من الصحف البريطانية
المخاوف من “فوضى” في السياسة الخارجية الأمريكية خلال الأيام الأخيرة لرئاسة دونالد ترامب، والتهديد الإيراني برد “ساحق” على أي هجوم أمريكي، من أبرز ما تناولته الصحف البريطانية.
نشرت صحيفة الغارديان مقالا كتبه من واشنطن جوليان بورغر بعنوان “مخاوف من فوضى في السياسة الخارجية الأمريكية في الأيام الأخيرة لترامب“.
ويقول الكاتب إن المخاوف من أن الرئيس الأمريكي قد يحاول إحداث فوضى على الصعيد العالمي في الأسابيع الأخيرة التي سيقضيها في منصبه، أصبحت شبه مؤكدة، وذلك بعد أن أشارت تقارير إلى أنه سأل عن خيارات بشأن قصف إيران.
وبحسب المقال فقد ذكر تقرير في صحيفة نيويورك تايمز أن كبار المسؤولين نصحوا ترامب بعدم توجيه ضربات لمواقع نووية إيرانية، محذرين من خطر نشوب صراع كبير. لكنها أضافت أن الرئيس ربما لم يتخل تماما عن فكرة شن هجمات على إيران أو حلفائها ووكلائها في المنطقة.
ويشير المقال إلى أنه وفي نفس اليوم، أكد القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، كريستوفر ميلر، أن الولايات المتحدة ستخفض وجودها العسكري في أفغانستان والعراق، متجاهلا المخاوف من أن الانسحاب المفاجئ في أفغانستان قد يعرقل محادثات السلام بين الحكومة الأفغانية وطالبان من خلال إقناع المتمردين بأنهم يمكن أن ينتصروا بدون اتفاق.
ويوضح المقال أن ميلر حذر موظفي البنتاغون في رسالة من محاولة مقاومة الأوامر الجديدة، قائلا “قم بعملك” و”ركز على مهمتك“.
وتأتي الاضطرابات في السياسة الخارجية والدفاعية، بحسب المقال، في وقت يرفض فيه ترامب قبول الهزيمة في الانتخابات، ويمنع فريق جو بايدن القادم من تلقي المعلومات استخبارية أو السياسية.
ويبين التقرير أن مسؤولين أمريكيين سابقين أشاروا إلى أن ترامب يدرك أنه سيضطر في النهاية إلى ترك منصبه، ولذلك فإنه يبحث في خيارات اللحظة الأخيرة للوفاء بوعود الحملة الانتخابية التي يمكن أن يشير إليها إذا ما فكر في الترشح للانتخابات القادمة، إضافة إلى أن هناك أيضا مجموعات في إدارة ترامب تنظر إلى الأسابيع التي تسبق تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن على أنها فرصة أخيرة لتحقيق أهدافها.
ويمضي المقال في القول إن إحدى هذه المجموعات تركز على تغيير النظام الإيراني، وقد توصلت إلى قضية مشتركة مع ترامب في محاولة تقويض الاتفاق النووي الموقع عام 2015.
وبحسب ما ورد تخطط وزارة الخارجية برئاسة مايك بومبيو، لإضافة عقوبات مع كل أسبوع متبقي من الرئاسة في محاولة لجعل انهيار الاتفاق لا رجعة فيه.
ونقل المقال عن روب مالي، الذي عمل مسؤولا في إدارة باراك أوباما وكان أحد مفاوضي خطة العمل المشتركة الشاملة، ويعمل حاليا كرئيس لمجموعة الأزمات الدولية، قوله “ما كنت قلقا بشأنه دائمًا هو أن الأشخاص المحيطين بترامب سيحاولون إقناعه بأنه هو آخر شيء يقف بين “الديموقراطيين الضعفاء” الذين سيتولون السلطة من بعده ، وبين تطوير إيران قنبلة نووية.
نشرت صحيفة الفاينانشال تايمز تقريرا بعنوان “إيران تهدد برد ساحق على أي ضربة عسكرية أمريكية“.
