من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: الرئيس المكلّف اليوم في بعبدا… والسفير الفرنسيّ في الضاحية… وإبراهيم على الخط ماذا سيختار أديب بين دعوات الحريري للاعتذار والسنيورة للاعتكاف وماكرون للتريّث؟ الثنائيّ: متمسكون بالماليّة وبتسمية وزرائنا… والمداورة دُسَّت من خارج المبادرة الفرنسيّة
كتبت صحيفة “البناء” تقول: وقع الرئيس المكلف مصطفى أديب في شباك الخيارات الصعبة، بعدما نقلت اوساط مقربة منه عدم رغبته في الخروج عن موقف قيادات طائفته الذي يتمثل برؤساء الحكومات السابقين، وبالتوازي يقينه باستحالة النجاح في مهمته من دون مشاركة مكوّن رئيسيّ سياسي وطائفي، يمثله ثنائي حركة أمل وحزب الله، وهو يدرك أهمية الدعم الذي تقدّمه المبادرة الفرنسية لحكومته الموعودة والحاجة للحفاظ على التحرك ضمن ضوابط هذه المبادرة، وإذا كان الجمع بين هذه المنطلقات يظهر صعباً الى حد الاستحالة، فإن المأزق الأصعب يبدو بالنسبة لأديب في كيفية التصرّف تجاه هذا الانسداد. فالفرنسيون الذين حددوا مهلة الخمسة عشر يوماً يشجعونه على منح المزيد من الوقت وبذل المزيد من المساعي، خصوصاً أنهم ليسوا متأكدين من صواب التمسك بالمداورة، ولا بدقة ما قيل لهم عن عدم وجود اتفاق في الطائف على التوقيع الثالث، بعدما سمع سفيرهم من الرئيس السابق لمجلس النواب حسين الحسيني ما يدعم مطالبة الثنائي، وبالمقابل فإن الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة يضغط على الرئيس المكلف للاعتكاف بدلاً من الاعتذار، تفادياً لفتح الباب لاستشارات نيابية جديدة تتيح تسمية مرشح متشدّد من فريق الثامن من آذار تتجه نحو سياسات راديكالية على المستويات المختلفة الخارجية والداخلية، وربما القضائيّة، ولترك الباب مفتوحاً على فرص الضغط على رئيس الجمهورية خارجياً لتوقيع مرسوم تشكيل الحكومة، لتذهب الى مجلس النواب، ولو كان نيل الثقة صعباً او مستحيلاً، فالحكومة تتحوّل على أقل تقدير الى حكومة تصريف أعمال، تخلف حكومة الرئيس حسان دياب، بينما ضغط الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري فيذهب باتجاه الدعوة للاعتذار، أملاً بفتح باب مشاورات سياسية داخلية وخارجية تتيح له العودة إلى رئاسة الحكومة، وفق نسخة منقحة من المبادرة الفرنسية عنوانها حكومة وحدة وطنية، تكون متاحة فيها تلبية مطلب الثنائي في ظل رئاسته للحكومة، ويمكن خلال المباحثات تذليل عقدة العلاقة مع رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر.
بالمقابل بات ثابتاً أن رئيس الجمهورية إذا تلقى من الرئيس المكلف تشكيلة مقترحة للحكومة الجديدة فسيأخذ وقته لدراستها، ولن يقبل عرض التوقيع او اعتذار الرئيس المكلف، رافضاً أي محاولة لتكريس عرف جديد يهمش موقع رئيس الجمهورية كشريك كامل في تشكيل الحكومة، والثابت أن حكومة يعرف رئيس الجمهورية انها تفتقد شرط الميثاقية بمقاطعة مكون سياسي وطائفي رئيسي لها، لن تنال توقيعه بعد الدرس؛ أما على ضفة الثنائي فقد استقبل مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي السفير الفرنسي في لبنان برنار فوشيه، مؤكداً له موقف الثنائي المتمسك بوزارة المال وبتسمية ممثليه في الحكومة، بعدما بات مكشوفاً أن الحكومة برئيسها وأعضائها تمثل فريقاً سياسياً يسقط نظرية استقلالها وحيادها، موضحاً للسفير الفرنسي ان نظرية المداورة تم إسقاطها على المسار الحكومي لإفشال المبادرة الفرنسية التي لم تنص في أي من بنودها التسعة على المداورة، ولو حصل ذلك لرفضها الثنائي كما رفض الانتخابات النيابية المبكرة، التي كانت بنداً من المبادرة وحذفها الرئيس ماكرون عندما وجد أنها موضوع خلافي، وبقي ليلاً بصيص أمل ضئيل بمساعي التواصل يمثله ما يقوم به المدير العالم للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، بحركة اتصالات على جبهات بعبدا وبيت الوسط والرئيس المكلف وعين التينة والضاحية.
