من الصحف الاميركية
يترقب العالم موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي يتنافس بها كل من الرئيس دونالد ترامب، ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، الجديد فيما يخص يوم الاقتراع عن الدورات السابقة، هو التأثر الذي جرى له بسبب فيروس كورونا.
وقالت صحيفة واشنطن بوست إن الزيادة الهائلة في التصويت المبكر والتصويت عبر البريد، مع سعي العديد من الناخبين لتجنب أماكن الاقتراع المزدحمة، أدت إلى إعادة تشكيل كيف ومتى سيتم فرز معظم بطاقات الناخبين. هذا الأمر خلق حالة من عدم اليقين بشأن موعد إعلان النتائج.
ويتوقع خبراء الانتخابات أن معدل التصويت بالبريد سيترواح ما بين 50% إلى 70% على مستوى البلاد، مقارنة بنحو 23% في عام 2016.
بالإضافة إلى أن التصويت الشخصي المبكر حطم الأرقام القياسية لأول مرة في جميع أنحاء الولايات، ومن المتوقع أن يدلي معظم الأمريكيين بأصواتهم قبل الـ3 من تشرين ثاني/ نوفمبر. ومن ثم، نتيجة لذلك؛ فإن يوم الإنتخابات سيمثل نهاية فترة التصويت الطويلة، وبداية فترة العد الأطول المحتملة.
وتخطط بعض الولايات الإبلاغ عن نتائج الاقتراع ليلة الـ 3 من تشرين الثاني/ نوفمبر، لكن ولايات أخرى تتوقع أن يستغرق الأمر وقتا أطول.
قالت صحيفة نيويورك تايمزإن الرئيس دونالد ترامب قلب خلال الفترة التي قضاها في البيت الأبيض السياسة الخارجية الأميركية رأسا على عقب، مما خدم مصالح دول وتسبّب في توتر أخرى، وهي تنظر جميعها الآن بترقب لمعرفة القبلة التي ستولّيها واشنطن بعد الانتخابات الرئاسية.
وذكرت الصحيفة -في تقرير جماعي حرره رئيس مكتبها في القدس ديفيد هالفينغر (David Halbfinger)- أنه في منطقة الشرق الأوسط مثلا ستشكل هزيمة ترامب “خسارة كبيرة” لحكومة اليمين الإسرائيلي، ولرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ففي عهد ترامب -تقول الصحيفة- تم “إغراق هذه الحكومة بخدمات سياسية من قبل البيت الأبيض ودعمت إلى أقصى حد، وبلغ هذا الدعم ذروته بصفقات تطبيع مع 3 دول عربية جعلت الشرق الأوسط يتحول فجأة إلى مكان أقل عداء للدولة اليهودية“.
وفي المقابل يؤكد السفير الإسرائيلي السابق في الولايات المتحدة سلاي ميريدور، أن “ضوء نهار أكثر سيسلط على العلاقة بين نتنياهو والبيت الأبيض” في حال فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات، و”قد نخسر ما حققناه مع ترامب، وقد لا نكسب المزيد“.
كما ترى الصحيفة -نقلا عن الصحفي هشام ملحم بجريدة النهار اللبنانية- أن خسارة محتملة لترامب ستترك لزعماء دول مستبدة بالمنطقة -وفي مقدمتها مصر والسعودية- “القليل من الأصدقاء” في واشنطن.
أما مصر التي وصف ترامب رئيسها عبد الفتاح السيسي بأنه “دكتاتوره المفضل”، فتؤكد مصادر صحفية قريبة من السلطة أن مسؤوليها “يدعمون بشدة” إعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاية ثانية “لكنهم لا يملكون للأسف صوتا” يدعمونه به.
ومن ناحية أخرى، ترى نيويورك تايمز أن لا دولة تتطلع للانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة بغضب وتذمر أكثر من الصين، حيث أدّت التوترات بشأن التجارة والتكنولوجيا وفيروس كورونا المستجد إلى بلوغ العلاقات بين البلدين أسوأ مستوياتها منذ أن اعترفت واشنطن لأول مرة بجمهورية الصين الشعبية عام 1979.
وتؤكد الصحيفة الأميركية ذائعة الصيت أن قلة من المسؤولين الصينيين يعلقون آمالا على أن تؤدي هزيمة ترامب إلى تحسن في العلاقات، خاصة وأن البديل المحتمل جو بايدن يتبنى نهجا متشددا بشكل متزايد تجاه بكين، لذلك فهو يعتبر -في نظرهم- تحديا “أكثر تعقيدا” من ترامب.
أما في روسيا التي تتهمها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه” (CIA) بالسعي سرا لإعادة انتخاب ترامب، فقد ضاعفت المؤسسات الإعلامية الموالية للكرملين حديثها أخيرا عن إمكانية انزلاق أميركا إلى العنف والفوضى بعد إعلان نتائج الانتخابات.
لكن غالبية الروس يؤكدون أن لا فرق بالنسبة لهم سواء فاز ترامب أو خصمه بايدن. ويقول أرسين أروتيونيان، وهو شاب يملك شركة صغيرة في موسكو “كان ترامب رئيسا جيدا لروسيا، لكن الأمر لا يهم.. لنترك بوتين يصبح رئيسا جيدا لروسيا“.
قالت صحيفة واشنطن بوست إن هناك قلقا متزايدا بين الديمقراطيين إزاء ولاية بنسلفانيا، أحد أهم الولايات المتأرجحة في سباق الرئاسة الأمريكية 2020، على الرغم من التقدم البسيط لمرشحهم جو بايدن فيها.
وأوضحت الصحيفة أن بايدن ينظم فعاليات انتخابية على مدار يومين في بنسلفانيا في ظل مخاوف بين بعض الديمقراطيين المحليين بشأن التحول المحتمل حدوثه في نهاية السباق والذى سيهدد تفوقه البسيط فيها، ويكرر عودة ترامب للفوز بها مثلما فعل في عام 2016.
وتوضح الصحيفة، ان أغلب الديمقراطيين لا يزالوا يعتقدون أن بايدن سيفوز ببنسلفانيا، وأنه يحتفظ بتقدم متواضع في استطلاعات الرأى فيها، إلا أن ثقتهم تراجعت في الأسابيع الأخيرة مع ظهور إشارات على سباق متقارب في هذه الولاية، وفقا لمسئولين انتخابيين ومخططين استراتيجيين ونشطاء الحزب. ويعتقد كلا الجانبين أن النتيجة في بنسلفانيا ستكون حاسمة لتحديد من سيفوز بالبينت الأبيض.
وتتعدد أسباب قلق الأمريكيين، فهم يشعرون بالقلق من مشكلة محتملة في التصويت بالبريد خلال الوباءز ويشعرون بالقلق من احتمالات زباردة الناخبين البيض والقرويين المؤيدين لترامب، وإشارات على إقبال أقل من المتوقع بينت القاعدة الديمقراطية.
كما أنهم متوترون إزاء محاولات الجمهوريين لوضع قيود على التصويت، وينظرون إلى حوادث النهب والعنف الأخيرة في فيلادليفيا التي استغلها ترامب ليصور بايدن بأنه ضعيف في قضية الجريمة والعداء للشرطة.
ويقول نيل أوكسمان المخطط الإستراتيجى الديمقراطى المخضرم في بلنسفانيا، إنه يشعر بقلق إزاء الولاية، ويستشهد بالمخاوف السابقة ومنها احتمالية أن يخرج مؤيدو ترامب بشكل أقوى من مؤيدى بايدن.
ويعترف العديد من الديمقراطيين بأن شكوكهم ربما تكون مبالغ فيها في ظل ما حدث قبل أربع سنوات عندما صدم تراكب المحللين بالفوز بفارق بسيط ببنسلفانيا، وهى الخسارة التي لم يتوقعها الديمقراطيون ولم يتعاموا منها تماما من اناحية العاطفية.