من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: مشرفيّة مثل لبنان في تشييع المعلم… وتعازٍ للأسد من عون وبرّي وحزب الله وحردان ومراد.. بومبيو يرسم سقف لقائه بماكرون بعزل حزب الله عن حكومة تؤيّدها واشنطن / عون والحريري: تشاور حكوميّ… وباسيل: سأعتزل السياسة إذا ثبتت تهم الفساد
كتبت البناء تقول: شيّعت سورية وزير خارجيتها الراحل وليد المعلم بوداع رسمي وشعبي، وقد مثل وزير الشؤون الاجتماعية رمزي مشرفية ممثلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في التشييع، وكانت قيادات لبنانية قد وجهت برقيات لتعزية الرئيس السوري بشار الأسد، تقدّمها رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي نبيه بري وقيادة حزب الله ورئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان ورئيس حزب الاتحاد النائب عبد الرحيم مراد.
في الشأن الحكومي، بعدما تكشفت التقارير الآتية من باريس عن ربط الموقف الفرنسي بما يتم التفاهم عليه مع وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، كشفت مواقف بومبيو إطار التفاهم مع الرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون، حيث قالت مصادر لبنانية أميركية متابعة لملف العقوبات الأميركية على الشخصيات اللبنانية، أن بومبيو يفترض أن يكون قد أبلغ ماكرون بأن هناك المزيد من العقوبات المقبلة، وأنها ستخلق بيئة مؤاتية لحكومة تعزل حزب الله، وأن المطلوب من فرنسا عدم استعجال الحكومة ومنح الفرصة للعقوبات كي تؤتي ثمارها، بينما قالت مصادر مواكبة للملف اللبناني في باريس أن هناك انقساماً في فريق الرئيس ماكرون حول الملف الحكومي، فهناك موقف وزير الخارجية جان إيف لودريان الداعي للتماهي مع المواقف الأميركية ومعه إمانويل بون الذي كان يتولى ملف لبنان في الرئاسة الفرنسية، وهناك موقف مدير المخابرات برنارد ايميه الداعي لتوحيد فريق الرابع عشر من آذار قبل التفاوض مع فريق الثامن من آذار ورئيس الجمهوريّة بالملف الحكومي، وهناك موقف المبعوث الرئاسي باتريك دوريل الداعي للضغط لصالح تصوّر الرئيس سعد الحريري للحكومة، بينما تبدو الأصوات الداعية لموقف فرنسي ينبع من مقاربة الرئيس ماكرون التي عبر عنها في زيارته الأولى للبنان، وحرصه على فصل المسار الحكومي عن القضايا الخلافيّة وخصوصاً سلاح المقاومة.
وبالتوازي مع ضغط الطلب الأميركي بتجميد الملف الحكومي وانتظار نتائج العقوبات، برز موقف لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل آخر المستهدفين بالعقوبات الأميركية عبر قناة الحدث السعودية، معلناً أنه سيعتزل السياسة إذا ثبتت عليه أي من تهم الفساد، متحديا السفيرة الأميركية بحديثها عن تهم الفساد المسنوبة إليه، بينما وضع باسيل علاقة التيار بحزب الله في خانة الدفاع عن لبنان بوجه المخاطر العدوانيّة الإسرائيلية المدعومة أميركياً، وفي مقدّمتها خطر التوطين وخطر العدوان، متسائلاً عن التزامن مع الضغط على لبنان اقتصادياً وعبر العقوبات مع صفقة القرن وما فيها من مشروع للتوطين، وعما إذا كان الأميركيون مستعدّين لتمويل لبنان بستة مليارات دولار سنوياً أسوة بما تقدّمه أميركا لـ«إسرائيل»، ليبني قوة عسكرية قادرة على ردع العدوان، وعن الشأن الحكومي أعاد باسيل تأكيد مطالبته بالمعايير الموحّدة للتسمية وللمداورة.
في الاتصالات الخاصة بتشكيل الحكومة، سجل لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، قالت مصادر متابعة للملف الحكومي إنه مجرد تأكيد للتشاور وعدم بلوغ الطريق المسدود.
لقاء سريّ بين عون والحريري
باستثناء لقاء شكليّ وسريّ جمع الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري في بعبدا عصر أمس، لم يشهد الملف الحكومي أي معطى جديد بانتظار تقييم جولة الموفد الفرنسي باتريك دوريل الى لبنان داخلياً وخارجياً وترقب للمشاورات التي انتقلت من بيروت إلى قصر الإيليزيه، فيما ظهرت بوادر إعادة تفعيل فعلية لحكومة تصريف الأعمال من خلال النشاطات والاجتماعات المكثفة التي تشهدها السراي الحكومي، مع الإشارة إلى أن تعويم الحكومة تظهّر من خلال زيارة السفيرة الأميركية دوروثي شيا الى السراي الأسبوع الماضي ولقائها الرئيس حسان دياب.
وتحدّثت معلومات غير رسمية عن لقاء سري جمع رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري عصر أمس في بعبدا، إلا أنه لم يحدث أي خرق في جدار الأزمة وأبقى العقد على حالها. كما جرى خلال اللقاء تقييم زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي والتأكيد على المبادرة الفرنسية.
المنلا
وبرز موقف لمستشار الحريري، نديم المنلا، لفت فيه الى أن «دوريل وضع النقاط على الحروف خلال زيارته للبنان وذكّر كل الاطراف بتعهداتهم، كما دخل في بعض التفاصيل». وأوضح أن «المبادرة الفرنسية هي لاستعادة الثقة ونقل لبنان من مرحلة الى أخرى والمبادرة تُرجمت الى خطوات على الصعيدين الاقتصادي والسياسي». وقال: «لا شك في أن المبادرة الفرنسية مرّت بانتكاسات وفشل المبادرة يعني فشل استعادة الثقة وفشل وجود العملات الصعبة في لبنان، والحريري يعتبر المبادرة الفرنسية هي خشبة الخلاص الوحيدة لكون فرنسا هي فقط مَن بإمكانها ان تكفل لبنان». ورأى المنلا أن بعد تأليف الحكومة نحن بحاجة الى توافق داخلي على خطة الإنقاذ والأرقام وبالتالي الاجتماع مع صندوق النقد الدولي.
وزني
وعبرت مواقف وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني عن حال الانسداد الحكومي وخطورة الوضعين الاقتصادي والمالي، ولفت وزني الى انه «في حال استمرّت الطبقة السياسية في البلاد في تأجيل الإصلاحات الأساسية لإطلاق المساعدات الخارجية، فإن ذلك قد يعني «نهاية» لبنان».
وقال لصحيفة «ذا ناشونال»: إن اتباع سياسة البطء هذه تعني الموت للشعب اللبناني. ستكون حتماً النهاية. وأكّد أنه يؤيّد مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «الذي تعهد بتقديم دعم مالي دولي للبنان مقابل إصلاحات تكافح الفساد. ولكن يبقى على السياسيين تنفيذها بالكامل». أضاف: «إن الرئيس ماكرون قال «سنمنحكم بعض الأكسجين، وسنساعدكم على الخروج من الأزمة»، وإلا فإن الوضع الاقتصادي والاجتماعي سيزداد سوءًا. سيكون الوقع الأكبر على أمن البلاد واستقرارها ومستقبلها».
