من الصحف البريطانية
جرعة من الواقعية إزاء الآمال المعقودة على توفر لقاح لكوفيد 19، وقمة سعودية “لتبييض” سجل المملكة فيما يتعلق بحقوق المرأة، من أبرز ما تناولته الصحف البريطانية.
نشرت صحيفة الغارديان تقريرا لإيما غراهام هاريسون بعنوان “قمة نسائية سعودية متهمة بتبييض سجل المملكة الحقوقي“.
وتقول الكاتبة إن شقيقة ناشطة سعودية مسجونة انتقدت قمة نسائية مرتبطة بمجموعة العشرين استضافتها الرياض هذا الأسبوع ووصفتها بأنها “محاولة مزعجة لتبييض سجل البلاد السيئ في مجال حقوق المرأة“.
وتقول الكاتبة إن لجين الهذلول مسجونة منذ أكثر من عامين دون محاكمة بعد حملة لإنهاء الحظر على قيادة المرأة للسيارة ونظام ولاية الرجل في المملكة.
ودعت القمة التي استضافتها الرياض وافتتحت يوم الأربعاء المشاركين إلى “تخيل عالم تصبح فيه مساواة المرأة حقيقة واقعة”، ومع ذلك فقد “حُرمت الهذلول ونشطاء آخرون من حريتهم بسبب النضال من أجل هذا الحلم داخل المملكة العربية السعودية”، حسبما قالت شقيقتها، لينا الهذلول، لصحيفة الغارديان.
وقالت لينا الهذلول للصحيفة “إذا لم تتحدث النساء عما يحدث في المملكة العربية السعودية، فلن يتغير الوضع“.
وتقول الكاتبة إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، “الذي يُعتبر على نطاق واسع الحاكم الفعلي للبلاد”، قدم نفسه على أنه مُجدد إصلاحي.
وفي السنوات الأخيرة قام بتفكيك القيود المفروضة على الحياة اليومية، مما سمح للمرأة بقيادة السيارات، وقلص سلطات الشرطة الدينية التي كانت تقوم بدوريات في ملابس النساء واختلاط الجنسين وسمح بفتح دور السينما بعد حظر دام عقودًا.
وتضيف أنه مع ذلك، يقول النقاد إن الإصلاحات تمثل تغييرات سطحية إلى حد كبير.
وتقول الكاتبة إنه تم اعتقال الهذلول وإطلاق سراحها عدة مرات بسبب حملاتها، قبل أن يتم القبض عليها في حملة قمع أوسع ضد نشطاء حقوق المرأة في مايو/أيار 2018، قبل رفع الحظر المفروض على قيادة النساء للسيارات.
نشرت الغارديان مقال لديفيد سالزبوري المدير السابق للتطعيم واللقاح في وزارة الصحة البريطانية، بعنوان “إذا كنت تعقد الآمال على لقاح لكوفيد 19، فإليك جرعة من الواقعية“.
ويقول الكاتب إنه بالنسبة لأولئك الذين يتمسكون بالأمل في لقاح وشيك لكوفيد 19، فإن الأخبار في نهاية هذا الأسبوع بأن أول لقاح يمكن طرحه في وقت مبكر “بعد عيد الميلاد مباشرة” من المحتمل أن ترفع الروح المعنوية.
ويضيف أن الكثير قد قيل عن كيفية عودة العالم إلى طبيعته عندما يكون اللقاح متاحًا على نطاق واسع، ولكنه يرى أن هذه الصورة الوردية ليست صحيحة حقا، وأن من المهم أن نكون واقعيين بشأن ما يمكن للقاحات أن تفعله وما لا تستطيع فعله.
ويقول الكاتب إن اللقاحات تحمي الأفراد من الأمراض ونأمل أيضًا أن تحمي من العدوى، ولكن لا يوجد لقاح فعال بنسبة مئة في المئة. ويضيف أن فاعلية برامج التطعيم تعتمد على مدى فاعلية اللقاح وعلى عدد من يتم تطعيمهم من السكان.
ويقول الكاتب إن بريطانيا يوجد بها واحد من أعلى معدلات التطعيم ضد الانفلونزا في العالم، حيث تقوم بتحصين حوالي 75٪ ممن تزيد أعمارهم عن 65 عامًا ضد الإنفلونزا كل عام.
ويتوقع أن تكون نسبة توافر اللقاح مماثلة لنفس الفئة العمرية حال توفر لقاح لكوفيد 19. وإذا كان اللقاح فعالاً بنسبة 75٪، ما يعني أن 75٪ ممن تم تطعيمهم يصبحون محصنين، فإننا في الواقع سنحمي فقط 56٪ من هؤلاء السكان المستهدفين.
ويقول الكاتب إنه بالنسبة للفئات العمرية الأصغر سنا، فإن نسبة حصولهم على لقاح الانفلونزا في بريطانيا تصل إلى نحو 50 في المئة، وإذا ما وضعنا في الحسبان مدى فاعلية اللقاح، فإن مدى الحماية المتوفرة لهذه الشريحة العمرية سيكون منخفضا.
ويقول الكاتب إن الساسة يروجون إلى أن القيود المفروضة على حياتنا الآن من ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي والحد من السفر والعمل من المنزل وغيرها، ستستمر حتى يتم التوصل للقاح، ولكنهم في الواقع يروجون آمالا كاذبة ذات سقف طموح.
ويقول الكاتب إنه ربما تكون اللقاحات أقوى تدخل في مجال الصحة العامة متاح لنا، ولكن ما لم يتم الإبلاغ عن فوائدها بواقعية، فإن الثقة في جميع التوصيات ستتعرض للخطر.
ويختتم قائلا إنه في حين أن الأمل والتفاؤل مطلوبان بشدة في هذه الأوقات العصيبة ، فمن المهم أن نكون شفافين. لكن نحتاج إلى إيصال رسالة واضحة مفادها أنه على الرغم من أن التطعيم المستهدف قد يوفر بعض الحماية، إلا أنه لن يوفر ببساطة “الحياة كما كنا نعرفها“.