من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
الأخبار : استعراض قواتي “شبه عسكري” من الأشرفية إلى ميرنا الشالوحي: سقوط حكومة الأمر الواقع
كتبت صحيفة ” الأخبار ” تقول : سقطت حكومة الأمر الواقع مع تراجع رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب خطوة الى الوراء وعدم تقديمه أي تشكيلة وزارية الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمس. اشارات عديدة كانت تشي بهذا المسار، وتحذيرات بحتمية الفشل في حال المضي بالتفرد بالتشكيل واستثناء قوى سياسية أساسية. وصلت الأصداء الى فرنسا سواء عبرَ زيارة المدير العام للأمن العام عباس ابراهيم منتصف الأسبوع الماضي أو الاتصالات التي أجراها كل من حركة أمل وحزب الله مع الفرنسيين من جهة، ومع الرئيس المكلّف تأليف الحكومة و”رئيس الظل” سعد الحريري من جهة أخرى، مروراً بمضمون الاتصال الذي تلقاه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من الرئيس ايمانويل ماكرون به. رغم ذلك، أبى مرشدو أديب أن يتلقفوا تلك الاشارات: طبخ نادي رؤساء الحكومات السابقين، سعد الحريري وفؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي، السمّ وأكلوه. هكذا وصل أديب البارحة خالي الوفاض الى بعبدا، وبدا عاجزاً عن إكمال مهمته من دون مساعدة. فاستأنف عون المشاورات الحكومية بنفسه مستمهلاً يومين لمحاولة امتصاص الخلافات، وليؤدي الدور الذي كان يفترض أن يقوم به أديب الأسبوع المنصرم. اللافت هنا أن أحداً من شركاء أديب في التأليف، سواء رؤساء الحكومات السابقون أم تيار المستقبل، لم يُخرج اسطوانة “التعدي على الصلاحيات” من جيبه، لا بل عمد “المستقبل” الى ارسال النائب سمير الجسر كممثل له الى المشاورات مع عون.
ما أوصل الأمور إلى هذه المرحلة هو تيقُّن الفرنسيين من سوء حساباتهم، ولا سيما مع صدّ حزب الله وحركة أمل محاولة “الانقلاب الناعم” بالقفز فوق نتائج الانتخابات وفوق التوافق الضمني المتفق عليه قبيل أسبوعين. أبلغ الثنائي من يعنيهم الأمر باستحالة تسمية أي وزير للطائفة الشيعية من دون المرور بهما، وبأن ذلك “غير خاضع للنقاش”. على المقلب الآخر، أوضح باسيل لماكرون خلال مكالمة النصف ساعة، أول من أمس، أن “الوصفة” المعتمدة للتأليف مصيرها الفشل، وليس تجاهل طرفين أساسيين في البلد اضافة الى رئيس الجمهورية سوى مسعى لإشعال الخلافات وتأجيجها. والتيار الوطني الحر، وإن كان يُعلن أنه “غير معني بخوض معارك (الرئيس نبيه) بري بشأن حقيبة المالية أو غيرها”، إلا انه كان متمسكاً في الوقت عينه برفض “عزل أي مكوّن طائفي، مهما كانت الذريعة، لأن في ذلك مخاطر لا تقتصر على المؤسسات الدستورية، بل تتعداها إلى تهديد السلم الأهلي“.
المشاورات والرسائل السابقة، مجتمعة، أدت إلى تليين الموقف الفرنسي وجعله أكثر براغماتية، ليتكلل بفتح المجال أمام مشاورات اضافية، قد تسهم في تحقيق خرق ما.
