من الصحف البريطانية
خصصت الصحف البريطانية حيزا مهما في مقالاتها وتقاريرها لأسطورة كرة القدم دييغو مارادونا، الذي رحل بعد تاريخ حافل من الإنجازات وحياة مثيرة للجدل.
نشرت صحيفة الغارديان مقالا كتبته مارتشيلا مورا أرويو تقول فيه إن النجم العالمي دييغو مارادونا هو رمز الأرجنتين.
“وهو يمثل أيضا المثال الحقيقي لقدرة الإنسان على الظهور في صورة جميلة وأخرى بشعة في وقت واحد“.
وتذكر الكاتبة أن مارادونا قال يوما: “من الصعب أن تعيش طبيعيا إذا ذهبت إلى القمر وعدت إلى الأرض، لأنك تكون قد تعودت على القمر“.
وتقول إنه مهارات مارادونا وعبقريته جعلت منه رجلا خارقا للعادة في تعامله مع الكرة فهو يتصرف فيها مثلما يتصرف الرسام مع فرشاته، لأنه يبدع أشياء من لا شيء.
وتضيف أن الفكرة التي انطبعت عند الناس عن مارادونا بأن المهارات التي يملكها في رجليه افتقدها في عقله ليست دقيقة، فهي ترى أن مارادونا من أذكى لاعبي كرة القدم.
وتضيف: “هو مثال حقيقي للإنسان وتناقضاته وقدرته على تقديم الأجمل والأبشع في آن واحد. ولم تكن شهرته منفصلة عن حياته الخاصة، لأنه كان إنسانا في كل الأحوال“.
كما أنه يجتهد باستمرار في التدريب لا يكل ولا يمل من تطوير المهارات التي تنقصه ولا يتوقف عن العمل إلى أن يجيدها، وإن كان ينام في أوقات غريبة ويتوقع من العالم أن يواكب وتيرته في العمل.
وتشير إلى أن مارادونا كان فعلا رمزا بلاده الأرجنتين، ولكنه كان عالميا في انتشاره، له قبول حيثما حل يستقبله المعجبون بالترحاب الواسع كأنه واحد منهم.
وكانت استطلاعات الرأي كثيرا ما تضعه الرجل الأكثر شهرة في العالم، كما أنه هدفه الثاني أمام انجلترا في عام 1986 يصنف أيضا أجمل هدف في العالم.
ومع تعاظم مكانته ونجوميته الأسطورية في الملاعب، برزت أيضا جوانبه الإنسانية المعقدة وظهرت للناس.
فقد عانى لسنوات من الإدمان والأمراض النفسية، وأجرى عمليات جراحية، وظل يقاوم ويمتع الناس كلما ظهر لهم في وسائل الإعلام خارج الملعب مثلما كان يفعل بالكرة في الميادين.
نشرت صحيفة الاندبندنت مقالا كتبه كبير محرري كرة القدم، ميغال ديلايني، يقول فيه إن مارادونا جمع بين العبقرية والبهجة في كرة القدم. عندما تراه كأنك تلمس السماء بيديك.
وذكر الكاتب حادثة تصور حقيقة ما كان يمثله مارادونا في ملاعب كرة القدم عندما كان في قمة عطائه.
ففي نهائيات كأس العالم 1990 لعب منتخب الكاميرون ضد الأرجنتين، وعندما رأى لاعبا الكاميرون، ألفونس يومبي وروجي فوتومبا، مارادونا في الملعب أجهشا بالبكاء، إذ لم يصدقا أنهما سيلعبان مع مارادونا.
هذه هي المكانة التي وصل إليها مارادونا فوق ملاعب كرة القدم. فهو لاعب خارق للعادة بكل ما تعنيه الكلمة، فمهاراته الفنية ولمساته السحرية تجعل كل من يراه منبهرا به كل حسب طريقته.
