من الصحف الاسرائيلية
عبّر مسؤولون أمنيّون إسرائيليّون عن خشيتهم من أن تنتقم إيران لاغتيال العالم النووي البارز، محسن فخري زادة، من إسرائيليّين في دبي خصوصًا والإمارات عمومًا، بحسب ما نقلت عنهم القناة 12 .
ووفقًا للمراسل العسكري للقناة نير دفوري فإنّ آلاف الإسرائيليّين سيتدفّقون إلى دبي وأبو ظبي خلال الأسابيع المقبلة للسياحة، في إطار اتفاقيّات التطبيع الأخيرة.
وكشف دفوري أن الأجهزة الأمنية الإسرائيليّة أجرت اجتماعًا حول هذه الاحتمال، ولضمان أمن الإسرائيليّين الموجودين في الإمارات، كما كوّنت الإمارات وإسرائيل منظومة أمنية استخباراتيّة مشتركة لكشف وإحباط محاولات الانتقام الإيرانيّة.
قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي خلال جولة له في الجولان المحتلّ إنّ إسرائيل “ستستمرّ في العمل بقوّة قدر المطلوب ضد التموضع الإيراني في سورية“.
وتابع كوخافي “سنستمرّ في الحفاظ على جهوزيّة كاملة ضد كل اكتشاف لعدوانيّة ضدّنا”، وأوضح أنّ الجيش الإسرائيلي “موجود في وضع اعتيادي كامل ويقظ للتطورات المحتملة في المنطقة“، وأجرى كوخافي خلال جولته جلسة تقدير موقف مع قائد الجبهة الشماليّة أمير برعام.
اعتبرت صحيفة مكور ريشون أن أسرة العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز آل سعود، توصلت أخيرا إلى “استنتاجات” مشابهة لتلك التي خلص إليها الرئيس المصري الأسبق، أنور السادات، بعد حرب عام 1973.
زقال حاغاي سيغال، المحرر السابق لمجلة “نقطة” ومؤسس القناة 7 الإخبارية التابعة للمستوطنين، إن نشر أخبار زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى السعودية، يسلط الأضواء على أهميتها “التاريخية”، رغم أن الجانبين لم يتواجها بشكل مباشر كما حدث في الحالة المصرية.
وأشار “سيغال” في مقاله بصحيفة “مكور ريشون” إلى أن “مفاوضين إسرائيليين أبلغونا مليون مرة بأن السعودية لن تطبع علاقاتها معنا قبل حل القضية الفلسطينية، وربطوا المسألتين معا كما لو كانت بينهما ضرورة جاذبية، أو تفاعل كيميائي، يشمل تراجع إسرائيل لحدود حزيران 1967، وعندها فقط يزور الإسرائيليون السعودية“.
وأوضح أن “مبادرة السلام السعودية، وهي من بنات أفكار نجم نيويورك تايمز توماس فريدمان، احتوت على نص صريح من قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة لعام 1947، وفي فبراير 2002، واقترح فريدمان أن تقوم المملكة ودول أخرى في جامعة الدول العربية بإقامة علاقات مع إسرائيل مقابل إقامة دولة فلسطينية على خطوط 1967، وبعد أسبوعين، تبنت العائلة المالكة السعودية هذه المبادرة، لكن إسرائيل لم توافق عليها“.
ولفت سيغال، وهو مؤلف العديد من الأفلام الوثائقية، ومقدم برنامج أسبوعي على قناة الكنيست، إلى أن “كل المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية ما زالت قائمة، وما تم الانسحاب منه بخطة فك الارتباط التي نفذها أريئيل شارون في 2005 لم تقصر المسافة بين تل أبيب والرياض بملليمتر واحد، ولكن وصل الأمر بالسعودية لأن تستضيف رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني، بنيامين نتنياهو، من يصدق؟“.
وزعم الكاتب أن “قرار العائلة السعودية المالكة بالانفتاح على إسرائيل يعني أنها توصلت إلى استنتاجات مشابهة لما أقدم عليه السادات بعد حرب 1973، ومفادها أن إسرائيل قوية جدا، ولن يتمكن العالم العربي من إلحاق الهزيمة بها في ساحة المعركة، أو إجبارها على التراجع بوسائل قوية أخرى، كما أنها الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي يخشى النظام الإيراني مواجهتها“.
وأكد أن “السعوديين باتوا على قناعة مفادها أنه من الأفضل التعاون مع إسرائيل بدلا من مضايقتها بشأن القضية الفلسطينية، مع أنهم استخدموا هذه القضية فقط كذريعة لعدائهم تجاهنا، وبالتالي فإن السعودية لم تعد تهتم بالفلسطينيين“.
وأضاف أن “التقارب السعودي الإسرائيلي يذكرنا بكلام مهم منقول عن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في جلسة استماع لمجلس النواب ربيع 2009، حين أوضحت أنه إذا أرادت إسرائيل دعم العرب في الحرب ضد إيران، فسيتعين عليها دفع ثمن ذلك بتنازلات للفلسطينيين“.
وحينها انتشرت عناوين رئيسية من قبيل “بوشهر مقابل يتسهار”، أي أن استهداف مفاعل بوشهر يجب أن يسبقه الانسحاب من مستوطنة يتسهار.
واستدرك بالقول إن “العالم العربي يغازل إسرائيل اليوم كجزء من صراعهم ضد إيران، بدليل أن هناك المزيد من الدول العربية التي تجري عمليات سلام معنا: الإمارات والبحرين والسودان، والآن السعودية، وباتوا يعتبرون إسرائيل في 2020 حليفا أكثر ولاء من الولايات المتحدة، التي توشك أن تقع في أيدي ديمقراطية مهتزة مرة أخرى“.
ويطرح ذلك سؤالا، بحسبه: “هل ستصبح السعودية والإمارات والبحرين والسودان حلفاء مخلصين لإسرائيل الآن؟“.
وتابع: “لا ينبغي لإسرائيل أن تبني ذلك على المدى الطويل في الوقت الحالي، لأنه حتى إشعار آخر تتقاطع مصالح كلا الطرفين ببساطة، المصالح فقط، العرب وإسرائيل، ولا توجد رومانسية هنا، ولم يكتشف ولي العهد السعودي فجأة جمال عيون الإسرائيليين، ولم يقع حكام الإمارات في حب حكومتنا، بل أدركوا أخيرا أنه إذا لم تتلاعب إدارة بايدن بالعمل ضد عجلات التاريخ واستنزاف الإنجازات السياسية لدونالد ترامب ومايك بومبيو، فقد يظهر شرق أوسط جديد منها”.