الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

 

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

البناء: المقداد وزيراً للخارجيّة السوريّة والجعفريّ نائباً له… وأنصار الله يفجّرون محطة آرامكو.. تساؤلات حول موقع لبنان في مباحثات بومبيو ونتنياهو وبن سلمان؟ / الحكومة مؤجلة بانتظار إعلان فوز بايدن رسميّاً بالرئاسة الأميركيّة!

 

كتبت البناء تقول: المشهد الإقليمي يتقدم على المشهد المحلي، رغم مستوى التفاقم الذي تسجله كل مستويات الأزمة السياسية والاقتصادية والصحية والأمنية، وكثيرة هي الشواهد التي يتداولها اللبنانيون على دخول البلد مرحلة الانهيار الشامل، بينما تعتقد مصادر مواكبة للوضع الداخلي أن العجز الداخلي عن إنتاج حكومة تشكل نقطة البداية في المواجهات المطلوبة لكل الأزمات، ليس مجرد شأن داخلي، كما هو حال ملف التدقيق الجنائي، الذي تساءلت المصادر عما إذا كان سيبصر النور بالرغم من وجود اقتراحات قوانين لتدقيق جنائي ملزم في مصرف لبنان وسائر الوزارات والإدارات، من نواب حركة أمل كما أعلن الوزير السابق علي حسن خليل وحزب القوات اللبنانية ونواب التيار الوطني الحر ونواب اللقاء التشاوري وتأييد نواب حزب الله لتشريع دائم للتدقيق الجنائيّ.

المشهد الإقليمي الذي سجّل تأكيد استقرار المسارات الدستورية والقانونية في الدولة السورية مع تعيين الدكتور فيصل المقداد وزيراً للخارجية السورية خلفاً للوزير الراحل وليد المعلم، وتعيين الدكتور بشار الجعفري نائباً للوزير، والسفير بسام صباغ ممثلاً دائماً لسورية في الأمم المتحدة، بينما سجل الوضع على المسار اليمني السعودي حدثاً بارزاً تمثل بنجاح اليمنيين بتفجير محطة تحويل النفط في آرامكو بجدة بواسطة صاروخ مجنح، فيما كانت وسائل الإعلام في كيان الاحتلال تكشف وصول رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو الى السعودية ومشاركته بلقاء جمعه مع وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بقيت تداعيات الكشف عنه تطغى على النفي الرسمي السعودي، الذي جاء متأخّراً، وفقد قيمته مع إعلان منافس نتنياهو بني غانتس أن الإعلان عن اللقاء خطأ كبير، وبعدما أكد وزير في حكومة الاحتلال خبر اللقاء لوكالة رويترز، في ظل تأكيدات دبلوماسية وأمنية لمأزق مشترك يعيشه ثلاثي الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفريقه، ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وولي العهد السعودي، بعد هزيمة ترامب في الانتخابات الرئاسية وظهور الشهور المتبقية من ولايته فرصة أخيرة لفعل الممكن لفرض معادلات جديدة تعيق خطط ذهاب الرئيس المنتخب جو بايدن نحو إحياء التفاهمات وسياسة الانخراط في تسويات بعد وصول خطط الحرب والتصعيد الى طريق مسدود، وترى مصادر متابعة للوضع الإقليمي أن لا وجود فعلياً لساحات فعل مشتركة يمكن للتعاون الأميركي الإسرائيلي السعودي أن يستدعي تنسيقاً ثلاثياً، ففي أغلب الساحات يمتلك السعودي والأميركي أوراق تأثير بينما يشكل التدخل الإسرائيلي الذي لا يملك إلا التحرك العسكري والأمني، عاملاً سلبياً يشوّش على التحرك الأميركي السعودي، كالوضع في العراق واليمن، بينما في سورية فقد استنفدت وسائل التأثير على مسارات الحرب، ويشكل أي تلاعب بالتوازنات مشروع مواجهة مع روسيا، وبالتوازي تبدو إيران بمنأى عن خطر يمثله ما يمكن أن يُقدِم عليه الثلاثي رغم الحديث عن عمل عسكريّ مشترك يهوّل به البعض، ضمن مفاعيل حرب نفسية، يتم استخدام الحديث عن استقدام طائرات أميركية الى المنطقة لمنحها مصداقية، ولذلك تعتقد المصادر أن لبنان وفلسطين يشكلان الساحات الوحيدة لقدرات تأثير يملكها الأطراف الثلاثة، وحيث الحرب والتسوية فوق التوقعات، يصير البحث بما يمكن أن يفعله الثلاثي لسحب التنازلات، كما حدث مع السلطة الفلسطينية، أو تفجير الداخل الاجتماعي والسياسي وربما الأمني، كما يمكن أن تكون الخطة في لبنان.

