من الصحف الاميركية
نشرت الصحف الأمريكية قصة عميل سابق بالاستخبارات التركية يعترف بتلقيه أوامر لقتل سياسى كردي فى النمسا، وقالت نيويورك تايمز إنه خلال الشهر الماضى توجه رجل زعم أن عميل للمخابرات التركية إلى قسم للشرطة فى فيينا، وكان اعترافه مفاجئا، حيث قال إنه تلقى أوامر بإطلاق النار على سياسى كردى نمساوى، وهو الأمر الذى لم يرغب فى فعله، وطلب حماية الشرطة. وقال أيضا إنه أُجبر على تقديم شهادة كاذبة استخدمت لإدانة موظف فى القنصلية الأمريكية فى اسطنبول.
ورأت الصحيفة أن هذه المزاعم من قبل الشخص الذى سمى نفسه فايز أوزتورك، تقدم رؤية جديدة عن مدى استعداد رئيس تركيا رجب طيب أردوغان لملاحقة أعدائه.
وأوضحت نيويورك تايمز أن اعتراف أوزتورك الذى جاء فى بلاغ للشرطة حصلت عليه الصحيفة، قد يفجر فجوة فى إدارنة ميتون توبيز، الذى عمل لصالح الخارجية الأمريكية وإدارة مكافحة المخدرات فى اسطنبول. تم الحكم عليه فى يونيو الماضى من قبل محكمة تركية بالسجن أكثر من ثمانية سنوات لمساعدته جماعة إرهابية واحدة.
قال المعلق في صحيفة واشنطن بوست ديفيد إغناطيوس إن تصريحات الرئيس دونالد ترامب المسهبة والطويلة حول الرسائل الإلكترونية لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، وجدت اهتماما في السعودية.
وقال إن خطابات ترامب الشاجبة في هذا الشأن تحولت إلى حملة على تويتر لدعم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وزعم فيها إن إدارة باراك أوباما كانت تتآمر عليه.
وأضاف أن هاشتاع “#HillaryEmails” أصبح أكبر الهاشتاغات انتشارا (تريندنغ) يوم الإثنين، بأكثر من 170.000 تغريدة بناء على السعوديين الذين يعيشون في الخارج ويتابعون إعلام بلادهم عن كثب.
وبدأت عاصفة تويتر السبت الفائت بآلاف التغريدات، وأشار بعضها لتصريحات وزير الخارجية مايك بومبيو الأسبوع الماضي حول أنه يخطط لنشر المزيد من رسائل كلينتون الإلكترونية بناء على إلحاح من الرئيس دونالد ترامب. وتم تضخيم الرسائل الأولى من خلال رسوم بيانية وأشرطة فيديو فيما ينظر إليها على أنها حملة يقوم بها أنصار ولي العهد محمد بن سلمان.
والرسالة الرئيسية في كل هذه التغريدات كما قال محلل سعودي، هي أن إدارة أوباما بمن فيها وزيرة الخارجية كلينتون ومدير المخابرات السابق جون برينان، تآمروا لترفيع الأمير محمد بن نايف وتعيينه ملكا.
وتزعم الحملة أن هذه الجهود حظيت بدعم كبير من مساعد الأمير، سعد الجبري. وبناء على هذه الخطة التآمرية اكتشف محمد بن سلمان الخطة وأنقذ السعودية من هيمنة أمريكا والإخوان المسلمين.
وتمت الإطاحة بمحمد بن نايف في 2017 وهو الآن في المعتقل، أما الجبري فقد طلب اللجوء في كندا. ولا يمكن لأي منهما التعليق أو الدفاع عن نفسه. ولكن المقربين منهما أكدوا أنهما لن يعملا أي شيء غير مناسب مع الولايات المتحدة أو داخل المملكة.
وفي معلومات بيانية وضعت تحتها صورة محمد بن نايف وكلينتون والجبري وكتب تحتها: “رسائل هيلاري كلينتون المسربة تؤكد استهداف السعودية من خلال عدة مشاريع” و”آخر المشاريع هو ترفيع محمد بن نايف للعرش والذي أشرف عليه الهارب سعد الجبري. وأحبطت المؤامرة مما أدى إلى حملة إعلامية ضد محمد بن سلمان“.
ويرى الكاتب أن الحملة تهدف لتحقيق أمرين: “يبدو أن أنصار بن سلمان يحضرون لمحاكمة ممكنة لولي العهد السابق. أما الثاني فهي تعبئة السعوديين للمواجهة مع جوزيف بايدن، المرشح الديمقراطي للرئاسة والذي تضعه الإستطلاعات في المقدمة على الرئيس ترامب“.
وقال محلل سعودي إن أي ضغط من بايدن على محمد بن سلمان سيقود إلى إحياء مؤامرة الإطاحة بولي العهد. وتكشف التغريدات التي اعتمد الكاتب في ترجمتها على برنامج في تويتر عن لغة مبالغ فيها لوصف المؤامرة المزعومة.
وهاجمت تغريدة “الواهم برينان والإطاحة بمحمد بن نايف”. ووضحت التغريدة في لغة مشابهة لترامب “قصة المحاولات الفاشلة لإقامة دولة عميقة في السعودية”. وكتب مؤيد آخر لبن سلمان تغريدة جاء فيها: “اعتقدوا أنهم يستطيعون التحكم بالسعودية وفجأة تم تعيين محمد بن سلمان كولي للعهد ثم أطيح بهم”.
وتقدم التغريدات المؤيدة ولي العهد كمنقذ للسعودية: “السعودية حرة والمستعمر لم يدخل، نعيش ونموت أحرارا” كما جاء في تغريدة ثالثة.
وتركز التغريدات على موضوع مهم وهو تصوير بن سلمان كضحية للهجمات الغربية: “فشلت سياسة اختراق المملكة وإنشاء مساعدين تابعين في أيدي الذين يعتمدون على المرشح للملك واسمه محمد بن نايف”، حسبما جاء في تغريدة رابعة. وما يجمع الحملة هو نوع من الحقائق التي نقلها الإعلام ولا تدعم الاتهامات ونظريات المؤامرة.
صحيح أن برينان مدح علنا محمد بن نايف وشراكته مع الولايات المتحدة عندما كان وزيرا للداخلية، وأكد أنه عمل مع كبير مساعديه وهو الجبري.
وقادت كلينتون جهودا حذرة للتعامل مع خيرت الشاطر، الزعيم الإخواني عندما رشح نفسه للرئاسة بعد الإطاحة بنظام مبارك في 2011. وفي رسالة إلكترونية لكلينتون تم الحديث عنها بشكل واسع في الحملة الإنتخابية والتي أرسلتها كلينتون في 17 أيلول/ سبتمبر 2012 لجيك اوسيلفان، أحد كبار مستشاريها، قالت فيها إن الإخوان المسلمين يخططون لحملة دعائية بـ100 مليون دولار من قطر.
وعلق أوسيلفان أنه “يستثمر بالكامل” في “استراتيجية اتصالات أمريكية للقرن الحادي والعشرين”. ولكن تم تحوير الكلام من الصحافة السعودية على أنه “ضوء أخضر” من كلينتون للمشروع الإخواني، حسبما نشرت قناة سكاي نيوز عربية.
وربما اعتقد أنصار محمد بن سلمان أن حملة التشويه لكلينتون ستساعد ترامب في انتخابات 3 تشرين الثاني/ نوفمبر. ومهما كانت الدوافع، فالحملة هي تذكير عن الكيفية التي يتم فيها تكبير وتبني مزاعم ترامب في الخارج بطرق تضر المصالح الأمريكية.