من الصحف البريطانية
اهتمت الصحف البريطانية بأخبار الانتخابات الأمريكية وتناولتها بتحليل السيناريوهات المحتملة لتلك الانتخابات، إضافة إلى اهتمامها بمواضيع أخرى محلية وإقليمية ودولية.
نشرت صحيفة الغارديان مقالاً تحليلياً حول الانتخابات الأمريكية للمحلل السياسي آدم غابات تحت عنوان “هل من الممكن أن يرفض ترامب القبول بالهزيمة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟“.
يقول كاتب المقال إنه وبينما تستعد الولايات المتحدة لإعلان فوز أحد المرشحين بالرئاسة سواء جو بايدن أو دونالد ترامب، فإن الأمريكيين مضطرون للتفكير في سيناريو استثنائي يخسر فيه ترامب الانتخابات لكنه يرفض التسليم بالهزيمة.
فالرئيس ترامب ألمح إلى أنه قد لا يقبل بنتائج انتخابات 2020 مرات عديدة تكفي لدق ناقوس الخطر من أنه ربما كان يعني ذلك حقاً.
ويمضي الكاتب قائلاً إن ترامب رفض خلال الستة أشهر الماضية مراراً الالتزام بعملية انتقال سلمي للسلطة، عندما سئل عن ذلك، وزعم أنه لن يخسر الانتخابات إلا إذا تم تزويرها.
ويذكرنا الكاتب في مقاله بأن ترامب سبق له أن أظهر عدم الالتزام هذا في انتخابات 2016، لكن التوقع بتأخير النتائج هذا العام منح الرئيس الأمريكي مجالاً أوسع للزعم بأنه لا يمكن الثقة بنتائج الانتخابات، أو حتى إعلان الفوز قبل أن يتم فرز عدد كاف من الأصوات.
ويمضي كاتب المقال قائلاً إن ترامب بدا وكأنه مهد الطريق لرفضه الاعتراف بنتيجة الانتخابات في مقابلة أجراها معه كريس والاس من فوكس نيوز في يوليو/ تموز الماضي وذلك عندما سأله والاس إذا ما كان سيقبل بنتائج الانتخابات. كان رد ترامب في حينه: “علي أن أرى. لا، أنا لن أكتفي بالقول نعم. ولن أقول لا“.
وفي مناسبات أخرى، كما يقول كاتب المقال، كان ترامب مسروراً لطرح السؤال بنفسه، كما فعل عندما خاطب الجمهور في تجمع انتخابي في أوشكوش بولاية ويسكونسين في أغسطس/ آب الماضي. فقد قال ترامب: “الطريقة الوحيدة التي سنخسر فيها الانتخابات هي إذا تم تزويرها“.
وبحسب المقال، فقد كرر ترامب الرسالة نفسها في مؤتمر صحفي عقد في البيت الأبيض في سبتمبر/ أيلول وخلال أول مناظرة رئاسية بعد ذلك بأسبوع.
ويطرح كاتب المقال سؤالاً حول مدى جدية تهديد ترامب برفض قبول النتائج، ويقول إن ظروف إجراء انتخابات في خضم جائحة كورونا تجعل تهديد ترامب ممكناً أكثر مما لو كانت الانتخابات في ظروف عادية.
كما أن تغيير وسائل التصويت سهل على ترامب التقدم باتهامات لا أساس لها من الصحة تتعلق بتزوير الانتخابات، وسهل عليه حتى عملية اختلاق سيناريو يمكنه من الإعلان المبكر عن فوزه في الانتخابات.
ويشير كاتب المقال إلى أن أعداداً قياسية من الأمريكيين صوتت مبكراً، ونسبة كبيرة منهم فعلت ذلك من خلال البريد، وهذا يعني أن العاملين في مراكز الاقتراع سيحتاجون وقتاً أطول لفرز تلك الأصوات وإعلان النتائج.
يقول كاتب المقال نقلاً عن خبراء في الانتخابات إن الولايات المتحدة قد تجد نفسها أمام أسبوع من الانتخابات وليس مجرد ليلة وإن ترامب قد يعلن نفسه فائزاً في الانتخابات في وقت مبكر إذا وجد أنه متصدر في بعض الولايات وقبل أن يعرف من هو الفائز حقاً.