بالتوازي يستمرّ الجمود في المسار الحكوميّ، رغم ما توحي به المواقف المعلنة للأطراف المعنيّة من نيات إيجابية لتسهيل ولادة الحكومة الجديدة، وقالت مصادر معنية بالملف الحكومي، إن المسار الحكوميّ صار مرتبطاً بالسقف الذي رسمه وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو لجهة اعتبار الحكومة منصّة مواجهة بين السياسات الأميركية وحزب الله وتخيير المعنيين بالشأن الحكومي بالانحياز لأحد الفريقين، وتقول المصادر إنه حتى يغيب شبح بومبيو عن المشهد اللبناني سيبقى كل شيء معلقاً، والحد الأدنى للوقت اللازم هو إعلان فوز المرشح الرئاسي جو بايدن بالرئاسة بصورة رسميّة ونهائيّة تقطع الطريق على أي نقض او طعن أو تشكيك، وهذا ما لن يتبلور قبل النصف الثاني من الشهر المقبل.

حكومة الأمر الواقع لن تمُرّ

فيما بقي ملف التدقيق الجنائي وانسحاب الشركة المكلفة إجراء التحقيق في حسابات مصرف لبنان الحدث الأبرز على الساحة الداخلية، لم يشهد موضوع تشكيل الحكومة أي جديد في عطلتي نهاية الأسبوع وعيد الاستقلال في ظل جمود مطبق قد يطول لأشهر. فيما تلاقت المؤشرات والمعطيات بأن الأمور لا زالت معقدة حكومياً بل زادت تعقيداً بعد العقوبات الأميركية الأخيرة على النائب جبران باسيل والتهديد بفرض عقوبات جديدة على رئيس الجمهورية ميشال عون واستعانة الرئيس المكلف سعد الحريري بـ«المصادر والمقرّبين» لتوجيه الرسائل إلى بعبدا التي ردت الاتهامات الى بيت الوسط معلنة استمرار المواجهة في ملف التدقيق الجنائي.

وإذ لا توحي الأجواء بأن الحريري سيزور بعبدا خلال الأيام المقبلة لتفعيل التواصل والتشاور، أشارت مصادر مطلعة لـ«البناء» الى أنه «لا يمكن تحميل طرف معين مسؤولية عرقلة تأليف الحكومة بل هناك مجموعة من التعقيدات الداخلية والخارجية، وبالتالي عملية التأليف مسؤولية مشتركة تحتاج لتعاون مختلف الأطراف السياسية».

وأكدت المصادر بـ «ألا حكومة من دون توافق سياسي على أسس هذه الحكومة ونوعها وحجمها والمعايير التي تستند إليها. وهذه مسؤولية رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف بالدرجة الأولى لاستيلاد حكومة ترضي جميع الكتل النيابية الممثلة في المجلس النيابي لكي تنال الثقة النيابية في ما بعد».

وعن تأثير العقوبات الأميركية على رئيس التيار الوطني الحر لفتت الى أن «طريق تأليف الحكومة معقدة قبل صدور قرار العقوبات على باسيل، لكن المشكلة في الطريقة المتبعة بتأليف الحكومة وعدم اعتماد معيار موحّد وقاعدة ثابتة تسري على الجميع، فلا يمكن تمرير حكومة على القوى السياسية والنيابية وليس بالضرورة أن يكون الوزراء منتمين الى أحزاب بل من الطبيعي أن تتشارك القوى السياسية مع الرئيسين عون والحريري في اختيارهم»، وأكدت أن لا أحد يستطيع فرض حكومة أمر واقع أو إقصاء بعض المكوّنات النيابية عن المشاركة في الحكومة».

 

الأخبار : بومبيو: عقوبات لمن يؤلّف حكومة مع حزب الله؟ الحكومة إلى العام المقبل!

