من الصحف الاميركية
نبهت الصحف الاميركية من تزايد المواجهة المحتدمة، التي دخلت فيها إثيوبيا ومصر والسودان حول سد النهضة، الذي تبنيه أديس أبابا على نهر النيل الأزرق عند المنبع من جيرانها.
وأكدت واشنطن بوست على ضرورة أن تساعد الولايات المتحدة في إيجاد حل لهذا النزاع بما أن مصر وإثيوبيا حليفان قديمان لها منذ زمن بعيد ومتلقيان للمساعدات الأميركية، كما أن العلاقات بين واشنطن والخرطوم تتحسن بسرعة.
وانتقدت الصحيفة موقف ترامب بأنه بدلا من ذلك يحرض على الحرب، عندما أعلن الأسبوع الماضي خلال مكالمة هاتفية مع المسؤولين السودانيين أن مصر “سينتهي بها الأمر بتفجير السد.. عليهم أن يفعلوا شيئا“.
واستبعدت أن يصغي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى ترامب، الذي وصفت الصحيفة تصريحاته بالمتهورة والجاهلة، وأنها أكدت كيف أهدرت إدارته نفوذ الولايات المتحدة، وتنازلت عن القيادة في أفريقيا وحول العالم بينما نفرت الحلفاء المهمين.
وأشارت الصحيفة إلى أن معظم الخبراء يعتقدون أن الحل ممكن، وهو أنه يجب أن تتفق البلدان الثلاثة على مدى سرعة ملء الخزان خلف السد، وكيفية إدارة إمدادات المياه أثناء فترات الجفاف في المستقبل.
قالت المرشحة الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون إنها متأكدة من فوز جوزيف بايدن بالرئاسة. وفي مقابلة طويلة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز قالت إنها كانت متأكدة عام 2016 بالفوز بالرئاسة وهي اليوم متيقنة من انتصار بايدن. وفي بداية المقابلة تحدثت مع كارا سويشر عن اهتماماتها الجديدة في الكتابة الصحافية والإعلام وإن كانت راغبة بمقابلة صحافية مع ترامب، حيث رفضت الفكرة وقالت إنها تتمنى إجراء مقابلة مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيسة الوزراء النيوزلندية جاسيندا أرديرن وذلك من أجل تعريف الناخب الأمريكي بأهمية أن يكون لديهم رئيسة.
وأشارت إلى دفاعها عن حقوق المرأة باعتبارها حقوق إنسان. وتحدثت عن فيديو أعدته لدعم المرأة في بيلاروس وشجب عنف الشرطة في نيجيريا. وكل هذا نابع من موقعها العالمي المتميز. وعن سؤال عما تعمله اليوم أجابت أنه القيام بدعم الحملة الانتخابية للمرشح الديمقراطي مؤكدة أن انتخابات 2020 مختلفة عن 2016. ففي ذلك العام اعتقدت والجميع معها أنها ستفوز. وقالت إن خسارتها ثلاث ولايات كانت تعتقد أنها ستفوز بها جاءت بسبب الرسالة التي وجهها جيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، مشيرة أيضا إلى غضب الناخب الأمريكي الذي تعرض لعملية تضليل واسعة ومنها خبر عن مصادقة البابا فرانسيس على حملة ترامب. ورغم تحملها المسؤولية فيما بعد إلا أنها تحدثت عن التحديات التي واجهت حملتها مثل التدخل الروسي الذي لم يصدقه أحد في حمى الانتخابات ولكنه أصبح واقعا بالإضافة إلى عدم اهتمام فيسبوك ومنصات التواصل بحملات التضليل أو محاولة وقفها.
وأكدت أن رسائلها الإلكترونية التي ضغط ترامب على وزير الخارجية مايك بومبيو لنشرها “لا شيء فيها وهذه النقطة ولم يكن هناك أي شيء جديد”. وهي متوفرة الآن على الإنترنت ولا يوجد فيها ما يهم وكلها رسائل إلكترونية متعلقة بالعمل و”بصراحة مملة لو لم تكن تعرف الحقيقة عنها” ولكنهم يحاولون التلاعب بها أو إخراجها عن السياق ولسوء الحظ يشعر الناس أنهم يحصلون على قصة من خلف الستار.
وترى أن استمرار حضور صورتها في حملات ترامب الانتخابية نابعة من كون رئاسته غير شرعية أو محاولة ردع الناخبين عن المشاركة و”لأنني كنت المرشحة التي سرقوا منها الانتخابات، ولأنني كنت المرشحة التي فازت بأكثر من ثلاثة ملايين صوت”.
