدم ملف رفع أو ترشيد الدعم في الساعات القليلة الماضية على ما عداه من ملفات وبالتحديد على الملف الحكومي المفترض أن يوضع اليوم على طاولة البحث والنقاش الجدي بعد أكثر من أسبوعين على حالة الجمود التام التي شهدها. وتحول السراي الحكومي يوم أمس الثلاثاء خلية نحل للوصول لحلول وسط تُجنب الشارع الانفجار وبنفس الوقت تسمح بالحفاظ على المخزون الاحتياطي النقدي المتبقي لفترة أطول.
ويبدو واضحا ان الدفع يتم باتجاه تحميل حكومة تصريف الأعمال التي يرأسها حسان دياب مسؤولية وتبعات “ترشيد الدعم” الذي بات حتميا ومن المفترض ان يقترن بخطوات عملية مطلع العام. وفي هذا السياق تقول مصادر مطلعة ان كل القوى متفقة على وجوب اتخاذ هذا القرار في كنف الحكومة الحالية كي لا يتم تسليم الحكومة الجديدة كرة نار تحرق يديها عند انطلاقتها، لافتة الى ان دياب يدرك ذلك تماما ولذلك يحاول قدر المستطاع المماطلة في بت الموضوع ليرد لكل القوى الصاع صاعين. وتضيف المصادر لـ”الديار”: “رئيس حكومة تصريف الاعمال ممتعض من كل القوى دون استثناء وعلى رأسها من يفترض انها كانت شريكته اي التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية، باعتبار انه كان يعي منذ تسلمه مهام رئاسة السلطة التنفيذية ان باقي القوى ستعمل على وضع العصي في دواليبه وعلى رأسها رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس المجلس النيابي نبيه بري.. اما ما لم يكن يتوقعه ان يتركه شركاؤه في منتصف الطريق، لذلك هو غير متحمس على الاطلاق ليكون مرة جديدة كبش محرقة للطبقة السياسية التي تمعن بتحميل حكومته مسؤولية فساد وسرقة ومحاصصة مستشرية منذ 30 عاما“.
وحتى الساعة لم يتضح كيف سيتخذ قرار “ترشيد الدعم” وما اذا كان سيحصل باجتماع استثنائي لحكومة تصريف الاعمال، يرفضه دياب رفضا قاطعا، او من خلال قرار يتخذه وزير الاقتصاد من خلال خفض عدد السلع المدعومة. ويتقاذف دياب والوزراء المعنيون كما حاكم مصرف لبنان ورئاسة الجمهورية وحتى رئيس الحكومة المكلف كرة “ترشيد الدعم” خوفا من رد فعل الشارع الذي تحرك ليل الاثنين – الثلاثاء بعدما تردد عن توجه عن رفع الدعم على الطحين وغيره من المواد الاساسية. وبحسب المعلومات، اتخذت القوى الامنية اجراءات جديدة تحسبا لتحركات شعبية واسعة تطال المؤسسات الرسمية ومنازل وزراء حاليين وسابقين، خاصة في ظل المعطيات عن ان الشارع قاب قوسين أو أدنى من انفجار جديد بعد انحدار أكثر من 60% من اللبنانيين الى ما دون خط الفقر.
وبعد سلسلة اجتماعات خصصت لمناقشة ترشيد الدعم في السراي الحكومي عرضت خلالها خطط الوزارات لتنظيم كلفة الاستيراد والدعم على ان تستكمل الاجتماعات اليوم الاربعاء في اطار ورش عمل تفصيلية، أكد دياب أنه “لم تكن نية حكومة تصريف الأعمال رفع الدعم بل كان توجهنا منذ البداية ترشيد الدعم”، مشيراً الى أننا “نحاول ترشيد الدعم قدر الإمكان لكي نحافظ على المخزون الإحتياطي النقدي المتبقي لفترة أطول”. ورأى دياب أن “الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة التي يمر بها لبنان كانت نتيجة سنوات طويلة من السياسات السيئة”. وقال دياب: “نقوم بورشة اجتماعات لإشراك القطاعات المعنية كافة بالتوصل للحل الأفضل لترشيد الدعم. نحن نعمل على تخفيض السلة الغذائية المدعومة لكي تشمل فقط السلع والمواد التي تشكل الأولوية والأساس للمواطن“.
اللواء : عون يستفز برّي أمام القضاة.. وابتزاز باسيل يهدّد اللقاء السعودية للحدّ من التأثير الإيراني في لبنان وتحقيق الإصلاح الشامل.. وورشة “التلاعب بالدعم” كسب للوقت
كتبت صحيفة ” اللواء ” تقول : السؤال استكمالاً: ماذا لو جاءت اجابة الرئيس ميشال عون سلبية على مجموعة “النقاط الاساسية” التي ينتظر الرئيس المكلف سعد الحريري سماع موقف رئيس الجمهورية منها؟
مناخ التشاؤم، طغى على الموقف العام، قبيل التوجه إلى بعبدا، من ضمن مؤشرين: الأوّل يتعلق بالهجوم الذي شنته قناعة “N.B.N” الناطقة بلسان الرئيس نبيه برّي على عهد الرئيس ميشال عون واتهامه على نحو واضح “باعدام القضاء” من خلال تأخير توقيع مرسوم التشكيلات القضائية..
