نصوص اتفاقيات التطبيع: تجاهل الفلسطينيين ومخطط الضم
نُشرت في وقت متأخر من الليلة الماضية نصوص اتفاقيات التحالف وتطبيع العلاقات بين إسرائيل وبين الإمارات والبحرين، التي وقع عليها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، ووزير الخارجية البحريني، عبد اللطيف الزياني، تحت رعاية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في البيت الأبيض.
وغابت القضية الفلسطينية عن هذه الاتفاقيات، إلا بجملة عابرة لا تتضمن أي التزام، كما غاب بالكامل أي ذكر لمخطط الضم الإسرائيلي، في الاتفاق بين إسرائيل والإمارات. وبدت نصوص الاتفاقات أنها خارجة عن واقع المنطقة وواقع الصراع العربي – الإسرائيلي. وبالنسبة لإسرائيل، فإن هذه الاتفاقيات لا تزال، حتى بعد توقيعها، غير سارية، إلى حين مصادقة الحكومة والكنيست عليها.
ووقع الأربعة على “إعلان اتفاقيات أبراهام”، وجاء فيه: “نقرّ بأهمية الحفاظ على السلام وتعزيزه في الشرق الأوسط وحول العالم، من خلال إدراك مشترك، وإبداء احترام لكرامة الإنسان، الحرية وحرية العبادة. ونشجع الجهود من أجل دفع حوار بينن الديانات والثقافات لصالح دفع ثقافة سلام بين الديانات الثلاث الإبراهيمية وبين البشرية كلها“.
وأضاف الإعلان “أننا نؤمن بأن الطريق الأفضل لتجاوز هذه التحديات هي بواسطة التعاون، الحوار وتطوير علاقات ودية بين الدول التي تدفع مصالح سلام دائم في الشرق الأوسط والعالم كله. ونحن ننشد التسامح والاحترام لأي إنسان بهدف تحويل العالم إلى مكان بإمكان أي أحد فيه التمتع بالاحترام والأمل، دون علاقة للعرق، الإيمان أو الأصل الإثني. ونؤيد العلم، الفن، الطب والتجارة لصالح تشجيع العرق البشري والقدرة البشرية، بهدف التقارب بين الأمم“.
وتابع الإعلان: “نسعى إلى وضع حد للتطرف والنزاعات بهدف منح جميع أولاد العالم مستقبلا أفضل. ونتطلع إلى حلم بالسلام، الأمن وازدهار في الشرق الأوسط والعالم كله.
لم يتطرق الاتفاق بين إسرائيل والإمارات إلى القضية الفلسطينية بشكل واضح، وإنما بكلمة عابرة تحدثت عن “التطلع لحل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني”. ولم يتطرق الاتفاق بتاتا إلى مخطط الضم الإسرائيلي.
وتحدث الاتفاق بالأساس عن فتح سفارات. وتحدث ملحق الاتفاق عن مبادئ أساسية في مجالات تعاون، مثل الاستثمارات، الطيران المدني المياه، الزراعة وغيرها.
وتناول الاتفاق التعاون في موضوع التعايش، الثقافة وبرامج متنوعة، إلى جانب تحسين الوضع الإقليمي ودفع “أجندة إستراتيجية للشرق الأوسط”، وتحدث عن أهمية الأمن والالتزام بالتعاون من أجل دفع الاستقرار.
أشار هذا الاتفاق إلى أن ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، ونتنياهو “اتفقا على بدء عهد من الصداقة والتعاون، والسعي إلى شرق أوسط مستقر وآمن ومزدهر لمصلحة جميع دول وشعوب المنطقة… ومملكة البحرين ودولة إسرائيل واثقتان من أن هذا التقدم سيقود إلى مستقبل ستتمكن فيه جميع الشعوب والديانات من العيش معا بتعاون والاستفادة من سلام مزدهر، تركز فيها الدول على مصالح مشتركة وبناء مستقبل أفضل“.
وحول القضية الفلسطينية، جاء في الاتفاق أن “الجانبين بحثا التزامهما المشترك من أجل دفع الأمن والسلام في الشرق الأوسط، من خلال التشديد على أهمية تبني رؤية اتفاقيات أبراهام: توسيع دائرة السلام، الاعتراف بحق أي دولة بالسيادة والعيش بسلام وأمن، ومواصلة الجهود من أجل الوصول إلى حل شامل، نزيه ودائم للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني“.
وأضاف الاتفاق أنه “خلال لقائهما، اتفق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية عبد اللطيف الزياني على إقامة علاقات دبلوماسية، دفع أمن متواصل والامتناع عن التهديدات واستخدام القوة. كذلك اتفق الجانبان على دفع تعايش وثقافة سلام“.
كذلك “اتفقت مملكة البحرين ودولة إسرائيل على السعي، في الأسابيع القريبة، إلى الاتفاق حول استثمارات، سياحة، رحلات جوية مباشرة، أمن، اتصالات، تكنولوجيا، طاقة، صحة، ثقافة وبيئة، ومجالات أخرى والتوصل إلى اتفاق لفتح متبادل للسفارات”.