من الصحف الاميركية
رصدت الصحف الاميركية ما وصفته بأنه حملة ضغط يمارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على العلماء في بلاده بشأن التوصل إلى علاج لكورونا، وتحدثت واشنطن بوست، عن تغريدة ترامب الأسبوع الماضي التي اتهم فيها هيئة الغذاء والدواء الأمريكية بإبطاء التقديم في التوصل إلى علاج ولقاح كورونا حتى الثالث من نوفمبر، موعد إجراء الانتخابات.
وقالت وبعدما أصابته حالة من الصدمة والغضب، بدأ مفوض هيئة الغذاء والدواء ستيفين هان، الذي تم ذكر اسمه في التغريدة، في إجراء اتصالاته بالبيت الأبيض لمعرفة أسباب غضب الرئيس، وخلال النقاش ذكر أن الهيئة على وشك منح تفويض طوارئ باستخدام بلازما المتعافين كعلاج لكورونا، وأنها خططت لإصدار بيان صحفي. لكن البيت الأبيض قام بتغيير الخطط وحول النتيجة الأولية إلى شيء أكبر بكثير، إعلان رئاسى عن تحقيق إنجاز فى التعامل “الفيروس الصيني” بحسب ما أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض فى هذا الوقت.
واعتبر ترامب في أن هذا الإعلان الذي جاء قبل مؤتمر الحزب الجمهوري إنجازا تاريخيا للغاية، حيث ذكر “هان” إن 35 من 100 شخص مصابين بكورونا كان يمكن إنقاذهم بسبب البلازما، وهي المبالغة التي رفضها علماء وخبراء في الصحة العامة، مما أجبر هان، على الاعتذار وإقراره بأن هذا النقد مبرر.
وقالت واشنطن بوست إن هذه الحادثة كانت واحدة من أحدث عثرات هيئة الغذاء والدواء بعدما سمحت في وقت سابق ثم الغت استخدام الهيدروكسي كلوروكين، ثم قرارها الأولى بعدم تنظيم اختبارات الأجسام المضادة لكورونا.
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن من سيخلف رئيس الوزراء شينزو آبي سيواجه العديد من التحديات من دون أن يتمتع بالمكانة التي بناها آبي على مدار ما يقرب من ثماني سنوات.
فهناك مشاكل لا تعد ولا تحصى: شهد الاقتصاد الياباني انخفاضاً حاداً. قد يخرج فيروس كورونا عن السيطرة ويفرض تأجيلاً ثانياً للأولمبياد. ويتصاعد العدوان العسكري الصيني في المنطقة في الوقت الذي تتورط فيه الولايات المتحدة، أقرب حليف لليابان، في انتخابات رئاسية مستقطبة.
وقال جيفري هورنونغ المحلل في مؤسسة “راند” البحثية الأميركية: “هذا يجعلني أتساءل لماذا يريد أي شخص أن يصبح رئيساً للوزراء“.
وأضافت الصحيفة أنه لا يوجد نقص في الطامحين. ومن بين أولئك الذين أعلنوا بالفعل رغبتهم في الترشح لمنصب رئيس الوزراء: فوميو كيشيدا، وزير الخارجية السابق؛ توشيميتسو موتيجي، وزير الخارجية الحالي؛ تارو كونو وزير الدفاع الحالي؛ شيجيرو إيشيبا، وزير الدفاع السابق الذي ترشح ذات مرة ضد آبي لقيادة الحزب الليبرالي الديمقراطي.
حذرت صحيفة نيويورك تايمز من النزاع المتزايد على شرق المتوسط قائلة إن الحرب ليست في مصلحة أحد وإن النزاع بين عضوين في حلف الناتو أمر لا يمكن تصوره. وصورت الحرب على الطاقة الأحفورية بأنها لا تحمل معنى، وأن انخراط دول أوروبية فيها تجاهل للأولويات العليا، ففي لعبة العروش على البحر المتوسط تغيب أمريكا وتحضر ألمانيا الواجب الاستماع إليها.
وقالت: “كأنه لا يوجد ما يكفي من المشاكل حول العالم، ولهذا قامت اليونان وتركيا البلدين العضوين في حلف الناتو بإشعال أزمة جديدة خطيرة وجرتا معهما بلدان بعيدة وقريبة. وفي لعبة العروش هذه هناك ألمانيا التي تستطيع على ما يبدو التفاوض من أجل تحكيم العقل“.
وفي جوهر المشكلة، كما في الخلافات الخطيرة الأخرى حول العالم، الطاقة، خاصة المخزون الهائل من الغاز الطبيعي الذي اكتشف خلال العقد الماضي في شرق المتوسط. وتزعم اليونان أن الجزر في المنطقة تعطيها الحق بالتنقيب في المياه المحيطة بها، وهو موقف يدعمه القانون الدولي. لكن تركيا التي تشعر بالضيق تقول العكس ولهذا أرسلت السفن المرفقة بالفرقاطات لكي تنقب عن الغاز قرب المياه في قبرص.
والنزاع بين تركيا واليونان ليس جديدا، لكن ما يعقد هذا الخلاف هو أن دولا أخرى تركز عينها على احتياط الغاز. ومن الناحية المبدئية يجب أن تكون الطاقة هذه محلا لجلب دول المنطقة معا وهو ما فعلته الدول الأخرى مثل الأردن وإسرائيل وفلسطين واليونان ومصر وقبرص.
ووجدت تركيا نفسها مستبعدة نظرا للمزاعم اليونانية في المياه الإقليمية ولأن تركيا في عهد رجب طيب أردوغان أغضبت بسلوكها القوي في سوريا وليبيا الحلفاء والأعداء. ومما يعقد الأمور أن تركيا هي عضو في حلف الناتو وليس في الاتحاد الأوروبي، وبالعكس فقبرص عضو في الاتحاد الأوروبي وليس الناتو، أما اليونان فهي عضو في الاثنين.
وهناك مشكلة وهي أن قبرص مقسمة بين الشمال التركي والجنوب اليوناني، مع أنه باستثناء تركيا لا أحد يعترف بالدولة المنفصلة في شمال الجزيرة. وفشلت المحاولة التي قامت بها ألمانيا عندما أعلنت اليونان عن اتفاق طاقة مع مصر بحيث أعطت نفسها الحق في مناطق واسعة في البحر. وكان هذا ردا على اتفاق عقدته تركيا مع ليبيا. وبدأت تركيا عملية التنقيب التي راقبتها البحرية اليونانية.
وفي 12 آب/أغسطس تصادمت بارجة حربية يونانية مع بارجة حربية تركية واشتعلت الأمور. وقامت فرنسا الغاضبة على تركيا لدعمها طرفا في الحرب الأهلية الليبية لا تدعمه فرنسا، بتحريك مقاتلات وبوارج حربية لتقوم بمناورة عسكرية مشتركة مع اليونان وقبرص وإيطاليا لمنع تركيا القيام بعمليات تنقيب جديدة. وأعلنت اليونان عن توسيع مياهها الإقليمية إلى 12 ميلا على الشاطئ الغربي وهددت بعمل الأمر نفسه في بحر إيجة وهو ما لن تتسامح معه تركيا.
وما يثير في الأزمة أن التنافس على الطاقة الأحفورية كان يجب التخلي عنه في ظل التنافس على استبداله، خاصة بين الدول التي وقعت على اتفاقية باريس للمناخ. كما أن التراجع على الطلب للطاقة بسبب فيروس كورونا يعني أن أوروبا لديها غاز كثير. ومن الغرابة بمكان أن تغرق دول البحر المتوسط وأوروبا في توترات داخلية في الوقت الذي توجد فيه نزاعات أخرى وكثيرة كافية لأن تتركها مشغولة طوال الوقت، بما في ذلك الاقتصاد والوباء وحالة الانتظار السياسي في الولايات المتحدة واشتباكات الشوارع في بيلاروسيا وتهديد روسيا بالتدخل فيها.
وفي زمن سابق كانت الولايات المتحدة تتقدم وتحل المشاكل بين أعضاء الناتو المتنازعين، كما فعلت عام 1996 عندما تدخلت لمنع نزاع بين اليونان وتركيا. مع أن الرئيس دونالد ترامب اتصل بالرئيس أردوغان وحثه على التفاوض. ولم ينجح هذا لأن أمريكا لم تعد وسيطا يؤتمن ولأن ترامب في مزاج الحملة الانتخابية. وتراجعت بريطانيا من شؤون أوروبا وخرجت من الاتحاد الأوروبي. ولم يعد لها أي نفوذ على تركيا خاصة بعدما تبين لها أنها فقدت الفرصة على الانضمام إليه.