من الصحف الاميركية
كشفت صحيفة وول ستريت أن شركة “غوغل” تخطط لمد كابل من الألياف البصرية يربط بين كيان الاحتلال الإسرائيلي والسعودية، دون المرور بمصر.
وأوضحت الصحيفة أن غوغل ترى في المسار الجديد لخط الكابل بديلاً عن مصر، التي تفرض رسوماً مرتفعة على شركات الاتصالات، إضافة إلى المخاطر المحتملة لمرور الكابل في البحر الأحمر، وخاصة فيما يتعلق بالأعطال المحتملة بسبب حركة الملاحة المزدحمة في المنطقة.
وذكرت الصحيفة أن الكابل “بلو رامان” سيربط في النهاية بين الهند وأوروبا، مشيرة إلى أن الشبكة الجديدة ستفتح ممراً جديداً أمام حركة الإنترنت العالمية.
والمشروع الذي يربط الهند وأفريقيا، ايضاً، هو أحدث مشاريع البنية التحتية الدولية لشركة “غوغل” في بناء شبكة تمتع بقدرات أكبر لدعم طلب المستخدمين المتزايد على مقطاع الفيديو والبحث والمنتجات الأخرى.
ويبلغ طول الكابلات أكثر من 5 آلاف ميل، وتقدر قيمتها بنحو 400 مليون دولار، وأطلق على المشروع “بلو رامان” تيمنا بعالم الفيزياء الهندي تشاندراسيخارا فينكاتا رامان.
وقالت وول ستريت جورنال إن غوغل ستتجه إلى شركاء الاتصالات للمساعدة في تمويل المشروع، بما في ذلك شركة الاتصالات العمانية وشركة “تيلكوم ايطاليا”.
وحذر أشخاص مطلعون على المشروع من أنه من السابق لأوانه الإعلان عن المضي قدماً في المشروع، نظراً لأن الكابل يتجاوز عدة حدود، ويتطلب موافقة العديد من وكالات المعايير، وهناك إمكانية لإعادة مسار الكابل مرة أخرى إذ حدث أي عائق جديد، .
أشار الكاتب هنري أولسن إلى أن اللقاء الذي ورد أنه تم بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان -بالرغم من نفي المصادر السعودية ذلك رسميا- وبمشاركة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، سيكون متسقا مع الاتجاه الأخير للتقارب بين العدوين التاريخيين، وأن هذا التطور الذي هو تحالف فعلي مناهض لإيران بين إسرائيل ودول الخليج، من المرجح أن يغير كثيرا الشكل الذي ستبدو عليه سياسة إدارة بايدن المقبلة في الشرق الأوسط.
وعلق أولسن في مقاله بصحيفة واشنطن بوستبأن العداء الأزلي بين الدولة اليهودية والعالم الإسلامي العربي قد تغير لينبني الآن على أقدم مبررات الدبلوماسية ألا وهو “المصلحة الذاتية“.
فالنظام الإيراني -كما يقول الكاتب- ينظر إلى إسرائيل ودول الخليج السنية على أنهما غير شرعيين ويعمل بلا كلل لإسقاطهما. كما يمول هذا النظام الجماعات الإرهابية مثل حزب الله والجماعات المتمردة مثل تلك الموجودة في اليمن للضغط العسكري على السعودية وإسرائيل، وهذا وحده كاف لجمعهما معا.
ويضيف أن محاولة إيران إخضاع العراق بالكامل لنفوذها يمثل تهديدا للسعودية ودول الخليج. وإذا تمركزت القوات المدعومة من إيران في المناطق الشيعية في جنوب العراق فيمكنها بسهولة شن غزو للسعودية في أي لحظة. وتزخر المنطقة الشرقية في المملكة، والتي تقع جنوب الكويت مباشرة، بالكثير من ثروة المملكة النفطية، فضلا عن كون سكانها من الشيعة في الأساس، كما تقع كل دول الخليج الغنية بالنفط على حدود المنطقة الشرقية. ولذلك من المهم لأمن السعودية ودول الخليج أن تبقى القوات الإيرانية بعيدة قدر الإمكان.
العداء الأزلي بين الدولة اليهودية والعالم الإسلامي العربي قد تغير لينبني الآن على أقدم مبررات الدبلوماسية ألا وهو المصلحة الذاتية
وتابع أولسن أنه بناء على هذه الخلفية يجب فهم سعي إيران لامتلاك سلاح نووي. إذ لو أنها امتلكت مثل هذا السلاح فإن تكنولوجيتها من الصواريخ الباليستية ستعرض إسرائيل والعرب لخطر ابتزاز نووي. وهذا بدوره يضخم القوة العسكرية التقليدية لإيران ووكلائها.
ويرى الكاتب أن التغييرات في السياسة الأميركية خلال إدارة أوباما سببت موجات من الصدمة في المنطقة. فلطالما اعتمدت إسرائيل، التي لديها رادعها النووي، والسعودية على الولايات المتحدة لحمايتهما من التخريب الإيراني. ومن الواضح أن الاتفاق النووي الإيراني جعل هذا الضمان الضمني محل شك. وبالنسبة للإسرائيليين كان ذلك يعني أنهم لم يعودوا متأكدين من نشر القوات الأميركية لمساعدتهم في أي أزمة. وبالنسبة لدول الخليج كان هذا يعني أنها بحاجة إلى حليف قوي مسلح نوويا لا شك في التزامه بمعارضة إيران.
وأضاف أن التغييرات الدراماتيكية الأخيرة في السياسة العربية تجاه إسرائيل تبدو منطقية عند النظر إليها في ضوء ذلك. بالنسبة لإسرائيل فإن التحالف مع دول الخليج العربي يوفر قوة عسكرية يمكن نشرها نيابة عنها في حالة وجود تهديد متبادل. كما أنه يوفر، نظريا، قربا جغرافيا من إيران لشن أي غارات سرية قد توفرها السفن أو القواعد الأميركية حاليا. وبالنسبة للعرب فهو يضمن أن تقف قوة مسلحة نوويا وراءهم إذا امتلكت إيران سلاحا نوويا في أي وقت، ويؤسس اتصالا مع وكالات الاستخبارات الإسرائيلية.
كما أن تحالفا فعليا من شأنه أن يقلل الاعتماد على الولايات المتحدة وأهوائها السياسية الداخلية، ليحل محل الوساطة الأميركية بعلاقات مباشرة بين الأجهزة الأمنية في الدولتين. ومن الواضح أن التخلي عن الفلسطينيين في ظل مثل هذه المزايا، إذا تم ببراعة، يخدم المصلحة الأمنية للسعوديين ودول الخليج الأخرى.
وتابع أولسن أنه من غير المرجح أن تمنح تعيينات الأمن القومي التي أعلن عنها الرئيس المنتخب جو بايدن يوم الاثنين مزيدا من الراحة لأي من الجانبين.
واختتم مقاله بأن إسرائيل وبعض الدول العربية تعرف أن إيران تسعى لتدميرها. ومن المرجح أن تجد إدارة بايدن أن هذا التحالف بين الرفقاء الغرباء سيجبر سياستها في الشرق الأوسط على أن تبدو أشبه بسياسة إدارة ترامب أكثر مما يتخيل حاليا.