من الصحف الاميركية
في مصر التي سجن فيها نظام عبد الفتاح السيسي عشرات الآلاف من المعارضين له وقمع حرية الرأي والتعبير، لم يهتم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بما يجري من انتهاكات لحقوق الإنسان في أكبر بلد عربي من ناحية السكان، ولكن المشرعين الديمقراطيين أظهروا للسيسي في رسالة أن حقوق الإنسان ستكون أساسية في طريقة تعامل إدارة جوزيف بايدن لو فاز في الانتخابات الشهر المقبل ولن يتم التسامح مع انتهاكها.
وقالت واشنطن بوست إن النظام المصري سجن مؤيدي الديمقراطية خاصة المحامين بناء على أدلة واهية، ورغم الشجب لما يقوم به النظام إلا أنه لم يرتدع وواصل عمليات الاعتقال والقمع.
وفي رسالة وقّع عليها 56 مشرعا أمريكياً سترسل إلى الرئيس المصري اليوم الإثنين، فصّلوا فيها سلسلة من الحالات التي قالوا إنها عمليات سجن ظالمة، وعبّروا عن قلقهم من انتشار كوفيد-19 داخل السجون المصرية، وحثوا السيسي على “الإفراج عن المعتقلين الذين سجنوا بسبب ممارستهم حقوقهم الأساسية”.
نشرت صحيفة واشنطن بوستمقالا اتهم كاتبه الحزب الجمهوري بقيادة الرئيس دونالد ترامب بالعمل على قمع الناخبين السود وتبني أهداف مشابهة لتلك التي تبنتها الجماعات العنصرية التي تؤمن بتفوق العرق الأبيض والحكومات التي تعاقبت على جنوب الولايات المتحدة خلال القرن الـ 19 لحرمان السود من التصويت على مدى أجيال.
وقال كولبرت كينغ في مقاله تحت عنوان “قمع أصوات الناخبين السود يعيد أميركا إلى القرن الـ 19″، إنه عندما يتعلق الأمر بقمع الناخبين السود، فليس هناك فرق بين أهداف جماعة “كو كلوكس كلان” (Ku Klux Klan) وأهداف الجمهوريين اليوم بقيادة ترامب، فكلاهما يسعى لجعل الإدلاء بالأصوات خلال الانتخابات أمرا صعبا بالنسبة للسود في الولايات المتحدة.
و”كو كلوكس كلان” -تعرف اختصارا بـ(KKK)- جماعة عنصرية أميركية متطرفة برزت بعد الحرب الأهلية بالولايات المتحدة، قامت على الإيمان بتفوق العرق الأبيض ونفذت هجمات دامية ضد السود والمتعاطفين معهم منذ تأسيسها عام 1866.
وأشار الكاتب إلى أن الجماعة اليمينية المتطرفة استهدفت خلال القرن الـ 19 أطياف المجتمع التي ترى فيها تهديدا سياسيا، فركزت على العبيد المحررين، والمسؤولين المنتخبين السود وأنصارهم، واليوم يستهدف حلفاء ترامب الجمهوريون المناطق التي يعد أكثر سكانها من السود والأقليات العرقية الأخرى.
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن العالم لم يستغنِ بعد عن النفط السعودي وهذا هو السبب الذي يجعل الرياض تحت حكم الملك سلمان وابنه محمد مهمة بالنسبة للولايات المتحدة.
وفي مقال بعنوان: “ألغاز التحالف الأميركي-السعودي”، يقول الكاتب كينيث بولاك: “إحدى أكثر اللحظات المحرجة لي في الحكومة حصلت عام 1995، كنت موظفاً شاباً في مجلس الأمن القومي، وحصل هجوم إرهابي في السعودية يشير إلى تزايد الاضطرابات هناك. في اجتماع مشترك بين الوكالات حول هذا الموضوع، إلتفتُ إلى ممثل القيادة المركزية للولايات المتحدة وسألته متى كانت آخر مرة قاموا فيها بتحديث خطة الطوارئ الخاصة بهم للنزاع الداخلي في المملكة“.