وتقول إن الانتخابات الحالية هي مختلفة نظرا لأن الناخب يشعر بالظلم والرفض لفوزه وهو يعرف هذا. وتعترف كلينتون أن عداء المرأة والخوف المتجذر في الأوساط المحافظة الجمهورية ساعد على تنفير الناخبين من “الفتاة” التي ستصبح رئيسة.
تخيل فوز ترامب ثانية واستمرار إساءة استخدام السلطة يصيبني “بالغثيان، والتفكير أنه سيفوز بأربعة أعوام أخرى على الإساءة والدمار الذي تسبب به لمؤسساتنا والضرر على أعرافنا وقيمنا”.
وأكدت كلينتون أنها لا تشعر بالخوف من فوز ترامب مرة ثانية “لأنني أعتقد ألا أساس لكل هذا”. وعليه فهي لا تتخيل فوزا ثانيا له واستمرارا لإساءة استخدام السلطة. ولأن “هذا يصيبني بالغثيان والتفكير أنه سيفوز بأربعة أعوام أخرى على الإساءة والدمار الذي تسبب به لمؤسساتنا والضرر على أعرافنا وقيمنا”. وتأمل أن يكون مجلس الشيوخ بيد الديمقراطيين حتى لا يتحول إلى أداة ساعدت ترامب على القيام بدوره التدميري. وأكدت أنها توقعت فوز بايدن في ترشيحات الحزب الديمقراطي مع أن بدايته كانت بطيئة. وتعتقد أن خبرته في الحكم ومواقفه التي تتردد لدى معظم الديمقراطيين تؤهله للفوز والقيادة.
كلينتون تحذر من الخسارة التي ستعم على الأمريكيين حتى مؤيدي ترامب لو فاز مرة ثانية، خسارة في الصحة والمعيشة والحياة والوظائف والهواء النقي ومياه الشرب.
وساعد الحزب الديمقراطي أربع سنوات من حكم ترامب التي أفقدت الناخبين الثقة به ثم جاء فيروس كورونا ومعالجة ترامب له ليجعل بايدن المرشح الأكثر أمانا للناخب الأمريكي. ونفت كلينتون أن يكون لها طموح للعمل في إدارة بايدن- هاريس وكل ما تريده هو تنفس الصعداء مؤكدة أن كاميلا هاريس التي تحدثت معها طويلا ستكون رائعة. وهي لا تستبعد دورا استشاريا للإدارة القادمة خاصة في المرحلة الانتقالية. وتقول إن التخلص من آثار ترامب لن يبدأ إلا بعد تولي الكونغرس الجديد مهمته. وترى أن ترامب سيواجه تحقيقا وعلى مستوى ولاية نيويورك تحديدا. وقالت إنها لن تطالب بحبسه كما طالب وأنصاره بحبسها و”أنا أؤمن بحكم القانون على خلاف الآخرين”. وستكون أمام ترامب معارك قانونية حول الضرائب وما كشفه محاميه مايكل كوهين. وترامب بالإضافة للديون المستحقة عليه، فعليه دين 420 مليونا لجهة. وفي مجال السياسة الخارجية استبعدت أن يكون الرئيس السابق وزيرا للخارجية ولكنها أكدت على أهمية بناء الجسور مع الدول الأوروبية والحلفاء في آسيا. وتقول إن التعامل مع ملف الصين سيكون أولوية، مشيرة إلى أن استراتيجية ترامب تجاهها لم تكن واضحة وغير ناجحة.
وتقول إن روسيا تأتي في المرتبة الثانية بعد الصين من ناحية التهديد وهناك إيران وكوريا الشمالية. وترى أن الرئيس فلاديمير بوتين سيواجه آثار هجماته على أمريكا. وترى أن محاسبة بوتين ستكون شخصية وليس من خلال العقوبات على النخبة الثرية حوله. ولا تعتقد كلينتون أي تحول في الحزب الديمقراطي إلا أنها لا تستبعد التغيير في الحزب الجمهوري الذي دمره ترامب. وهي ضد الحديث عن تحديد ولاية بايدن لأن عمره 77 عاما، مؤكدة أن هاريس سيكون لها حضور على الساحة الدولية فهي شابة لديها طاقة عالية. وحذرت كلينتون في نهاية المقابلة من الخسارة التي ستعم على الأمريكيين حتى مؤيدي ترامب لو فاز مرة ثانية، خسارة في الصحة والمعيشة والحياة والوظائف والهواء النقي ومياه الشرب: “هناك الكثير سنخسره ولن يكون شخص في البلد مهما وصف نفسه كمؤيد لترامب أم لا لن يخسر شيئا من سنوات أخرى لترامب في الحكم”.