تطورات اقليمية عديدة ومتسارعة…. بقلم الدكتور غسان غوشة
اذا استثنينا الانتخابات الامريكية والتي ادت الى فوز المرشح الديمقراطي وخسارة الرئيس ترامب
حسب النتائج المعلنة حتى الان ، والتي لم يزل ترامب يرفض الاعتراف بخسارته بها ويتصرف بطريقة غير مسبوقة ومحيرة،مما يدفع البعض للتخوف من تهور في تصرفاته اللاحقة
،قدتشمل شن حروب او على العكس انسحابات من الشرق الاوسط،
يلاحظ المراقب حدوث تطورات في الشهر المنصرم تشمل مناطق كانت هادئة وباردة وان هي بطبيعتها حادة.
من هذه المناطق، الملتهبة الجديدة
اذكر ناغورني قرة باخ، النزاع بين الحبشة واقليم التيغري،الهجوم المغربي على مناطق في الصحراء الغربية وعودة الصراع مع جبهة البوليزاريو، واخيرا اشتداد التوتر شرقي المتوسط بين تركيا ومحور قبرص اليونان وفرنسا ، ويبدو ان الكيان الصهيوني انضم الى هذا الصراع.
كما يقول المثل ؛ ماذا عدا مما بدا
حتى تندلع الحروب والازمات الكامنة دفعة واحدة.
وخصوصية هذه النزاعات انها في منطقتنا او في
المحيط المباشر لها.لذا نحن سنتأثر بعدة طرق بهاوسوف تنعكس علينا في المستقبل القريب.
والسبب ان الدول والقوى المشاركة في هذه النزاعات هي:
تركيا،روسيا فرنسا اليونان مصر قبرص
والمغرب والجزائر.
السوءال: لماذا الان انفجرت كل هذه النزاعات وما هو مآلها؟
الجواب ليس بالامر اليسير
ولكن يمكن القول ان العالم يمر بمرحلة فراغ حتى يستلم الرئيس الامريكي الجديد وينظم ادارته الجديدة وهذه الفترة ستمتد حتى اوائل الصيف القادم .
ومن الاسباب الاخرى ان هذه النزاعات تدور ببن دول اقليمية كبرى ودول عظمى ودول متوسطة وجميع هذه الدول تسعى لتحسين مواقعها والاهم انها تعتبر ان لها الحق بذلك وانها مستعدة للدخول بحروب على الاقل غير مباشرة كما يدور حاليا بين تركيا وفرنسا سواء في ليبيا اومالي او في ناغورني كاراباخ او في البحر شرقي المتوسط.
في ناغورني قرة باخ قطف الروسي الثمار وعزز اوراقه سواء في ارمينيا او اذربيجان .
تركيا التي قاتلت الى جانب اذربيجان وانتصرت عسكريا واستطاعت اثبات تفوقها في الطيران المسير”بيرقدار”
او في التوجيه والتشويش الالكتروني
لم تستطع حتى الان ترجمة انتصارها سياسيا او عسكريا على الارض وتخوض مفاوضات شاقة مع الروس من اجل ذلك .
وقد اندلع نزاع سياسي داخلي مرير في ارمينيا بين جماعة الروس وجماعة الغرب ويلاحظ دخول فرنسا على الخط.
اما في المغرب العربي ، فالكل يعلم ان النزاع على الصحراء الغربية هو بالحقيقة نزاع على النفوذ بين المغرب والجزائر .
الملفت هو اندلاع النزاع بالتزامن مع صراع داخلي على السلطة في الجزائر،
وفرنسا ليست بعيدة عن هذا النزاع
ويبدو ان احد الاسلحة التي استعملت هو سلاح العدوى بالكورونا.
نأتي الان الى اندلاع الصراع في الحبشة بين ابي احمد وجبهة تحرير التيغري.
والغريب ان اريتريا هي مؤلفة من قبيلة التيغري ولكنها وقفت الى جانب ابي احمد المعادي لمصر والمتمسك بمشروع سد النهضة.
هل لمصر او للسودان علاقة بهذا الصراع ام ان لامريكا يد خفية؟
الصراع ما زال غامضا.
اما في شرق المتوسط فالخلاف التركي اليوناني يشتد وربما ادى الى مواجهة عسكرية بعد ان احتلت اليونان جزرا معزولة ومتفق على ان تبقى محايدة.
خلاصة:اربع نزاعات اندلعت دفعة واحدة في قت قصير،
وكلها او اكثرها قد يتصاعد مع احتمال اللجوء الى الحروب الغير مباشرة او المباشرة.
نحن نعيش على مقربة من هذه النزاعات .. الصراع الفرنسي التركي هو الذي يؤثر كثيرا في المشهد اللبناني القادم،
فرنسا تقاتل لتحافظ على التركة الاستعمارية.
امريكا تلعب على الفرنسيين وعلى الاتراك وترامب اقرب الى اردوغان
اما بايدن فبالعكس.
في هذه الاثناء امريكا تعطل كل مبادرة فرنسية في لبنان
فرنسا ، لا تجرئ على اتهام امريكا بالتعطيل.
لا حكومة حتى تتوضح الادارة الامريكية الجديدة وتفرج عن لبنان.
هل علينا ان نقف مكتوفي الايدي وننتظر
ام نسلك طريقا اخر للنجاة
قد يكون مرا وصعبا ولكن هو الطريق المشرف والصحيح.
الذي جرب المجرب
بكون عقله مخرب.