تراجع أديب لا يتعلق حصراً بالتراجع الفرنسي وتكاتف كل من حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر ضد ما يسميه بعض مسؤوليهم “محاولة الانقلاب الفاشل” ومسعى عزلهم لتمرير تشكيلة “من لون واحد” بغلاف ”اختصاصيين”. فتراجع الحريري نفسه كان مؤثراً في هذا السياق، بعدما سمع من الإليزيه ما مفاده أن الحكومة بحاجة ماسة الى تعاون مجلس النواب للقيام بمهمتها. لذلك، فإن اتخاذ قرارات تستفز بري لن يصب في مصلحة مجلس الوزراء المفترض تشكيله، وسيتسبب في نسف المبادرة الفرنسية. وتشير المعلومات في هذا السياق إلى أن عزم أديب بدأ يخفت، وبات بحاجة الى من يتولى رفع معنوياته، وهي المهمة التي سيتولاها ماكرون في الساعات المقبلة، على أن يزور رئيس جهاز الاستخبارات الفرنسية الخارجية برنار إيمييه بيروت قريباً. وتشير مصادر معنية بالتأليف إلى أن أحد الحلول المقترحة يتمثل في تقديم بري لائحة مؤلفة من عشرة أسماء الى رئيس الحكومة المكلف ليختار منها ثلاثة وزراء كحصة الطائفة الشيعية، على أن يتسلم واحد منهم حقيبة المالية. وبات واضحا أن الثنائي لن يتنازل عمّا يعتبره حقاً في تسمية وزرائه وحقائبهم، ومتمسك بشكل خاص بإبقاء وزارة المالية من ضمن حصته. الا أن مشكلات أديب لا تنتهي هنا. فاثنان من عرابيه، فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي، باتا يتهمان عرّابه الثالث أي الحريري بمحاولة الاستحواذ على أديب، بواسطة مستشار الحريري المالي نديم المنلا. فالأخير، وفقاً لما يروّجه الرجلان، هو الذي يتولى مهمة “التوزير” والتدقيق في لوائح المرشحين. وغالبية الأسماء تعود لشخصيات تعمل في حقل المال والأعمال والشركات العالمية، وتنضوي ضمن مجموعات ناشطة سياسياً في الحراك، ولا سيما “لايف” و”كلنا إرادة”. هاتان المجموعتان خاضعتان للنفوذ الفرنسي، وتتبنيان أفكار ”الإليزيه” وأجندته، ومعظم أعضائهما تدرجوا في مدارس وجامعات فرنسية وباتوا أخيراً بمثابة وديعة فرنسا في لبنان.
البناء: الجيش: 4 شهداء وقتل الإرهابيّ التلاوي واعتقال شريكه عبد الرزاق… و«القوميّ» يحيي الجيش.. سقوط حكومة الأمر الواقع… وعون يدير مشاورات نيابيّة ويلتقي الجسر وحردان وكرامي / ماكرون دخل على خط إنقاذ مبادرته بعدما كادت تسقط… بتحريرها من محاولات الاستقواء
كتبت “البناء” تقول” وصل الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة مصطفى أديب إلى قصر بعبدا في الحادية عشرة قبل ظهر أمس، ولم يقدّم تشكيلة حكومية لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وخرج ليعلن للصحافيين أنه حضر لمزيد من التشاور، خلافاً لكل التسريبات التي ملأت وسائل الإعلام منذ يومين عن أن الرئيس المكلف سيحمل تشكيلته الجاهزة ويعرضها على رئيس الجمهورية عارضاً عليه قبولها وتوقيعها، أو قبول اعتذاره عن المهمة، فما عرضه الرئيس المكلف كان المأزق الذي دخلته مهمته بفعل غياب التغطية النيابية والسياسية، وإعلان كتل كبرى مقاطعتها لتشكيل الحكومة، بعدما تلقى أديب اتصالاً من السفير برنار أيميه مدير المخابرات الفرنسية، وفقاً لمصادر إعلامية لبنانية مقيمة في باريس وعلى علاقة مميزة بمواقع القرار الفرنسية، وقد تبلغ أديب من ايميه رسالة واضحة من الرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون أنه لا يريد له الفشل في مهمته، وأن التشاؤم المحيط بفرض نجاح حكومة الأمر الواقع التي سعى إليها مع رؤساء الحكومات السابقين ولاقت الدعم الفرنسي لم يعد قابلاً للتجاهل، وأن الأمر يستدعي الانفتاح على رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب لفتح باب التسويات، وكان ماكرون قد أبلغ في اتصال أجراه برئيس التيار الوطني الحر رغبته بفتح الطريق للتفاهمات التي تبدّد مناخ التشاؤم الذي خيّم على المشهد الحكومي.
