من الصحف الاميركية
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تحليلاً لنتائج استطلاعات الرأي بشأن الانتخابات الرئاسية، التي تشهد منافسة بين الرئيس دونالد ترامب، الذي يسعى لولاية ثانية، ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، الذي اجتذب جمهوريين من منافسه.
وذكرت الصحيفة التي استندت إلى استطلاعات رأي لمراكز حكومية ومستقلة وجامعات خلال الأيام القليلة الماضية، أن السباق الرئاسي أكثر استقرارًا مما يعتقد البعض خاصة أن الاستطلاعات التي قامت على أساس العرق لم تظهر تغييرات كثيرة كما كان يتوقع الخبراء، في ظل أزمات عرقية شهدتها البلاد في عهد ترامب.
ووفقًا لاستطلاع رأي أجرته جامعة جنوب كاليفورنيا، كشف عن نتائج لافتة للنظر، وأوضح أن نتائج الاستطلاع السابقة لم تكن تعني ما اعتقد الكثير من الناس بأنها تصب في صالح بايدن.
ويتتبع استطلاع جامعة جنوب كاليفورنيا المشاركين به؛ حيث يتم الاتصال بالمستجيبين بشكل متكرر، وذلك لأن مواقف المستجيبين تتغير ليس بسبب التغييرات في تشكيل عينة الاستطلاع، التي وصفتهم الصحيفة بأنهم يفعلون شيئا غريبًا، حيث أن أول أسبوع من الاستطلاع كان إيجابيًا لبايدن على عكس الأسبوع الثاني الذي جاءت نتائجه لصالح ترامب.
وقالت نيويورك تايمز إن نتائج الاستطلاع بمثابة جرس إنذار لبايدن الذي انخفضت نقاطه بنحو 7 نقاط في الفترة من 11 إلى 17 سبتمبر.
وتأرجحت النتائج بين تقدم كبير لبايدن وسباق أكثر إحكامًا، اعتمادًا على ما إذا كان الأسبوع الأخير من المقابلات هو الأسبوع الجيد أو السيئ بالنسبة لبايدن، لقد حولت أكبر ميزة محتملة للاستطلاع – القدرة على تتبع التغيير بمرور الوقت – إلى مسؤولية، وكشف الاستطلاع عن سباقًا مستقرًا نسبيًا، حيث حافظ بايدن على تقدمه بفارق 10 نقاط فقط.
تثير الغالبية الصامتة الانتخابات الأمريكية، لقدرتهم على تحويل دفة الانتخابات دون الكشف عن نيتهم الحقيقة في استطلاعات الرأي،؛ وعليه قررت شركة “Morning Consult” إجراء تجربة في هذا الشأن.
كشفت نتائجها التي جرت على مجموعة من الناخبين عبر الإنترنت، ثم مع نصف المستجيبين عبر الهاتف والنصف الآخر عبر الإنترنت، ما إذا كان الناخبون يخشون الإفصاح عن دعمهم للرئيس ترامب أم لا، واستخلصت أنه ربما يحصل ترامب على الدعم عبر الإنترنت بشكل أكبر من الهاتف، حيث يحافظ الإنترنت على سرية الهوية وآرائهم.
ووجد الاستطلاع أنه لم يحدث فرقًا كبيرًا، حيث أحدثت فرقًا في بعض الأسئلة المحرجة اجتماعيًا أو ربما تكون محرجة، مثل تلك المتعلقة بالتمويل الشخصي للأشخاص أو المواقف تجاه التمييز.
وتقول نيويورك تايمز إن استطلاعات الرأي ربما تكون خاطئة لعدة أسباب خاصة الأغلبية الصامتة، لكن ليس هناك دليلاً يدعم تلك الفكرة.
علّق باحث على اتفاقيات التطبيع بين الإمارات والبحرين وإسرائيل بأن المعلقين الأميركيين محقون في الترحيب بها لأننا لا نرى كل يوم بوادر مصالحة بين العرب والإسرائيليين، وما يصاحبها من التبادل البشري والرحلات الجوية المباشرة بين تل أبيب والعواصم العربية، والشراكات بين الشركات، وآفاق التعاون الحكومي بدءا من فيروس كورونا.
ومع ذلك رأت صحيفة واشنطن بوستأن مثل كل الأخبار السارة في الشرق الأوسط، من المرجح أن تكون قصيرة الأجل وأن تترك فينا مذاقا مرا. وأضاف أن تحت مظهر “السلام” الخادع تعزز هذه الاتفاقيات 4 ديناميكيات شائنة تفوق بكثير المجاملات الحالية بين الحكومات العربية وإسرائيل.
أولا- أن “اتفاقات أبراهام” لا تنهي صراعا واحدا في الشرق الأوسط، فلا توجد علاقات دبلوماسية بين الإمارات والبحرين وإسرائيل، ولم تدخلا في صراع معها. والصراعات الفعلية في المنطقة تدور في اليمن وسوريا وليبيا ولبنان. واتفاقات “السلام” هذه لا تقربنا من إنهاء هذه الصراعات، بل إنها من المرجح أن تعمل على تفاقمها؛ حيث يصبح التحالف بين إسرائيل والإمارات والسعودية ضد إيران، الذي ظل حتى الآن تحت الطاولة، أكثر حزما. وبعبارة أخرى تفتح هذه الاتفاقيات الباب لإسرائيل لتصبح شريكا أكمل في حرب الخليج العربي ضد إيران، وربما تركيا.
ثانيا- تطبيع العلاقات بين الإمارات والبحرين وإسرائيل من دون اتفاق سلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية يزيد تآكل احتمالات حل الدولتين. وكان الاعتراف العربي الواسع بإسرائيل، وآفاق التعاون والشراكات التجارية، أحد الحوافز القليلة المتبقية لإسرائيل لتقديم تنازلات إقليمية للفلسطينيين الضعفاء. وكانت هذه هي الفكرة من وراء مبادرة السلام العربية عام 2002، التي وعدت إسرائيل بالتطبيع الكامل والقبول في المنطقة مقابل الانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة عام 1967.
والآن هذه النافذة مغلقة، ويمكن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأنصاره أن يزعموا بشكل مقنع أن إسرائيل ليست بحاجة لتقديم تنازلات إقليمية من أجل الفوز باعتراف الدول العربية. والنتيجة الواضحة هي المزيد من الدعم الإسرائيلي “والتسامح معه” للوضع الراهن، الذي ليس سوى انزلاق مستمر على طريق الفصل العنصري الإشكالي.
ثالثا- من المتوقع أن يؤدي شعور الفلسطينيين العميق بالخيانة إلى زيادة “تطرفهم”، ومن المرجح أن يفاقم ذلك الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وسوف يتأكد الأشخاص الأقل ليبرالية بين الفلسطينيين من إيمانهم بأن “المقاومة المسلحة” هي السبيل الوحيد للمضي قدما.
وأخيرا سيؤدي تطبيع العلاقات مع إسرائيل إلى توسيع الفجوة بين الحكام العرب وشعوبهم. ولطالما كان الرأي العام العربي معاديا لإسرائيل، وغالبا تغذي الأنظمة العربية هذا العداء لصرف الانتباه عن إخفاقاتها، ولكن عندما شعرت هذه الأنظمة بالحاجة للاعتراف بإسرائيل كانت مقيدة بالعداء الذي أشعلته بين شعوبها.