ويقول التقرير إن إيران هددت على لسان المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، برد “ساحق” على أي ضربة عسكرية أمريكية للمنشآت النووية في البلاد، بعد انتشار تقارير تفيد بأن ترامب سأل مستشارين عن خيارات لاتخاذ إجراءات ضد مواقعها النووية الرئيسية.
وقد حذر المستشارون الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته من أي خطوة من هذا القبيل قد تؤدي إلى صراع أكبر.
وبحسب التقرير فقد جاءت هذه الخطوة بعد أن ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي أن مخزون إيران من المواد النووية قد زاد. ويعكس هذا الارتفاع سياسة طهران، التي بدأت العام الماضي، في الانتهاكات التدريجية للاتفاق النووي لعام 2015 الموقع مع القوى العالمية، ردا على قرار الولايات المتحدة في 2018 بالانسحاب من الاتفاق وفرض عقوبات اقتصادية صارمة عليها.
ويشير التقرير إلى أن جو بايدن الرئيس الأمريكي المنتخب، وعد بالانضمام إلى الاتفاقية إذا عادت إيران إلى الامتثال لشروطها، لكن المسؤولين الأوروبيين قلقون من الحديث عن عمل عسكري أمريكي محتمل، ولديهم مخاوف بشأن ما قد تفعله إدارة ترامب المهزومة في الأسابيع التي تسبق تنصيب بايدن.
وقد ألمح مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي إلى وجود خلاف مع فرنسا بشأن إيران بعد اجتماع خاص في باريس الاثنين مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان. وقال “في الأسابيع المقبلة هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به للحد من قدرة إيران على تعذيب الشرق الأوسط“.
نشرت صحيفة الديلي تلغراف تقريرا بعنوان “منظمة غير حكومية تحذر من ارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين في اليمن“.
ويشير التقرير إلى أن وكالات إغاثة دولية حذرت، قبل قمة قادة مجموعة العشرين، التي تركز على “حماية الأرواح” وتستضيفها المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع، من أن الخسائر المدنية في حرب اليمن قد ارتفعت إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من عام.
وقالت منظمة أنقذوا الأطفال غير الحكومية في بيان الثلاثاء، إن 29 طفلا قتلوا أو أصيبوا في مدينتي الحديدة وتعز، وسط تجدد القتال في شهر أكتوبر/ تشرين الأول، فيما سجلت 228 قتيلا مدنيا على مستوى البلاد خلال الشهر نفسه، وهي أعلى حصيلة منذ سبتمبر/ أيلول الماضي.
وأضافت أن تجدد القتال في مدينة الحديدة الساحلية يثير القلق بشكل خاص، حيث إنها بوابة 70 % من واردات اليمن. وأشارت إلى أن الإغلاق المؤقت للميناء يقلل من توافر الغذاء للأسر الضعيفة، في الوقت الذي تهدد البلاد “كارثة المجاعة“.
ويؤكد التقرير أن الأمم المتحدة حذرت يوم الأربعاء الماضي من أن الصراع المتصاعد وتراجع وصول المساعدات الإنسانية قد أوصل البلاد إلى شفا المجاعة، حيث قال رئيس برنامج الغذاء العالمي ديفيد بيسلي لمجلس الأمن “نحن في مرحلة العد التنازلي الآن لوقوع كارثة في اليمن“.
وأضاف “إذا قررنا تجاهل الأمر، فلا شك أن اليمن سيغرق في مجاعة مدمرة في غضون أشهر قليلة”. ومع الاهتمام العالمي بقمة مجموعة العشرين، تدعو مجموعات الإغاثة الدول المشاركة إلى تجديد الجهود نحو اتفاق سلام.
ونقل التقرير عن المدير القطري لمنظمة أنقذوا الأطفال في اليمن خافيير جوبيرت قوله “حان الوقت الآن أكثر من أي وقت مضى للاتفاق على وقف إطلاق النار وتطبيقه على الصعيد الوطني كخطوة نحو سلام مستدام”، مضيفا “بينما ينظر قادة مجموعة العشرين إلى حلول لحماية الأرواح في جميع أنحاء العالم، يجب عليهم دعوة أطراف الصراع في اليمن للعودة إلى طاولة المفاوضات“.