لقد صدمني الأمر باعتباره السؤال الصحيح الذي يجب طرحه، وهو نوع الأمر الذي كان على مجلس الأمن القومي سؤاله. كان من المفترض أن يُسأل. وكان عدم طلب ذلك لا يغتفر.
بعد ذلك، أخذني شخص من القدماء جانباً وشرح لي: “ليست لدينا خطط طوارئ لذلك. سيكون مثل محاولة وضع خطط طوارئ لتصادم الأرض مع الشمس“.
بعد عقد من الزمان، كنت أتناول العشاء مع صديقي جدعون روز، وهو محرر مجلة “فورين أفيرز”، وكان من بين الأوائل الذين أدركوا تأثير ثورة النفط الصخري على مصالح أميركا في الشرق الأوسط. وقال إن النفط الصخري سيجعل الشرق الأوسط قريباً غير ذي صلة من الناحية الاستراتيجية.
كان ردي أنه هذا قد يحدث في يوم من الأيام، ولكن أولاً سيؤدي إلى انخفاض أسعار النفط ومعه استقرار جميع دول الشرق الأوسط المتصلبة التي اشترت شعوبها بالإعانات لفترة طويلة. كان السؤال الرئيسي هو ما إذا كان الانهيار النهائي للدولة سيأتي قبل أو بعد النقطة التي يمكن للعالم أن يعيش فيها من دون نفط الشرق الأوسط. هذا، باختصار، هي مشكلتنا مع السعودية.
لقد أدت فورة النفط الصخري إلى تنحية سوق النفط الدولية جانباً وساعد ذلك في جعل الأنظمة السياسية والاقتصادية القديمة المتعبة في الشرق الأوسط غير مستدامة. وكما أوضحت كل من الحركة الخضراء في إيران عام 2009 والربيع العربي عام 2011، فإن هذا يثير بؤرة الثورة والحرب الأهلية وغيرها من أشكال الاضطرابات الداخلية في جميع أنحاء المنطقة.
تواجه جميع دول الشرق الأوسط تقريباً خياراً بين الإصلاح أو الثورة، على الرغم من إصرار العديد من الحكام على التمسك بالقمع بدلاً من ذلك. لسوء الحظ، أثبتت الثورة والحرب الأهلية أنها أكبر التهديدات لإنتاج النفط. والعالم ليس مستعداً بعد للعيش من دون الاحتياطيات التي لا مثيل لها والإنتاج الهائل والقدرة الاحتياطية الفريدة للسعودية. كل عمليات سحب النفط الصخري في العالم لا يمكن أن تعوض خسارة النفط السعودي.
ويوضح بولاك أن “هذا هو السبب في أن مسار الرياض الحالي في عهد الملك سلمان وإبنه ولي العهد محمد بن سلمان، مهم جداً للولايات المتحدة. التحول الدراماتيكي الذي أحدثه محمد بن سلمان هو بالضبط الجواب الصحيح للمملكة وما تحتاج الولايات المتحدة أن يحدث هناك“.
لكن بولاك يشرح بأن المملكة العربية السعودية حليف صعب. من المهم جداً التنحي جانباً، ولكن هذا سيكون مختلفاً جداً بحيث لا يتناسب بسهولة مع القيم الأميركية. وكما هو معروف فإن محمد بن سلمان، شاب استبدادي جريء يرتكب العديد من الأخطاء الفظيعة. إنه مصمم على تعزيز السياسات الاستبدادية للمملكة كما هو مصمم على تحديث اقتصادها وتحرير ثقافتها.
ويوضح أنه كما تعلّم السعوديون بعد هجمات إيران عام 2019 على صناعتهم النفطية، فإن ما كان التزاماً أميركياً لا يتزعزع -وأساساً لأمنهم لمدة 75 عاماً- يمكن تجاهله مع القليل من القلق بشأن العواقب عليهم أو على أي شخص آخر.