لقاء فوشيه – الموسوي
ساعات حاسمة تنتظر الملف الحكومي وسط ترقب لما سيحمله الرئيس المكلف مصطفى أديب في جعبته خلال زيارته اليوم إلى بعبدا للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون. وتتوزع الفرضيات بين أن يودِع أديب لدى عون تشكيلة نهائية للحكومة تشمل أسماء الوزراء وتوزيع الحقائب، وبين أن يقدّم الرئيس المكلف اعتذاره لعون، وفيما تضاءلت الآمال بانفراج حكومي، بقي بصيص أمل معلقاً على الفرضية الثالثة وهي التوصل إلى حلٍ في ربع الساعة الأخير في ضوء المساعي الفرنسية العاجلة التي تفعلت يوم أمس على كافة الخطوط قادها السفير الفرنسي في بيروت برنار فوشيه الذي زار الضاحية الجنوبية واجتمع بمسؤول العلاقات الدولية في حزب الله السيد عمار الموسوي.
وأشارت مصادر مطلعة لـ”البناء” إلى أن “اللقاء جاء بناء على طلب من السفارة الفرنسية التي أرادت استيضاح بعض الأمور التي تتعلّق بالملف الحكومي”.
ولفتت إلى أن “السفير الفرنسي أكد خلال اللقاء أن فرنسا ليس لديها مشروع سياسي أبعد وأوسع من أن تكون للبنانيين حكومة جامعة تحظى بتوافق الجميع تركز جهودها على إصلاح الوضع الاقتصادي والمالي وتحقيق الاستقرار الداخلي في ضوء ما قاله الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون مع القيادات السياسية في قصر الصنوبر”، وأكد حزب الله بدوره للفرنسيين أنه حريص على انجاح المبادرة الفرنسية وأنه ليس ضد مبدأ المداورة شرط أن يأتي ذلك ضمن آلية معينة وأن لا يقتصر على وزارة المالية ويستثني أموراً أخرى، لا سيما أن اتفاق الطائف لم ينص على طائفة رئيس الجمهورية ولا رئيس الحكومة ولا رئيس المجلس النيابي ولا حاكم مصرف لبنان ولا قائد الجيش وغيرها من مناصب الفئة الأولى، بل كلها أعراف والأعراف أقوى من النص. وتساءل الحزب عن سبب حصر المداورة بهذه الحقيبة؟ وإذا كانت مراحل معينة لها ظروفها السياسية انتقلت المالية لطوائف أخرى فإنها عادت إلى الطائفة الشيعية في عهدين رئاسيين الرئيس ميشال سليمان والرئيس ميشال عون”، وسأل السفير الفرنسي عن مدى تمسك الرئيس نبيه بري بالمالية فأكد الحزب تأييده لموقف رئيس المجلس بأمرين: إسناد المالية للطائفة الشيعية وتسمية أمل وحزب الله لكل الوزراء الشيعة وإلا لن يوافقا على الحكومة”.
الأخبار: الثلث المعطل والبيان الوزاري والمراسيم الاشتراعية: خلافات مكتومة تتجاوز توزيع الحقائب
كتبت صحيفة “الأخبار” تقول: في العام 2005، أتى الفرنسيون يلعبون دورهم المحبّب في لبنان. كان جاك شيراك مفجوعاً بمقتل رفيق الحريري، لكنه كان قليل الحيلة من جرّاء تحالفه الوثيق مع الاميركيين في مواجهة المقاومة وسوريا في لبنان. تخلت فرنسا عن تمايزها النوعي مع واشنطن حيال الملف العربي، وأبدت ندمها على موقفها المعارض لغزو العراق عام 2003. لكن شيراك كان يعرف أن عليه أن يدفع مسبقا ثمن علاقة جيدة مع الاميركيين. وكان القرار 1559، وهو ما عنى مطابقة استراتيجية فرنسا مع الاستراتيجية الاميركية في الشرق الاوسط. وفي شرقنا الأوسط هناك النفط وإسرائيل. وكل ما عداه سراب بسراب…
وكما كان متوقعاً، فإن فرنسا يمكنها، بموافقة أميركية، استخدام هامشها العائد الى تاريخها الاستعماري في لبنان وسوريا. ظلت المساعي قائمة الى ما بعد خروج شيراك ومجيء نيكولا ساركوزي. كان الأخير يدعم فكرة الاستعانة بـ”الخبرة” السورية في معالجة ملفات لبنان. قصدت باريس دمشق مرات كثيرة في تلك الفترة، لكن الفرنسيين سمعوا يومها، وللمرة الاولى، مَن يقول لهم من قصر المهاجرين: اذهبوا الى لبنان وعالجوا الأمر هناك مع من بيدهم الامر. ومع كل إلحاح فرنسي، كان بشار الأسد يصير أكثر صراحة، حتى حسم لهم الأمر: اذهبوا الى حسن نصر الله!
عن تلك الفترة، روى أحد الخبثاء حكاية افتراضية لشرح مشكلة الفرنسيين مع معالجة التفاصيل اللبنانية. وقال فيها: جاء برنارد كوشنير الى بيروت ودمشق بصفته وزيراً للخارجية. وفي لحظة استمزاج آراء مساعدين، قال له السفير الفرنسي السابق في بيروت برنارد إيمييه: “عندما تذهب الى دمشق، اطلب مقابلة رستم غزالة، واسأله رأيه، لأنني أكاد أفقد عقلي، كما هي حال رفيقي جيفري فيلتمان في غياهب التعاويذ اللبنانية”. وشدد إيمييه: “غزالة، ربما هو أكثر الخبراء الأجانب دراية بلبنان وأحواله وأحوال سياسييه”. وفي رواية الخبيث نفسه أن كوشنير استأذن في ختام اجتماع بالرئيس الاسد من أجل عقد لقاء مع غزالة، وهذا ما حصل. فبادر “أبو عبدو” الضيف الفرنسي: كيف أموركم مع اللبنانيين؟ ردّ كوشنير: يا أخي، إنهم متعبون للغاية، كل ما يفعلونه هو وضع العصيّ في الدواليب لمنع تحرك عربة الحل. ضحك رستم، وقال: “له… له، لا يسير الأمر على هذا النحو في لبنان، عليكم أن تضعوهم في الدواليب وتضربونهم بالعصيّ!”
غودو لا غورو!
مرّت 15 سنة على التحول الفرنسي الكبير تجاه لبنان. وجاءت تطورات كثيرة، أبرزها انفجار المرفأ في 4 آب الماضي، لتفتح الباب من جديد أمام استئناف فرنسا حبّها التاريخي للبنان. هذه المرة، بدا إيمانويل ماكرون الشاب هو من يتولى مهمة الأم الحنون. لكن الرجل عاد بما تعلمه في المدرسة الفرنسية حول كيفية التعامل مع أبناء المستعمرات القديمة. لكن كان من المفترض بمساعديه أو بمن يبحث عن إعادة الاعتبار الى دور حقيقي لفرنسا في منطقتنا، أن يفهم أن المسألة عندنا هي أن الناس في انتظار غودو، وليست في انتظار غورو. لكن ماكرون، قرر ارتداء ثياب جنرال الاحتلال الذي يحبّه لبنانيون لأنه أعلن لهم عن لبنانهم الكبير.
وكغورو، لغته لغة ضابط الاحتلال والحاكم العسكري. مقارباته للمسائل تتعلق فقط بمصالح بلاده أولاً، ويتعامل مع الآخرين على أنهم دونه مكانة وقدرة وفهماً. وهذا ما ميّز كل اللغة التي استخدمها ماكرون في كل اجتماعاته خلال الزيارتين الى بيروت، اللهم ما عدا اجتماعه مع السيدة فيروز، حيث لا يمكنه ذلك، بل كان في موقع المستمع أيضاً مع سيدة اشتهرت بصمتها عن الأمور العامة.
عندما جاء ماكرون، كان فريقه المساعد يحتوي على مجموعة من الذين ينظر اليهم على أنهم “خبراء لبنان” في الادارة الفرنسية. الخارجية التي نقلت أدوارها وملفاتها الى قصر الرئاسة، تولي الامر الى من سبق لهم أن خدموا في لبنان. ويقف في مقدمة هؤلاء الآن، السفير السابق في بيروت إيمانويل بون. وفي الخليّة نفسها، يجلس برنارد إيمييه، بصفتين متلازمتين: سفير سابق وخبير يفترض أنه محلّف في الشأن اللبناني، ورئيس المخابرات الخارجية التي تدرس ملفات الشرق الاوسط بدقة هذه الايام، وحيث يقع لبنان في قلب المشهد. وبروتوكولياً، يكون هناك مقعد دائم لسفارة فرنسا في بيروت، ويشغله الآن السفير برونو فوشيه المفترض أن يغادر بيروت نهاية هذا الشهر الى منصب آخر، لتحل مكانه السفيرة الفرنسية السابقة في المكسيك آن غريو، التي يبدو أنها حصلت على تزكية خاصة من إيمانويل بون لتولي هذا المنصب (بالمناسبة، هي سيدة في العقد السادس من العمر، لكنها تخفي تاريخ ميلادها، كما تخفي أسماء أفراد عائلتها المنحدرة من مرسيليا في فرنسا). وهي ستصل مطلع الشهر المقبل، وتعمل الآن على مراجعة كل الملفات الخاصة بالأزمة اللبنانية، وتطلع بشكل رسمي وغير رسمي على تفاصيل ما يحصل.
في خلية الأزمة اللبنانية مقعد أو اكثر، يُدعى اليه من يتعامل مع ملف محدد من الملفات المطروحة في لبنان. من هؤلاء النائب الفرنسي غويندال رويارد، السياسي الشاب الداعم لماكرون، والقريب جداً من وزير الخارجية جان إيف لودريان، وهو متزوج من اللبنانية جويل بو عبود، التي عملت كمحامية للرئيس أمين الجميل أيضاً. وللرجل علاقاته اللبنانية الواسعة، وهو دائم الزيارة لبيروت بصورة رسمية أو شخصية. كذلك هناك شريك مهم في “خلية لبنان” هو بيار دوكان، الذي منح اليوم صفة رسمية تثبته سفيراً خاصاً بتنسيق المساعدات الخارجية للبنان، وهو أمر يتجاوز إطار مؤتمر “سيدر”، ويعطيه مساحة إضافية في متابعة مؤتمر تشرين المقبل الخاص بمانحين يفترض أن يقدموا “مساعدات عاجلة غير مشروطة” لضحايا انفجار 4 آب، تبدأ من العلاج الطارئ للضحايا الذين باتوا خارج بيوتهم ومدارسهم وأعمالهم، وتتِمّته توفير حاجات إعادة إعمار ما دمّره الانفجار، وصولاً الى إعادة بناء المرفأ نفسه.
الديار: الفرصة الفرنسية للحسم: معجزة تأليف الحكومة ام اعتذار الرئيس المكلف ؟ الثنائي الشيعي : حريصون على انجاح المبادرة والتمسّـك بالمسلّمات الوطنية واشنطن تخرّب على جهود فرنسا وتحرّضها على حزب الله
كتبت صحيفة “الديار” تقول: هل تنجح الاتصالات والجهود التي تكثفت في الساعات الماضية بفتح منفذ لتأليف الحكومة بعد الفرصة الاضافية على مهلة الاسبوعين التي اعطتها باريس للمسؤولين والقيادات اللبنانية، ام يعتذر رئيس الحكومة المكلف بعد زيارة متوقعة الى قصر بعبدا اليوم؟ المعطيات التي توافرت لـ”الديار” مساء أمس لم تحمل مؤشرات واضحة، خصوصا ان مصادر الجهات المعنية بقيت متحفظة على كل ما دار ويدور حول الحكومة.
ووفقا للمعلومات، فان ما جعل الاتصالات ترتفع وتيرتها الى جانب توجس الجميع من الوصول الى طريق مسدود وسقوط المبادرة الفرنسية هو بيان الاليزيه المقتضب الذي صدر بعد ظهر امس والذي قال انه “لم يفت الاوان لتشكيل الحكومة والعمل لمصلحة لبنان”، مشيرا الى “ان فرنسا تأسف لعدم تمكن الزعماء السياسيين اللبنانيين من الالتزام بتعهداتهم للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون”
وقال مصدر بارز لـ”الديار”، ان بيان الرئاسة الفرنسية يتضمن اكثر من اشارة، فهو يشير الى اعطاء باريس فرصة قصيرة للمعنيين اللبنانيين من اجل العمل بسرعة على تجاوز العقبات واستيلاد الحكومة. وهو يستخدم لغة دبلوماسية تجاه عدم التزام القيادات السياسية بتعدهم في تأليف الحكومة خلال الاسبوعين مكتفيا بالاعراب عن الاسف، الى جانب تذكيره العمل لمصلحة لبنان.
واضاف المصدر انه سبق هذا الموقف اجراء فريق عمل الرئيس الفرنسي ورئيس المخابرات برنار ايميه اتصالات مع مسؤولين لبنانيين للعمل على تجاوز الخلافات وتأليف الحكومة. وترافق ذلك مع دخول المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم على خط التحركات بتوجيه من رئيس الجمهورية ميشال عون على ضوء المشاورات التي اجراها.
وكانت المصادر نقلت ان عون مع المداورة في الوزارات شرط التوافق الوطني عليها.
وحسب المصدر فان الاتصالات تكثفت عصراً ومساء امس ،كما قام ابراهيم بحركة ناشطة في اكثر من اتجاه.
النهار: المهل تتفلت ولا تكريس لـ “الدوحة 2”
كتبت صحيفة “النهار” تقول: قد يكون القفز من تأجيل الى تأجيل آخر ظواهر محاولات التفلت من مواجهة ساعة الحقيقة النهائية لبت مصير التشكيلة الحكومية الجديدة، ومعها أيضا المبادرة الفرنسية التي تشكل الفرصة الأخيرة للبنان للنفاذ من أسوأ السيناريوات الانهيارية التي تترصده. والحال ان ارجاء الرئيس المكلف تشكيل الحكومة مصطفى اديب زيارته التي كانت مقررة قبل ظهر امس لقصر بعبدا إفساحاً امام فرصة جديدة قيل انها ستكون النهائية قبل بت تشكيلة اديب سلبا ام إيجابا، مع تنامي اتجاه الرئيس المكلف الى الاعتذار عن مهمته في حال استمرار الاشتراطات المانعة لولادة حكومته، يبدو انه قابل لان يتكرر اليوم أيضا اذا لاحت مؤشرات ولو ضئيلة حيال فتح كوة في جدار الانسداد الحكومي. وعلمت “النهار” في هذا السياق ان موعد اديب في قصر بعبدا كان لا يزال مثبتا في الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم. ولكن المساعي الداخلية كما الجهود الفرنسية “الانقاذية” لفرصة اللحظة الأخيرة بلغت في الساعات الأخيرة ذروة غير مسبوقة لمنع تفاقم الازمة الى حدود اللاعودة من خلال اعلان الرئيس المكلف اعتذاره. ومع صدور مواقف فرنسية عبرت عن بداية خيبة باريس وما يعنيه ذلك من محاذير خطيرة للغاية للطبقة السلطوية كما للقوى السياسية ولا سيما منها تلك التي ستتحمل تبعة الاشتراطات التي ستجهض المبادرة الفرنسية ومعها حكومة اديب بدأت محاولة جديدة متقدمة مع ساعات بعد الظهر ربما يتم معها تجاوز عامل المهلة الجديدة اذا تبين ان ثمة قبسا من نور لحل ما في نفق التعقيدات التي زجت في وجه انجاز التشكيلة الحكومية. ولذلك لن يكون مستبعدا ان يصار الى تأجيل جديد لزيارة أديب اليوم لقصر بعبدا اذا ثبت ان ثمة تجاوبا مع الجهود المبذولة لإنقاذ تشكيلته في الوقت المستقطع الإضافي. حتى ان