من الصحف الاميركية
شرع الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن بتشكيل إدارته المقبلة، حيث أعلن عن اسم كبير موظفي البيت الأبيض المقبل، في حين تواصل الحملة الانتخابية للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، الطعن في نتائج الانتخابات، وسط دعوات من جمهوريين للقبول بها.
وأعلن بايدن أنه اختار رون كلين مستشاره ومساعده منذ أمد بعيد لتولي منصب كبير موظفي البيت الأبيض في إدارته المقبلة، في أول تعيين يقدم عليه الرئيس الأميركي المنتخب الذي سيتولى السلطة في 20 كانون الثاني/يناير.
وقال بايدن في بيان إن كلين الديموقراطي المحنك البالغ من العمر 59 عاما والذي شغل اعتبارا من العام 2009 منصب كبير موظفي بايدن حين كان الأخير نائبا للرئيس باراك أوباما، “كان بالنسبة لي لا يقدّر بثمن على مدى السنوات العديدة التي عملنا فيها معاً“.
وأضاف أن “خبرته العميقة والمتنوعة وقدرته على العمل مع الناس من جميع الأطياف السياسية هي بالضبط ما أحتاج إليه في كبير موظفي البيت الأبيض في هذا الوقت الذي نواجه فيه أزمة ونعيد فيه توحيد بلادنا“.
كتبت ليزا ليرر في صحيفة نيويورك تايمز تقول إنه بعد أكثر من عشرين مرشحاً رئاسياً، وحوالى عامين من الحملات الانتخابية وقرابة 14 مليار دولار أنفقت في السباق الرئاسي، خرجت أميركا من الانتخابات الطويلة كما دخلت: دولة منقسمة بشدة تشعر بقلق عميق بشأن المستقبل.
فمع ترك العديد من الأصوات كي يتم عدها في المدن ذات الميول الديمقراطية، فاز الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن بما يقرب من 4.5 مليون صوت أكثر من الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، وأعاد بناء “الجدار الأزرق” لحزبه في الشمال الصناعي وشق طريقه في منقطة “حزام الشمس”. لكن ترامب كذلك قد وسّع هامش دعمه، حيث جمع أكثر من ثمانية ملايين صوت من تحالف أكثر تنوعاً للناخبين إلى حد ما، زيادة عما ناله في انتخابات عام 2016.
ورأت الكاتبة أنه لم تكن هذه الانتخابات تخلياً وطنياً عن الترامبية التي كان يحلم بها التقدميون. كما لم تكن النتيجة علامة واضحة على أن الناخبين يعتقدون أن احتجاجات “اليسار المتطرف” أغرقت أميركا في الفوضى والانحدار، كما جادل المحافظون. بدلاً من ذلك، نظل أمة مقسمة. في كثير من الأحيان، حتى داخل نفس المنزل.
بالتأكيد، تغيرت بعض سياساتنا منذ عام 2016. مالت مقاطعات الضواحي بعيداً عن ترامب بفارق خمس نقاط تقريباً. وفاز ترامب بنسبة أكبر من الناخبين اللاتينيين والسود.
ولكن، لم يكتسح الديمقراطيون سباقات الاقتراع، كما كان متوقعاً، تاركين السيطرة على الكونغرس ربما من دون تغيير. وبينما فاز بايدن بأكبر عدد من الأصوات في التاريخ، فاز ترامب بثاني أكبر عدد من الأصوات.
وقبل أربع سنوات سرق ترامب ويسكونسن من الديمقراطيين بأغلبية 22748 صوتاً. هذا العام، استعادها بايدن، لكن هامشه يسير على الطريق الصحيح ليقترب بنفس القدر.
لقد تغير الكثير منذ نيسان / أبريل 2019، عندما أعلن بايدن عن ترشيحه للرئاسة. بالأمس، تجاوزت البلاد المرحلة القاتمة المتمثلة في 10 ملايين حالة إصابة بفيروس كورونا، مع زيادة الحالات الجديدة بنسبة 60 في المئة تقريباً عن أسبوعين سابقين. كما أن ملايين الأميركيين عاطلون عن العمل ويكافحون لدفع فواتيرهم وينزلقون في براثن الفقر.
من خلال كل ذلك جعل بايدن الوحدة الوطنية جزءاً أساسياً من رسالة حملته. منذ أيامه الأولى كمرشح ديمقراطي إلى خطاب فوزه مساء السبت، تعهد بأن يكون “رئيساً لكل الأميركيين”، حتى أولئك الذين لم يصوتوا له.
واعتبرت الكاتبة أن تعزيز الوحدة في واشنطن لن يكون سهلاً. فلم يعد مجلس الشيوخ مكان الزمالة حيث عمل بايدن لعقود. فهو، مثل البلاد، أصبح أكثر إيديولوجية وأكثر استقطاباً.
وقالت إن الانتصارات المزدوجة في انتخابات الإعادة في جورجيا في أوائل العام المقبل من شأنها أن تمنح الديمقراطيين فرصة التصويت الفاصل في مجلس الشيوخ. لكن الانقسام في السيطرة على المجلس، مع بقاء السناتور الجمهوري ميتش ماكونيل زعيماً للأغلبية، يبدو النتيجة الأكثر احتمالاً.
كشف المعلق في صحيفة واشنطن بوست ديفيد إغناتيوس أن معركةً شرسة تجري وراء الأبواب المغلقة لمواجهة تهديد الرئيس دونالد ترامب على الأمن القومي الأمريكي.
وقال إغناطيوس إن المسؤولين العسكريين والأمنيين لترامب حذروه من الكشف عن معلومات سرية تتعلق بالتحقيق في التدخل الروسي بعد انتخابه عام 2016. وقالوا إن الكشف عن معلومات مهمة مضرّ ويغضب الحلفاء.
وأكد الكاتب أن المعركة الحامية بشأن هذا الموضوع اندلعت داخل الإدارة الأمريكية قبل أيام من انتخابات الرئاسة، حيث كان ترامب يريد الكشف عن معلومات يعتقد أنها تنفي تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في انتخابات 2016.
وربما كانت القصة قديمة وعفا عليها الزمن، إلا أنها تظل بالنسبة لترامب ساحة معركة لم تنته، بل هي النقطة التي بدأت منها مشاكله السياسية. ودعت مديرة المخابرات المركزية (سي آي إيه) جينا هاسبل وبقوة في لقاء بالبيت الأبيض لعدم الكشف عن المعلومات لأنها كما قالت ستخرق تعهدها بحماية المصادر والأساليب، كما قال مصدر في الكونغرس. وقال إغناطيوس إن عددا من الديمقراطيين والجمهوريين يحاولون حماية هاسبل، لكن البعض يعتقد أن ترامب قد يعزلها من منصبها.
وانتشرت شائعات هذا الأسبوع حول نهاية فترة هاسبل، لكن المصدر المطلع على موقفها، قال إن مستشار الأمن القومي روبرت سي أوبراين، ورئيس طاقم البيت الأبيض مارك ميدوز “أكدأ لها أنها في وضع جيد”، مما يعني أنها لن تعزل.
والتقت هاسبل شخصيا مع زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل يوم الثلاثاء. وتلتقي به بشكل منتظم كجزء من “عصابة الثمانية” المكونة من مسؤولي الكونغرس البارزين.
وفي جلسة عاصفة في البيت الأبيض، عارض بار الكشف عن المعلومات السرية. وعارض الجنرال بول ناكاسون، قائد القيادة المركزية السايبرية وبقوة الكشف عن الملفات، حسب مسؤول دفاعي ومصدر في الكونغرس.