تلقف رئيس الجمهورية كرة الأزمة الحكومية من يد رئيس الحكومة، ومد له يد المساعدة بفتح قنوات الاتصال مع الكتل النيابية لخلق مناخ يمهد الطريق للتداول بمخارج تعيد الزخم للمبادرة الفرنسية وتفتح الفرص لولادة قريبة للحكومة المنتظرة. وقالت مصادر مطلعة على موقف الثنائي الشيعي ورئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، ان الطريق لا يزال سالكة أمام استئناف المبادرة الفرنسية وفقاً للقواعد التي انطلقت على اساسها، عبر تشكيل حكومة مهمة بعيداً عن محاولات استغلال مناسبة تشكيل الحكومة لفرض تعديل في بنية النظام السياسي عبر تهميش دور رئاسة الجمهورية في تشكيل الحكومات، ومحاولة فرض صلاحيات مطلقة لرئيس الحكومة في تشكيل الحكومة، وبالتوازي استغلال العقوبات الأميركية والموقف الأميركي العدائي من حزب الله، للتصرف مع الثنائي الشيعي بعقلية انتقامية، واعتبار الحكومة مناسبة لحسم أمر التوقيع الثالث الذي يمثله وزير المالية بدلاً من تسريع التشكيل وفقاً لما جرى في حكومات سابقة وتأجيل البحث في المداورة كخيار إصلاحي للمرحلة التي اتفق أنها تلي تشكيل الحكومة للبحث في الإصلاح السياسي سواء من خلال المداورة في ظل النظام الطائفي وما يمكن أن تطاله، أو من خلال الذهاب إلى الدولة المدنية، كما يتحدث الجميع.
التشاور الذي بدأه رئيس الجمهورية تمحور حول حجم الحكومة وتمثيلها، وشروط منحها الثقة، ونوعية الوزراء ومبدأ المداورة، وقد شمل ممثل كتلة المستقبل سمير الجسر وتكتل لبنان القوي برئيسه جبران باسيل والكتلة القومية برئيسها اسعد حردان واللقاء التشاوري ممثلاً بفيصل كرامي والتكتل الوطني المستقل بممثله فريد الخازن وسيلتقي اليوم ممثلي الكتل الأخرى وفي طليعتها كتلة التحرير والتنمية وكتلة الوفاء للمقاومة، ومن المتوقع أن يلتقي رئيس الجمهورية الرئيس المكلف ويضعه في نتائج مشاوراته، ليستكملا مناقشة المسار الذي يجب أن تسلكه مساعي تأليف الحكومة.
الوضع الأمني الذي حضر ليلاً بإشكال كبير ناتج عن مرور موكب للقوات اللبنانية من أمام مقر مركزية التيار الوطني الحر في ميرنا الشالوحي في منطقة الدكوانة، وإطلاق الحجارة والشتائم باتجاهه، وتحول المشهد نحو مواجهة بالأيدي وتراشق بالحجارة وإطلاق نار في الهواء، وقد نجح الجيش اللبناني بعد ساعات بتفريق الجموع والسيطرة على الموقف.
الحدث الأمني الأبرز كان شمالياً، حيث فقد الجيش أربعة من عناصره في مواجهة مع خلية لتنظيم داعش الإرهابي التي ارتكبت جريمة كفتون اثناء مداهمات لمخابرات الجيش في منطقة البداوي، انتهت بمقتل الرأس المدبر للخلية خالد التلاوي واعتقال شريكه عبد الرحمن الرزاق، وفيما شيّعت قرى وبلدات عكار شهداء الجيش، وصدرت مواقف رئاسية وسياسية مساندة للجيش أصدر الحزب السوري القومي الاجتماعي بياناً حيّا فيه الجيش على تضحياته وإنجازاته مذكراً بشهداء كفتون الذين سقطوا على ايدي الجماعة الإرهابية التي تصدت للجيش وتسببت بسقوط الشهداء أعاد التذكير بمطالبته بإحالة الجريمة إلى المجلس العدلي بعدما صار ثابتاً كونها جريمة على أمن الدولة.
الديار : ”تهيب” فرنسي وراء تريث أديب… هل نجح “الثنائي” في افشال “الانقلاب”؟ ساعات حاسمة حكوميا وتراجع الرئيس المكلف عن مقاربته يسهل “الولادة” الجيش يضرب الإرهاب وتحذير من “خلايا نائمة”… “قنبلة كورونية” في رومية
كتبت صحيفة ” الديار ” تقول : اعاد الجيش بشهدائه الاربعة توجيه البوصلة الداخلية الى مكامن خطر الارهاب الذي يعيد تنظيم نفسه على الساحة اللبنانية “بصمت”، بتوجيهات خارجية تريد اعادة توتير الداخل اللبناني على ايقاع التطورات المتلاحقة في المنطقة، ولولا تضحية “الشبان” الشجعان الذين سقطوا في بلدة كفتون، لكانت “المباغتة” الارهابية ستكون مدوية بعدما ترجح التقديرات ان المجموعة كانت مكلفة عملية تستهدف احداث ضربة قاسية للسلم الاهلي في البلاد، ومع الانجاز المحقق امنيا في الساعات القليلة الماضية، يمكن القول ان واحدة من الخلايا الارهابية باتت “خارج الخدمة”، ولكن ما ينتظرنا يبدو على درجة كبيرة من الخطورة وسط الانهيار الاقتصادي، والفراغ السياسي، الذي تسعى اكثر من دولة لاستغلاله داخليا…
في هذه الاثناء، ومع مواصلة تحليق عداد الاصابات “بكورونا”، وسط مخاوف من ”قنبلة” صحية تطل برأسها من سجن رومية، لم تولد حكومة مصطفى اديب ”الفرنسية”، وسط تضارب في المعلومات حول تطورات الشأن الحكومي ومصير المبادرة الفرنسية، لكن رهان البعض على “الوقت” لحشر “الثنائي الشيعي” ومعه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عبر تقديم مسوّدة الحكومة العتيدة لم يحصل بالامس، في مؤشر على “تهيب” الجهات الخارجية، وفي مقدمها فرنسا، والاطراف الداخلية التي تدير التفاوض من خلف “الستار”، من الاقدام على “دعسة ناقصة” تفقد حظوظ نجاح المبادرة الفرنسية، وتدخل البلاد في “مجهول” لا احد يمكنه تحمل كلفته، خصوصا ان المواجهة مع “الثنائي الشيعي” مكلفة جداً ولا يمكن تحملها، خصوصا بعدما وصلت “الرسالة” بوضوح من قبل “الثنائي” الى كل من يعنيهم الامر في الداخل والخارج، بأن ما لم يؤخذ في حرب تموز بالقوة العسكرية، لن يعطى بالقوة الناعمة في “زمن” العقوبات الاميركية، واذا ما اراد الفرنسيون النجاح على الساحة اللبنانية فعليهم الدخول من “الباب” وليس من “النافذة”، واذا كانت الحكومة العتيدة لتنفيذ الاصلاحات، فما معنى اذا استهداف مكون اساسي لا يزال يملك فائضا من القوة، يجعله لاعبا مقررا في لبنان والاقليم؟ وما لم تقدر عليه اسرائيل ومن ورائها اميركا لن تستطيع فرنسا تحقيقه عبر تدفيع “الثنائي” ثمنا سياسيا يتناقض مع الوقائع اللبنانية والاقليمية… فهل ستفتح هذه المعطيات “ثغرة” تسمح بولادة الحكومة العتيدة؟ هذا ما تتوقعه مصادر مطلعة فيما تبقى اخرى حذرة وتدعو الى التريث قبل الحديث عن انفراج؟
سقوط الرهانات…
فبعد ساعات من التهويل حيال اتجاه الرئيس المكلف مصطفى اديب لتقديم مسوّدة الحكومة الى رئيس الجمهورية ميشال عون خلال زيارته امس قصر بعبدا، خرج بعد اللقاء الذي دام 45 دقيقة معلنا ان الجلسة كانت لمزيد من التشاور. ووفقا للمعلومات، ثمة قناعة بدأت تتولد لدى القوى الدافعة للتشكيل، بأن ولادة حكومة تحد او مواجهة، لن يكتب لها النجاح، وموقف “الثنائي الشيعي” بعدم المشاركة في الحكومة، حمل تحذيرا واضحا باحتمال عدم تجاوزها امتحان “الثقة” في البرلمان، واذا تشكلت ستكون عاجزة، والرهان على ان رئيس الجمهورية بات ملتزماً بالتوقيع على التشكيلة الحكومية التي سيقدّمها اديب، بعد التزام جبران باسيل بالمبادرة الفرنسية، آخذاً مسافة من الثنائي الشيعي، لم يعد رهاناً في مكانه، ولذلك سيسعى اديب الى التوصل الى صيغة وسطية في شأن حقيبة المال التي يتمسك بها “الثنائي”، واذا لم تنجح المحاولة فإنه سيضطر الى “الاعتكاف” وتحميل المعرقلين النتائج السلبية امام اللبنانيين والخارج.
النهار : انقلاب متدحرج على أديب ومبادرة ماكرون!
كتبت صحيفة ” النهار ” تقول : كان ينقص اللبنانيين امس في يوم مشدود الى ترقب ما ستحمله الحركة السياسية من تطورات في شأن تشكيل الحكومة العتيدة، ان يصدموا باستشهاد أربعة جنود في الجيش اللبناني في واقعة جديدة من فصول مواجهة الجيش للارهاب وخلاياه في طرابلس. ولكن انفعالات الغضب والحزن التي سادت البلاد مع مراسم تشييع العسكريين الشهداء في مناطق عدة من عكار، لم تحجب أيضا ملامح المخاوف والمحاذير التي تصاعدت بقوة بعد ظهر امس في ظل انكشاف عملية بالغة الخطورة تتمثل في الالتفاف بل الانقلاب على المبادرة الفرنسية التي تشكل الفرصة الأخيرة المتاحة امام لبنان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وفرملة اندفاعات الازمات المتراكمة فيه نحو الانهيار الأكبر.
تبدت خطورة مجريات لعبة الالتفاف المتدحرج على مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ليس فقط من خلال رفع شعار الميثاقية والتحجج بما سمي حقاً ومكتسباً في الاحتفاظ بحقيبة المال للثنائي الشيعي، وانما أيضا من خلال برنامج جاهز لجولة مشاورات جديدة أعدها قصر بعبدا على عجل كأنما الاستحقاق الحكومي عاد الى نقطة الصفر ومربع البدايات، وهي مؤشرات التقطت باريس خطورتها وأصدرت تحذيرا واضحا للقوى السياسية من التنصل من تعهداتها بتسهيل ولادة سريعة للحكومة. ومع ذلك فان الأخطر الذي لاح في مجريات هذا التطور يتمثل في السعي الى اجهاض تشكيلة حكومة الاختصاصيين المستقلين التي يتمسك بها الرئيس المكلف مصطفى أديب بحيث تطرح تساؤلات خطيرة عما يمكن ان يحدث ان مضت خطة اجهاض هذه التشكيلة وماذا يمكن ان ينشأ من تداعيات خطيرة عنها في قابل الساعات والأيام القليلة المقبلة؟ لقد جرى الترويج لموعد وهمي جديد لإمكان ولادة الحكومة، ولكن بدا واضحا ان دفتر اشتراطات جديدة بدأ عبرها ابتزاز الرئيس المكلف والقوى الداعمة له بدليل ما رشح من معلومات ليل امس عن انه في حال بقيت الشروط والشروط المضادة فان الرئيس المكلف مصطفى أديب قد يتجه الى الاعتذار عن تشكيل الحكومة.
الجمهورية : تمهيد رئاسي لولادة الحكومة.. وباريس على خط فكفكة العقدة الشيعية
كتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : مشهدان حكما الداخل اللبناني، في المشهد الأول؛ قدّم الجيش اللبناني ثلة من الشهداء في مواجهة عصابات الارهاب، التي اعادت وضع لبنان في الاستهداف وتخريب سلمه الاهلي. والمشهد الثاني، فقد مُنِح تأليف الحكومة فرصة حتى يوم الخميس المقبل، فإما يكون خميس الصعود نحو ولادة الحكومة، واما يكون خميس الهبوط نحو تعميق الأزمة أكثر، وبالتالي فتح البلد على احتمالات وتداعيات، من شأنها أن تسدّ كلّ مخارج الأزمة. هذا في وقت بقيت باريس حاضرة على الخط اللبناني، إن عبر الرئيس ايمانويل ماكرون، الذي أُفيد بأنّه اجرى اتصالاً امس بالرئيس المكلّف مصطفى اديب للاطلاع منه على آخر تطورات الملف الحكومي، وكرّر ماكرون دعوته قادة الاحزاب الذين التقاهم في قصر الصنوبر الى الالتزام بما تعهّدوا به امامه من تسهيل لولادة الحكومة. فيما اكّدت وزارة الخارجية الفرنسية “أنّ جميع القوى السياسية اللبنانية بحاجة إلى الوفاء بتعهدها بتشكيل حكومة على وجه السرعة”. ولفتت المتحدثة بإسم الخارجية أنييس فون دير مول، الى إنّه “تمّ تذكير القوى السياسية اللبنانية مراراً بضرورة تشكيل حكومة بسرعة، لتكون قادرة على تنفيذ الإصلاحات الأساسية. وكل القوى السياسية اللبنانية أيّدت هذا الهدف. والأمر متروك لها لترجمة هذا التعهّد إلى أفعال دون تأخير، إنّها مسؤوليتها”.
حكومياً، أخفقت مهلة الاسبوعين التي حدّدها الرئيس ايمانويل ماكرون، في ان تفرض نفسها كفرصة ثمينة لولادة الحكومة خلالها، والصورة التي يمكن استخلاصها من مسار تأليف الحكومة الجديدة، تعكس اصطدامه بمأزق معقّد، لا تبدو معه فرصة الأيام الثلاثة الممنوحة حتى يوم الخميس المقبل كافية لفكفكة ألغامه وعبواته الناسفة التي تهدد كلّ هذا المسار، وبالتالي العودة الى نقطة الصفر. واولى الضحايا في هذه الحالة ستكون المبادرة الفرنسية التي تشكّل قوة الدّفع الوحيدة نحو حكومة بمهمات إنقاذية واصلاحية.
حضر الرئيس المكلّف مصطفى اديب الى القصر الجمهوري أمس بلا مسودة، ووضع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في صورة ما بلغته تحضيراته لتأليف الحكومة والعِقَد الماثلة في طريق هذا التأليف، وعلى وجه الخصوص ما يتصل بالعقدة الشيعية المتمثلة بإصرار الثنائي الشيعي على تسمية وزراء الطائفة في الحكومة الجديدة، وعلى إبقاء وزارة المالية من ضمن الحصة الشيعية.
اللواء : مشاورات عون تطيح المادة 64 وتحوّل التأليف إلى متراس بوجه الرئيس المكلف! الأليزيه يقترب من موقف حاسم.. وحرائق على طريق المطار وتوتر بين البرتقالي و”القوات” ليلاً
كتبت صحيفة ” اللواء ” تقول : “التريث” للتشاور، يعني لبنانياً، ان الكتل النيابية لم تنهِ خياراتها في ما خص قبول الصيغة الحكومية المقترحة وبكلمة عدم الجهوزية، اما فرنسياً فتأخير ولادة الوزارة، يعني “بداية نكث” بالوعود التي قطعت امام الرئيس ايمانويل ماكرون، بقبول ولادة حكومة، على مثال المبادرة الفرنسية وصورتها، أي مصغرة، واختصاصيين، لا مكان فيها للولاء الحزبي، أو الشخصي أو سائر الولاءات، التي شكلت في ازمنة سابقة، وحكومات سابقة احصنة طروادة، للضغط والابتزاز، والاستقالة عند الحاجة.
من هذه الزاوية بالذات، ذكرت مصادر الاليزيه ان الرئيس ماكرون سيتصل بالرئيس المكلف مصطفى أديب ليطلع منه مباشرة على ما آلت إليه مشاورات تأليف الحكومة.
ولفتت المصادر إلى ان الرئيس الفرنسي دعا قادة الأحزاب الذين التقاهم في قصر الصنوبر إلى الالتزام بما تعهدوا به امامه من تسهيل ولادة الحكومة.
وفي السياق، اكّدت وزارة الخارجية الفرنسية أنّ جميع القوى السياسية اللبنانية بحاجة إلى الوفاء بتعهدها بتشكيل حكومة على وجه السرعة.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت باريس ستقبل التأجيل في تشكيل الحكومة، قالت المتحدثة أنييس فون دير مول: إنه تم تذكير القوى السياسية اللبنانية مرارا بضرورة تشكيل حكومة بسرعة، لتكون قادرة على تنفيذ الإصلاحات الأساسية.
وأضافت: كل القوى السياسية اللبنانية أيدت هذا الهدف. والأمر متروك لها لترجمة هذا التعهد إلى أفعال دون تأخير. إنها مسؤوليتها.