من الصحف الاسرائيلية
عبر ما يسمى “رئيس الوزراء البديل” ووزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، رئيس حزب “كاحول لافان”، عن دعمه للمستوطنين في سعيهم إلى إلغاء قرار المحكمة العليا بهدم وإخلاء مبان في الؤرة الاستيطانية العشوائية “مِتسبيه كراميم” بسبب بنائها في أراض بملكية فلسطينية خاصة شرقي مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة.
وبعث غانتس رسالة إلى المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، طالبه فيها بالعمل على إلغاء قرار المحكمة العليا حسبما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم الجمعة.
وكتب غانتس في رسالته إلى مندلبليت أن “بالإمكان تقديم طلبب إلى المحكمة العليا من أجل عقد مداولات أخرى”، زاعما أن “قرار الحكم يؤدي إلى نتيجة قاسية، بإخلاء مستوطنات تم نقلها إلى متسبيه كراميم من خلال تدخل كامل لسلطات الدولة. وجدير مطالبة المحكة بأن تنظر مرة أخرى بقرارها“.
كذلك طالب وزير القضاء الإسرائيلي، آفي نيسانكورين، من “كاحول لافان”، بأن تعيد المحكمة العليا النظر في قرارها، وبهيئة قضاة موسعة. وقالت الصحيفة إن مندلبليت يعتزم تقديم طلب للمحكمة يطالب فيه بالنظر مجددا في قرارها.
وكانت المحكمة العليا أصدرت قرارا، قبل أسبوعين، يقضي بإخلاء وهدم مبان في هذه البؤرة الاستيطانية العشوائية، خلال ثلاث سنوات. ويعني وصف “بؤرة استيطانية عشوائية” أن هذه المستوطنة أقيمت من دون قرار رسمي للحكومة الإسرائيلية، التي تسعى إلى شرعنة البؤر الاستيطانية. وإقامة هذه البؤر هي سياسة إسرائيلية لتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية ونهب أراضي الفلسطينيين.
وذكرت صحيفة هآرتس أن مسؤولون في وزارة القضاء الإسرائيلية أجروا مداولات داخلية، مؤخرا، تقرر خلالها الاستئناف على مبدأين شملهما قرار المحكمة. والمبدأ الأول الذي وضعته رئيس المحكمة، القاضية إستير حيوت، هو أن تسوية “نظام السوق”، التي تسمح بمصادرة أراض بملكية فلسطينية خاصة في حال كان نقل الأرض إلى المستوطنين قد تم “بنية حسنة”، ولا يمكن تنفيذ تسوية كهذه في منطقة تخضع لسيطرة عسكرية لجيش الاحتلال.
والمبدأ الثاني التي تريد وزارة القضاء الاستئناف ضده، يتعلق بشروط اختبار “النية الحسنة”. ووجه مسؤولون في وزارة القضاء خلال المداولات، انتقادات إلى حيوت، التي رغم مصادقتها على “نظام السوق”، لكن الشروط التي وضعتها لاختبار “النية الحسنة” ستمنع استخدامها فيما يتعلق بآلاف المباني الاستيطانية المقامة على أراض بملكية فلسطينية خاصة. ويقول مندلبليت إنه يسعى إلى منع إخلاء عدد كبير من المستوطنين.
قال كاتب إسرائيلي إن أحاديث داخلية تدور حول موقف مصر من تطبيع الإمارات مع اسرائيل،وقال جاكي خوجي محرر الشؤون العربية في إذاعة الجيش في صحيفة معاريف، إن “إشادة مصر باتفاق الإمارات مدعاة لطرح العديد من الأسئلة لأن القاهرة وبعد أربعين عاما على اتفاق كامب ديفيد معها، ما زالت بطلة المقاطعة تجاه الإسرائيليين، مما يجعل تهنئتها لأبو ظبي على تحركها، تقف خلفه مصلحة مصرية بالدرجة الأولى“.
وأضاف جاكي خوجي في مقاله أن “محاورينا الجدد من العرب لا يخفون علاقاتهم مع إسرائيل فحسب، بل فخورون بها، بعكس ما هو الحال عليه في السلام مع مصر والأردن، لأن مقاطعة التطبيع أفرغت السلام من محتوياته، وحولته لتحالف عسكري ودبلوماسي فقط“.
وأشار إلى أن “المقاطعة العربية تمت بحذر شديد انطلاقا من قرار استراتيجي لمنع اختراق إسرائيل الثقافي للعالم العربي، وحذت دول أخرى حذوها، نحن لسنا أمام المقاطعة العربية للتجارة معنا التي أعلنتها جامعة الدول العربية بعد حرب 1967، بل هذه مقاطعة مصرية للتواصل الثقافي مع إسرائيل، وأي تطور للعلاقات معها، باستثناء المستويين الدبلوماسي والأمني“.
وأكد أنه “بسبب المقاطعة، تعرض الصحفيون الذين تجرأوا على الاتصال بإسرائيليين للملاحقة، وصدرت تعليمات للرياضيين بمقاطعة منافسيهم الإسرائيليين في المسابقات، ولم يُسمح للأكاديميين بزيارة واستضافة زملائهم الإسرائيليين، ولم يتم عرض الأعمال الفنية الإسرائيلية في القاهرة، ولم تتم ترجمة الكتب للعبرية أو منها، وأي صحفي ينحرف عن هذا الخط تصبح عضويته في النقابة التي ينتمي إليها في خطر“.
وأشار إلى أنه “بعد إعلان اتفاق السلام الإماراتي الإسرائيلي حصل تحول واضح في السياسة المصرية “المقاطعة”، فقد خرج ضيوف مصريون على شاشات التلفزة العربية، أثنوا على شجاعة الإمارات، واتخاذها قراراً يجد الآخرون صعوبة، أو يخشون قبوله، مؤكدين أنه لا حل عسكرياً للصراع مع الاحتلال، بل يمكننا تطوير المنطقة برمتها لصالح الأجيال القادمة، من خلال التعاون مع إسرائيل وحل المشكلة الفلسطينية“.
وزعم أن “مصدرا أمنيا في القاهرة أرسل لوسائل الإعلام المصرية تعليمات بعدم نشر أي خبر أو بيان ينتقد الاتفاق بين إسرائيل والإمارات، صحيح أن مصر كانت أول من طبعت علاقاتها مع إسرائيل، لكنه بعد فترة وجيزة من التوقيع، تحولت القاهرة لإفراغ الاتفاقية من محتوياتها“.
وأكد أنه “لا يمكن لمصر أن تعبر عن نفسها بشكل مختلف وبائس في الإمارات، لأنها صديقتها المقربة في المنطقة، وربما في العالم كله، إنها شريكها الأمني، وأكثر من ذلك، فهي الداعم الأساسي لاقتصادها، لكن مصر في الوقت ذاته لا تستطيع أن تتخلى عن مقاطعة إسرائيل، لأنها ستسرع من تغلغلها المتسارع في قلب العالم العربي، لذلك قد يعتبر انهيار مقاطعة إسرائيل كابوسا للقاهرة، لكنها وجدت نفسها بين المطرقة والسندان“.
وختم بالقول واصفا ما قامت به مصر: “ذات صباح استيقظت، ورأت أن دولة عربية قررت الدخول في سلام دافئ مع إسرائيل، فركت عينيها، واكتشفت أن تهنئتها هي أفضل سلوك لها، فقررت ابتلاع الضفدع، والانضمام للمحتفلين، لكنها بعد أن يتبدد الدخان، وبهدوء، سوف تتقيؤه مرة أخرى، لأنه من المشكوك فيه أن مصر كانت تنوي للحظة واحدة التصرف مثل الإمارات، من خلال إقامة العلاقات الحميمة مع إسرائيل“.