من الصحف البريطانية
تناولت الصحف البريطانية الصادرة اليوم هجوم نيس والأحداث التي وقعت خلال الأيام القليلة الماضية فنشرت صحيفة الغارديان مقالاً تحليلياً للصحفي جيسون بيرك حول هجوم نيس وصلته بالأحداث التي وقعت خلال الأيام القليلة الماضية.
ورأى كاتب المقال أن الهجوم يعد تحدياً خطيراً للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقد وعد بشن حملة على ما وصفه بـ”التطرف الإسلامي”، تشمل إغلاق مساجد ومؤسسات أخرى متهمة بالتحريض على التشدد والعنف.
وقال ماكرون إن فرنسا “تخوض حرباً وجودية ضد العقائد الإسلامية المتطرفة والنزعة الانفصالية“.
وذكر الكاتب سلسلة من الهجمات التي وقعت يوم أمس، من بينها حادث طعن خارج مبنى القنصلية الفرنسية في السعودية ومحاولة هجوم من رجل مسلح بسكين على رجال الشرطة في مدينة أفيغنون الفرنسية.
ويقول إنه من المستبعد أن تكون تلك الهجمات جزءاً من حملة منسقة من قبل جماعة كبيرة، وإنما هي ردود على بعضها البعض واستجابة للأجواء المحمومة التي تخلقها الخطابات الغاضبة لبعض القادة في العالم الإسلامي على إعادة تأكيد ماكرون على المبادئ العلمانية لفرنسا.
ونقل الكاتب عن الخبراء قولهم إن هجوماً واحداً غالباً ما يشعل فتيل هجمات أخرى تستخدم نفس الأساليب.
ورأى كاتب المقال أن العنف الحالي سيكون، بلا شك، مبعث سرور لزعماء تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة، اللذين يسعيان للحفاظ على وجودهما في عالم الجماعات المتشددة الذي يتطور بسرعة ويشهد منافسة قوية وذلك من خلال الادعاء بأنهما على الأقل ألهما الهجمات في أوروبا.
وينقل كاتب المقال عن مسؤولين أوروبيين قولهم إن المتشددين في أوروبا يعملون حالياً من خلال شبكات تفتقد إلى التنظيم، وهي مندمجة في “محيط أوسع من التشدد الإسلامي، ويمكنها العمل كقناة تؤدي إلى العمل الإرهابي“.
ويقول إن هذه الشبكات محلية الطابع وليست لها صلات تنظيمية بجماعات أكبر كتنظيم الدولة الإسلامية أو القاعدة.
وختم الكاتب بالقول إن قلة الاهتمام التي أبداها الغرب بالتشدد الإسلامي مؤخراً هي أمر مفهوم بالنظر إلى أن الوفيات في أوروبا من جراء كل أشكال الإرهاب انخفضت بنسبة 70% العام الماضي، وأن الدول الغربية سجلت أقل عدد للحوادث الإرهابية منذ 2012.
نشرت صحيفة الديلي تليغراف مقالاً لمراسلها لشؤون الشرق الأوسط كامبل ماكديارميد يقول فيه نقلاً عن خبراء في الإرهاب وسياسيين أوروبيين إن اللهجة العدائية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إزاء فرنسا بسبب نشر رسوم مسيئة للنبي محمد “ربما ساهمت في تأجيج مناخ الغضب الذي قاد إلى الهجوم الإرهابي في مدينة نيس“.
ويقول كاتب المقال إن خبراء الإرهاب يعتقدون أن هجوم نيس – إلى جانب حادث الطعن خارج القنصلية الفرنسية في جدة بالسعودية وحادث مدينة أفيغنون الفرنسية الذي قتلت فيه الشرطة رجلاً يحمل مسدساً – هو رد انتقامي من جانب متشددين على مواقف فرنسا إزاء المسلمين.
ويقول الكاتب إن الرئيس التركي تزعم الانتقادات في العالم الإسلامي للرئيس الفرنسي بسبب حملته التي شنها ضد الإسلاميين هذا الشهر.
ونقل الكاتب عن نيكولاس هيراس من معهد دراسات الحرب ومقره الولايات المتحدة قوله إن “أردوغان يضع نفسه وتركيا في موقع المدافع عن الأمة المضطهدة” أي الأمة الإسلامية في العالم.
ونقل الكاتب أيضاً عن رافييلو بانتوشي، الأستاذ المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة ومقره بريطانيا، قوله إن الغضب على نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد قد جرى “تأجيجه بفعل بعض الدعوات المنافقة من قبل عدة قادة مسلمين من بينهم أردوغان“.
ومضى كاتب المقال قائلاً إن هيلدا فوتمانز، العضوة الليبرالية البلجيكية في البرلمان الأوروبي وهي مقررة الظل حول تركيا في لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان قالت إن لهجة أردوغان إزاء ماكرون هذا الأسبوع كانت غير لائقة تماماً، وإن للكلمات عواقبها. وحثت الرئيس التركي على الامتناع عن الاستفزازات التي تعرض العلاقات بين دول الاتحاد الأوروبي وأنقرة للخطر.
ويقول كاتب المقال إن يوم الأربعاء وهو اليوم الذي سبق وقوع الهجمات، شهد قيام القنوات المؤيدة لتنظيم الدولة الإسلامية على وسائل التواصل الاجتماعي بمشاركة شريط دعائي مصور يحض أتباع التنظيم على الدفاع عن النبي محمد “بضرب الأعناق”، في إشارة لحادث قطع رأس المدرس صامويل باتي في إحدى ضواحي باريس يوم 16 أكتوبر/ تشرين أول الجاري.
وختم الكاتب بالقول إن تركيا أدانت هجوم نيس، حيث عبرت الخارجية التركية عن “تضامنها مع الشعب الفرنسي كأمة فقدت مواطنيها أيضاً ضحية للإرهاب”، إلا أن تعازي أنقرة قد لا ترضي أولئك الذين دعوا بالفعل إلى معاقبة تركيا على دعوات أردوغان للشعب التركي بمقاطعة المنتجات الفرنسية.