من الصحف البريطانية
تبعات اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة و”خمسة عوامل ساهمت في إنقاذ الديمقراطية الأمريكية من إعادة انتخاب ترامب”، من أبرز ما تناولته الصحف البريطانية.
نشرت التايمز تقريرا تحليليا للصحفي أنشيل فايفر بعنوان “اغتيال محسن فخري زادة يتزامن مع فجر جديد في البيت الأبيض“.
ويقول الصحفي إنه قبل 4 أسابيع أنهت إسرائيل أكبر وأعقد مناوراتها العسكرية خلال العام الماضي، عرفت باسم “السهم القاتل” وحاكت فيها الوحدات المشاركة كيفية التعامل مع سيناريو إطلاق صواريخ باليستية إيرانية باتجاه إسرائيل.
ويضيف أن أيا من الجنود الذين شاركوا في المناورات لم يكن يعلم على الإطلاق إنه وفي نفس الوقت كان الإعداد يجري على قدم وساق للقيام بعملية أخرى في قلب إيران وهي عملية يعتقد على نطاق واسع أن وراءها جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي، وقد جعلت سيناريوهات المناورات واقعية.
ويوضح الصحفي أن إسرائيل رفعت حال التأهب في عدد من بطاريات الدفاع الجوية الصاروخية، خاصة صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ، لكن في الوقت نفسه أكد مصدر عسكري أن بلاده ليست في طريقها للحرب وأن احتمال لجوء إيران لعمل عسكري سريع للانتقام قليلة.
ونقل التقرير عن مصدر آخر قوله إن إيران لن تقوم باستخدام ترسانتها الصاروخية ضد إسرائيل للانتقام لمقتل رجل واحد.
ويشير الصحفي إلى أن إسرائيل تتوقع أن يكون الانتقام الإيراني مرتكزا على استخدام حزب الله اللبناني، ذراعها في المنطقة، لشن غارات وهجمات على الدوريات الإسرائيلية أو المواقع القريبة من الحدود مع لبنان وسوريا وفي الوقت نفسه يشير إلى إمكانية استهداف إيران أحد المصالح الإسرائيلية في الخارج.
ويعتبر فايفر أن هذه الفترة التي تشهد فجر إدارة جديدة في البيت الأبيض، ربما تكون ساهمت في تنفيذ عملية الاغتيال، على اعتبار أن إسرائيل قدرت أن إيران لن تنتقم الآن في الغالب، علاوة على أنه بعد العشرين من يناير/ كانون الثاني المقبل لن تكون الإدارة الأمريكية متسامحة مع عملية كهذه، وهو ما يبدو كان عاملا مهما في تقدير الاستخبارات الإسرائيلية للموقف.
نشرت الغارديان تقريرا لمراسلها في الولايات المتحدة توم مكارثي بعنوان “5 عوامل أنقذت الديمقراطية الأمريكية من إعادة انتخاب ترامب“.
ويقول مكارثي إنه “ليس من الواضح حتى الآن إذا ما كانت الديمقراطية الأمريكية قد نجت من الانتخابات الرئاسية لعام 2020 دون أضرار”، مشيرا إلى أنه لو أصبح نهج الرئيس دونالد ترامب في عرقلة الانتخابات الشرعية أمرا معتادا في سلوك الحزب الجمهوري وممارستهم السياسية في الانتخابات القادمة وعلى رأسها “رفض الاعتراف بالهزيمة والادعاء كذبا بوجود تزوير في عد الأصوات ورفع الدعاوى القضائية للطعن في النتيجة، فسوف يعني ذلك أن الديمقراطية الأمريكية قد أصيبت بالفعل بجرح قاتل“.
ويواصل مكارثي القول “لم ينجح ترامب في محاولته التاريخية لسرقة انتخابات 2020، في ما يعتبره محللون أخطر هجوم منذ فترة الحرب الأهلية على الديمقراطية الأمريكية. كما أن الولايتين اللتين علق عليهما ترامب آماله الأخيرة، وهما بنسلفانيا وميتشغان قد أعلنتا النتائج الموثقة بفوز جو بايدن“.
ويبدأ مكارثي في تعديد العوامل التي ساعدت على صمود الديمقراطية الأمريكية في مواجهة ترامب:
لا تقوم جهة مركزية بالإشراف على الانتخابات التي تنظمها أكثر من خمسين جهة في الولايات المختلفة ويقوم الناخبون بالتصويت بشكل محلي أمام الدوائر التي تقوم بفرز وعد الأصوات.
فقد اعتاد الناخبون خلال الانتخابات السابقة على التراخي في النزول والتصويت وكان ذلك ضعفا معتادا في الديمقراطية الأمريكية، لكن ليس في انتخابات 2020. فلم يحدث أبدا أن حصل أي مرشح رئاسي على أكثر من 70 مليون صوت فقد حصل أوباما عام 2008 على 69.5 مليون صوت. وفي هذا العام حصل ترامب على ما يقرب من 74 مليون صوت، بينما حصل بايدن على ما يقرب من 80 مليون صوت.
رغم ادعاءات ترامب إلا أن الانتخابات لم تشهد تزويرا واسعا أو فساد خلال عمليات الفرز وذلك بسبب النشاط الكبير للمراقبين والنشطاء الحقوقيين.
استخدمت حملة ترامب الكثير من المحامين الكبار لرفع العديد من الدعاوى القضائية ضد النتائج وقامت المحاكم بالفصل فيها بشكل سريع دون أن يربح الفريق أي قضية باستثناء قضية فرعية غير مؤثرة من بين 43 قضية في ست ولايات.
المؤسسة الإعلامية الأمريكية واحدة من أقل المؤسسات الأمريكية حبا من المواطنين لكن الإعلام القوى والمستقل والذي يحظى بالحماية الكاملة بموجب المادة الأولى في الدستور يبقى ركنا رئيسيا ومهما من أركان الديمقراطية في الولايات المتحدة.