من الصحف الاسرائيلية
في الوقت الذي تتواصل كواليس المفاوضات بشأن إمكانية التوصل إلى صفقة تبادل بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، لا يستبعد مسؤول أمني إسرائيلي إمكانية التصعيد على جبهة غزة.
وأتت هذه التقديرات للمسؤول الأمني الإسرائيلي، بعد أن قصفت قوات الاحتلال، مساء الإثنين، في قطاع غزة، بادعاء الرد على إطلاق قذيفة من القطاع باتجاه مستوطنات “غلاف غزة” المحاذية للقطاع.
وأطلقت قذيفة صاروخية من قطاع غزة باتجاه المستوطنات المحاذية للمناطق الجنوبية للقطاع المحاصر، فيما قال الجيش الإسرائيلي في بيان صدر عنه أن طائراته قصفت موقعا لحركة حماس جنوبي القطاع.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية “كان” صباح اليوم عن المسؤول الأمني قوله إن “المؤسسة الأمنية والجيش الإسرائيلي لا يستبعدان إمكانية تصعيد جديد من قبل حماس”. وعزا إمكانية التصعيد على جبهة غزة لعدة أسباب منها إمكانية وقف أموال الدعم القطري، وما وصفه بإحباط متزايد جراء التحالف الإسرائيلي وتطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين.
وبحسب المصدر الأمني الإسرائيلي، فإن المتغيرات نفسها تدفع حماس والجهاد الإسلامي إلى تصعيد الأوضاع. إضافة إلى ذلك، يقول المصدر إن “المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ليست متفائلة بالجهود المبذولة لإيجاد حل لقضية الأسرى والمفقودين وهو الشرط في رأي المسؤولين الأمنيين، لأي تسوية في قطاع غزة“.
ويأتي القصف الأخير في ظل حالة الهدوء التي يشهدها القطاع المحاصر منذ نحو شهر بعد التوصل إلى تفاهمات أنهت جولة من التوتر انطلقت بداية آب/ أغسطس الماضي.
ودائما ما تروج تصريحات لمسؤولين إسرائيليين بعد إطلاق أي قذائف من القطاع وبعد غارات ينفذها السلاح الحربي للاحتلال، علما أن جيش الاحتلال نشر بالشهر الماضي، عددا من بطاريات القبة الحديدية في محيط القطاع المحاصر بعد استهداف مناطق في مدينتي عسقلان وأسدود بـ13 قذيفة صاروخية أطلقت من القطاع.
شن عدد من كبار الساسة الإسرائيليين هجوما كاسحا على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ودافعوا عن المظاهرات الاحتجاجية التي تدعو لاستقالته من منصبه.
موشيه يعلون وزير الحرب السابق قال إن “الجمهور الإسرائيلي فقد الثقة في نتنياهو، وهذا الجمهور الذي يشترك في الاحتجاجات ضد نتنياهو يأتون لأسباب مختلفة، بعضهم ضد فساده، والآخر ضد إجراءاته المنافية للديمقراطية، وبعض ثالث بسبب فشله في مواجهة جائحة كورونا، وغيرها من الأسباب التي تظهر أن انعدام الثقة في نتنياهو بات عميق جدا، وكل ما يقوم بفعله يغضب الإسرائيليين“.
وأضاف في مقابلة مع صحيفة معاريف أن “سلوك نتنياهو ضد المتظاهرين لافت، فهم يتهمهم بأنهم فوضويون ويساريون وخونة وناشرون للأمراض، مع العلم أن نتنياهو كان يجب أن يستقيل منذ زمن بعيد، لأن هذه الطريقة التي يتصرف بها القائد، لا أن يأخذ إسرائيل كلها رهينة ألاعيبه، واليوم أصبحت إسرائيل كلها رهينة متهم بلوائح اتهام خطيرة، ومع ذلك فهو يواصل منصب عمله رئيسا للوزراء“.
وأكد أن “إسرائيل بسبب نتنياهو تعيش في أزمة رهيبة، الإسرائيليون يخسرون أعمالهم التجارية، سبل العيش، العاطلين عن العمل، ومع ذلك فإن الاعتبارات السياسية الحزبية تعمل على إبقاء نتنياهو، فهو بحاجة للأحزاب الدينية، ونراه يستسلم لكل نزواتهم، رغم أن فشله بتشكيل ائتلاف بعد ثلاث حملات انتخابية نابع من محاولته الهروب من قفص الاتهام“.
بن كاسبيت الكاتب الإسرائيلي كشف النقاب عن رسالة أرسلها يعلون إلى لنتنياهو، خاطبه فيها بأنه “إذا كنت تهتم بمستقبل إسرائيل، فعليك بالاستقالة، لأنك غير قادر على تعلم الدروس، بل تواصل الإخفاقات منذ شهور، ولا تسمح للآخرين بتصحيح المسيرة“.
وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف أن “رسالة يعلون إلى نتنياهو تضمنت تفاصيل الاتهامات الموجهة إليه بدء بتورط في قضية استلام السيجار وزجاجات الشمبانيا ومجوهرات زوجته بشكل غير قانوني، وهو ما توقع منه الإسرائيليون أن يستقيل، كما فعل سلفه إيهود أولمرت في بداية تحقيقاته، لكنه تمسك بعرش رئيس الوزراء، في محاولة لإصدار قوانين تسمح له بأن يكون “فوق القانون“.
وأوضح أن “نتنياهو رغم كل مهاراته، فشل في استخدامها، واليوم تمر إسرائيل كلها في أزمة شديدة الصعوبة منذ قيامها، بدليل أنها بسبب إدارة نتنياهو الفاشلة لمواجهة الجائحة، فقد وصلنا لأعلى مستوى للمرض في العالم مقارنة بالسكان“.
وأكد أن “نتنياهو ينشغل في القضاء على الاحتجاجات ضده أكثر من معالجة الضائقة الاقتصادية والصحية، والاكتفاء باتهام خصومه السياسيين، والاستمرار في الكذب، وتضليل أنصاره، وبالتالي فإنه لم يعد مؤهلا لإنقاذ إسرائيل، لأن فشله بمواجهة كورونا سيسجل في التاريخ على أنه أخطر من فشل حرب الغفران، فالفشل كان في القيادة السياسية والعسكرية قبل اندلاع الحرب“.
إيهود باراك رئيس الحكومة الأسبق، اتهم “نتنياهو بأنه دكتاتور، ويخشى أن التظاهرات ستقضي عليه سياسيا، رغم أن الشيء الوحيد المتبقي للإسرائيليين ليقولوا كلمتهم، وهم لن يستسلموا، والتظاهرات لن يتم التخلي عنها، رغم أن نتنياهو معني بإلغاء محاكمته، والقضاء على التظاهرات، وليس البحث عن لقاح كورونا، وبالتالي فلا يثق الإسرائيليون اليوم في الاعتبارات التي يسوقها نتنياهو“.
وأضاف في حوار مع صحيفة معاريف أن “نتنياهو يفهم أنه ليس لديه فرصة للانتخاب مجددا، لقد فشل في ثلاث انتخابات في السنة ونصف بالحصول على الأغلبية، فقط اكتفى بالتلاعب، بحزب أزرق-أبيض، صحيح أنه سياسي متمرس، لكن ليس لديه أي فرصة بعد كورونا والأزمة الاقتصادية التي لن تنتهي قبل الأشهر الستة المقبلة، وبالتالي فلن يكون قادرا على إعادة انتخابه، لذلك اختار طريقا مختلفا“.
وأوضح أن “نتنياهو مطالب بإنهاء عمله؛ لأنه فشل فشلا ذريعا، فهو غير منشغل بكورونا، بل بنفسه، وبعد كل ما فعله بجهاز العدالة، والهجوم السافر على نزاهتها واعتباراتها، لا يوجد خيار سوى الاستمرار في إجراءات محاكمته“.
يشاي هداس أحد نشطاء الاحتجاجات ضد نتنياهو، قال إن “إسرائيل تتحول من الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط إلى ديكتاتورية أخرى، في ضوء أن رئيس الوزراء بات يعيش حالة هستيرية تماما من هذه المظاهرات، ولا يتردد في أن يدوس الديمقراطية الإسرائيلية”.