من الصحافة الاميركية
تناولت الصحف الاميركية الانتخابات الرئاسية، فقد نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا للكاتب كولبرت كينغ يتهم فيه الحزب الجمهوري بقيادة الرئيس دونالد ترامب بالعمل على قمع الناخبين السود. ونقلت الصحف مضمون رسالة وجهها عدد من أعضاء الحزب الديمقراطي بالكونغرس الأمريكي، إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بشأن المعتقلين السياسيين داخل السجون.
نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا للكاتب كولبرت كينغ تحت عنوان “قمع أصوات الناخبين السود يعيد أميركا إلى القرن الـ 19″ يتهم فيه كولبرت الحزب الجمهوري بقيادة الرئيس دونالد ترامب بالعمل على قمع الناخبين السود وتبني أهداف مشابهة لتلك التي تبنتها الجماعات العنصرية التي تؤمن بتفوق العرق الأبيض والحكومات التي تعاقبت على جنوب الولايات المتحدة خلال القرن الـ 19 لحرمان السود من التصويت على مدى أجيال.
وقال الكاتب إنه عندما يتعلق الأمر بقمع الناخبين السود، فليس هناك فرق بين أهداف جماعة “كو كلوكس كلان” (Ku Klux Klan) وأهداف الجمهوريين اليوم بقيادة ترامب، فكلاهما يسعى لجعل الإدلاء بالأصوات خلال الانتخابات أمرا صعبا بالنسبة للسود في الولايات المتحدة.
وأشار الكاتب إلى أن الجماعة اليمينية المتطرفة استهدفت خلال القرن الـ 19 أطياف المجتمع التي ترى فيها تهديدا سياسيا، فركزت على العبيد المحررين، والمسؤولين المنتخبين السود وأنصارهم، واليوم يستهدف حلفاء ترامب الجمهوريون المناطق التي يعد أكثر سكانها من السود والأقليات العرقية الأخرى.
وانتقد الكاتب تصريحات ترامب المشككة في نزاهة الانتخابات الرئاسية المقبلة، وقال إن سلوكه يعود لماضي الولايات المتحدة، فقد استخدم رواية تزوير الانتخابات ذاتها التي استخدمت خلال عصر إعادة الإعمار بعد الحرب الأهلية الأميركية للتشكيك في أصوات العبيد المحررين آنذاك وقمعها.
وقال الكاتب إن ترامب وداعميه قد يفلتون من العقاب بهذا الشأن، تماما كما حدث عندما قمعت “كو كلوكس كلان” وغيرها من الجماعات اليمينية المتطرفة والحكومات التي تعاقبت على الجنوب الأميركي الناخبين السود لأجيال.
وأضاف “إننا نعيش في القرن الـ 19 من جديد، (لكن) يجب أن نتصرف بناء على ما تعلمناه خلال الـ 150 سنة الماضية“.
وحثّ الكاتب في ختام مقاله الشعب الأميركي على التمسك بحقوقه ودعاه للإدلاء بأصواته في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها يوم الثلاثاء 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
أشارت صحيفة “واشنطن بوست” إلى أن عدد من أعضاء الحزب الديمقراطي بالكونغرس الأمريكي، وجهوا رسالة شديدة اللهجة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بشأن المعتقلين السياسيين داخل السجون.
وبحسب ما نشرته صحيفة “واشنطن بوست” قدم 56 ديمقراطيا بالكونغرس، تفاصيل عن حالات معتقلة بالسجون المصرية وتواجه انتهاكات صارخة من النظام، وسط مخاوف من انتشار فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” داخل السجون.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرسالة ستصل الاثنين إلى السيسي، وورد فيها أن “انتهاكات حقوق الإنسان لن يتسامح معها، إذا فاز جو بايدن بالرئاسة الشهر المقبل”، داعية رئيس النظام المصري إلى إطلاق سراح المعتقلين ظلما، لممارسة حقوقهم الإنسانية الأساسية.
وقال النائب رو خانا، من ضمن الموقعين على الرسالة: “هذا يعني أن علاقتنا مع مصر سيتم إعادة فحصها من منظور حقوق الإنسان، وأن الحقوق ستعطى الأولوية مرة أخرى”، موضحا أن الدافع الفوري للرسالة، كان الحملة المصرية ضد النشطاء المؤيدين للديمقراطية خلال الأسابيع الأخيرة.
ولفتت الصحيفة إلى السلطات المصرية اعتقلت أكثر من 900 شخص منذ 20 أيلول/ سبتمبر، في أعقاب احتجاجات مناهضة للسيسي، وفقا للمفوضية المصرية للحقوق والحريات.
وذكر المشروعون الديمقراطيون بالكونغرس الأمريكي، أسماء أكثر من 20 ناشطا ومحاميا ومعارضا سياسيا وصحفيا، قالوا إنهم “تعرضوا للسجن التعسفي”، وتشمل القائمة رامي شعث، وهو ناشط سياسي محتجز، ومنذ أكثر من عام رهن المحاكمة.
ودعوا إلى إطلاق سراح شقيق مدرس في بنسلفانيا، مشيرين إلى أن العديد من المواطنين الأمريكيين قد سجنوا في مصر، وتم الإفراج عن ريم محمد دسوقي في أيار/ مايو وعادت إلى الولايات المتحدة، لكن شقيقها لا يزال محتجزا منذ ذهب لزيارتها في السجن.
وطالب المشرعون الأمريكيون بمحاكمة علنية وعادلة أو إطلاق سراح خالد حسن، سائق سيارة مصري أمريكي من نيويورك، ومسجون منذ كانون الثاني/ يناير 2018، بتهم الانضمام إلى تنظيم الدولة، وهو ينفي هذه المزاعم.
ولفتت الرسالة إلى أن العديد من أقارب محمد سلطان، وهو سجين سابق وناشط يقيم بالولايات المتحدة، يقبعون في السجن، ويبدو أن اعتقالهم جاء للضغط على سلطان لإسقاط دعوى قضائية رفعها ضد مسؤول مصري كبير، اتهمه بالقيام بدور في سجنه وتعذيبه.
وكتب المشرعون: “أخذ الرهائن غير قانوني وغير مقبول تحت أي ظرف من الظروف”، وقالوا إنهم “فزعوا” من مقتل المخرج المصري شادي حبش والمواطن الأمريكي مصطفى قاسم في السجن.
وحث المشرعون حكومة السيسي على إطلاق سراح السجناء “قبل أن يصبح سجنهم غير المشروع حكما بالإعدام، بسبب جائحة فيروس كورونا”، وأشاروا إلى أن الصحفي المعروف محمد منير أصيب بالفيروس في الحبس الاحتياطي، وتوفي لاحقا في أحد مستشفيات القاهرة.
ويقول المشرعون: “من الواضح أن الاكتظاظ الشديد وسوء النظافة وعدم الحصول على الرعاية الصحية الملائمة في نظام السجون المصرية يعرض صحة وحياة جميع المعتقلين للخطر”، موضحين أن الخطر يتفاقم الآن بعد ظهور “تقارير جديدة عن حالات كوفيد -19 بين العاملين في السجون والمحتجزين“.
ووفق صحيفة “واشنطن بوست”، رحب نشطاء حقوقيون بالرسالة الأمريكية ووصفوها بأنها “نصر من نوع ما”.