كيف يُختار الرئيس الأميركي ونائبه؟
قبل أربعة أعوام وتحديدًا ليل 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2016، وصف دونالد ترامب، حديث العهد في معترك السياسة، بـ”الجميل” فوزه المفاجئ على منافسته هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية.
لكن تفاصيل الفوز ليست بهذه السهولة، فوزيرة الخارجية السابقة حصلت على قرابة ثلاثة ملايين صوت أكثر مما حصل عليه منافسها الجمهوري. إلا أنه بفوزه بفارق ضئيل في ولايات حاسمة تخطى ترامب عتبة 270 صوتا الضرورية من أصوات الهيئة الناخبة، للوصول إلى البيت الأبيض.
ما هي قواعد هذا النظام الانتخابي الذي يرى البعض أنه عفا عليه الزمن؟
يلتقي أعضاء الهيئة الناخبة – المجمع الانتخابي – وعددهم 538 في عواصم ولاياتهم مرة كل أربع سنوات، بعد الانتخابات الرئاسية لتحديد الفائز. ويتعين على مرشح رئاسي أن يحصل على الغالبية المطلقة من أصوات الهيئة، أي 270 من 538 صوتا، للفوز.
ويعود هذا النظام إلى دستور 1787، الذي يحدد قواعد الانتخابات الرئاسية بالاقتراع العام غير المباشر في دورة واحدة. وكان الآباء المؤسسون للولايات المتحدة يرون في ذلك تسوية بين انتخاب رئيس بالاقتراع العام المباشر، وانتخابه من قبل الكونغرس وفق نظام اعتبروه غير ديموقراطي.
ورفعت إلى الكونغرس على مر العقود مئات المقترحات لإجراء تعديلات أو لإلغاء المجمع الانتخابي، إلا أن أيًا منها لم يمر.
الأعضاء في المجمع الانتخابي هم مسؤولون منتخبون أو مسؤولون في أحزابهم في الغالب، لكن أسماءهم لا تظهر في بطاقات الاقتراع، وهوياتهم غالبًا غير معروفة للناخبين.
لكل ولاية عدد من كبار الناخبين يساوي عدد ممثليها في مجلس النواب (حسب عدد سكان الولاية) وفي مجلس الشيوخ (اثنان لكل ولاية بغض النظر عن الحجم).
لكاليفورنيا مثلا 55 من كبار الناخبين، ولتكساس 38. أما الولايات الأقل كثافة سكانية مثل آلاسكا وديلاوير وفيرمونت ووايومينغ، فلكل منها ثلاثة ناخبين كبار.
ويمنح الدستور الولايات حرية أن تقرر آلية اختيار “كبار الناخبين”. في كافة الولايات باستثناء نبراسكا وماين، المرشح الذي يفوز بغالبية الأصوات يحصل على أصوات جميع “كبار الناخبين“.
في تشرين الثاني/نوفمبر 2016 فاز ترامب بـ306 من أصوات “كبار الناخبين”. ووقع ملايين الأميركيين الساخطين على عريضة تدعو كبار الناخبين الجمهوريين إلى قطع الطريق عليه. لكن المساعي باءت بالفشل في غالبيتها، لأن عضوين فقط في تكساس التزما بالدعوة ما ترك ترامب مع 304 أصوات. وندد الجمهوريون بالخطوة بوصفها محاولة بائسة من نشطاء رفضوا الإقرار بالهزيمة.
والوضع الاستثنائي في 2016 المتمثل بخسارة الاقتراع الشعبي ورغم ذلك الفوز بالانتخابات، لم يكن غير مسبوق. فخمسة رؤساء سابقين وصلوا إلى البيت الأبيض بهذه الطريقة.
وكان أولهم جون كوينسي أدامز عام 1824 أمام أندرو جاكسون. وقبل فترة غير بعيدة شهدت انتخابات 2000 التباسًا كبيرًا بين جورج دبليو بوش والديموقراطي آل غور.
وكان غور فاز بفارق 500 ألف صوت عن بوش على المستوى الوطني، لكن عندما فاز بوش بأصوات فلوريدا ارتفع مجموع أصوات الهيئة الناخبة إلى 271، ما حسم الرئاسة لصالحه.
لا شيء في الدستور الأميركي يرغم “كبار الناخبين” على التصويت باتجاه أو بآخر. وإذا كانت بعض الولايات ترغمهم على احترام نتائج التصويت الشعبي وامتنعوا عن ذلك، يمكن معاقبة “غير النزيهين” بغرامة.
لكن في 2020 قضت المحكمة العليا أنه بإمكان الولايات معاقبة “كبار الناخبين” الذين يمتنعون عن التصويت، بوضع قوانين ترغمهم على الاقتراع بحسب نتيجة التصويت الشعبي في تلك الولاية.
بين 1796 و2016، أعطى 180 من “كبار الناخبين” أصواتهم إلى غير المرشح الرئاسي أو نائبه الفائز بالولاية. لكن الناخبين الرافضين لنتائج التصويت لم يؤثروا أبدا على النتيجة النهائية لهوية الرئيس المقبل.
يجتمع “كبار الناخبين” في ولاياتهم في 14 كانون الأول/ديسمبر لاختيار رئيس ونائب رئيس. وذلك التاريخ حدده القانون الأميركي الذي ينص على أن “يجتمعوا ويدلوا بأصواتهم في أول يوم إثنين بعد ثاني يوم أربعاء في كانون الأول/ديسمبر“.
في 6 كانون الثاني/ يناير 2021 يثبت الكونغرس الفائز بالرئاسة الذي يؤدي اليمين في 20 كانون الثاني/ يناير.