وجاء في مقدمة النشرة المسائية: “.. خطوتكم بردّ التشكيلات لم تفاجئ أحداً حينها، أما اليوم فالعجب كل العجب ممن يتحدث بلغة الحريص فيما هو نفسه من سطر مضبطة اعدام القضاء“..
وألمحت إلى مسؤولية رئيس الجمهورية في تعطيل عملية تشكيل الحكومة “لا سيما ان الحريري قدم كل التسهيلات الممكنة لتبصر الحكومة العتيدة النور”.. ونسبت إلى ما اسمته مصادر متابعة عن استياء فرنسي كبير من رئيس الجمهورية.. وتساءلت: وكأن الدولة ما زالت تستطيع ان تتحمل المزيد من المغامرات.. وكأن الوطن شركة مساهمة عائلية..
وربما أخطر ما جاء على لسان الرئيس عون، خلال استقباله لرئيس وأعضاء مجلس القضاء الأعلى دعوة القضاة إلى متابعة الاتهامات التي توجه إلى المسؤولين.. “ولا يجوز ان تبقى من دون متابعة، والاستماع إلى مطلقي هذه الاتهامات على سبيل الشهادة، لإثبات البينات والادلة التي بحوزتهم“.
الجمهورية : لقاء الحريري عون: تأليف أو بداية مخاض… و”الدعم المرشد” ينتظر القرار
كتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : موضوعان يتصدران الأولوية في الاهتمامات: الحكومة والدعم. الموضوع الأول تم تحريكه ويكثر الحديث عن اختراق محتمل قد تتظهّر معالمه اليوم في اللقاء بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري. والموضوع الثاني تتجاذبه 3 وجهات نظر: الأولى ضد رفع الدعم في المطلق، الأمر غير الممكن وفق الأرقام المالية. والثانية مع الرفع النسبي للدعم. والثالثة مع رفع الدعم عن المواد والسلع لا الأشخاص، بمعنى ان يشمل الدعم فئة محددة وأن لا يكون مُشرّعاً كما اليوم على التهريب.
والأسئلة الأساس التي تمحور حولها النقاش في الساعات الأخيرة، هي الآتية: ما الأسباب الكامنة وراء تحريك الجمود الحكومي؟ وما المعطيات التي استجدّت على هذا المستوى؟ وهل هذا التحريك يمكن ان يصل إلى خواتيمه السعيدة بتأليف الحكومة العتيدة؟
تحدثت أوساط مطلعة لـ”الجمهورية” عن وجود فرصة حقيقية، ولكن غير نهائية، لولادة الحكومة لأنّ الشياطين تكمن في التفاصيل، ولكن هناك فرصة متأتية من 3 أسباب أساسية:
ـ السبب الأول، يتعلق بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يريد أن تبصر الحكومة النور قبل زيارته الثالثة للبنان أواخر الشهر الحالي، حيث أنه يريد ان يضع قدماً في لبنان قبل تَسلُّم الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن مهماته رسمياً، من أجل ان يشكّل ذلك انطلاقة ثابتة مواكبة للمرحلة الأميركية الجديدة.
ـ السبب الثاني يتعلّق بالرئيس المكلف الذي لا يريد ان يشكل تأليف الحكومة حصاراً على لبنان بدلاً من فَك الحصار عنه، ويَتّكِئ بذلك على ماكرون الذي تقول المعلومات انه سيأخذ على عاتقه تجنيب الحكومة الجديدة العقوبات، وسيضع كل ثقله لفتح الأبواب الدولية أمامها في حال أحسنت تقديم الإصلاحات المطلوبة.
ـ السبب الثالث، يتعلق بالحريري والأكثرية النيابية ووصول الطرفين إلى اقتناع مشترك بأنّ الحكومة لن تؤلَّف على حساب العهد أو الثنائي الشيعي وفقاً لميزان القوى القائم، فيما اقتناع الأكثرية في المقابل انّ الحريري هو رجل المرحلة دولياً من أجل فَرملة الانهيار، وبالتالي هذا التقاطع بين الطرفين يمكن ان يولِّد حكومة.
لكنّ الأوساط نفسها قالت انه “لا يمكن ان نقول فول قبل ان يصير بالمكيول، إلّا انّ الطبخة الحكومية استوَت، وهناك فرصة جدية للخروج بحكومة بقوة دفع مزدوجة خارجية وداخلية، ولا يبدو هذه المرة انّ أحداً يريد ان يفوِّت هذه الفرصة، لأنّ تفويتها يعني ترحيل التأليف على ما بعد دخول بايدن إلى البيت الأبيض”.