أزمة سياسية في كيان العدو وترجيحات بحلّ الكنيست اليوم
يتجه كيان العدو الى أزمة سياسية فعلية من المفترض أن تتجلّى صورتها اليوم في جلسة الكنيست المرتقبة، حيث من المنتظر اليوم أن يناقش أعضاؤه مشروع قانون تقدمت به المعارضة برئاسة يائير لابيد ينص على حلّه والتوجه الى انتخابات عامة مجدّدًا.
وزير الدفاع ورئيس حزب “أزرق أبيض” بيني غانتس أعلن مساء أمس ، في مؤتمر صحافي خاص اعتزامه التصويت اليوم على حلّ الكنيست، داعمًا بذلك مشروع قانون حلّه والتوجه مجددًا إلى صناديق الاقتراع، من أجل انتخابات تشريعية هي الرابعة على التوالي مع المأزق الذي يسود المشهد السياسي الإسرائيلي.
وبحسب غانتس، يجرّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “اسرائيل” إلى صناديق الاقتراع لأنه غير راغب في إقرار ميزانية العام 2021.
وتوقّع مقربون من غانتس أن تؤدي ما أسموها “مناورة اللحظات الأخيرة” الى تزايد الضغط على نتنياهو حتى يتنازل ويصادق على إقرار الميزانية.
نتنياهو استبق مؤتمرغانتس فخاطبه في شريط فيديو قائلا: “يا بيني، ما يجب عليك فعله الآن هو تغيير جذري عن السياسة. هذا ليس وقت الانتخابات، هذا وقت الوحدة. حان الوقت لتشكيل جبهة “موحّدة” في مواجهة التحديات السياسية والأمنية الصعبة. لسوء الحظ، ينجر كاحول لفان خلف لابيد و(رئيس تحالف يمينا) نفتالي بينيت. على الرغم من أن حزب كاحول لفان شكّل حكومة داخل حكومة، سرّب ضدنا وخرق اتفاقيات الائتلاف، أقول ضع كل شيء جانبا“.
من جهته، صرّح غانتس: “نتنياهو لم يكذب عليّ، لقد كذب عليكم، نتنياهو لم يخدعني، بل كل “مواطني إسرائيل”، متهمًا إيّاه “بتحويل مكافحة “كورونا” إلى حملة شخصية لتمجيد اسمه، مقدما كل خطوة على أنها إنجاز له، وكأنها لم تكن جهدا مشتركا لوزارات الصحة والداخلية والتعليم والاقتصاد وبالطبع مؤسسة الأمن والجيش الإسرائيلي“.
ردًا على ذلك أعلن وزير الحرب السابق موشيه يعالون، أن على غانتس إظهار صدق نواياه بخصوص حل الكنيست والتوجه إلى صناديق الاقتراع، وذلك من خلال تفكيكه الائتلاف الحكومي أولا، وقال: “بيني، لقد استمعتُ إلى ما قلته.. هذه الحكومة ضلّت طريقها منذ تشكيلها، وُلدت في “الخطيئة”، ومهدت الطريق لمتهم جنائي، الآن يجب تفكيك الحكومة وعلى الفور”، في إشارة ضمنية من قبل يعالون إلى أن هذه الخطوة ربما لن تتم في نهاية المطاف لمعرفته الشخصية بغانتس التي دامت عشرات السنوات.
من جانبه، هاجم رئيس الائتلاف، عضو الكنيست عن الليكود ميكي زوهار غانتس قائلًا: “بينمايعمل الليكود فقط من أجل الجمهور في مكافحة أزمة كورونا، يعمل كاحول لفان فقط من أجل بيني غانتس ليكون رئيسا للوزراء“.
بدوره، قال حزب “إسرائيل بيتينا” برئاسة أفيغدور ليبرمان ردا على مؤتمر غانتس إن “إسرائيل” بحاجة إلى قيادة حقيقية لا تتعرج ويتم إغواؤها بالكراسي“.
بالموازاة، رأى موقع “يديعوت أحرونوت” أنه على الرغم من أن خطاب غانتس أبقى على خطوط للحوار مع الليكود قبل حلّ الكنيست الـ 23 بشكل نهائي، لكن المعنيين في محيط نتنياهو لم يتلقوا الأمر على هذا النحو”، مشيرًا الى أن حزب نتنياهو فسّر كلام غانتس بشكل مختلف، وبدل بلورة اقتراح تسوية اختار عدد من أعضاء الكنيست من الليكود أن معركة انتخابات الكنيست الـ 24 قد بدأت.
وجاء في موقع “يديعوت”: “بعد أن قال بني غانتس من بين جملة أمور خلال خطابه ان “نتنياهو لم يكذب علي – لقد كذب عليكم”، قدّرت مصادر سياسية رفيعة المستوى أن يكون حلّ الكنيست بشكل نهائي مسألة وقت فقط، وأنه ليس في نيّة نتنياهو وقف الأزمة السياسية الكبيرة والذهاب نحو مسارات المفاوضات الجدية للمصادقة على الميزانية“.
ووفقًا لموقع “يديعوت أحرونوت”، فقد بدأ المسؤولون في الليكود بالفعل بتقديرات وتحليلات فيما يتعلق بموعد الانتخابات المحتملة، لأن التصريحات “القاسية” التي صدرت عن غانتس بوجه نتنياهو، لم تترك مجالًا للحوار.
ووفقًا لـ”القانون الإسرائيلي”، سيُعرض مشروع قانون حلّ الكنيست المقدّم من يائير لبيد على الهيئة العامة للكنيست في قراءة تمهيدية على أن تليه بعد ذلك ثلاث قراءات الى أن يصبح قانونًا نافذًا.
ويبدو أن المشروع المذكور يحظى بأغلبية أكثر من نصف أعضاء الكنيست، ويرجّح أن يمرّ بالقراءة التمهيدية على أن تتواصل جهود تسوية الأزمة السياسية في الفترة بين القراءات المتتالية للقانون.