انهيار الهدنة الثالثة وتجدد الاشتباكات بين أذربيجان وأرمينيا
تجددت الاشتباكات صباح اليوم الثلاثاء بين القوات الأذرية والأرمينية ببعض المناطق في إقليم ناغورني قره باغ، وذلك بعد انهيار الهدنة الثالثة، مساء الإثنين.
ويأتي ذلك، بعد دقائق من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وتبادل الجانبان الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار الذي تم التفاوض عليه في واشنطن، كما أقرت يريفان بتقدم عسكري جديد للجيش الأذري.
وتبادل الطرفان الاتهامات بخرق الهدنة. وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية، إن مواقع للقوات الأذربيجانية ومناطق سكنية في كاراباخ تعرضت لقصف، مشيرة إلى أن الجانب الأرمني أطلق النار بعد 5 دقائق على بدء سريان الهدنة.
وأعربت الأمم المتحدة عن “القلق الشديد” إزاء تقارير تفيد بوقوع انتهاكات لوقف إطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا، بعد وقت قصير من بدء هدنة ثالثة خلال تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
وذكرت الوزارة أن أرمينيا قصفت وحدات عسكرية أذربيجانية في قرية سفيان بمدينة لاتشين، وقصفت المدنيين في مدينة ترتر غربي الإقليم. وأكدت وزارة الدفاع الأذربيجانية التزامها الكامل بوقف إطلاق النار.
وفي المقابل، قالت وزارة الدفاع الأرمينية إن القوات الأذربيجانية ارتكبت “انتهاكاً جسيماً” لوقف إطلاق النار، عبر استهداف مواقع لمقاتلين في مناطق مختلفة عند الجبهات الأمامية بنيران المدفعية.
إلى ذلك، قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف إن بلاده “قبلت بالهدنة الإنسانية لتبادل الأسرى والجثث، لكن أرمينيا خرقتها بعد دقائق من بدئها“.
وأضاف علييف أن من يطالبون بهدنة إنسانية يرسلون السلاح إلى أرمينيا، مشيراً إلى أن لديه قائمة بأسمائهم، ومشددا على أن بلاده تريد حل النزاع بشأن إقليم قره باغ بالوسائل السياسية والعسكرية أيضا.
وأوضح نائب الرئيس الأذري، حكمت حاجييف، في تغريدة عبر توتير أن الجيش الأرميني لم يوقف إطلاق النيران باتجاه مدينة ترتر الأذرية المجاورة لإقليم قره باغ، مؤكدا أن القوات الأرمينية استهدفت المناطق السكنية المأهولة بالمدنيين الأذريين.
وقال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، إن بلاده تواصل الالتزام الصارم بالهدنة الإنسانية في قره باغ، مشددا على استعداد يريفان لقبول حل وسط لتسوية النزاع.
وطالب الولايات المتحدة بالرد على ما وصفه بالانتهاك الأذربيجاني لاتفاق وقف إطلاق النار، كما أعرب عن أمله في أن تثمر جهود الدول الثلاث التي ترأس مجموعة مينسك وهي الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا.
يذكر أن الجهود الأميركية لم تفلح في جمع وزيري الخارجية الأرميني زهراب مناتساكانيان والأذربيجاني، وجيهون بيراموف، على طاولة واحدة مع الوزير مايك بومبيو، لكنها أفضت إلى إعلان أن المباحثات أثمرت اتفاقا لهدنة إنسانية ثالثة، بعد هدتني 10 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، برعاية روسية، و18 تشرين الأول برعاية فرنسية.