كتبت صحيفة ” الأخبار ” تقول : لا حكومة في الأفق. كل الطرق مقفلة على قاعدة تمسّك كل طرف بوجهة ‏نظره. رئيس الجمهورية مصرّ على وحدة المعايير. والرئيس المكلّف ‏يراهن على تنازل يؤكد كثر أنه لن يأتي. مصادر تؤكد أن العرقلة أميركية ‏يغطّيها سعد الحريري بالتصويب على جبران باسيل، ومصادر أخرى ‏تشدّد على أن لا مؤشرات على صحة هذا التوجّه حتى الآن

كما العام الماضي، احتفل البلد بذكرى الاستقلال في ظلّ حكومة تصريف أعمال. كل الأوضاع الكارثية التي يشهدها ‏البلد لم تنعكس إصراراً على إنجاز الحكومة بسرعة. وكل المؤشرات تشي بأن المشهد الحكومي أشدّ سواداً من أي ‏وقت مضى. منذ أن استقبل الرئيس ميشال عون الرئيس سعد الحريري في 16 الجاري، لم يحصل أي تواصل.

آخر ‏الإشارات صدرت عن رئيس الجمهورية في رسالة الاستقلال. في اتهام واضح للحريري بالعرقلة، سأل: “أوَلم يحن ‏الوقت بعد، في ظل كل تلك الأوضاع الضاغطة، لتحرير عملية تأليف الحكومة من التجاذبات، ومن الاستقواء والتستّر ‏بالمبادرات الإنقاذية للخروج عن القواعد والمعايير الواحدة التي يجب احترامها وتطبيقها على الجميع؟”.

عون كان ‏واضحاً بأن لا تقدم في عملية التأليف إلا بالتعامل بالمثل مع كل المكوّنات. لكن، في المقابل، تتعامل أوساط الحريري ‏مع كلام عون على أنه تصويب على المبادرة الفرنسية نفسها، والتي تردّد خلال اليومين الماضيين أنها لم تعد في ‏التداول. إلا أن مصادر متقاطعة نفت هذه المعلومات، مؤكدة أن فرنسا لا تزال الأكثر قدرة على القيام بدور في لبنان.

‏ونُقل عن السفيرة الفرنسية الجديدة، خلال لقاء مع مسؤولي الصحف الفرنسية في بيروت، تأكيدها أن المبادرة مستمرة ‏رغم العقبات.

والعقبات الحكومية لم تتغير قيد أنملة منذ ما بعد العقوبات الأميركية على الوزير جبران باسيل. خاب ظن ‏الحريري، كما الموفد الفرنسي باتريك دوريل، اللذين راهنا على العقوبات لكي يتنازل باسيل. ومنذ أن أيقنا أن ‏الأخير ورئيس الجمهورية، يصران على موقفيهما توقفت عملية التأليف. أوساط الحريري لا تنكر أن الأخير طلب ‏من عون أن يسمي وزيرين فقط، مقابل تسمية المردة وزيرين والطاشناق وزيراً، فيما يترك له حق تسمية ‏الوزراء الآخرين من الاختصاصيين، غير القريبين منه. لكن هذا العرض لم يحظ بموافقة عون لكونه يتعارض مع ‏معيار أن يسمي كل طرف وزراءه المتبع في الحصص الشيعية والدرزية والسنية. مصادر الحريري ترفض ‏الإشارة إلى أنه ترك أمر تسمية الوزراء الشيعة لثنائي حزب الله وأمل أو الوزير الدرزي للحزب الاشتراكي، ‏مؤكدة أن التسمية ستأتي من عنده وبالتشاور مع الأطراف المعنية. لكن ذلك تنفيه مصادر في 8 آذار، مشيرة إلى ‏أنه لم يتم الحديث بعد في أسماء الوزراء، إلا أنها أكدت أن من المحسوم أن الأسماء الشيعية ستطرح من قبل ‏الثنائي، على أن يختار الحريري من بينها.

بالنتيجة، كل المؤشرات تؤكد أن لا حكومة في العام الجاري. مصادر 8 آذار تصل إلى حد توقّع أن لا تكون هناك ‏حكومة قبل كانون الثاني (موعد تسلّم جو بايدن الرئاسة في أميركا). كما تشير إلى أنه حتى حينها ليس مضموناً ‏تأليف الحكومة. وبالرغم من هذا الربط، إلا أن المصادر تشير إلى أن لا معلومات مؤكدة عن تعطيل أميركي ‏للاستحقاق، وأن المشكلة الأساسية هي في عدم احترام الحريري للتوازنات، وأن رهانه على تنازل رئيس ‏الجمهورية مخطئ.