بعض المصادر تحدث عن امكان ان يحضر فعلا الى بيروت كبير الممسكين بملف المبادرة الفرنسية مدير المخابرات الخارجية الفرنسي برنار ايمييه في حال وجد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ضرورة للدفع بقوة تكرارا لإنقاذ المبادرة كما الحكومة في لحظاتهما الأكثر حرجا. ولعل ابرز ما تكشفت عنه ساعات العد العكسي لاصطدام المساعي السياسية الجارية لحمل الثنائي الشيعي على التعامل المرن والتنازل في موضوع تشبثه بالحصول على حقيبة المال وتسمية الوزراء الشيعة جميعا خلافا لمواقف القوى السياسية الأخرى قاطبة تقريبا ان ثمة من تحدث عن وجود حالة رفض واسعة لـ”اتفاق الدوحة -2 ” الذي حصل خلاله الثنائي الشيعي على الثلث المعطل في الحكومة ولكن هذه المرة من خلال تسليم الجميع بالمداورة في الوزارات حتى رئيس الجمهورية ميشال عون نفسه الذي يحبذ المداورة كما بات معروفا. ولكن الثنائي الشيعي لم يسلم باي صيغة مرنة ولا يزال يتشبث بحقيبة المال الامر الذي بات يرسم دلالات وأبعاداً تتصل بخلفيات إقليمية وتحديدا إيرانية لهذه العرقلة للمبادرة الفرنسية ربطا بمجريات الصراع الأميركي الإيراني وكجزء أساسي من خطة ايران للرد على محاصرتها بعمليات التطبيع الخليجية مع إسرائيل.
اللواء: “عرقنة” تأليف الحكومة .. اتهامات في الداخل وتجاذبات في الخارج! تمديد المهلة الفرنسية يسابق حزمة العقوبات الأميركية.. و”الثنائي” يهدِّد بالشارع
كتبت صحيفة “اللواء” تقول: من المكابرة بمكان عدم الاعتراف بأن تأليف الحكومة يمر بأزمة، وهذه الازمة غير مسبوقة، حتى في خضم الأحداث الكبرى، التي عصفت بالبلد منذ العام 2005 مروراً بالعام 2006 إلى فترة اتفاق الدوحة، والفراغ الرئاسي بعد العام 2014، والأزمة هذه تتجاوز الحقائب والوزارات والتسميات، ومَنْ يسمون إلى انعدام الثقة بين مكونات التسوية التي اوصلت الرئيس ميشال عون إلى سدة الرئاسة الأولى.
وبعبارة صريحة بين تيّار المستقبل الذي يقوده الرئيس سعد الحريري وكتلته النيابية والتيار الوطني الحر الذي يقف على رأسه النائب جبران باسيل، وصولاً إلى الثنائي الشيعي: حزب الله، حليف التيار الحر، وحركة “أمل” همزة الوصل مع تيّار المستقبل، والحزب التقدمي الاشتراكي، ومكونات أخرى في معسكر 14 آذار “القديم”.
الجمهورية: باريس: فرصة إضافيّة للتأليف.. و”الثنائي” والحريري: فتيل مشتعل
كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: مرّة جديدة، يتدحرج لبنان من قمة الأمل بشيء من الانفراج، إلى أسفل هوّة القلق، إلى حدّ أنّه هذه المرّة صار واقفاً على باب النفق الذي قد يؤدي به الى المجهول.
في الأجواء اللبنانية تزدحم الصور السوداء والسيناريوهات المرعبة، وعلامات استفهام كثيفة حول المبادرة الفرنسية وما اذا كانت ما تزال على قيد الحياة، أو ما زال فيها بعض النبض ما يجعلها قابلة للانعاش من جديد، أم انها اصطدمت بالفشل وماتت نهائياً. وانّ باريس، وبناء على الفشل، قررت أن تنفض يدها من لبنان، وترك اللبنانيين يقلّعون أشواكهم بأيديهم؟
واضح انّ الجواب الشافي جاء من باريس التي اعلنت انّ فرصة تشكيل حكومة لم تنته بعد. وقد جاء ذلك عبر تأكيد الرئاسة الفرنسية، التي أعربت عن أسفها لفشل الزعماء السياسيين اللبنانيين في الالتزام بتعهداتهم التي قطعوها للرئيس ايمانويل ماكرون بتشكيل حكومة ضمن مهلة الاسبوعين التي حددها.