ويرى كاتب المقال أن هناك احتمالاً لحدوث بلبلة قد يستغلها ترامب وأن هذا الاحتمال يزيد بفعل قوانين تمنع فرز الأصوات مبكراً، كما هو الحال في بعض الولايات الرئيسية التي قد ترجح كفة الفائز مثل بنسلفانيا وويسكونسين اللتين لا يسمح فيهما ببدء فتح بطاقات الاقتراع التي ترسل بالبريد وفرزها إلا في يوم الانتخابات. وهذا الأمر سيقود إلى تأخير في إعلان النتائج، ما يفسح المجال أمام أحد المرشحين لإعلان فوز مبكر قد لا يكون صحيحاً.
نشرت التايمز مقالاً للكاتب روجر بويز حول التهديد الإرهابي الذي تواجهه الدول الغربية بعد الاعتداءات التي حصلت في كل من فرنسا والنمسا.
تحت عنوان “لا يمكن للغرب تجاهل دعوة ماكرون إلى العمل”، يقول بويز إنه وبعد مرور خمسة أعوام على هجمات مسرح “باتاكلان” في باريس، انضمت فيينا إلى نادي الضحايا الذي يشمل بروكسل ونيس وبرلين ولندن ومانشستر.
وكانت الاستجابة في تلك المدن هي نفسها: الحيرة من أن الخلايا “الجهادية” ما زالت قائمة، ويلي هذه الحيرة تعديل في أساليب المراقبة ومكافحة الإرهاب.
يقول كاتب المقال إن الواجب السياسي يقتضي المضي قدماً بأسرع وقت ممكن. لكن المنطق المتعب والانهزامي يقضي بأن أي تمحيص ذاتي معمق قد يؤدي إلى حدوث استقطاب في المجتمع وإلى نشر رهاب الأجانب.
ويمضي الكاتب قائلاً إن الهجمات تستمر بشكل حتمي كما هو الطقس السيء وإن أوروبا تعد هدفاً سهلاً لأي قاتل يريد أن يحصد أعلى مستوى من الدعاية بأقل تكلفة ممكنة.
ورأى الكاتب أن هذا السبب هو الذي يدعو الغرب إلى تقديم الدعم للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يخوض صراع حضارات دفاعاً عما وصفه بالقيم الغربية المشتركة.
ونقل عن الرئيس الفرنسي قوله في هذا الصدد: ” نحن نؤمن بالتنوير وبأن يكون للنساء نفس حقوق الرجال. والأشخاص الذين يعتقدون بخلاف ذلك، دعهم يقومون بذلك في مكان آخر، ليس على الأرض الفرنسية“.
يقول الكاتب إن ماكرون لا يخوض الحرب بصفته مدافعاً عن أوروبا مسيحية ضد التطرف الإسلامي العنيف، وإنما كمدافع عن فرنسا العلمانية. كما أن ماكرون شخص واقعي لا يعول كثيراً على التضامن الأوروبي. لكنه يجب أن يحظى به على أية حال، كما فعل عندما سارع إلى الاتصال بالمستشار النمساوي ليؤكد على أن المعضلة مشتركة.
ويقول كاتب المقال إن ماكرون يرى أن المسلمين أوجدوا عالماً منفصلاً لهم داخل المدن الأوروبية. ورد ماكرون على ذلك جاء على شكل قانون سيتيح التدقيق بصورة أكبر في موضوع إدارة المساجد وتعيين الأئمة الذين جرى تأهيلهم في الخارج. كما أنه سيشترط على المؤسسات الإسلامية العاملة في البلاد بأن تتعهد باحترام الطبيعة العلمانية للبلاد.
والهدف النهائي لماكرون، بحسب الكاتب، هو محاربة أولئك الأشخاص الذين يضلون الطريق ويتجهون إلى التطرف، وتوفير الحماية لمن يريدون أن يتعبدوا من الناس العاديين.
ويقول الكاتب إن خطة ماكرون أثارت غضب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يعتبر نفسه صوت المسلمين السنة في كل مكان. فقد شكك أردوغان بالسلامة العقلية لماكرون ودعا إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية، وهو ما أثار جدلاً واسعاً حول ما إذا كانت حقيبة اليد الفرنسية التي تحملها زوجة أردوغان مستثناة من تلك المقاطعة.
ويرى كاتب المقال أن النزاع حول معاملة ماكرون للمسلمين في فرنسا بات مرتبطاً بمعارضة ماكرون الصريحة بشكل متزايد للتمدد الجيوسياسي لأردوغان. فهناك خلاف بينهما حول شرق المتوسط وليبيا. وبات المرء يشك بأن أردوغان يرى في ماكرون عدواً مدى الحياة.
وختم الكاتب بالقول إنه يجب التفكير مرتين قبل تقديم الدعم لتركيا بدلاً من فرنسا في الأزمات التي قد تحدث في المستقبل.