في المقابل، تؤكد مصادر معنية بعملية التأليف أن لواشنطن الدور الأساس في التعطيل. تنقل هذه المصادر عن ‏وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن “لا حكومة في بيروت يتمثّل فيها حزب الله… ومن يُقدم على ذلك ‏ستكون العقوبات في انتظاره”. هذا، بوضوح، ما قاله بومبيو للسفيرة الأميركية في باريس جايمي ماكورت، في ‏حضور لبنانيين، على مائدة عشاء ليل 14 الجاري، أثناء زيارته للعاصمة الفرنسية. ماكورت نفسها، في اليوم ‏التالي، بحسب معلومات حصلت عليها “الأخبار”، أبلغت الرسالة إلى عديدين، وبينهم لبنانيون، بما يكفل وصولها ‏الى بيروت بشكل جلي: “تمثيل حزب الله في الحكومة الجديدة ممنوع، وسنعاقب كل من يتعاون مع الحزب… ‏وانتظروا لائحة عقوبات جديدة قبل عيد الميلاد“.

بحسب المصادر، القرار الأميركي بدا حاسماً وغير قابل للنقاش، حتى إن لبنان وأزمته كانا موضع بحث مقتضب ‏جداً أثناء لقاء بومبيو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الإليزيه في اليوم التالي، إلى حد أن المساعي ‏الفرنسية اقتصرت على المطالبة بإرجاء إصدار عقوبات جديدة، مع إدراك باريس أن الإدارة الراحلة “مسكّرة” ‏على أي بحث قد يقود الى تليين موقفها بما يكفل فتح كوّة في الجدار المسدود تسمح بنفاذ المبادرة الفرنسية.

وعليه، تقول المصادر، يبدو الرئيس المكلّف في وضع لا يُحسد عليه، وهو واقع بين حدَّي الانتظار حتى رحيل ‏إدارة ترامب، مع ما يعنيه ذلك من احتمالات انهيار في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية ومزيد من انهيار سعر صرف ‏الليرة يومياً، وبين الاعتذار عن عدم التأليف. وكلا الخيارين مُرّ للرجل الذي كان ينتظر العودة الى السرايا ‏الحكومية بفارغ الصبر، ويحاول التحايل عليهما بالتصويب على “عناد” التيار الوطني الحر ورئيسه، متهماً ‏الأخير بالتعطيل والعرقلة، علماً بأن زواراً للحريري نقلوا عنه أخيراً أنه بدأ يشعر بعمق المأزق، وأنه “لو كان ‏يعلم لما قبِل بالأمر من أساسه”، مع إدراكه لعجزه عن الوقوف في وجه الإدارة الأميركية، وإدراكه في الوقت ‏نفسه استحالة إمكان تخطّي فريق لبناني أساسي في تأليف الحكومة.

أمام هذه الصورة، فإن الحديث عن تفعيل عمل الحكومة المستقيلة بدأ يتردد على اعتبار أنه الحل الوحيد لمواجهة ‏تأخر التأليف. ولذلك، ثمة أفكار بدأ التداول بها عن احتمال عودة الوزراء إلى مزاولة عملهم بشكل أكثر فاعلية، ‏وصولاً إلى احتمال عودة الحكومة إلى الاجتماع. وفيما تدعم فتاوى دستورية عديدة هذا التوجّه، فإن مصادر ‏المستقبل تؤكد أن أي اجتماع أو تفعيل لعمل الحكومة هو مخالف للدستور، الذي يشير إلى “تصريف أعمال ‏بالمعنى الضيق“.

 

