استبعاد فلسطين من منظمة إقليمية لغاز شرق المتوسط
تغيبت فلسطين عن المشاركة في حفل توقيع اتفاقية إطلاق “منتدى غاز شرق المتوسط” الذي يضم 6 دول مطلة على البحر المتوسط بالإضافة إلى الأردن، فيما تباينت تصريحات مسؤوليْن فلسطينييْن بشأن ذلك.
ونقلت وكالة “الأناضول” للأنباء عن مصدر فلسطيني وصفته بالمطلع، القول: “لم نشارك في حفل التوقيع تنفيذا لقرار القيادة الفلسطينية، قطع الاتصالات مع إسرائيل”، فيما أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”، تصريحات مناقضة لمسؤول وصفته بالمطلع كذلك، دون أن تورد اسمه.
وقال المصدر لـ”وفا” إن الانضمام إلى هذه المنظمة “يتناغم مع إستراتيجية القيادة (الفلسطينية) وقراراتها كافة بمواصلة النضال على الصعيد الدولي والدبلوماسي لإحقاق الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني بما في ذلك عضوية المنظمات الدولية التي تثبت حقوقنا الوطنية، حتى وإن كانت إسرائيل عضوا فيها“.
والدول الموقعة هي إسرائيل ومصر واليونان وإيطاليا والأردن وقبرص، وتضم قائمة الدول المؤسسة للمنتدى فلسطين التي تغيبت عن التوقيع.
وجرى توقيع الاتفاقية في لقاء عبر دائرة تلفزيونية مغلقة لممثلين عن الدول الست، بمشاركة ممثلين من الاتحاد الأوروبي وسفراء فرنسا والولايات المتحدة لدى مصر.
وذكر المصدر الذي نقلت تصريحاته “الأناضول” دون أن تورد تسمه كذلك، أن فلسطين قد توقع الاتفاقية بشكل منفصل في وقت لاحق.
وقال: “فلسطين لم تشارك في احتفال التوقيع، إلا أنها كدولة مشاركة في التأسيس لن تتراجع عن عضوية أي منظمة دولية تؤكد الحقوق الوطنية والسيادية للشعب الفلسطيني؛ وأهمها حقوقه في تطوير مقدراته الوطنية وثرواته الطبيعية مثل حقل غاز غزّة“.
وصادقت الحكومة الفلسطينية في 30 حزيران/ يونيو الماضي، على انضمام فلسطين إلى المنتدى.
وتهدف المنظمة التي أعلن عن تأسيسها في كانون الثاني/ يناير 2019، لإنشاء سوق إقليمية للغاز وترشيد تكلفة البنية التحتية وتقديم أسعار تنافسية، حسب ما جاء في وثائق التأسيس.
وسيكون مقر المنتدى في القاهرة، التي تأمل أن يساعدها في مساعيها لتكون مصر مركزا لنقل الطاقة من منطقة الشرق الأوسط إلى أوروبا.
في المقابل قال المصدر الفلسطيني الآخر لـ”وفا”: “لم نشارك في حفل التوقيع”، لكنه أكد تمسك فلسطين بعضوية المنتدى.
وأضاف: “فلسطين لم تشارك في احتفال التوقيع، إلا أنها كدولة مشاركة في التأسيس لن تتراجع عن عضوية أي منظمة دولية تؤكد الحقوق الوطنية والسيادية للشعب الفلسطيني؛ وأهمها حقوقه في تطوير مقدراته الوطنية وثرواته الطبيعية مثل حقل غاز غزّة الذي أعاق الاحتلال الإسرائيلي تطويره لسنوات عديدة“.
وتابع: “الموقف الفلسطيني يعتبر ميثاق منتدى غاز الشرق الأوسط خطوة مهمة وإضافية في تأكيد الحقوق الوطنية والسيادية لدولة فلسطين، وذلك ما أكده البيان الصادر هذا اليوم والذي نص بشكل واضح على أن المنظمة المشكلة اليوم سوف تحترم بشكل كامل حقوق الدول الأعضاء في مواردها الطبيعية، بما يتوافق مع القانون الدولي“.
وقال المصدر إن الانضمام إلى هذه المنظمة “يتناغم مع إستراتيجية القيادة (الفلسطينية) وقراراتها كافة بمواصلة النضال على الصعيد الدولي والدبلوماسي لإحقاق الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني بما في ذلك عضوية المنظمات الدولية التي تثبت حقوقنا الوطنية، حتى وإن كانت إسرائيل عضوا فيها“.
واعتبر المصدر “أن استغلال مواردنا الوطنية يشكل الوسيلة الأمثل لتحقيق الانفكاك الاقتصادي عن الاحتلال والاعتماد على الذات في مجال الطاقة، وأن تثبيت الحقوق الوطنية في كافة المحافل الإقليمية والدولية من شأنها تعزيز مكانة وحقوق فلسطين وفق القوانين الدولية ذات العلاقة“.
وتسعى الدول الأعضاء المشاركة اليوم، إلى تحركات منفردة بعيدا عن تركيا، إذ طالبت الأخيرة في أكثر من مناسبة بضرورة تحقيق التقاسم العادل للموارد الطبيعية في المنطقة، في ظل تعنت من مصر واليونان وقبرص.
ويأتي التغيير غداة مكالمة هاتفية أجراها الرئيس الفلسطيني، محود عباس، مع نظيره التركي الذي كان قد أدان المنتدى.
كان حقل الغاز الفلسطيني قبالة سواحل غزة من أوائل اكتشافات الغاز في شرق البحر المتوسط، في عام 2000، إلا أن إسرائيل ما زالت تعطل استغلاله، فيما بدأ انتاج الغاز في حقول ضمن المناطق البحرية لدول مجاورة، من بينها مصر وإسرائيل، رغم أن اكتشافها جاء بعد سنوات من اكتشاف الحقل الفلسطيني.