السيد نصر الله عزى بأمير الكويت وحذر من إحياء أميركي لـ”داعش” في المنطقة
تقدم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالتعزية لوفاة امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح. وقال “الشعب اللبناني لا ينسى وقوف الكويت الى جانب لبنان باعادة الاعمار جراء عدوان تموز 2006″، وتابع “نسجل للكويت موقفها المتماسك في ظل حكم اميرها الراحل بمواجهة كل الضغوط التي تفرض على الدول العربية وخصوصا الخليجية، وما زالت الكويت تلتزم بموقفها العربي والاسلامي”، واضاف “نسأل الله ان يحفظ الكويت واهلها وان تتمكن من العبور الهادئ الى المرحلة الجديدة”.
وقال السيد نصر الله في كلمة متلفزة له مساء الثلاثاء “يجب التوقف مليا امام ما حصل في الاسابيع الماضية من احداث امنية في الشمال بدءا مما حصل في بلدة كفتون وما حصل في المواجهات الاخيرة مع الارهابيين وصولا لما حصل في وادي خالد وما قام به فرع المعلومات ومن ثم ما جرى مع الجيش”، وتقدم “بالتحية والتعزية لسقوط شهداء وللتضحيات التي قدمت في الدفاع عن لبنان”، وتابع “يجب ان نقدر الموقف الشعبي في الشمال بالوقوف الى جانب الجيش والقوى الامنية”.
ولفت السيد نصر الله الى انه “تبين ان هذه الخلايا متنوعة من حيث التشكيل والتسليح، ما يعني ان هذه المجموعات لم تكن تتحضر لعمليات محدودة هنا او هناك وانما تتحضر لعمل امني كبير”، واضاف “لعل الايام المقبلة ستكشف حجم الانجاز الامني للجيش والقوى الامنية واي بلاء دفعه الله عن لبنان ومنطقة الشمال”، وتابع “سبق ان حذرنا من عملية إحياء لداعش في العراق وسوريا ولبنان البعض رد بشكل حاقد وجاهل ما يمنع بعض الناس من قراءة ما يجري”.
واشار السيد نصر الله الى انه “منذ اغتيال الشهيد القائد قاسم سليماني بدأت اميركا باحياء داعش في العديد من المناطق في سوريا والعراق، ومن الطبيعي ان ينشط ذلك في لبنان”، واضاف “القضية هنا ان المعركة ليست معركة في بلد دون بلد، ولبنان جزء من هذه المنطقة وهذا ما يحصل باحياء داعش”.
وعن الاوضاع على الحدود الجنوبية، قال السيد نصر الله “على الحدود الجنوبية ما زال جيش العدو الاسرائيلي في أعلى حالة من الاستنفار والاختباء والحذر الشديد والانتباه”، وتابع “هذه أطول مدة زمنية يعيشها جيش العدو دون أن يجرؤ على الحركة منذ احتلاله فلسطين”، واضاف “قرارنا بالرد ما زال مستمرا وسنرى ما الذي سيحصل في الأيام والأسابيع المقبلة على الحدود مع فلسطين المحتلة”.
وعن المنشأة التي تحدث عنها رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو وزعم ان فيها صواريخ للمقاومة قرب بيروت، أوضح السيد نصر الله ان “العلاقات الإعلامية في حزب الله ستدعو وسائل الاعلام للدخول إلى المنشأة التي تحدث عنها نتنياهو”، وأكد “سنسمح لوسائل الاعلام بالدخول عند العاشرة مساء إلى المنشأة التي تحدث عنها نتنياهو ليكتشف العالم كذبه”، وتابع “نحن لا نضع صواريخ لا في مرفأ بيروت ولا قرب محطة غاز ونعلم جيداً أين يجب أن نضع صواريخنا”، واضاف “إجراؤنا هو من أجل أن يكون اللبنانيون على بينة في معركة الوعي وبأننا لا نضع صواريخنا بين البيوت”.
وحول المبادرة الفرنسية، قال السيد نصر الله “حصلت لقاءات بقصر الصنوبر وانطرحت مبادرة والجميع اكد اننا ندعم المبادرة الفرنسية والخطوة الاولى كانت عملية تشكيل الحكومة”، وتابع “لم يكن لدينا مشكلة ان يتولى الحريري رئاسة الحكومة او ان يسمي اي شخصية تنوب عنه”، واضاف “نادي رؤساء الحكومات السابقين الأربعة قدم 3 أسماء مرجحاً اسم مصطفى أديب”، واوضح انه “من أجل التسهيل لم نضع أي شروط ولم نقم باي تفاهم مسبق وهذا للتعبير عن التسهيل في عملية التشكيل والجميع كان مرتاحا”.
ولفت السيد نصر الله الى انه “بعد تكليف اديب طلب منه البعض الانتظار لأنه يوجد من يفاوض ولم يحصل اي نقاش او لقاء”، واشار الى ان “رئيس الجمهورية اضطر ان يستدعي رؤساء الكتل لمناقشتهم ورئيس الجمهورية هو شريك في تشكيل الحكومة”، واوضح ان “أديب لم يتحدث أو يتشاور مع أي من الكتل النيابية كما لم يفعل ذلك مع رئيس الجمهورية”.
وأكد السيد نصر الله “من كان يفاوضنا حول الحكومة لم يكن الرئيس المكلف مصطفى أديب بل الرئيس سعد الحريري”، وتابع “ما عرض علينا كان بمثابة أخذ العلم بعدد وزراء الحكومة والمداورة بالحقائب وتوزيعها وأسماء الوزراء”، واضاف “على الفرنسيين أن يعرفوا أين أخطأوا خصوصا في ما يتعلّق بشطب أهمّ ما تبقى من صلاحيات لرئيس الجمهورية”، واوضح “رفضنا ما طرح علينا لأنه خطر على البلد وغير قابل للنقاش”، ولفت الى انه “منذ 2005 حتى اليوم العرف القائم هو الاتفاق بين رئيس الحكومة والكتل على الحقائب وكان لا يناقش بالاسماء”، وأشار الى انه “في المفاوضات حول الحكومة وافقنا على النقاش حول عدم حزبية الوزراء وأمور أخرى لتسهيل عملية التشكيل”.
وقال السيد نصر الله “ما تم طرحه علينا في موضوع الحكومة يخالف الأعراف القائمة منذ سنوات في لبنان”، وتابع “أريد فرض أعراف جديدة علينا تخالف الدستور لصالح أطراف لا تمثل أكثرية في المجلس النيابي”، واوضح “حين سألنا عما إذا كانت المبادرة الفرنسية تتضمن ما طرحه نادي الرؤساء السابقين قيل لنا إنها ليست كذلك”، وأضاف “المبادرة الفرنسية لا تتضمن عدد الوزراء ومبدأ المداورة والجهة التي توزع الحقائب وتسمي الوزراء”، وأكد “نحن نتمسك بالوزير الشيعي لما له علاقة بالقرار ونحن لا نفتش عن شخص شيعي مولود من شيعي”، ولفت الى انه “في مرحلة ما كانت هناك محاولة لطرح حكومة أمر واقع”، وأشار الى انه “في التواصل الذي حصل بيننا وبين مصطفى اديب أكد لنا أنه لا يريد المواجهة مع احد ويريد التعامل مع الجميع”، ورأى ان “ما عرض علينا خلال الشهر الماضي أن تسلم الكتل النيابية والسياسية البلد إلى نادي الرؤساء السابقين”، وشدد على ان “الطريقة التي حصلت فيها مقاربة الملف الحكومي غير مقبولة في لبنان وهي مضيعة وقت أيا كان راعيها أو داعمها”.
وأوضح السيد نصر الله “ما عرض لم يكن حكومة إنقاذ بل حكومة يسميها نادي رؤساء الحكومات السابقين يكون قرارها عند فريق واحد”، وأكد ان “الطريقة التي حصلت فيها مقاربة الملف الحكومي غير مقبولة في لبنان وهي مضيعة وقت أيا كان راعيها أو داعمها”، وتابع “لطالما قلنا إن سبب وجودنا في الحكومات هو لحماية ظهر المقاومة”، واضاف “يجب أن نكون في الحكومة لحماية ظهر المقاومة كي لا تتكرر حكومة 5 أيار 2008 في لبنان”، وقال “لا نستطيع أن نغيب عن الحكومة بسبب الخوف على ما تبقى من لبنان اقتصاديا وماليا وعلى كل الأصعدة”.
وشدد السيد نصر الله على انه “لا يمكن أن نقبل بتشكيل حكومة لا نعرف إذا كانت ستوقع على كل شروط صندوق النقد الدولي أو أن تبيع أملاك الدولة تحت حجة سد الدين والعجز”، وتابع “لم نعد قادرين على السماح لأي كان بأن يشكل الحكومة نظرا لدقة وحساسية الوضع الاقتصادي في لبنان”، وسأل “ألا يحق لنا الخوف من حكومة قد تبيع أملاك الدولة تحت الضغط المالي وتلجأ للخصخصة والضرائب لسد العجز؟”.
وتوجه السيد حسن نصرالله للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالقول “هل كانت المبادرة الفرنسية تقول أن يقوم رؤساء الحكومات السابقين بتشكيل الحكومة وتسمية الوزراء؟”، وتابع “نحن منعنا أن يذهب البلد إلى الأسوأ والأسوأ ونتمنى أن يتعاون اللبنانيون لكي لا يذهب البلد إلى الأسوأ”، واضاف “أبحث عن الطرف الذي كان يريد أن يسيطر على البلد والغاء القوى السياسية بغطاء منكم”، واوضح “نحن يا فخامة الرئيس الفرنسي معروفون عند الصديق والعدو بالتزامنا بوعودنا ونضحي لكي نفي بها، وما تطلبه يتنافى مع الديمقراطية وبأن تنحني الأغلبية النيابية وتسلم رقابها لجزء من الأقلية”.
وأكد السيد نصر الله “نحن لم نذهب إلى سوريا لقتال المدنيين ذهبنا لمواجهة الجماعات التي تقولون عنها أنها إرهابية وتكفيرية وأنتم موجودين في سوريا بهذه الحجة”، واوضح “ليس لدينا أموال وعائدات مالية لنحميها ولا نقبل أن يخاطبنا أحد بهذه اللغة”، وتابع “قبلنا بتسمية مصطفى أديب بدون شروط وبحسن نية للتسهيل لكن الاستسلام وتسليم البلد هو أمر آخر”، واضاف “هناك دول عربية تحميها أنت لا يتجرأ فيها أحد أن يكتب تغريدة ينتقد فيها الملك أو الأمير”.
وقال السيد نصر الله “أصحاب القرار في الشأن اللبناني هم نحن وإيران لا تتدخل ولا تملي بل دائما ما كانت تحيل الجميع إلينا”، واضاف “إذا أردت أن تبحث عمن أفشل مبادرتك خارج لبنان فتش عن الأميركيين والملك سلمان وخطابه الأخير”، وتابع “نحن لا نقبل أن تقول لنا أننا ارتكبنا خيانة بل نرفض وندين هذا السلوك الاستعلائي”، وأكد “لا نقبل أن يتهمنا أحد بالفساد وإن كان لدى الفرنسيين أدلة على هذا الأمر فليحضروا أدلتهم”.
ولفت السيد نصر الله الى انه “رحبنا بزيارة ماكرون ومبادرته لكن لم نرحب به على أن يكون مدعيا عاما ومحققا وقاضيا ومصدرا للأحكام ووصيا وحاكما على لبنان”، وشدد على انه “لا يوجد تفويض لا للرئيس الفرنسي ولا لغيره كي يكون وصيا أو وليا أو حاكما على لبنان”، وتابع “الطريقة التي تم التعامل بها والاستقواء وتجاوز الحقائق والوقائع لا يمكن الاستمرار به لأنها لن تصل إلى نتيجة”، واكد ان “الاحترام وكرامات الناس هو أهم شيء في التفاوض والمس بالكرامة الوطنية غير مقبول”، واضاف “نحن منفتحون من أجل مصلحة لبنان ولا زلنا نرحب بالمبادرة الفرنسية”.
من جهة ثانية، نوه السيد نصر الله “بموقف الشعب البحريني رغم القمع والمخاطر وبرفض العلماء البحرينيين للتطبيع مع العدو الإسرائيلي”، وأكد ان “موقف الشعب البحريني مشرف ويمثل البحرين وأهلها والسلطة في البحرين لا تملك قرارها بل تعمل على أنها ولاية تابعة للسعودية”، ولفن الى ان “شعب البحرين رغم جراحه ووجود أعداد كبيرة من قادته ورموزه في السجون قالوا كلمة الحق المدوية في زمن الصمت والخنوع والخضوع”.
كما أشاد السيد نصر الله “بالموقف التونسي والجزائري رسميا وشعبيا في رفض التطبيع”، وتابع “نناشد الشعب السوداني ألا يسمح بتطويعه تحت عنوان الرفع عن لائحة الإرهاب لكي يذهب إلى التطبيع”، وقال “رهاننا في مواجهة التطبيع على الشعوب ومن طبعوا سيكتشفون أن حساباتهم خاطئة والمستقبل القريب سيؤكد ذلك”.