النهار : انسداد حكومي طويل وتقارب عوني قواتي

كتبت صحيفة ” النهار ” تقول : لم تعد المناشدات الخارجية والدولية عموما التي توجه تباعا وبوتيرة تصاعدية في الآونة ‏الأخيرة الى السلطات والسياسيين في لبنان سوى وجه واضح ومعبر بل وحامل لنذر ‏خطورة عالية من وجوه النظرة الدولية الى انزلاق لبنان بسرعة نحو متاهات انهيار كبير اين ‏منه كل الانهيارات المتدرجة التي عرفها منذ اكثر من سنة بقليل. ولعل أسوأ ما يصاحب ‏ظاهرة التحذيرات الخارجية من الآتي الأشد سؤا ان مجريات المشهد الداخلي في ما يتصل ‏بمسار تأليف الحكومة لم تعد تنذر بمزيد من الانسداد وتداعياته بل اكثر بكثير في ما بدأت ‏التلميحات تتصاعد حياله أي التمديد للفراغ المملؤ بحكومة تصريف اعمال الى أمد غير ‏مرئي مرشح لان يتجاوز مطلع السنة الجديدة بكثير. ولم تكن الأيام الأخيرة في عطلة ذكرى ‏الاستقلال وعطلة نهاية الأسبوع سوى عينة واضحة عن القطيعة السياسية الواسعة التي ‏تعيشها البلاد في عز غرقها المتدرج في تداعيات الازمات الصحية الوبائية والمالية ‏والاقتصادية والاجتماعية فيما لا يزال هناك من يستبيح الانحدار المتسارع نحو الهاوية بلعبة ‏المكاسب السياسية والاشتراطات والتطوع لجعل التعقيدات التي تمنع ولادة حكومة ‏انقاذية ستارا واهيا للجهات المرتبطة بقوى إقليمية في رهاناتها على عامل الانتظار من ‏دون أخذ الكارثة اللبنانية المتعاظمة في الاعتبار.

باختصار شكلت الوقائع السياسية التي اطلقت في مناسبة الذكرى الـ77 للاستقلال دليلا ‏إضافيا على التحجير على الانفراج الموعود في تأليف الحكومة من خلال مؤشرين ‏أساسيين: الأول تعمد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كشف الخلافات القائمة بينه ‏وبين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على التركيبة الحكومية من خلال حملته ‏الضمنية على الحريري واتهامه له بالاستقواء والتستر بالمبادرات الانقاذية للخروج عن ‏القواعد والمعايير الواحدة. وهو اتهام أعاد المراقبين الى النسخة الأصلية من تعبير عون ‏عن رفضه تكليف الحريري قبل شهر حين وجه آنذاك رسالة ضمنها تحريضا للنواب على ‏رفض تكليف الحريري. وتفيد المعلومات المتوافرة عن تعقيدات التاليف انها عادت الى ‏المربع الأول تماما حتى ان الرئيسين عون والحريري لم يتفقا مجددا على عدد الوزراء ولا ‏على الأسماء المرشحة أيضا. وأشارت الى ان عون استاء في اللقاء الأخير من طرح الحريري ‏سبعة مرشحين لوزراء مسيحيين مستقلين ومن ذوي الخبرات مع انهم ليسوا محسوبين ‏على أي طرف رغم ان الحريري لم يسم بعد الوزراء الشيعة ولن يقبل ان تأتي تسميتهم من ‏الثنائي الشيعي وهو ما ابلغه الى عون كما انه ترك حقيبتي الدفاع والداخلية لكي يقترح ‏عون الأسماء على ان تكون للحريري كلمته في الخيار.

اما المؤشر الثاني على استرهان عملية التاليف فتمثلت في تصاعد مناخات ساخنة تنذر ‏بتصعيد سياسي إضافي على خلفية الفشل الذي مني به الحكومة والحكومة في إدارة ملف ‏التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان فبدأت تداعيات هذا الفشل تتحول في اتجاه ‏اشعال معركة سياسية يبدو انها قد تؤدي الى اصطفافات سياسية طارئة وظرفية. ذلك ان ‏المفارقة وضعت العهد و”التيار الوطني الحر” وحزب “القوات اللبنانية ” في موقع وصف ‏بانه اشبه بواقع ثنائي مسيحي ومتقارب في هذا الملف من خلال حملة الفريقين على حاكم ‏مصرف لبنان رياض سلامة وكذلك اتهامهما لرئيس مجلس النواب نبيه بري وتيار ‏‏”المستقبل” بعرقلة التدقيق. ويخشى والحال هذه ان يأخذ هذا الملف طابعا سياسيا وحزبيا ‏وحتى طائفيا في حين ان انسحاب شركة “الفاريز ومارسال” الذي شكل صدمة قاسية ‏للدولة والحكم جاء نتيجة وجود عقبات قانونية كان بدا العمل على معالجتها ضمن مهلة ‏الثلاثة اشهر الممدة لتسلم المستندات المطلوبة من مصرف لبنان. ولن يعقد اليوم الاجتماع ‏الذي كان متوقعا في بعبدا لاقناع الشركة بالعودة الى العقد مع الدولة بعدما غادر ممثلها ‏لبنان. وقد يعقد اجتماع آخر ينظر في امكان توقيع عقد جديد مع شركة تدقيق أخرى وذكر ‏ان عقدا جديدا لا يحتاج الى قرار جديد من مجلس الوزراء الذي سبق له ان فوض وزير المال ‏غازي وزني التوقيع على عقد تدقيق جنائي. وقال وزني ل”النهار” انه يريد من دون أي تردد ‏التدقيق الجنائي في مصرف لبنان وفي كل الوزارات ومؤسسات الدولة.