الأخبار : واشنطن تمنع تأليف الحكومة
كتبت صحيفة ” الأخبار ” تقول : الإدارة الأميركية تعرقل تأليف الحكومة. ببساطة، هذا هو المسبب الرئيسي لتوقف المفاوضات ولانعدام الحلول الداخلية. إزاء ذلك، يقف رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مكبّلاً وغير قادر على الاعتذار أو التأليف. في غضون ذلك، رفع رئيس التيار الوطني الحر سقف التحدّي في وجه الإدارة الأميركية، مؤكداً مرة أخرى تحالفه الوثيق مع حزب الله
زار رئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري، رئيس الجمهورية ميشال عون ظهر أمس للتباحث بشأن الموضوع الحكومي. لكن منذ مدة، لم تعد هذه الزيارات ذات جدوى نتيجة الدوّامة التي أدخل الحريري نفسه طوعاً فيها. فبات كمن يفتش عن نشاطات يملأ بها وقته، ومنها زيارة قصر بعبدا كل يومين ولو أنه لا يحمل أي حلول أو تسهيلات. فيما نصيحة الرئيس عون الدائمة له تقتصر على ضرورة لقائه كل الكتل النيابية قبيل الاتفاق الأخير معه، الأمر الذي يرفضه الرئيس المكلف حتى الساعة.
لذلك، كل الإشارات والمعلومات تشير الى أن فرص تأليف الحكومة منعدمة، وهو ما أدركه الحريري شخصياً بعد لقائه السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، التي أبلغته رفض بلادها تمثيل حزب الله في الحكومة، مباشرة أو عبر ما يسمى بالاختصاصيين. فيما كان الحريري حتى موعد اللقاء يعوّل على ”غض طرف” أميركي عن هذه المسألة. هذا الشرط “التعجيزي”، معطوفاً على فرض الفرنسيين اسمَي وزيرَي المالية والطاقة، كبّل رئيس الحكومة الذي كان يملك ترف تأليف الحكومة في الأسبوع الأول عبر اتفاق داخلي، لكنه فضّل رفع سقف طلباته وتصفية حساباته الشخصية، فشرّع باب الانهيار على وسعه.
وسط ذلك، كان رهانه لا يزال قائماً حتى يوم أمس على بيان أميركي فرنسي شديد اللهجة يجبر الأطراف على تقديم تنازلات له، لكن رهانه خاب مجدداً. واليوم، بات الحريري أسير “فرمانات” الإدارة الأميركية، ولا سيما أنه لا يملك شجاعة تجاهلها لتأليف حكومة يراها خدمة لـ”لبنان أولاً” ومحاولة للنهوض من الانهيار الاقتصادي الذي تسبّب به النموذج الذي لا يزال، مع قوى سياسية حليفة وشريكة له، متمسكاً به. وهنا، خلافاً لما يروّج له وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن “جهود أميركية لإقامة حكومة مستقرة تركز على الإصلاحات في لبنان”، فإن الولايات المتحدة هي المعرقل الأول لما تحدّث عنه الأخير، وشروطها تحول دون تأليف حكومة وطنية تتمثل فيها الكتل النيابية بما فيها حزب الله. بمعنى آخر، منذ نحو أسبوعين تغيّر المناخ الأميركي الذي كان يُظهر “قلة اكتراث” تجاه الوضع اللبناني، لتحلّ مكانه أجواء متشددة ترفض دخول حزب الله الى الحكومة. ليس الأمر مخفياً، بل عبّر عنه بومبيو أمس خلال لقاء مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، لافتاً الى “ضرورة محاربة تطرّف حزب الله العنيف”. الأهم في هذا كله، أن الأجندة الأميركية التي تحمل بنداً واحداً يتمثل بعرقلة تأليف الحكومة وإقرار الإصلاحات، وجدت في لبنان من يخضع لها وينفذ “عقوباتها” بحرفيّة تامة. لذلك، يبدو الحريري مرتبكاً، لا هو قادر على التأليف ولا بوسعه الاعتذار لينضمّ الى قافلة الذين سمّاهم وأسقطهم بنفسه. الحل الأفضل له حتى اليوم هو شراء المزيد من الوقت، ومضاعفة رهاناته الخارجية.
في موازاة انصياع الحريري لأميركا، رفع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل التحدّي مجدداً يوم أمس في وجه الولايات المتحدة، معلناً استعداده لترك الحياة السياسية إذا ثبتت عليه أي تهمة فساد، سائلاً كيف لدولة كبيرة مثل أميركا “التي تمسك بكل حوالة مال في العالم، ألا تستطيع أن تكشف كل شيء؟ علماً بأني أول من كشف حساباته للرأي العام اللبناني”. ولفت باسيل خلال مقابلة على قناة “العربية ــــ الحدث” السعودية أنه كان “محتاطاً لاحتمال نشر محاضر اللقاءات بينه وبين الأميركيين، وكلما كان يتكلم كان يفكر بويكيليكس”. واعتبر قول السفيرة الأميركية أنه وعد بفك التحالف مع حزب الله بشروط، “محاولة فاشلة لدق اسفين… فإذا أردنا فك التحالف نفعل ذلك بإرادتنا ووفق المصلحة اللبنانية وليس بإرادة خارجية تكون نتيجتها العبث بالسلم الأهلي. وعلى افتراض أننا نريد فك التحالف، نخبر صاحب العلاقة ونبحث معه قبل ذلك معالجة الموضوع، وعندما نيأس من ذلك نقوم بالأمر… أما ما هو معتاد لدى البعض من خيانة وغدر ومسّ بثوابت وطنية خدمة لأغراض لا نعرفها، فهذا غير مقبول عندنا”. وأكد أن لبنان استفاد من العلاقة بين التيار الوطني وحزب الله، مشيراً الى أن “التاريخ علّمنا أن عزل أي طائفة يؤدي الى انفجار، وهنا نتحدث عن مكوّن بكامله وليس فقط حزب الله”. ورداً على طروحات فك التحالف مع الحزب قال: “أقول للأميركي بصوت عال، أعطني ما يحفظ أمن لبنان واستقراره وقوته وعدم الاعتداء عليه، فأذهب على رأس السطح وليس عالسكت وأقول لحزب الله ذلك بالمباشر، ثم أخبر اللبنانيين أن هذا ما يأتي للبنان ثمناً لقطع العلاقة. أعطونا التزاماً أميركياً ودولياً بتقوية لبنان وإعادة أرضه وإعادة النازحين، وأن يصبح لدينا دولة قادرة ــــ بالتوازن العسكري الاستراتيجي ــــ أن تواجِه، فهذا أمر أضعه على طاولة التفاوض مع حزب الله والداخل اللبناني… أي برنامج فعلي وليس فقط وعود“.
النهار : هل يقدم الحريري مسودته لاختراق التعطيل؟
كتبت صحيفة ” النهار ” تقول : بدا المشهد الداخلي في مطلع الأسبوع الحالي موزعا بين واقعين شديدي التناقض. على المحور السياسي يمكن القول ان شللاً غير مسبوق أصاب مسار تأليف الحكومة الجديدة بات يخشى معه واقعيا ان تكون ثمة خطة مدبرة فعلا تستغل التطورات الأخيرة، ولا سيما منها العقوبات الأميركية والتشدد الأميركي الفرنسي في فرض معايير صارمة لقيام حكومة ذات مواصفات إصلاحية، في مزيد من رمي الألغام في طريق رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري. اما على المحور الصحي الاجتماعي المتصل بالتعبئة العامة والاقفال الثاني للبلاد، فان ما طبع اليوم الثالث من الاقفال مشهد استنفار واسع لحكومة تصريف الاعمال سعت من خلاله الى مواكبة التعبئة والاقفال باجراءات مركزة على الواقع الاستشفائي لدعم صمود المستشفيات الحكومية والخاصة وإعادة ضخ الأموال التي تعود اليها لجعلها تستعيد قدراتها على مكافحة الانتشار الوبائي.
وبدا للأوساط المعنية برصد المسار السياسي لتأليف الحكومة ان الشلل الذي يطبع هذا المسار والذي تعكسه حال اشبه ما تكون بالقطيعة السياسية الشاملة مع انعدام بروز أي تحركات داخلية يهدد بتحويل تعقيدات تأليف الحكومة في حال عدم حصول تطورات سريعة تنهي هذا الشلل الى متاريس سياسية تقف وراءها القوى السياسية. ولذا لم تستبعد هذه الأوساط ان يقوم الرئيس الحريري في قابل الساعات او الأيام القليلة المقبلة بطرح مسودة لتشكيلة حكومية تتلاءم وما يراه ضروريا لجعل هذه المسودة تظهر الطبعة الإصلاحية والانقاذية الملحة للحكومة التي يترقبها اللبنانيون والمجتمع الدولي.
ومع ان أي معلومات مثبتة من بيت الوسط لم تؤكد هذا الاتجاه او سواه بعد، حيال ما يزمع الرئيس الحريري القيام به، فان الأوساط المعنية نفسها تتحدث عن أيام لا بد من ان تشهد نقلة حتمية لاعادة تعويم المشاورات في التفاصيل والدقائق المتعلقة بتشكيل الحكومة، حتى ولو كانت الاجتماعات التي عقدت بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس الحريري انتهت من حيث توقفت في آخر اجتماع في الأسبوع الماضي للعودة الى مربع البدايات. وتشير هذه الأوساط الى انه قد يتعين على الحريري، امام المعطيات التي تركتها زيارة الموفد الفرنسي لجهة الخشية من ارجاء مؤتمر مجموعة الدعم الدولية للبنان الذي كانت باريس تعد لانعقاده في الشهر المقبل لحشد دعم مالي واقتصادي للبنان بعد مؤتمر الدعم الإنساني الذي سيعقد في نهاية الشهر الحالي، ان يضع جميع المسؤولين والقوى امام مسؤولية تسهيل مهمته لتشكيل الحكومة التي تشكل شرطا لمؤتمرات الدعم، طبعا من دون ان يعني ذلك ان عدم تسهيل هذه المهمة ستحمل الحريري على التراجع، علما ان الرئيس المكلف ليس في وارد الاعتذار و”لن يمشي”. وتلفت الأوساط نفسها في هذا السياق الى انه ما دام الموفد الفرنسي الرئاسي باتريك دوريل خلال زيارته لبيروت توغل في بعض جوانب محادثاته مع مسؤولين وقادة سياسيين الى تفاصيل تشكيل الحكومة، فلا يمكن تبرير الشلل الغريب الذي أصاب المسار الحكومي داخليا بعد زيارته، بل ان الدفع الخارجي والدولي الذي اشتد أخيرا للضغط على الافرقاء اللبنانيين لتسهيل تشكيل الحكومة، يفترض ان يترجم بسرعة والا تكون البلاد امام انسداد هو الأسوأ اطلاقا منذ اكثر من سنة من شأنه ان يبقي الى غير افق محدد الازمات مشرعة تحت إدارة محدودة وضيقة لحكومة تصريف اعمال.
الديار : اجتماعات باريس “تحبط” الفرنسيين : لا تراجع اميركي عن مواجهة حزب الله السفيرة الاميركية “تنصح” دياب بتفعيل الحكومة المستقيلة للضغط على الحريري ! المواجهة مستمرة مع فيروس “كورونا” ورقم قياسي في عداد محاضر الضبط
كتبت صحيفة ” الديار ” تقول : تخوض البلاد معركة صعبة، ومشكوك في نجاحها مع فيروس “كورونا”، وسط اقفال عام غير مضمون النتائج،وفيما التعويل على “اللقاح” سابق لاوانه، والرهان على الالتزام “المجتمعي” في غير مكانه، غابت حركة التاليف الحكومي عن “السمع” بانتظار “الترياق” من باريس التي شهدت في الساعات القليلة الماضية اجتماعات فرنسية – فرنسية واميركية – فرنسية .. وعلى وقع معلومات عن اجتماع بعيد عن الاضواء بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية لم يفض الى شيء جديد، لتحريك عملية التشكيل المتوقفة بعدما عادت المشاورات الى “نقطة الصفر”، بعد العقوبات الاميركية على الوزير جبران باسيل،وبانتظار الخطوة المقبلة للرئيس المكلف سعد الحريري المحشور في خياراته الذي ينتظر نتائج المحادثات الاميركية الفرنسية، “غير الايجابية”، بفعل تمسك واشنطن بتصعيدها ضد حزب الله، تمارس السفيرة الاميركية في بيروت دورثي شيا، ضغوطها في اكثر من اتجاه لمنع “ولادة” حكومة “يسيطر عليها الحزب وحلفاؤه”، وهي لم تتوان في هذا الاطار عن دعوة رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب لتفعيل عمل حكومته في الملفات الصحية والمعيشية، لان الحكومة الجديدة لن “تولد” قريبا بحسب قناعتها، وذلك في “رسالة” ضغط مباشرة على الرئيس الحريري لعدم الذهاب بعيدا في ارضاء بعبدا وحارة حريك، فيما لا تزال الخارجية اللبنانية تتحاشى “خدش” “كبريائها” وتحرص عند كل زيارة لمكتب الوزير التاكيد انه لقاء وليس “استدعاء”.
ماذا دار في “الاليزيه”؟
وفي هذا السياق، اكدت اوساط دبلوماسية ان الاجتماع الذي عقد بالامس في قصر الإليزيه برئاسة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ناقش تقرير مبعوثه الى بيروت باتريك دوريل، وجرى البحث خلال الاجتماع الذي حضره وزير الخارجية جان ايف لودريان، الأسباب الكامنة وراء عرقلة تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة سعد الحريري، ووفقا لتلك المصادر حمل تقرير دوريل رئيس الجمهورية ميشال عون مسؤولية عدم التجاوب مع مساعي الحريري لتشكيل حكومة اختصاصيين، بتأثير مباشر من الوزير السابق جبران باسيل، ما ادى الى وصول مساعي التاليف الى طريق مسدود، بعدما شهدت تقدما ملحوظا قبل العقوبات الاميركية على رئيس التيار الوطني الحر. وخلص الموفد الفرنسي الى التاكيد ان الامور معطلة، وقدم انطباعا سلبيا، ولفت الى ان المسؤولين اللبنانيين لا يقدرون خطورة الاوضاع، ولمس عدم استعجالهم للخروج من الازمة، معربا عن قناعته بان الاستمرار على هذا المستوى من الضغوط لن يحرك المبادرة الفرنسية “قيد انملة”..
وفي المقابل، تسود قناعة في “الايليزيه” بان العوامل الداخلية ليست وحدها ما يعيق التقدم في عملية تشكيل الحكومة، ولا يبدو الرئيس الفرنسي مرتاحا لتوقيت العقوبات الاميركية على باسيل، ويعتقد انها زادت الامور سوءا، لكن هذا لا يلغي الاعتقاد الراسخ بان كل الاطراف اللبنانية لم تقدم ما هو مطلوب منها للدفع باتجاه إحداث خرق جدي يعيد “احياء” المبادرة الفرنسية.
التصعيد الاميركي مستمر
وفي ضوء ما تقدم، جاء اللقاء بين وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان ونظيره الاميركي مايك بومبيو في باريس، كما لقاء الرئيس ماكرون مع رئيس الدبلوماسية الاميركية محبطا للفرنسيين، حيث تم استعراض كافة نواحي الاوضاع السياسية والاقتصادية في لبنان، ووفقا لتلك الاوساط، يسود “الاحباط” في باريس حيث لم يبد رئيس الدبلوماسية الاميركية اي “ليونة” في موقف بلاده من الازمة اللبنانية على الرغم من محاولات لودريان شرح المقاربة الفرنسية في التعامل مع واقع وجود حزب الله ودوره، ويمكن القول ان الدبلوماسية الفرنسية اصطدمت بتصعيد اميركي واضح، سيستمر حتى نهاية ولاية دونالد ترامب، وقد تعمد البيان الصادر عن الخارجية الاميركية التاكيد على هذا التشدد من خلال الحديث عن تطرق المحادثات الثنائية للدور ”الخبيث” الذي يلعبه حزب الله في لبنان، والجهود التي تقوم بها واشنطن باتجاه تشكيل حكومة اصلاحات واستقرار..!
اللواء : وزير المال يحذّر من “نهاية لبنان”.. وسلامة في باريس على عجل! استغراب فرنسي لتدخلات بومبيو.. واحتجاجات في طرابلس ضد الإقفال
كتبت صحيفة ” اللواء ” تقول : مع اقتراب تكليف الرئيس سعد الحريري من شهر كامل على تأليف “حكومة مهمة”، بدا المشهد أكثر ابتعاداً عن مجرى التوقعات الإيجابية، التي حكمت اللقاءات التي تجاوزت عدد أصابع اليد الواحدة، في فترة قياسية، لتتوقف فجأة، فاسحة المجال امام زيارة للموفد الرئاسي الفرنسي في 8 آذار ارتياحاً لمهمته التي انتهت قبل يومين في بيروت، حاملاً معه تصوراً عن تقرير سيرفعه (أو رفعه) إلى ادارته لتكون مناقشته متاحة اليوم، في اجتماع “خلية الأزمة” في الاليزيه..
ترافق ذلك مع كلام خطير، قد يكون الأخطر، الذي يكشفه النائب جبران باسيل، كرئيس لتكتل لبنان القوي من ان سبب ”عدم تأليف الحكومة حتى الآن، هو الوعود المعطاة للداخل غير المتناسبة مع الوعود المعطاة للخارج”، في غمز مباشر من قناعة الرئيس المكلف.
الجمهورية : إجتماعات الاليزيه لم تثلج الصدور.. وباريس استقبلت بومبيو لياقةً
كتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : لم تحمل أخبار باريس أمس ما يُثلج الصدور حول موضوع التأليف الحكومي والخطوات التي يمكن الادارة الفرنسية ان تتخذها في شأن مبادرتها لحل الازمة اللبنانية، فاتّضَح انّ الاجتماعات الفرنسية والاميركية التي شهدها قصر الاليزيه، تأسيساً على ما عاد به الموفد الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل من زيارته لبيروت، لم تتخذ أي خطوات عملية، بل أصدرت الخارجية الاميركية بياناً قالت فيه انّ الوزير مايك بومبيو بحث مع المسؤولين الفرنسيين في ما سمّاه “تأثير حزب الله ”الخبيث” في لبنان، والجهود التي تقوم بها واشنطن في اتجاه تشكيل حكومة استقرار وإصلاحات في لبنان”. وفيما لم يصدر أيّ بيان فرنسي يتضمن موقفاً سلبياً من “حزب الله”، أشارت فرنسا إلى أنها وافقت على استقبال بومبيو بِطَلب منه “وفي شفافية كاملة مع فريق الرئيس (الأميركي) المنتخب جو بايدن”، في وقت تدعو الحكومة الفرنسية إلى إعادة بناء العلاقة عبر ضفّتَي الأطلسي في مناسبة تبديل الإدارة الأميركية. وقال مصدر ديبلوماسي فرنسي لوكالة “فرانس برس”: “كان من الطبيعي ومن اللائق تجاه المؤسسات الأميركية، أن يتم استقباله”، لأنّ ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب تستمر حتى 20 كانون الثاني المقبل.
في باريس عقد اللقاء المنتظر بين وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو ونظيره الفرنسي جان ايف لودريان للمرة الاولى في إحدى قاعات القصر الرئاسي في الإليزيه، قبل ان ينتقلا معاً الى مكتب رئيس الجمهورية ايمانويل ماكرون حيث التقاهما وجرى عرض لمُجمل التطورات المتصلة بالأزمات الدولية في مختلف القارات، ولا سيما منها الوضع في لبنان في ضوء زيارة موفد ماكرون لبيروت باتريك دوريل العائد توّاً الى العاصمة الفرنسية، والذي شارك في اجتماع خلية الازمة قبَيل وصول الضيف الاميركي الى الاليزيه.