اَي لبنان بعد زيارة ماكرون…. بقلم الدكتور غسان غوشة
لا اريد الدخول في موضوع اصبح ممجوجا،وهو هل أتى الرءيس الفرنسي ومعه تفويض امريكي،ام انه استغل انشغال الادارة الامريكية بالانتخابات الرءاسية وطرح مبادرته في لحظة غفلة.
ما يهمني في هذا المقال العجالة ،هو محاولة استكشاف الصورة بعد هذا التدخل الفرنسي الفاضح في الشوؤن الداخلية لدولة سيادية مستقلة،وحيث من المفروض ان تكون للقوى الوطنية والتحررية حق الفيتو
على الاقل ولكنها لم تمارسه للاسف.
والملفت ان ماكرون توجه الى بغداد بعد زيارته للبنان بحثا عن عقود تجارية “مترو بغداد وغيره“.
تآتي زيارة ماكرون لبغداد بعد الإعلان عن لقاء وتفاهم عراقي اردني مصري .
اذن ،يمكن ان نقول ان هم ماكرون هو اقتصادي وهو يسعى للاستفادة من اعادة إعمار بيروت ومرفأها وهو يحاول التسلل الى مناطق نفوذ بريطانية سابقا، مما سيزعج بريطانيا حتما .
أضف الى ذلك ان زيارته الى لبنان والعراق تحملان رسالة تحدي صارخة لتركيا،
خاصة وان هناك حديث اكيد
عن تنسيق فرنسي مصري في مواجهة تركيا.
لكن ،مهلا، ان الطريقة التي استباح بها ماكرون لبنان والسيادة الوطنية على
الطريقة البونابرتية وهو الذي يعشق ان يشبه بنابوليون الصغير في التوجه الى الزعماء السياسيين اللبنانيين
حيث اقل ما يقال انه شرشحهم وهددهم وقد ساعده الامريكي بذلك “تصريحات هيل عن عقوبات على الفاسدين ” ، كل ذلك مصحوبا ببهدلة كل من حدثه
عن سلاح حزب الله ودعوتهم الى نسيان الموضوع والاهتمام بالشأن الاقتصادي.
هذه المواقف الماكرونية تؤشر الى انه لم يكن مهتما الا بإجراء تسوية او صفقة مع حزب الله وأنه جاء ممثلا
لكل من خاصم وحارب حزب الله وإيران في المرحلة الماضية وكأنه بذلك يطوي صفحة ويفتح اخرى.
ما ازعج ماكرون ليس الأصوات الاعتراضيةالخافتة التي صدرت عن بعض القوى اللبنانية المحسوبة تاريخيا على فرنسا والغرب ،بل أصوات فرنسية من داخل الادارة تعرف بالمحافظين الجدد سعت الى التخريب او على الاقل التشويش على الزيارة.
لكن الاعتراض الكبير على الزيارة جاء من الشارع السني الذي صدم بخيار الدكتور مصطفى أديب وبالطريقة التي قدمه بها مجموعة الأربعة وهي اعتبرت تنازلا كبيرا من قبلهم وإهدارا لحقوق وهيبة الطائفة
هذا الشارع السني الذي يعيش حالة احباط كبيرة منذ حكومة حسان دياب يشعر بان زعماءه لا يدافعون كما يجب عن حقوق الطائفة وشعروا انهم يسعون لارضاء فرنسا قبل ارضاء الجماهير السنية او السعودية او تركيا .الغريب هو ان المرء يلاحظ ان المبادرة الفرنسية استفزت السعودية والإمارات وتركيا وهي عمليا تفتقد الغطاء العربي والسني بالذات الا ادا استثنينا مصر .
ولكن لا وزن سياسي لمصر في هذه الأيام .
يبدو انه من الأرجح ان تتشكل الحكومة خلال فترةقصيرة ولكن ماذا بعد تشكيل الحكومة؟
كل الأطراف الخارجية المعنية ستراقب ادائها واذا ارتكبت اَي “فاول”سياسي ستحاسب عليه وربما تتعرض للخطر .
خلاصة:
الشعب اللبناني يشعر بالتعب والجوع وعدم الأمان والخوف على المستقبل والمصير
اذا استطاعت هذه الحكومة التخفيف عن الناس وبدأت بالعمل الجدي لحل ازمة الدولار والأموال المحجوزة في المصارف واذا تمكنت من تخفيض كلفة المعيشة. فلا شك انها ستجد صدى إيجابيا في الشارع .
اما الشارع السني فهو يعيش حالة غضب ويسأل ماذا يستفيد من نظام الطائف ءف غير الحكي ؟
ان لم نعالج غضب الشارع السني فلا تتوقعوا ان يرتاح البلد.
فالسنة لم يكونوا يوما ضد الحلول والتسويات العادلة
فلا تدفعوا بهم الى التطرف
خاصة وان هناك دولا وجماعات تنتظر هذا الامر بفارغ الصبر.