ويضيف الكاتب أن الكثيرين يرون أنه أحسن لاعب في تاريخ كرة القدم على الإطلاق، وسيبقى النقاش حول هذه المسألة مفتوحا، وفي النهاية تكون القناعة الشخصية والذاتية هي التي تحدد الإجابة.
كان مارادونا يحرك الكرة ويجري بها بطريقة لا يعرفها غيره، وكأنها ملتصقة في رجله، لا يستطيع أحد أن ينتزعها منه، وكل من شاهد مباريات كأس العالم 1986 ومبارياته مع فريق نابولي في الدوري الإيطالي استمتع بتلك الفنيات المبهرة.
ويرى الكاتب أن تلك الفنيات تمثل حرية كرة القدم وما يمكن أن تفعل، كما أنها تعطي فكرة عن المستوى التي يمكن تبلغه المهارات الكروية، فهي تلهب الخيال.
وتتعمق فكرة الحرية من قصة مارادونا الاجتماعية إذ أنه نشأ في بيئة فقيرة من عائلة تعيش في العاصمة بوينس آيرس.
وفي المباراة النهائية لكأس العالم 1986 لم تكن العبقرية في الانطلاقة التي لا يوقفها أحد، وإنما في الرؤية الخارقة عندما رفع مارادونا الكرة بطريقة عجيبة إلى خورخي بوروتشاجا ليسجل هدف الفوز.
كانت لمسة تاريخية لا تمحى من الذاكرة. تبقى هذه الحركة خالدة تعبر عن عبقريته النادرة ومستواه الذي لا يضاهى، هذا فضلا عن إنجازاته مع فريق نابولي.
ولكن أجمل هدف سجله مارادونا هو عندما باغت خمسة لاعبين انجليز في انطلاقة واحدة، وانفرد بالحارس بيتر شيلتون ثم وضع الكرة في الشباك. والمدهش أن اللاعبين لم يحاولوا إيقافه وهو يجري بالكرة نحو المرمى بل وقفوا متسمرين في أماكنهم.
نشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقالا عن الأخبار المزيفة التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص فيروس كورونا واللقاحات التي يجري اختبارها.
وتقول كاتبة المقال، أنجانا أهوجا، إن تأثير هذا التضليل سيكون سلبيا على الجميع، وترى الكاتبة أن الأخبار المزيفة وغير الدقيقة أصبحت تأخذ حيزا كبيرا في وسائل التواصل الاجتماعي، من بينها التشجيع على سلوكات مضرة وونظريات مؤامرة ضد اللقاحات وممارسات صحية غير معتمدة علميا.
كل هذا أدى إلى تشكيك مثير للقلق في فعالية اللقاحات ضد فيروس كورونا، إذ وجدت استطلاعات الرأي في بريطانيا والولايات المتحدة أن 51 في المئة و41 بالمئة على التوالي من الناس يريدون أخذ اللقاح ضد الفيروس إذا عرض عليهم.
وانخفض العدد بنسبة 6 بالمئة في بريطانيا و3 بالمئة في الولايات المتحدة بعدما اطلع الموافقون على تغريدات لمشاهير يدعون فيها أن لقاح فيروس كورونا بسبب العقم.
وتثير هذه الأرقام القلق لأن المطلوب من أجل حصول المناعة الجماعية هو حصول 55 في المئة من السكان على اللقاح، وهو ما يطرح إشكالا كبيرا في محاولة القضاء على الوباء. وليست المشكلة محصورة في بريطانيا والولايات المتحدة إذ أن فرنسا وروسيا أيضا سجلتا انخفاضا في ثقة الناس باللقاحات.
ونبه الباحثون في جامعة أوكسفورد منظمة الصحة العالمية إلى هذه الأرقام، وحذرت المنظمة من إغراق وسائل التواصل الاجتماعي بالأخبار الصحية غير الدقيقة، أو بالدعاية الكاذبة ضد اللقاحات له تأثير كبير على الصحة العامة.