“تركيا تفتح قنوات اتصال سرية مع إسرائيل”
فتحت تركيا قنوات اتصال سرية مع إسرائيل شملت لقاءات بين رئيس جهاز الاستخبارات التركية ورئيس الموساد، في ما وُصف بأنه “محاولة من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لتحسين العلاقات مع إسرائيل“.
وذكرت الصحافية التركية أمبرين زمان، في تقرير أورده موقع “المونيتور” الأميركي أن رئيس جهاز الاستخبارات التركي هاكان فيدان، اجتمع سرا في عدة مناسبات بمسؤولين في أجهزة الأمن الإسرائيلية.
وأضافت أن فيدان المقرب من إردوغان اجتمع في هذا السياق، برئيس الموساد الإسرائيلي، يوسي كوهين؛ وشددت على أن الأيام القليلة الماضية، شهدت ثلاثة لقاءات بين ممثلين أمنيين عن الجانبين.
وأشار التقرير إلى أن أنقرة تدرس استئناف التمثيل الدبلوماسي مع تل أبيب وعودة عملية تبادل السفراء بين الجانبين.
وذكر التقرير أن الاجتماعات تناولت الوضع في سورية والتوترات شرق البحر المتوسط ، حيث تخوض تركيا مواجهة متصاعدة مع اليونان وقبرص حول مناطق التنقيب عن الغاز.
ويأتي التقرير بالتزامن مع انطلاق المناورات العسكرية المشتركة التي تجريها اليونان ومصر وقبرص وفرنسا والإمارات، في محاولة تهدف إلى ردع تركيا.
وبحسب التقرير، فإن إسرائيل من جهتها، تطالب تركيا بوقف نشاط المئات من عناصر حركة المقاومة الإسلامية “حماس” على أراضيها.
في حين تسعى تركيا – على ما يبدو – إلى تحسين العلاقات مع إسرائيل تخوفا من تراجع العلاقات التركية مع الولايات المتحدة في ظل إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن.
يذكر أن الصحافية التركية معروفة بمعارضتها لنظام إردوغان الذي كان قد وصفها – عقب مهاجمته خلال مناقشة تلفزيونية – في آب/ أغسطس عام 2014، بأنها “ناشطة تتخذ هيئة الصحافية… إنها امرأة وقحة“.
وفي هذا السياق، أشار محلل الشؤون الأمنية والعسكرية في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، رون بن يشاي، إلى ما وصفه بـ”مصلحة إسرائيل الإستراتيجية” في العلاقات مع تركيا، واصفا الأخيرة بأنها “قوة عسكرية إقليمية وبحرية، وضالعة بالشأن السوري“.
كما لفت إلى الفائدة الاقتصادية التي قد تعود على إسرائيلي من تعزيز علاقتها مع تركيا، قائلا: “يقترب عدد سكان تركيا من 90 مليون نسمة، ما يجعلها سوقا مهما للصادرات الإسرائيلية”، مشددا على أن تغير موقف إردوغان من استضافة قادة حماس، قد يشكل أساسا للحديث عن تعزيز العلاقات الثنائية الإسرائيلية – التركية.
وزاد من تكهنات تحسن العلاقة بين إسرائيل وتركيا، في أيار/ مايو الماضي، نشر القائم بالأعمال الإسرائيلي في أنقرة، روعي غلعاد، مقالا في موقع “هاليميز” التركي، دعا فيه إلى إعادة سفيري البلدين، شاكيًا من “غياب النقاش السياسي” وتصاعد دبلوماسية الصراخ (ميغافون).
وطردت تركيا السفير الإسرائيلي من أنقرة عام 2018، احتجاجًا على استشهاد عشرات الغزيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي، خرجوا ضد نقل السفارة الأميركية إلى القدس.
وادعى غلعاد أن تركيا وإسرائيل “لا يجب أن تتفقا على كل شيء” وأنهما يواجهان مخاوف مشتركة، خصوصًا في سورية. واستفاض في شرح نظريته للتوحد ضد “الأعداء المشتركين“.
ورغم فتور العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين إسرائيل وتركيا، إلا أن التعاون الاستخباراتي لا يزال مستمرًا، باستثناء الانقسام حول حركة “حماس”، بحسب ما ذكرت مصادر أمنية إسرائيلية لموقع “المونيتور“.
وفي أيار/ مايو الماضي، قللت مصادر رسمية مما بدا تقاربا تركيًا إسرائيليًا، إثر إيفاد تركيا طائرة تحمل معدات طبية إلى تل أبيب، واستقبالها طائرة “إل عال” إسرائيلية في مطار إسطنبول، بالإضافة إلى تغيّب إسرائيل عن اجتماع لمناقش الأوضاع في حوض المتوسّط، حضرته مصر واليونان وقبرص.