الديار : لبنان في “عين العاصفة”: ضغوط “وابتزاز” بانتظار نهاية ‏الفوضى الاميركية الرياض تتشدد حكوميا وتحذّر الحريري من الاستمرار في ‏‏”تغطية” حزب الله باريس تنصح بالتريث… و”اسرائيل” تخيَر الرئيس عون ‏بين “التطبيع” و”الجوع”‏

كتبت صحيفة ” الديار ” تقول : اذا اردنا ان نعرف لماذا تزداد الامور تعقيدا على الساحة اللبنانية، فعلينا ان نقرأ ‏بإمعان ما جرى في مدينة “نيوم” السعودية حيث بات لقاء رئيس حكومة اسرائيل ‏بنيامين نتانياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان “امرا واقعا”، ولن تستطيع ‏تغريدات وزير الخارجية السعودي “النافية” “بخجل” لحصول اللقاء، “طمس” حقيقة ‏التسريبات الاسرائيلية المقصودة في توقيتها ودلالاتها.‏

ولذلك لا تبدو المراوحة القاتلة في لبنان بعيدة عن ما “يطبخ” في المنطقة، ولا يستطيع ‏الرئيس المكلف سعد الحريري المخاطرة بمستقبله السياسي والذهاب بعيداً في تشكيل ‏حكومة ترضي حزب الله وتزعج الاميركيين والسعوديين الذين ارسلوا اليه رسالة ‏‏”واضحة” عبر رئيس ديبلوماسيتهم فيصل بن فرحان آل سعود الذي لم يكن معنيا ‏بتقديم اي “حاضنة” سياسية للرئيس المكلف، لكنه حدد له مهمته في اي حكومة ‏جديدة، “رفع الغطاء عن حزب الله”، وهي مهمة يدرك الحريري انها تتجاوز قدراته ‏الذاتية، ويبدو انه استمع جيدا الى نصائح فرنسية وصلته مؤخرا “بالتريث” وتأجيل ‏اتخاذ اي قرارات حاسمة سواء بالمفاوضات مع رئيس الجمهورية لتشكيل الحكومة او ‏‏”الاعتذار”، الى ما بعد انتهاء الفوضى الاميركية السائدة اليوم في المرحلة الانتقالية ‏حتى يتبين “الخيط الابيض” من “الاسود” في العشرين من كانون الثاني المقبل، ‏خصوصا ان “الضرب” تحت “الزنار” قد بدأ يتبلور اكثر فاكثر في الاقليم، فتزامنا ‏مع استعراض القوة الاميركية بطائرات بـ”52″ العملاقة، والتلويح بضربة اسرائيلية ‏لمفاعلات نووية في ايران، تجبر طهران على الرد لتدخل بعدها اميركا في المواجهة، ‏صعدت اسرائيل من حدة المواجهة في سوريا بسلسلة من الغارات العنيفة اعقبت زيارة ‏قائد الحرس الثوري الجنرال اسماعيل قاآني، فيما جاء رد طهران التحذيري على اي ‏حسابات خاطئة تجاه اراضيها من الجبهة اليمنية، حيث استهدف الحوثيون بصاروخ ‏‏”قدس2″ مجمع لشركة آرامكو النفطية في مدينة جدة.‏

اللواء : مبادرة إنقاذية للنقابات لكسر الجمود.. فهل تهتز ضمائر المسؤولين؟ أولوية عون التدقيق الجنائي.. والإنتظارات مثيرة للمخاوف وسط تحذيرات دولية

كتبت صحيفة ” اللواء ” تقول : في الأسبوع الأخير من تشرين الثاني الجاري، يدخل لبنان في سباق جدي مع استحقاقات بالغة الخطورة، منها ما ‏هو خارجي، إقليمي – دولي، ومنها ما هو داخلي، يتعلق بأجندة رفع الدعم عن المحروقات والقمح والدواء، من ‏شأنها ان تعيد خلط الواقع المعيشي والاقتصادي، فضلاً عن معرفة مسار مواجهة جائحة كورونا..

