من الصحف الاميركية
لم تبد وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى اهتماما كبيرا باتفاق التطبيع الذي وقع بين كل من الإمارات والاحتلال الإسرائيلي والبحرين، والذي عقد في البيت الأبيض تحت رعاية من الرئيس دونالد ترامب.
وفي رصد لأبرز المواقع والصحف الأمريكية وجدت أن صحف “واشنطن بوست، ونيويورك تايمز، وول ستريت جورنال، ويو أس آي تودي”، تجاهلت الاتفاق ولم تضعه في عناوينها الرئيسية، فيما اكتفى بعضها بخبر صغير على الهامش.
وينظر الإعلام الأميركي إلى اتفاقيات التطبيع بين دول عربية والاحتلال الإسرائيلي على أنها هدية انتخابية للرئيس ترامب خلال معركته للفوز بولاية ثانية أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن.
ونشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا قالت فيه إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مدين بشدة لترامب الذي لم يتوقف عن منحه الهدايا الدبلوماسية، والتي كانت تأتيه في اللحظة المناسبة، وإنقاذه سياسيا.
والاتفاقيتان في الجوهر لا تمثلان “سلاما” يزعمه ترامب، فلن توقفا النزاع الحقيقي، بل تؤسسان للتطبيع -بما فيها علاقات دبلوماسية وسفر متبادل- بين دولة يهودية ودولتين عربيتين، دول لم تخض حروبا أبدا، وتقيم ولعدة سنوات علاقات سرية، تحت ذريعة مواجهة إيران وفق الصحيفة.
ورأت الصحيفة أن الإنجاز كما بدا في حملة الدعاية الأخيرة لترامب أصبح في قلب رسالة ترامب بشأن السياسة الخارجية، خاصة أن الانتخابات الرئاسية تقترب.
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الدول الموقعة على اتفاقية تطبيع دبلوماسي في البيت الأبيض لديها مصلحة في فوز الرئيس دونالد ترامب بولاية ثانية ولهذا منحته جائزة انتخابية وحولته لصانع سلام.
وجاء في التقرير الذي أعده مايكل كراولي وديفيد هالبفينغر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مدين بشدة لترامب الذي لم يتوقف عن منحه العطايا والهدايا الدبلوماسية والتي كانت تأتيه في اللحظة المناسبة لإنقاذه سياسيا. وبنفس المثابة يشعر قادة دول الخليج العربية بالامتنان له، لأنه تبنى حكوماتهم وزاد من الضغط على عدوتهم اللدودة إيران، ودافع عنهم أمام النقد الموجه لهم في واشنطن، ومثل نتنياهو فهم حريصون على فوزه مرة ثانية في تشرين الثاني/نوفمبر. ومن هنا جاءت مناسبة الثلاثاء التي حضرتها الدول الموقعة وعينة مختارة من المسؤولين الخليجيين الذين قاموا برد الجميل لترامب. وقاموا بالدور المطلوب وهو دعمه من خلال المشاركة في التوقيع على اتفاقيتي تطبيع بين إسرائيل والبحرين والإمارات اللتين يقدمهما ترامب على أنهما إنجاز تاريخي لإدارته.
والاتفاقيتان في الجوهر لا تمثلان “سلاما” يزعمه ترامب، فلن توقفا النزاع الحقيقي بل وتؤسسان للتطبيع -بما فيها علاقات دبلوماسية وسفر متبادل- بين دولة عبرية ودولتين عربيتين، وهي دول لم تخض حروبا أبدا وتقيم ولعدة سنوات علاقات سرية، تحت ذريعة مواجهة إيران.
ولكن الإنجاز كما بدا في حملة الدعاية الأخيرة لترامب أصبح في قلب رسالة ترامب بشأن السياسة الخارجية، خاصة أن الانتخابات الرئاسية تقترب.
جوهر الرسالة أن الرئيس رغم خطابه الداعي للحرب وعدم التكهن بتحركاته، حقق الانسجام والسلام في منطقة الشرق الفوضوية
وجوهر الرسالة هو أن الرئيس رغم خطابه الداعي للحرب وعدم التكهن بتحركاته، حقق الانسجام والسلام في منطقة الشرق الفوضوية. ولا شك أن إسرائيل والبحرين والإمارات -اللتين حصلتا كما يفترض على مباركة من جارتهما القوية السعودية- لديها المحفز لدعم ترامب وتصويره كدبلوماسي قوي. ففي الإعلانات التي نشرتها حملته على فيسبوك أعلنت بالخط العريض أن ترامب “أنجز السلام في الشرق الأوسط”، وأشارت إلى أنه مرشح لجهوده لكي يحصل على جائزة نوبل للسلام رغم الخطأ الإملائي في كتابة اسم نوبل. وذكرت الصحيفة أن الترشيح للجائزة مفتوح للجميع وكل ما يحتاجه الشخص هو قيام آخر بتقديم اسمه للجنة. وما نسيته حملة ترامب أن من رشحاه للجائزة هما نائبان متطرفان من اسكندنافيا.
كتب إيشان ثارور الكاتب في صحيفة واشنطن بوست مقالة في الصحيفة تناول فيها اتفاقات السلام التي يرتبها الرئيس الأميركي دونالد ترامب سواء بين “إسرائيل” ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين، أو بين حكومة أفغانستان وحركة طالبان أو بين صربيا وكوسوفو.
وقال الكاتب إنه بالنسبة للرئيس ترامب، الزعيم الذي يقضي الكثير من الوقت في بث الذعر في الداخل، يبدو ترامب حريصاً إلى حد ما على إصلاح الأسوار في الخارج. إذ شهد الأسبوع الماضي موجة من مبادرات صنع السلام في البيت الأبيض، والتي تم توقيتها بشكل واضح بينما ينغمس ترامب في حملة إعادة انتخابه بسبب حاجته إلى أدلة على نجاحه كرجل دولة.
ومن المقرر أن يستضيف ترامب اليوم الثلاثاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين من الإمارات العربية المتحدة والبحرين في حفل توقيع اتفاقين تقوم فيهما الملكيتان العربيتان بتطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، يأتي ذلك بعد قمة في البيت الأبيض الأسبوع الماضي حيث التقى ترامب بزعيمي كوسوفو وصربيا في المكتب البيضاوي، وأعلن عن اختراق اقتصادي كبير مفترض بين الجارين البلقانين.
وصف ترامب ومساعدوه كلا الحلقتين بإنجازات “تاريخية” لا يمكن تصورها في ظل الإدارات السابقة. فعلى سبيل المثال، رشح اثنان من السياسيين الإسكندنافيين اليمينيين ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام. وأعلنت لورا إنغراهام، الناقدة الإعلامية اليمينية البارزة في الولايات المتحدة، أن من “الواضح” سيتم منح ترامب الجائزة، رغم أنه من غير المرجح أن يحصل عليها.
وقال الكاتب إن ترامب لن يكون قادراً كذلك على تحقيق الكثير من الانتصار على أفغانستان، التي بدأت حكومتها مفاوضات مع ممثلين عن حركة طالبان في نهاية هذا الأسبوع بعد أشهر من العمل الدبلوماسي الأميركي. لكن احتمالات التوصل إلى اتفاق نهائي وارد، وقد يظل إرث ترامب المحدد في أفغانستان قبل انتخابات تشرين الثاني / نوفمبر المقبل هو قرار إدارته بتكثيف عمليات القصف في جميع أنحاء البلاد.
وأضاف الكاتب أن الصفقتين الكبيرتين اللتين روج لهما البيت الأبيض هذا الشهر ليستا انتصارين لـ”السلام” كما يدعي ترامب. فلنبدأ بالحدث الرئيسي هذا الأسبوع: تتواصل الإمارات والبحرين بالفعل مع “إسرائيل”، ولم تكن الدول الثلاث منغمسة في أي شيء قريب من الصراع. وقال كريم سجادبور، محلل شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، لمراسلي الصحيفة: “إن العلاقة الإستراتيجية بين الإمارات وإسرائيل تغذيها مخاوف متبادلة من إيران وسيتم إضفاء الطابع الرسمي عليها من قبل الولايات المتحدة”. إنه مثال على قيام ترامب بلصق اسمه على فندق تم بناؤه بالفعل.