من الصحف الاميركية
تناولت صحيفة نيويورك تايمز التحديات الخارجية التي ستواجه الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن. ومن أبرز هذه التحديات الشرق الأوسط وإصلاح العلاقات مع الصين وأوروبا.
ولفتت الصحيفة الى أن الشرق الأوسط يعتبر ملفا شائكا في السياسية الخارجية للولايات المتحدة، وقد يجد بايدن تحديات أكبر في ظل التغيرات التي شهدتها المنطقة في عهد الرئيس دونالد ترامب خصوصا في ما يتعلق بإيران وعملية السلام.
وكان بايدن وصف سياسية ترامب حيال إيران بالفاشلة، ووعد بإصلاحها من خلال العودة للاتفاق النووي الذي وقعته القوى الكبرى في عهد أوباما مع طهران في عام 2015، واعدا بإلغاء فوري لحظر السفر الذي فرضه ترامب على إيران ودول أخرى معظمها ذات أغلبية مسلمة.
ومع ذلك نقلت نيويورك تايمز عن خبراء قولهم إن بايدن سيواجه تحديات صعبة في أي مفاوضات مع إيران، معتبرة أن أي تقارب أميركي مع إيران قد ينفر إسرائيل وكذلك السعودية اللتين تريان في إيران “عدوا” مزعزعا للاستقرار في المنطقة.
أكد مستشارون في البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب “لا يخطط لإلقاء خطاب الاعتراف بالهزيمة”، في أعقاب إعلان وسائل إعلام أميركية فوز الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية، في وقت يستعد فيه الرئيس المنتخب جو بايدن لإلقاء خطاب النصر خلال ساعات.
ونقل عن مساعدي الرئيس قولهم إن ترمب “ليس له أي خطط لإلقاء خطاب الاعتراف بالهزيمة في الوقت الحالي”، والذي أصبح تقليداً عند خسارة المرشحين للسباق نحو البيت الأبيض، مؤكدين أن “ترمب مصر على خوض الحرب القانونية للطعن في نتائج الاقتراع“.
وزعم ترمب في تغريدة على تويتر في وقت سابق أنه فاز بالانتخابات “بفارق كبير”. ثم كتب في تغريدة أخرى، في وقت مبكر من صباح الأحد، أنه فاز بـ71 مليون صوت قانوني، يؤهلانه للاستمرار في رئاسة الولايات المتحدة، بحسب وصفه، متهماً المسؤولين عن إدارة الانتخابات في الولايات المتحدة بمنع مراقبي حملته من التواجد في قاعات فرز الأصوات.
قالت صحيفة واشنطن بوست إن الخطاب التحريضي الصادر عن الرئيس دونالد ترامب مع تبين خسارته في الانتخابات الرئاسية الحالية يؤكد الخطر غير المسبوق الذي تواجهه الولايات المتحدة الآن في ظل حكم رئيس غاضب ومضطرب لا تزال أمامه 75 يوما في منصبه.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب -الذي يرفض الاعتراف بخسارته في الانتخابات أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن، ويسمم الأجواء بمزاعم كاذبة بشأن تزوير نتائج الانتخابات- باستطاعته إلحاق أضرار لا توصف خلال أيامه الأخيرة من فترة رئاسته، كطرد كبار المسؤولين الأكفاء في مؤسسات الاستخبارات والأمن القومي، وإصدار قرارات عفو عن المجرمين من رفاقه، وقد يصدر عفوا عن نفسه.
كما أشارت إلى أن من بين الأضرار المحتملة الأكثر إثارة للقلق تلك المتعلقة بملف الشؤون الخارجية، حيث إن سلطة الرئيس في التصرف من جانب واحد أقل تقييدا.
وكان ترامب قد هدد قبل الانتخابات بإلغاء سنوات من عمل القوات الأميركية والدبلوماسيين العاملين في العراق وأفغانستان.
وقد نشر ترامب تغريدة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي قال فيها إن 4500 جندي أميركي من العاملين في أفغانستان سيعودون إلى الولايات المتحدة بحلول أعياد الميلاد هذا العام، كما هدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بإغلاق السفارة الأميركية في بغداد، وهو أمر من شأنه إنهاء التدخل الأميركي في العراق، وفقا للصحيفة.
وقالت واشنطن بوست إن من شأن تلك الخطط إذا ما اتبعها ترامب أن تقود إلى نتائج كارثية على مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وقد تتسبب في وقوع حرب أهلية في أفغانستان، كما قد تقود إلى تجدد سيطرة طالبان على البلد الذي مزقته الحرب سنين طويلة.
كما أن التهديد بإغلاق السفارة الأميركية في العراق -إذا نفذ- يمكن أن يمنح إيران فرصة ذهبية لتحقيق هدف إستراتيجي تسعى إليه منذ سنوات عديدة، وهو إخراج الولايات المتحدة من العراق وبسط سيطرتها عليه.
وخلصت الصحيفة إلى أن ترامب قد يحجم عن الإقدام على تلك الأعمال حفاظا على مستقبله السياسي، ولكن إذا لم يفعل ذلك -وهو الأمر المرجح- فإن مسؤولية منع الرئيس من إلحاق المزيد من الضرر بالأمن القومي الأميركي تقع على عاتق كبار السياسيين الجمهوريين، بمن في ذلك حلفاء ترامب المقربون مثل السيناتور ليندسي غراهام ورون جونسون.