الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

البناء: مؤتمر باريس للمساعدات الإنسانيّة: توقعات بتأمين 500 مليون دولار من مليارين.. اللجان المشتركة اليوم والمجلس المركزيّ غداً لترشيد الدعم والبداية المحروقات / سلامة: الدعم مستمرّ لشهرين… وسنسلّم وثائق التدقيق حول حسابات الدولة لا المصارف

 

كتبت البناء تقول: لا حكومة، أمر بات مسلَّماً به، بالنسبة لكل متابعي المسار الحكومي، حتى لو ظهر الرئيس المكلف سعد الحريري حاملاً ملفاً يتضمن مسودة حكومية في قصر بعبدا، للقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وكورونا لا يزال يتوسّع والقلق من المزيد مع زحمة الأعياد والتسوّق في موسمها، والإجراءات الحكوميّة التي كان الإقفال آخرها لم تظهر نتائج تذكر. واللبنانيون يتصرفون على قاعدة أن ما باليد حيلة في هذين الملفين، بانتظار اللقاح الموعود من الخارج في كل منهما، ومعهما ملف ترسيم الحدود الذي يبدو ان عليه الانتظار أيضاً حتى تتبلور صورة الوضع الدولي الجديد مع تسلم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مقاليد الحكم وانطلاق التفاوض الروسي الأميركي الذي سيكون من محاوره مستقبل الغاز في البحر المتوسط، ونزاع الأنابيب لنقله الى أوروبا.

في ظل هذا التأقلم مع الانتظار، عيون اللبنانيين شاخصة الى باريس التي تشهد انعقاد مؤتمر الدعم المخصص للمساعدات الإنسانية، بدعوة من الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون ومشاركة الأمين العام للأمم المتحدة نيكولاس غوتيريس، والمؤتمر هو بديل للمؤتمر الذي تم تأجيله مرتين تحت عنوان النهوض بالاقتصاد ومعالجة الأزمة المالية الذي ينتظر الحكومة الجديدة وخطتها الإصلاحية وانطلاق مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي، وفقاً للمبادرة الفرنسية، بينما مؤتمر اليوم هو تتمة لمؤتمر سابق خاص بالمساعدات الإنسانية للمتضررين من تفجير مرفأ بيروت، ولو أن المؤتمر وضع على جدول أعماله إعادة إعمار ما تهدم في تفجير المرفأ وجرى تقدير المبالغ المطلوبة بملياري دولار، فإن مصادر على صلة بالتحضيرات الخاصة بالمؤتمر توقعت أن يؤمن المسعى الفرنسي مبلغ خمسمئة مليون دولار تضخ في الاقتصاد اللبناني عبر منصة تشرف عليها فرنسا تشترك فيها جمعيات ومؤسسات مثل بلدية بيروت والصليب الأحمر والدفاع المدني، وتخضع أعمالها لتدقيق مالي ومحاسبي من قبل مكاتب فرنسيّة.

الاهتمام الشعبي ينصبّ على معرفة ما سيلحق بدعم المستوردات الذي يتولاه مصرف لبنان. وعلى هذا الصعيد تنعقد اللجان النيابية المشتركة اليوم وينعقد المجلس المركزي لمصرف لبنان غداً للبحث في سبل توفير العملات الصعبة لمواصلة دعم ما هو الأشد ضرورية، خصوصاً تخفيض الاحتياط الإلزامي للمصارف من 15% الى 12%، فيما كان حاكم مصرف لبنان يعلن أن الدعم سيستمر لشهرين، ما لم تتأمن موارد جديدة، كاشفاً عن نيته تسليم الوثائق المطلوبة للتدقيق المالي الجنائي في حسابات الدولة ومؤسساتها، رابطاً تسليم ما يتصل بحسابات المصارف بقانون يرفع السرية المصرفية.

على صعيد ملف الدعم قالت مصادر مالية إن أول ما سيطاله التوقف هو دعم المحروقات، حيث يتوقع زيادة ساعات تقنين الكهرباء بنتيجة تراجع كميات الفيول المستورد، وزيادة سعر تنكة البنزين الى 50 الف ليرة كمرحلة أولى ربما تصل الى 100 الف لاحقاً، لأن القضية الأهم هنا، برأي المصادر ليست سعر شراء الدولار من مصرف لبنان لتغطية مستلزمات الاستيراد، بل توقف مصرف لبنان عن تأمين دولارات الاستيراد، وبالتالي توجه المستوردين الى السوق طلباً للدولار وبالتالي تشكيل قوة ضغط في السوق ستؤدي إلى ارتفاع سعر الدولار بطريقة تخرج عن السيطرة، وبنسب يصعب توقعها.

