وقاحة السفيرة الأميركية والموقف اللبناني
غالب قنديل
قالت المدعوة دوروثي شيا سفيرة الإمبراطورية الأميركية الملطخة بدماء الشعوب منذ عقود:”شرطنا لمساعدة لبنان في مواجهة فيروس كورونا كان الابتعاد عن وزارة الصحة لقرب وزير الصحة من حزب الله، والتعامل مع مؤسسات صديقة وموثوق منها كالجامعة الأميركية والجيش اللبناني”. و”لم ندعم الحكومة الأخيرة لأن الذي شكّلها هو حزب الله، لكننا وقفنا الى جانب الشعب اللبناني وسوف نرى ماذا سيكون شكل الحكومة المقبلة لتحديد موقفنا”. و”سوف نصرّ على مواقفنا، وإذا لم نفعل ذلك فسيعودون الى فسادهم ولا أحد سوف يساعدهم بتاتاً الا إذا رأينا تقدماً خطوة بعد خطوة، ولن يكون هناك أي شيء مجاني بعد اليوم“.
أولا: نعرف جيدا أن الولايات المتحدة الأميركية هي راعية الكيان الصهيوني في المنطقة، وهي كانت ولا تزال تدعم الحروب العدوانية الإجرامية التي استهدفت لبنان، وشاركت مباشرة منذ عام 1978 في تخطيط ورعاية الغزوات والمذابح التي نفذها العدو الصهيوني. وقد شاركت ميدانيا في عمليات القتل والإبادة التي أوقعت آلاف الضحايا من اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين منذ العام 1978 الى اليوم. وأميركا المجرمة كانت على الدوام تقدّم الرعاية السياسية والدعم الإعلامي والتمويل لجميع عصابات الحرب الصهيونية وللعصابات العميلة الرديفة التي ارتكبت المجازر على أرض لبنان، وهذه حقيقة يجب أن تكون حاضرة في معاينة الحدث اللبناني الجاري بشكل مستمر، وألا تعمينا عنها تصريحات المناقين من الدبلوماسيين الأميركيين الذين يذرّون الرماد في الأعين ويمارسون التضليل والكذب على أوسع نطاق لتسويق السياسة الأميركية المكرّسة لدعم الكيان الصهيوني ولهيمنته وأطماعه في منطقتنا.
ثانيا: الأميركي الذي يتشدّق اليوم بالكلام عن الفساد في بلدنا هو أصل الفساد في العالم. وهو الذي يفرض هيمنته ولصوصيته في جميع البلدان، مستخدما نفوذه لنهب خيراتها ولإخضاع شعوبها. وهذا الأميركي البشع يبدو في منطقتنا العربية أفسد الفاسدين بدعمه للكيان الصهيوني الذي يغتصب أرضا ويشرّد شعبا ويحتل أراضي دول سيدة بالقوة الغاشمة، بفعل الدعم الأميركي الحاضن لغطرسته ولإجرامه. ومن الوقاحة أن يتحدث المسؤولون الأميركيون عن الحقوق والضوابط، وهم غاصبو حقوق وخارقو جميع القواعد الناظمة للعلاقات الدولية في حمايتهم للعدوانية الصهيونية وفي استباحتهم لسيادة الدول في منطقتنا العربية، وفي رعايتهم لعصابات التكفير في كل مكان من العالم.
إن قائمة من عشرات منظمات الإرهاب والتخريب والقتل، ووكلاء وسماسرة الشركات اللصوصية، التي يقودها مصاصو دماء أميركيون وصهاينة، هي بطاقة التعريف الرئيسية التي بحوزة أمّتنا العربية للولايات المتحدة الأميركية.
ثالثا: إن الجهة التي دعمت حروب العدو الصهيوني ضد لبنان منذ عقود، وقدمّت كلّ الرعاية للمذابح وعمليات القتل الجماعي التي أوقعت آلاف اللبنانيين، هي شريكة في جميع حروب العدو الصهيوني ضد لبنان، وكل كلام آخر هو تزوير لطمس الجرائم الأميركية المتمادية بحق بلدنا وشعبنا، الذي تكبّد عشرات آلاف الضحايا جراء الحروب الصهيونية العدوانية وبنتيجة الفتن وأعمال التخريب الإرهابية التي رعتها الاستخبارات الأميركية في بلدنا، ولا تزال تسعى في إجرامها. ومن لديه تلك المآثر يجدر به أن يخرس، وألا يتطاول على مقاومتنا الأبية التي تدافع عن سيادة البلد وعن شرف الشعب وكرامته التي ينتهكها الأميركي بدعمه للعدوان الصهيوني الغاصب، ولكل أنواع الضغوط، التي تهدف الى إيذاء المقاومة أو تشويه صورتها والنيل من ثباتها وقوتها، وهي شرف لبنان.
إن الجرائم الصهيونية ضد لبنان هي جرائم أميركية، وما أسالته من دماء لبنانية هي مسؤولية أميركية مباشرة، ومحاضر مجلس الأمن الدولي، وتعبيرات الإعلام الأميركي تؤكد للجهلة، إن أرادوا المعرفة والاطلاع، أن الأميركي البشع كان دائما راعي الإجرام الصهيوني ومجازره ضد الشعب اللبناني. وهو اليوم يختبر الوسائل الدبلوماسية والسياسية، بعدما قامت في لبنان مقاومة قادرة وقوية يحتضنها الشعب، وصارت يدُ العدوان مشلولة، فاستبدل الحروب بالضغوط الاقتصادية والسياسية. ولذلك حربنا ضد الأميركي البشع مستمرة وهي حرب استقلال وطنية، ندعو جميع اللبنانيات واللبنانيين الى الانخراط والمشاركة فيها بأقصى ما يمتلكون من طاقة وقدرة.