وفي هذه الاجندات:

1- هل تقدم إدارة دونالد ترامب الراحلة في 20 كانون الثاني عن البيت الأبيض على مغامرة أمنية في الشرق الاوسط، ‏بدءاً من ضربات تنعكس سلباً على لبنان.

2- ماذا عن مصير مفاوضات ترسيم الحدود في ضوء ما قاله وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينيتز للرئيس ميشال ‏عون، وتلميحه إلى ان “اجراء المفاوضات العلنية أو السرية في بلد أوروبي لكانت فرصة جيدة لحل الخلاف حول ‏الحدود البحرية مرّة واحدة وللأبد”.. والسؤال: هل ان إسرائيل لن تسمح بوصول المفاوضات على النحو الذي تجري ‏وفقه اليوم؟

3- ثم كيف ستتصرف إدارة ايمانويل ماكرون مع اقتراب نهاية الشهر، في ما خص المؤتمر الدولي لتنظيم المساعدات ‏المالية، لمنع انهيار لبنان، أم ماذا سيحدث في الشهر الأخير من السنة، بما في ذلك مصير الزيارة الثالثة التي أعلن عنها ‏ماكرون للبنان؟

4- كيف سيتصرف الرئيس ميشال عون في ما خص التدقيق الجنائي، في ضوء ما أعلنه في رسالة الاستقلال الـ77‏.

وفي هذا الإطار تتحدث مصادر مطلعة لـ”اللواء” عن إجراءات ستتخذ في ما خص التدقيق الجنائي، وهو لن يتأخر ‏في الإعلان عنها، لكن ما تزال محاطة بالكتمان الشديد.

5- ما هو مصير تأليف الحكومة، في ضوء معلومات تتحدث عن اقتراح فرنسي في ما خص تسمية الوزراء، لا سيما ‏الوزراء المسيحيين منهم، سواء الاتفاق مع رئيس الجمهورية أو بأية صيغة أخرى..

 

الجمهورية : التأليف معلّق.. ومخاوف من تطوّرات ‏المنطقة .. والسعودية تحض على ‏الاصلاحات

كتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : يمكن اختصار المشهد الحكومي، مع بدء الشهر الثاني من المماحكات ‏حوله، بأنّه أصبح تحت رحمة وقت ضائع يُهدَر عن سابق تصوّر ‏وتصميم، الّا إذا حصلت معجزة أخرجت ملف التأليف من حلبة النكد ‏السياسي المُتبادل، وفرضت على شريكَي التأليف، أي رئيس ‏الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، ‏مقاربة واقعية لهذا الملف، تُحاكي حاجة البلد الملحّة الى حكومة، لم ‏تعد وظيفتها محصورة بمحاولة معالجة الازمة الاقتصادية وكلّ ما ‏تفرّع عنها من أزمات في شتى المجالات، بل لعلّ مهمّتها الاساس، ‏هي محاولة تحصين البلد، بما أمكَن لها، أمام ما قد تشهده المنطقة ‏من عواصف وتطوّرات دراماتيكيّة بدأت تحوم في أجوائها، والعالم ‏بأسره بات قلقاً من مفاجآت عسكريّة أميركيّة، وتحديداً في اتجاه ايران ‏قبل تسلّم الإدارة الأميركيّة الجديدة مهامها في البيت الأبيض في 20 ‏شباط المقبل.‏

الاعلام الاميركي كان أّول مَن كشفَ عن رغبة لدى إدارة دونالد ترامب ‏بالقيام بإجراء عسكري نحو ايران وحلفائها، والإعلام الغربي يعكس ‏حقيقة أنّ العالم كلّه بدأ يقارب “المفاجآت الاميركيّة” وكأنّها واقعة ‏حتماً، وهو أمر، إنْ حصل، ثمّة مخاوف جديّة على مستويات دولية ‏وإقليمية ومحلية من أن تتوسّع مساحة تداعياته وحرائقه الى ما هو ‏أبعد من إيران.‏

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى