من الصحف الاسرائيلية
حذر كاتب إسرائيلي من أن مسار تطبيع علاقات دول عربية مع “تل أبيب” قد يقود إلى عودة الفلسطينيين للعمل المسلح.
وأوضح يوحانان تسوريف الباحث بمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب بمقاله بمنتدى التفكير الإقليمي، أن الاتفاق مع الإمارات يفاقم التحدي الذي يواجه الفلسطينيين، ويجبرهم على محاولة تطبيق المصالحة الداخلية مرة أخرى.
ويقول تسوريف الرئيس الأسبق للشعبة الفلسطينية العربية ومستشار الشؤون العربية في الإدارة المدنية بقطاع غزة، إن اتفاق التطبيع أثار ردود غضب وقلق من الفلسطينيين، كون الاتفاق “لم يكسر التضامن العربي معهم فقط، الذي اشترط حل المشكلة الفلسطينية من أجل التطبيع، بل إن خطر ضم الضفة الغربية لم يسقط من جدول الأعمال الإسرائيلي، خلافا لما يتردد”.
وأضاف أن “دعم الدول العربية الأخرى مثل مصر وعمان والبحرين لاتفاق الإمارات، والتكهنات حول استعداد دول أخرى للتوصل لاتفاق مماثل مع إسرائيل، يفاقم الشعور بالعزلة لدى الفلسطينيين، وبات لديهم تقدير بأنه لا يوجد من يمنع إسرائيل من فعل ما يحلو لها في الضفة الغربية، حتى بعد هذا الاتفاق”.
وتابع: “اتفاق الإمارات وإسرائيل دفعت كبار المسؤولين الفلسطينيين لاتهام الإمارات بالخيانة والطعن في الظهر والتأسف على فقدان التضامن العربي، والدعوة لتوحيد القوى بين حماس وفتح لمواجهة التحدي المطروح عليهم“.
وأشار إلى أن “انتقاد الفلسطينيين لهذا الاتفاق، واللغة القاسية التي يستخدمونها تجاه الإمارات، تعود إلى مخاوف من أن تقود الخطوة الإماراتية، باعتبار أنها اعتمدت على شبكة اتصالات طويلة الأمد، إلى علاقات واسعة النطاق بين إسرائيل ودول الخليج”.
واستدرك بالقول بأن “اتفاقيات أوسلو عززت الآمال لدول الخليج بإزالة الحجاب السري عن علاقاتها بإسرائيل، وأدى فشل المفاوضات مع الفلسطينيين أيام رئيس الوزراء إيهود أولمرت، والثورات العربية على مدى العقد الماضي، إلى زيادة اعتماد الدول العربية على الدعم المالي للخليج وزيادة نفوذها. ومنذ ذلك الحين، أعلنت دول الخليج بوضوح عن رغبتها بتعزيز العلاقات مع إسرائيل، وإظهارها للعلن”.
قالت كاتبة إسرائيلية إن “التحالف التاريخي بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة (الحريديم)، تجاوز عدة عقبات حدثت خلال أزمة فيروس كورونا، بل يتعزز الآن بعدما بدا تحالفهما القوي ينهار في الصيف، ما أثار تكهنات حول انتهائه“.
وأضافت مزال معلم، خبيرة الشؤون الحزبية في مقالها على موقع “المونيتور”، أن “بعض الإجراءات الحكومية لمواجهة كورونا أثارت غضب قادة الحزبين الأرثوذكسيين المتطرفين، وزير الداخلية ورئيس حزب شاس أرييه درعي، ووزير الإسكان يعقوب ليتسمان من يهادوت هتوراه، واتهموا نتنياهو بتخفيف القيود عن بعض المرافق العامة، بينما لا زالت صلاة الكنيس تتم تحت قيود صارمة“.
وأشارت إلى أن “توترات نتنياهو مع شركائه الحريديم تفاقمت، عندما اتهموه بمحاولة نسف الحج السنوي المخطط لعشرات الآلاف لقبر الحاخام بمدينة “أومان” الأوكرانية قبل 18 سبتمبر (أيلول)، حيث السنة اليهودية الجديدة، واعتبروا أن مزاعمه المدفوعة بالمخاوف الصحية بشأن التجمع الجماعي، تساهم بتكوين الصورة السلبية لليهود الأرثوذكس المتشددين باعتبارهم حاملين للأمراض“.
وأوضحت أنه “في ظل هذه الخلفية، ادعى المحللون المتمرسون في الشؤون الأرثوذكسية أن هذه بداية نهاية التحالف الذي شكلته المصالح المشتركة بين الحريديم ونتيناهو، ومكّنته من استمرار حكمه في السنوات الأخيرة، لكن قبل أيام قليلة فقط، وبعد اجتماع عاصف طوال الليل للحكومة، بات واضحا أن أنباء زوال التحالف بينهما سابقة لأوانها، فشراكتهما لم تنج من الأزمة فحسب، بل ظهرت أقوى“.
ونبهت إلى أن الوزير درعي هدد بأنه سيستقيل إن مورس تمييز ضد المصلين اليهود، لأن “الحكومة التي تسمح بالاحتجاجات السياسية، وتمنع الصلاة، ليست يهودية، ولن أتمكن من البقاء جزءا منها“.
وأوضحت أن “هذا التحالف المتماسك بين نتنياهو والحريديم له آثار سياسية كبيرة، فإذا تم تأكيد التكهنات الأخيرة، وأجريت الانتخابات في آذار/مارس 2021، فسيضمن نتنياهو شبكة أمان للأرثوذكس المتطرفين، مما يمنع أي منافس آخر من تشكيل الحكومة المقبلة، دون دعم القائمة العربية المشتركة، لأن الأحزاب الأرثوذكسية والأحزاب العربية تسيطر على عدد مماثل من مقاعد الكنيست“.
ونوهت إلى أن “هذا الخيار لم يعد قابلا للتطبيق، نظرا لانهيار تيار (يسار الوسط) السياسي، مما يجعل التحدي الوحيد لنتنياهو الآن هو نفتالي بينيت، رئيس حزب “يمينا” القومي الديني، الذي لن يتعاون مع أعضاء الكنيست العرب تحت أي ظرف من الظروف“.
وأكدت أن “الضحية الأكثر تضررا من التداعيات الجارية هو بيني غانتس، زعيم حزب أزرق أبيض، المنافس الوحيد الممكن لنتنياهو، وهو الأمل الكبير الذي يحظى به يسار الوسط في الانتخابات الثلاثة السابقة، وقد انهار حزبه أزرق-أبيض، بحصوله في الاستطلاعات على 9 مقاعد فقط، مقارنة بـ33 في انتخابات آذار/مارس الماضي، واليوم بقي غانتس دون أفق سياسي، حتى إن أنصاره السابقين ينظرون إليه “كخائن” سرق أصواتهم بانضمامه لنتنياهو“.