خيارات بديلة عن رفع الدعم

وفيما بقي الملف الحكومي في دائرة الجمود والتعقيد بانتظار صيغة حكومية يقدمها الرئيس المكلف سعد الحريري الى رئيس الجمهورية خلال زيارته المرتبة الى بعبدا، تقدّمت إلى واجهة الاهتمام الرسمي والشعبي الملفات المالية والاقتصادية وسط تحذيرات من انحدار الوضع الاقتصادي والاجتماعي والمالي إلى الأسوأ نتيجة عجز مصرف لبنان عن الاستمرار بسياسة الدعم للمواد الأولية والسلع الغذائية، ما سيفرض على المصرف المركزي والدولة البحث عن حلول لحماية ما تبقى من احتياطات نقدية بالعملة الأجنبية أطول مدة معينة، خصوصاً في حال طال أمد ولادة الحكومة الجديدة وفي الوقت نفسه عدم تحميل المواطنين عبئاً إضافياً.

وأشار خبير اقتصاديّ لـ«البناء» إلى أن «موضوع رفع الدعم موضوع زاد تعقيداً وحساسية، لأن المسؤولين وضعوا المواطن في وضع لا يُحسد عليه وبات علينا الاختيار بين السيئ والأسوأ، وأي من الخيارات سينعكس سلباً على المواطن وقدرته الشرائية». وأضاف: «هناك إجراءات مرحلية ترشيدية مؤقتة يمكن اتخاذها لتخفيف حدة الأزمة، ومنها تجزئة الدعم انطلاقاً من القاعدة التي ينطلق منها الاقتصاديون وهي مرونة الطلب على سلعة ما بالنسبة الى سعرها، فالدواء مثلاً لا يتأثر الطلب عليه إن ارتفع سعره لأنه سلعة أساسية وضرورية للمواطن لا يمكن الاستغناء، في المقابل يمكن تخفيض استهلاك مشتقات الطحين باستثناء الخبز، وكذلك الأمر يمكن تقنين المحروقات رغم أن الدولة لم تبنِ نظاماً للنقل العام كي تفرض على المواطنين تخفيض تنقلاتهم واستخدام النقل المشترك، لكن لكون لبنان في وضع وظروف استثنائية وحرجة من الممكن تقنين استهلاك المحروقات». وأوضح الخبير أن «الدواء رغم أنه خط أحمر لكن يمكن اتخاذ إجراءات لتقنين استيراد الأدوية لا سيما التي لا تستخدم لعلاج الأمراض المزمنة والمستعصية والتي يوجد بديل عنها في السوق المحلي، علماً أن أغلب الأدوية لها ما يوازيها في السوق المحلية، وبالتالي يجب تخفيض أو ترشيد الدعم في قطاع الأدوية الى حد كبير». ولكن هذا لا يكفي بحسب الخبير فيجب تحويل المرحلة الصعبة الى فرصة لتطوير الصناعات المحلية لا سيما صناعة الأدوية المحلية واستيراد السلع الوسيطة التي تحتاج اليها صناعة الأدوية، وبالتالي الوصول الى تغطية حاجة البلد من الأدوية بعد ثلاث سنوات»، وتحدث الخبير عن 4000 دواء مرخص في لبنان بينما هناك دول عدد سكانها 300 مليون نسمة تعتمد على لائحة منظمة الصحة العالمية التي تتراوح بين 400 و600 دواء فقط».

ولفت الخبير إلى «أن هذه الحلول مؤقتة في ظل الظروف الصعبة، أما الحل الجذري فهو إقرار الإصلاحات الأساسية التي لم تقر منذ سنوات، والسير وفق رؤية اقتصادية وتحديد الثقب الأسود وتوزيع الخسائر وإقرار قوانين التحويلات إلى الخارج والتدقيق الجنائي بكل المؤسسات العامة وإعادة هيكلة القطاع المصرفي وإصلاح النظام الضريبي لكن كل ذلك يحتاج الى حكومة فاعلة وقرار سياسي حاسم».

 

الأخبار : دعم السلع الحيوية: مجلس النواب يُغطي اليوم قرار “المجلس المركزي” غداً | السفيرة الأميركية تهدّد ‏بالانهيار الشامل!

كتبت صحيفة ” الأخبار ” تقول : وصل سوء الاحوال في لبنان إلى الذروة. هجوم أميركي شرس، إلى حد ‏التهديد بالانهيار الشامل، على لسان السفيرة دوروثي شيا. في موازاته، ‏طبقة حاكمة عاجزة عن إدارة الازمة الداخلية، ومتواطئة إلى حد تهديد ‏قدرة سكان لبنان على شراء السلع الحيوية، عبر بدء إجراءات إلغاء الدعم

لم تعد السفيرة الأميركية في بيروت، دوروثي شيا، تخفي توجهات بلادها في الشهرين الأخيرين من ولاية دونالد ‏ترامب. باتت تقول بوضوح إنها ترى ان لبنان محكوم بتحالف من “المافيا والميليشيا”، وإن كل القوى السياسية، حتى ‏تلك “الصديقة” للولايات المتحدة الاميركية، متعايشة مع هيمنة حزب الله، ولا بد من سقوط تلك القوى ليسقط حزب ‏الله. وتضيف أن أي مساعدات لن تأتي من الخارج من دون حدوث تغيير جذري. وعندما يقول بعض من يلتقون ‏السفيرة لها إن ما تقوله يعني سقوط لبنان نحو هوّة الانهيار الشامل، ترد بأن “كلفة التعايش مع حزب الله اكبر من كلفة ‏أي خيار آخر، وليست مسؤوليتنا إنقاذكم إن لم تُنقذوا انفسكم”. بعض زوار السفارة يناقشون شيا بأن الضرر الذي ‏سيلحق بحزب الله نتيجة الانهيار الشامل لن يتجاوز نسبة 10 في المئة من الضرر الذي سيلحق بالآخرين، لأن ‏‏”الحزب أكثر قدرة على إدارة مناطقه” ويستطيع استيراد الادوية والنفط من سوريا وإيران. لكن شيا تعتبر أن هذا ‏الكلام مبالغ فيه.

كلام السفيرة يعبّر عن رأي إدارة راحلة قريباً. لكن احداً لا يستطيع ضمان تغيير جوهري في توجهات الإدارة ‏المقبلة. ومن الإشارات السلبية أيضاً، تلك الآتية من باريس. فصحيح أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لا ‏يزال متمسكاً بمبادرته تجاه لبنان إلى حد إصراره على الحضور إلى بيروت قبل نهاية العام الجاري، إلا أن ‏المؤتمر الذي سينظمه تحت عنوان دعم لبنان، على مستوى رئاسي، سيكون مخصصاً حصراً “لتثبيت المساعدات ‏التي أعلِن عنها بعد انفجار المرفأ”، ولن يتضمّن أي إعلان عن مساعدات جديدة، بحسب ما تشير مصادر ‏دبلوماسية متابعة.

هذه الاجواء الدولية “القاتمة”، تقابلها أجواء داخلية أشد قتامة، نتيحة عجز الطبقة الحاكمة عن إدارة الانهيار، ‏وصولاً إلى دخول مرحلة إلغاء الدعم عن السلع الحيوية.

عادة ما يهتز وضع البلد الاقتصادي، أي بلد، تدريجيا وعلى مراحل ربما تمتد لسنوات. الا أن الانهيار اللبناني ‏الشامل دخل سريعا مرحلته الأخيرة في غضون بضعة أشهر. فبعد حجب الدولة كل الخدمات المرتبطة بالاقتصاد ‏وبالحاجات اليومية للمواطن، كان الدعم بمثابة القشة التي يتمسك بها أكثر من نصف الشعب اللبناني للاستمرار ‏بالعيش، برغم الوضع المالي الهش وفقدان الودائع وهبوط قيمة الليرة. لكن من الواضح أن الدعم بصيغته القديمة ‏انتهى أو على وشك الانتهاء، لتبدأ مرحلة جديدة تبشر بفوضى اجتماعية شاملة. يجري الحديث عن رفع الدعم ‏مقابل بطاقات اجتماعية تغطي نحو 600 ألف عائلة لبنانية، تُستعمل لشراء المواد المدعومة. وقُدّرت الكلفة ‏الإجمالية لهذا المشروع بنحو مليار و300 مليون دولار في السنة، الا أن خلافا وقع حول هوية الممول له، الدولة ‏أم مصرف لبنان. فحاكم البنك المركزي رياض سلامة يريد رفع هذا “الهمّ” عن كاهله معتبرا أن مسؤوليته تقع ‏على عاتق الحكومة. وقد بشر اللبنانيين مساء أمس، خلال مقابلته على قناة “العربية – الحدث” أن بامكانه “الابقاء ‏على الدعم لمدة شهرين فقط”، معوّلاً على “ما ستخرج به جلسة اللجان النيابية التي دعا اليها رئيس مجلس النواب ‏نبيه بري اليوم”، أكان ذلك عبر اقتراح “بطاقة اجتماعية أو تأمين موارد أخرى”، كما قال. ولأن سلامة يعتقد أن ‏الأموال المودعة في مصرف لبنان بمثابة خزنته الخاصة، شكا رمي كل التمويل من كهرباء الى ماء الى بنزين ‏وقمح وغيره على المصرف سائلا: “هل فقط هناك مصرف لبنان، سؤال ينبغي طرحه على المسؤولين بالبلد”. ‏كلام الحاكم يتقاطع مع ما أبلغه لرئيس الجمهورية ميشال عون عن قدرته على التصرف بنحو مليار ونصف مليار ‏دولار فقط، وبعدها ينفض يديه من الأزمة التي أوجدها بنفسه. وهو في هذا السياق متفائل بزيادة المصارف ‏لرساميلها مع بداية العام الجديد طبقا للتعاميم التي سبق له اصدارها في آب الماضي والتي منحت المصارف مهلة ‏‏6 أشهر لزيادة رساميلها.

وسط ذلك كله، جرى تأجيل اجتماع المجلس المركزي لمصرف لبنان الذي كان مقررا اليوم للبحث في آليات الدعم ‏خلال الفترة المقبلة، ومن المرجح أن يكون السبب انتظار ما ستؤول اليه جلسة اللجان النيابية المشتركة اليوم لنيل ‏الغطاء اللازم قبل اتخاذ أي قرار مصيري. على أن آراء نائبي الحاكم سليم شاهين وبشير يقظان تؤيد إلغاء الدعم ‏وتحرير سعر صرف الليرة بذريعة ان “السوق ستصحح نفسها بنفسها لاحقاً؟”! اما زميلهما في نيابة الحاكم ‏ألكسندر موراديان فلا رأي له ليقدمه، فيما يؤثر النائب الاول وسيم منصوري الابقاء على موقفه ضبابيا مع ‏انحياز لصالح رفع الدعم وسحب فتيل القنبلة من المصرف لرميها عند الحكومة على اعتبار أن هذه المسألة ليست ‏من مسؤولية البنك المركزي أصلا. علما أن قانون النقد والتسليف حدد للمصرف دورا واضحاً في ادارة التضخم ‏وحماية النقد والاقتصاد. غير أن ما يجري حاليا لا يعدو كونه مخططاً احتيالياً جديداً لحماية أموال كبار المودعين ‏على حساب كل الناس، ويجري تغليفه بمظهر “انساني” يتعلق بعدم امكانية التصرف بالاحتياطي الالزامي الذي ‏يتكون من أموال المودعين، في حين تمّ تبديد أكثر من 100 مليار دولار من هذه الأموال من دون أن يرف جفن ‏للحاكم أو أي مسؤول. يتذرّع مؤيدو رفع الدعم بأموال المودعين، من دون ان يكترثوا لمعيشة أكثر من 50 في المئة ‏من السكان المصنفين فقراء، بشهادة دولية، عبر رفع الدعم عن الدواء والقمح والمحروقات من دون توفير أي بديل ‏جدّي وعادل لهم. فحتى الساعة، كل حديث عن بطاقة اجتماعية لا يصرف في بلد عجز عن تحديد العائلات الأكثر ‏فقرا غداة الاغلاق الأول لجائحة “كورونا“.

 

النهار : المؤتمر الدولي الثاني للدعم … بلا حكومة!

كتبت صحيفة ” النهار ” تقول : مع ان طابعه وهدفه محصور باستكمال حشد الدعم والمساعدات الإنسانية للبنانيين في ‏زمن المحن والأزمات الخانقة التي تطبق عليهم، لن يكون انعقاد “#المؤتمر الدولي الثاني ‏لدعم بيروت والشعب اللبناني ” مجردا من الأهداف السياسية الأساسية التي تطبع المبادرة ‏الفرنسية التي اطلقها الرئيس الفرنسي #ايمانويل ماكرون في زيارتيه السابقتين للبنان في ‏آب وأيلول واللتين يرجح ان تكون ثالثتهما في الأسبوع الأخير من كانون الأول الحالي.

ذلك ‏انه بات معلوما ان المؤتمر الدولي الثاني الذي ينعقد بعد ظهر اليوم بتقنية الفيديو ويرأسه ‏الرئيس الفرنسي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وان كان محور مناقشاته ‏سيتمثل في تقويم نتائج المؤتمر الدولي الأول الذي نظمته فرنسا غداة انفجار مرفأ بيروت، ‏ووفر للبنان تدفقا في المساعدات الإنسانية المتنوعة، وتاليا المضي في حشد مزيد من ‏هذه المساعدات، فان ظروف انعقاده ستظللها الأوضاع المعقدة في لبنان في ظل العجز ‏المتمادي عن تأليف حكومة جديدة لا يزال المجتمع الدولي ينتظر ولادتها لانطلاق مسار ‏الإنقاذ المرتكز الى الإصلاحات الجوهرية والأساسية.

ولذا لم يكن غريبا في ضوء تنامي ‏الخيبة الفرنسية خصوصا، والدولية عموما، من التركيبة الحاكمة والطبقة السياسية في ‏لبنان، ان تبدي أوساط معنية بالتحضيرات لهذا المؤتمر تخوفها من انعكاس هذه الخيبة ‏حتى على حجم الاستجابة الدولية للدعم الإنساني للشعب اللبناني على رغم ان عنوان ‏المؤتمر وحده يفصح عن سقوط اخر معالم الثقة الدولية بالوسط الرسمي والسياسي ‏اللبناني اذ ستتقرر المساعدات وسيجري تنظيمها على أساس الدعم المباشر للشعب ‏اللبناني وليس للدولة اللبنانية. وتشير هذه الأوساط الى ان الفرنسيين والأمم ‏المتحدة بذلوا جهودا اكبر من المرة السابقة لتأمين التزامات الدول والمنظمات الدولية ‏الـ35 المشاركة في المؤتمر والدفع نحو زيادة المساهمات في مختلف القطاعات ‏والمجالات الملحة كالصحة والاستشفاء وفق الأولويات العاجلة التي وضعها الطرفان ‏المنظمان للمؤتمر. ولن تغيب الازمة السياسية التي تعصف بلبنان عن آفاق المؤتمر ولا ‏عن نقاشاته خصوصا ان الجانب الفرنسي، كما تضيف الأوساط نفسها، يقدم عبر إصراره ‏على عقد المؤتمر ولو بطابعه الإنساني الدليل الحاسم على عدم تراجعه عن مبادرته ‏السياسية الإصلاحية التي شكلت أرضية أساسية وحيدة لتوافق لبناني عريض، كان يفترض ‏ان تترجمه ولادة حكومة الرئيس سعد الحريري ولكنها تأخرت للاعتبارات الداخلية المعروفة. ‏وسيكون تبعا لذلك للمؤتمرين إشارة سياسة قوية في الحض على وضع حد للتأخير في ‏تشكيل الحكومة بما يعكس نفاد صبر المجتمع الدولي من مماحكات ومناورات الافرقاء ‏السياسيين ولا سيما في ظل التمادي في طرح الشروط المعقدة لعملية تشكيل الحكومة. ‏ومعلوم ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيشارك في المؤتمر الذي يشارك فيه ‏مبدئيا نحو 35 رئيسا ورئيس حكومة الى منظمات دولية وسيلقي عون كلمة في المؤتمر ‏قالت بعبدا ان رئيس الجمهورية سيتناول فيها الأوضاع الاقتصادية الراهنة والصعوبات ‏التي تواجه اللبنانيين في هذه المرحلة.

ومساء امس اصدر قصر الاليزيه بيانا عن المؤتمر جاء فيه “سيترأس رئيس الجمهورية ‏السيد ايمانويل ماكرون مع الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريس مؤتمرا ‏بالفيديو دعما للشعب اللبناني يوم الأربعاء 2 كانون الأول الساعة السادسة والنصف مساء. ‏سيشارك في هذا المؤتمر عبر الفيديو رؤساء دول ومنظمات دولية وجهات مانحة متعددة ‏الأطراف ومنظمات غير حكومية وممثلون عن المجتمع المدني اللبناني. بعد ما يقرب من ‏أربعة اشهر من الانفجار في مرفأ بيروت، يهدف مؤتمر الفيديو هذا الى حصر المساعدات ‏التي قدمها المجتمع الدولي وطرق توزيعها منذ مؤتمر 9 آب لتقييم الاحتياجات الجديدة ‏والعمل على تلبيتها في سياق الازمة في لبنان“.

الديار : مجلس النواب يمهد اليوم لدراسة الدعم… والحريري ‏يؤجل “تشكيلة الأمر الواقع” حتى نهاية الأسبوع ‏مراعاةً لماكرون مؤتمر دعم لبنان يضع “اطاراً للاصلاح والتعافي واعادة الاعمار” بتكلفة مليارين و500 مليون دولار

كتبت صحيفة ” الديار ” تقول :على وقع التأزم المستمر في عملية تشكيل الحكومة والكباش المحتدم بين لبنان واسرائيل في ملف ترسيم الحدود ما ‏أدى الى ارجاء الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة برعاية الأمم المتحدة ووساطة الولايات المتحدة، ‏ينعقد اليوم “المؤتمر الدولي الثاني لدعم بيروت والشعب اللبناني” بواسطة تقنية الفيديو، بدعوة من الرئيس ‏الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي سيرأس الاجتماع مع الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس.

ويهدف المؤتمر بشكل اساسي الى تقويم نتائج الاجتماع الاول الذي عقد في 9 آب الماضي لمواجهة تداعيات ‏انفجار 4 آب، بحيث من المقرر ان يشارك فيه رؤساء ورؤساء حكومات نحو 35 دولة لتقديم مساعدات انسانية ‏للبنان.

وتؤكد معلومات “الديار” الواردة من العاصمة الفرنسية ان اي مساعدات مالية مباشرة للحكومة اللبنانية للنهوض ‏بالوضعين المالي والاقتصادي لن تصل قبل تشكيل الحكومة الجديدة واستئناف المفاوضات مع صندوق النقد ‏الدولي. مع التشديد على ان اي مساعدات سيقدمها المؤتمر ستنحصر بالشق الاغاثي والانساني.

وعشية انعقاد مؤتمر باريس، اجتمع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع سفير الاتحاد الاوروبي في لبنان ‏السفير رالف طراف، ونائبة المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان السيدة نجاة رشدي، والمدير الاقليمي لدائرة ‏المشرق في البنك الدولي السيد ساروج كومار جها، الذين اطلعوه على “اطار الاصلاح والتعافي واعادة الاعمار ‏للبنان”، الذي اعدته الجهات الثلاث والتي قدرت تكلفته بمليارين و500 مليون دولار. وبحسب رئاسة الجمهورية، ‏سيلقي الرئيس عون كلمة في المؤتمر، يتناول فيها الاوضاع الاقتصادية الراهنة والصعوبات التي تواجه اللبنانيين ‏في هذه المرحلة لاسيما بعد الانفجار في مرفأ بيروت وتداعيات جائحة “كورونا“.

وبعدما كان مرتقبا ان يتوجه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى قصر بعبدا مطلع الاسبوع الحالي لتقديم ‏تشكيلة مكتملة الاسماء للرئيس عون، علمت “الديار” انه قرر تأخير هذه الخطوة الى نهاية الاسبوع لعلمه بأن ‏‏”تشكيلة الأمر الواقع” لن تحظى بترحيب عوني ما سيفاقم الازمة الراهنة، لذلك ومراعاة لماكرون راعي ‏‏”المؤتمر الدولي”، وكي لا تقرأ خطوته نية لافشال المؤتمر، ارتأى الحريري التروي والتأجيل من دون ان يعني ‏ذلك التراجع. اذ تقول مصادر مطلعة على عملية التشكيل ان “اكثر من طرف داخلي وخارجي يحث الحريري ‏على الاقدام بملف الحكومة لان استمرار الامور على ما هي عليه يعني تحمله وحيدا مسؤولية الفراغ الحاصل ‏والتدهور المتواصل على الاصعدة كافة”. وتضيف المصادر لـ”الديار”: “يمكن للحريري وبسهولة رمي كرة ‏النار بين يدي عون ومن خلفه الوزير باسيل من خلال القول بأنهما من رفضا التشكيلة التي قدمها وبالتالي تجنب ‏اي مسؤولية بانتظار تبلور الاوضاع اقليميا ودوليا“.

الجمهورية : الدعم بين “الترشيد” و”الترشيق”… ‏والأنظار الى مؤتمر باريس مساء

كتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : لم يسجل أمس على جبهة تشكيل الحكومة أي تطور ملموس، حيث ‏يستمر انقطاع التواصل بين المعنيين، في وقت اكدت مصادر مواكبة ‏لهذا الاستحقاق الدستوري عدم وجود اي معطيات تشير الى تحرّك ‏قريب للرئيس المكلف سعد الحريري في اتجاه تقديم تشكيلة او ‏تشكيلات وزارية، حتى ولو زار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ‏خلال الساعات الـ48 المقبلة. وسيتصدّر واجهة الاهتمام اليوم موضوع ‏استمرار مصرف لبنان في دعم السلع الاساسية من عدمه، وإمكان ‏استخدام جزء من الاحتياط الالزامي لديه لمواصلة هذا الدعم الذي ‏سيكون موضوع البحث الرئيسي في جلسة اللجان النيابية المشتركة ‏اليوم، فيما ستشخص الانظار الى باريس التي ستشهد مساء مؤتمراً ‏دولياً افتراضياً نظّمته الادارة الفرنسية لتأمين مساعدات مادية ‏وإنسانية وإغاثية للبنان لمَحو الآثار التي خلّفها انفجار مرفأ بيروت في ‏‏4 آب الماضي.‏

‏ تتجه الانظار السادسة والنصف مساء اليوم الى باريس لتتبّع وقائع ‏المؤتمر الدولي لدعم لبنان، الذي دعا اليه الرئيس الفرنسي ايمانويل ‏ماكرون افتراضياً للبحث في تأمين مساعدات لبنان في هذه المرحلة، ‏ولا سيما منها ما يساعده على معالجة آثار الكارثة التي تسبب بها ‏انفجار مرفأ بيروت ومساعدة المتضررين منه وتأمين إسكان المشردين ‏منهم حتى اليوم، بالإضافة الى تلبية حاجات القطاعات التربوية ‏والصحية والاجتماعية.‏

‏ ‏وعلمت “الجمهورية” انّ من اكدوا حضورهم وتلبيتهم الدعوة ‏الفرنسية باسم مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان قد بلغ عددهم ‏‏38 دولة ومؤسسة وهيئة مانحة، ومن بينهم عدد من رؤساء الدول ‏ورؤساء حكومات ووزراء الخارجية بالإضافة الى وفود تمثّل المؤسسات ‏الدولية والأممية، ومنها وفود من البنك الدولي والبنك الاوروبي ‏وصندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.‏

‏ ‏

اللواء : مؤتمر المساعدات نحو “صندوق إنساني”.. وسلامة يمدّد الدعم حتى شباط شيا تطالب برّي بمسافة مع حزب الله.. والبنك الدولي يدين المنظومة الحاكمة

كتبت صحيفة ” اللواء ” تقول : اشارتان ايجابيتان من شأنهما ان تبلسما هموم اللبنانيين وجراحاتهم، في الشهر الاخير من عام الازمات ‏والانهيارات:

1 – انعقاد مؤتمر باريس للمساعدات الانسانية للشعب اللبناني.

2 – اعلان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة امكانية المصرف على توفير الدعم للسلع الحيوية حتى مطلع شباط ‏المقبل، خلافا للاجواء التي سادت من ان اجراءات قاسية ستتخذ فيما خص بداية وقف الدعم التدريجي عن السلع ‏الحيوية.

واشارت مصادر لبنانية مطلعة لـ “اللواء” ان ما يمكن ان يخرج من المؤتمر هو انشاء “صندوق لمساعدة لبنان” في ‏مجالات الدعم للشعب اللبناني، وليس الدعم المالي، الذي ينتظر تشكيل “حكومة مهمة” منسجمة مع ما جاء في ‏المبادرة الفرنسية.

وتوقعت هذه المصادر ان تتضمن كلمة ماكرون رسائل هادفة، وذات مؤشرات حول كيفية تعاطي المجتمع الدولي مع ‏الاوضاع في لبنان في ضوء ترنح عملية تأليف الحكومة الجديدة.

 

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى