الصحافة الأمريكية

من الصحف الاميركية

تحدثت الصحف الاميركية الصادرة اليوم عن رسائل من قراء يشعرون بقلق بالغ من حالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وسلوكه المضطرب جراء تناوله المنشطات التي فاقمت اضطراب سلوكه المعهود، ويطالبون بإعمال التعديل 25 من الدستور لاستبداله بنائبه.

ونسبت نيويورك تايمز إلى القارئ روجر هيرشبيرغ قوله إن السلوك غير العقلاني الذي اتخذه الرئيس في الأيام الأخيرة في خضم محنته الناجمة عن فيروس كورونا هو مدعاة للقلق، ويستحق تدخلا قويا من أجل سلامة البلاد وحمايتها.

وأضاف هيرشبيرغ أن الافتقار إلى الشفافية من قبل الفريق الطبي للرئيس منذ إصابته أدى إلى تعتيم صورة تعافيه، والتقليل من شأن المجتمع الطبي في البلاد، الذي حُرم من الحقائق الحيوية.

وختم هيرشبيرغ رسالته بالقول إنه من الواضح أن ترامب ليس على ما يرام، وقد حان الوقت لأعضاء الكونغرس وأفراد السلطة التنفيذية للتدخل بشكل عاجل لإنقاذ البلاد من هذا الرئيس المختل.

وقال بيل غوتدينكر من نيوجيرسي إذا احتاج مجلس الوزراء في أي وقت مضى إلى دليل ملموس على أن ترامب فقد الاتصال تماما بالواقع، وأن إعمال التعديل 25 أصبح واجبا، فقد قدمه ترامب يوم الخميس عندما قال “لقد عدت لأنني عينة وأتمتع للغاية بشبابي”، كما أصدر لاحقا مقطع فيديو قال فيه “أنا من المسنين. أعلم أنكم لا تعرفون ذلك. لا أحد يعرف ذلك“.

نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا أعده بن أدلر أشار فيه إلى الأساليب التي تستخدمها حملة الرئيس دونالد ترامب من أجل إغراء المتبرعين وتقديم الوعود المالية الغريبة لهم والإهانات أيضا. وقال إن جهود التبرعات اتخذت منعطفا شاذا بنبرة عدوانية.

وبدأ بالإشارة إلى المخاطر المهنية التي تحيط بالصحافي والنابعة من وصول عنوانه الإلكتروني لكل القوائم غير المتوقعة، مثل قائمة إعادة انتخاب دونالد ترامب. وفي الوقت الذي تهدف الحملات الأخرى للتواصل مع أنصارها إلا أن الهدف الرئيسي لحملة ترامب الانتخابية هو الحصول على تبرعات. وطريقة الالتماس أو الطلب من أغرب ما رأى الصحافي.

ومن ناحية النبرة فهي مختلفة عن تلك التي تستخدم في الحملات الرئاسية السابقة أو أي شيء يمكن وصفه بالرئاسي. وبدلا من ذلك فهي تجسد عادة ترامب التي مارسها طوال حياته والتي استعارها من عمله الطويل في عالم العقارات بنيويورك المعروف بعدم أخلاقيته- أي التقدم بمقترحات غير أخلاقية وغير صادقة. وفي الأيام العادية كان الساسة في الحزب الجمهوري الذي تعلموا منه بيع الجماهير نصائح استثمارية، ذهبا وعقارات طبية غير مجربة لمعالجة العجز الجنسي مثلا.

والبائع المتجول الذي يبيع الوعود المشكوك بها الآن هو الرئيس نفسه. فقد أنفقت حملته 800 مليون دولار من الميزانية الكبيرة المخصصة للحملات الانتخابية 1.1 مليار دولار بحلول أيلول/ سبتمبر.

وفي آب/ أغسطس جمع جوزيف بايدن تبرعات أكثر من ترامب بـ155 مليون دولار، وبنهاية أيلول/ سبتمبر تفوق عليه بـ141 مليون دولار ولهذا السبب بدت محاولات ترامب للحصول على التبرعات يائسة وغير ممكنة. ولمعرفة تفكير ترامب بشأن أنصاره السياسيين الذين وصفهم بأنهم حفنة من اللصوص والمخادعين ما علينا إلا النظر إلى الطريقة التي أجبرهم فيها على التبرع بأموالهم من خلال التودد والسباب. فأنت من أحسن الداعمين لترامب طالما قدمت المال لحملته الانتخابية ولكنك لا تعود داعما عندما يقال لك إنك تخليت عن الرئيس ولم تدفع مالا كافيا.

وتأمل الحملة من خلال هذا الأسلوب دفع النصير للتبرع من أجل الحصول على رضى ترامب وإثبات كرمه له. وأحيانا تستخدم الحملة كلا من المديح والفضح مثل هذه التغريدة التي أرسلها ترامب في 14 تموز/ يوليو: “طلبت من فريقي استخدام كل الطرق لدفع أفضل المتبرعين والموالين الوطنيين الذين نعول عليهم دائما. وأشعر بالخيبة للقول إنني عندما طلبت ملفك أنك جئت في أدنى الداعمين لترامب بنسبة 1%.

ويستخدم ترامب الحيل الإعلانية والتسويقية التي استعارها من القنوات التلفزيونية الدعائية التجارية والتي يعد فيها بزيادة أو تنزيلات لو وعدت بفتح محفظتك المالية وسريعا. كما فعل في نداء أطلقه في 3 آب/ أغسطس: “لقد قررت تفعيل هذا التبرع لمدة 3 أشهر وبتنزيلات 700% من أجل مطابقته. وهذا العرض متوفر فقط في الساعة التالية.

وبالإضافة للعب ترامب على تأنيب الضمير وألعاب التبرعات فإنه يستخدم الرسائل النصية لجمع التبرعات. وفي أيلول/ سبتمبر أعلن عن وجود تبرع للمطابقة بنسبة 900% متوفر بعد ساعة “لا تنتظر”. وبعد 44 دقيقة ظهرت رسالة من ترامب ونائبه مايك بنس تزعم أن هناك تبرعا للمطابقة وبنسبة 800% ومتوفر لمدة نصف ساعة وذلك بعدما غادر مركز وولتر ميد الطبي.

تحدثت صحيفة نيويورك تايمز في مقال لها عن محاولات الرئيس الأميركي دونالد ترامب إفراغ انتخابات 2020 من شرعيتها، وتتساءل حول ما إذا كان سيرضى بنتيجتها ويسلّم السلطة بسهولة أم سيقاوم بعنف.

وصفت صحيفة نيويورك تايمز في مقال لها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ”صاحب الخطاب الرئاسي المسيء والكاذب على نطاق غير عادي”، متناولة التساؤلات حول ما إذا كان سيتنازل عن السلطة في حال خسارته الانتخابات أم لا.

فقالت انه بعد ثلاثة أسابيع من الآن سنصل إلى نهاية التكهنات حول ما سيفعله دونالد ترامب إذا ما واجه هزيمة سياسية، سواء كان سيترك السلطة كأي رئيس عادي أو سيحاول المقاومة العنيفة. سيكون الواقع سيّد الموقف، إلى حد كبير، إن لم يكن الحدّ الفاصل والنّهائي، في حسم الجدل حول ما إذا كان الرئيس فاسداً وغير كفء ويتظاهر بأنه رجل قوي على تويتر أو أنه يمثل تهديداً للجمهورية ويمكن أن تنطبق عليه منطقياً صفة “سلطوي” و”مستبد“.

لقد كنت في الجانب الأول من هذه الحجة منذ وقت مبكر من رئاسته، وبما أننا اقتربنا من النهاية، مع قراءة نتائج الاستطلاعات، دعني أوضح القضية مرة أخرى.

على مدى السنوات الأربع الماضية، أظهرت إدارة ترامب بصمات الاستبداد على أرض الواقع. إنه يتميز بالتملق الفاضح المتجذّر في شخصيته وهو أيضاً شخصية تتسلّل إلى المناصب العليا، لديه خطاب رئاسي مسيء وكاذب على نطاق غير عادي. إن محاولات الرئيس لإفراغ انتخابات 2020 من شرعيتها ليست جديدة. إنها امتداد للطريقة التي تحدث بها سابقاً ووُصفت بجنون العظمة والديماغوجية.

هذه كلها أمور سيئة للغاية، وهي أسباب وجيهة تفسّر تمنّي العديد هزيمته. لكن من المهم أيضاً التعرف على جميع العناصر التي يفتقر إليها. يفتقر إلى الشعبية والمهارة السياسية، على عكس نظرائه الأقوياء العالميين. إنه يفتقر إلى القوة في وسائل الإعلام: بالنسبة لفوكس، يواجه ترامب، خارج أوقات الذروة، صحافة معادية ازدهرت منافذها الرئيسية طوال فترة رئاسته. من الواضح أن قيادته العسكرية لا تكنّ له أي الإحترام، وعلى الرغم من مغازلة مارك زوكربيرج، فمن المرجح أن تقوم مجموعة “سيليكون فاليه” الصناعية بممارسة الرقابة عليه بدلاً من دعمه في أزمته الدستورية.

وقد سبق أن أصدر المعيّنون في المحكمة العليا أحكاماً ضده؛ وفشلت محاولاته في تحويل الضجيج حول قضايا التزوير المتهم بها إلى دعاوى قضائية مراراً وتكراراً في المحاكم ؛ لقد كان دائماً في حالة حرب مع وكالة المخابرات المركزية الخاصة به. و F.B.I. ولا توجد حركة جماهيرية وراءه: التهديد بالعنف اليميني المتطرف حقيقي بالتأكيد، لكن شوارع أميركا تنتمي إلى اليسار المناهض لترامب.

لذلك إذا أردتَ الحكم على سلطوي من خلال التأثير المؤسسي، لا ريب أن رصيد ترامب في هذا المضمار فارغ. وينطبق الأمر نفسه فيما لو أردنا الحكم على مدى قوته. نعم، لقد انتهك بنجاح معايير ما بعد “ووترغيت” في خدمة الحماية الذاتية والكسب الشخصي. لكن رؤساء ما قبل “ووترغيت” لم يكونوا مستبدين، ومن حيث الاستيلاء على السلطة السياسية يُعتبر ترامب أقل إمبريالية من جورج دبليو بوش أو باراك أوباما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى