من الصحف البريطانية
ناقشت الصحف البريطانية عدة موضوعات منها التهديدات التي “تعوق” عملية السلام في ليبيا، و”الجحيم” الذي يعيشه المهاجرون الأفارقة في المملكة العربية السعودية، علاوة على كشف تفاصيل عملية الاقتحام اليهودية لسجن عكا عام 1947.
نشرت الديلي تلغراف تحقيقا لمراسل الشؤون الأفريقية ويل براون وزكريا زيلالم في العاصمة الكينية نيروبي، بعنوان “المهاجرون الأفارقة يتركون للموت، في جحيم مراكز احتجاز فيروس كورونا في المملكة العربية السعودية“.
يقول التقرير إن “السعودية التي تعد واحدة من أكثر دول العالم ثراء تحتجز مئات، إن لم يكن آلاف المهاجرين الأفارقة، على أراضيها في ظروف سيئة تذكرنا بمعسكرات احتجاز العبودية في ليبيا، كمحاولة منها لوقف تفشي وباء كورونا على أراضيها“.
ويؤكد التقرير أن الصحيفة تلقت صورا فظيعة من مهاجرين بمعسكرات الاحتجاز، توضح أنها بمثابة جحيم إذ يحتشد العشرات من المهاجرين، في أماكن ضيقة في ظل ظروف جوية قاسية، ودرجات حرارة مرتفعة ورطوبة عالية في فصل الصيف.
ويصف التقرير العديد من الصور التي وصلت الصحيفة ونشرتها، بينها صور تعكس آثار جلد على بعض المهاجرين، الذين قالوا إنهم يتعرضون للضرب يوميا من قبل الحراس ويتعرضون لإساءات عنصرية.
ويضيف التقرير أن إحدى الصور توضح وجود جثة ملفوفة على الأرض وسط المهاجرين، قالوا إنها لمهاجر توفي نتيجة جلطة في المخ، مؤكدين أنهم لايحصلون على طعام كاف للحفاظ على حياتهم إلا بالكاد.
ويقول: “السعودية اعتادت لفترة طويلة إساءة معاملة العمالة الوافدة من أفريقيا وأسيا، والذين وصل عددهم في عام 2019 إلى 6.6 مليون شخص، بما يشكل نسبة 20 في المئة من سكان دول الخليج، وأغلبهم يعملون في وظائف بأجور متدنية“.
وتؤكد الصحيفة أنها حاولت التواصل مع السفارة السعودية في لندن، للتعليق على الصور التي نشرتها لكنها لم تتلق أي رد.
وأعد محرر الشؤون الديبلوماسية في الغارديان باتريك وينتور تقريرا بعنوان “جهود بناء السلام في ليبيا موضع شكوك بسبب النزاع الداخلي بين القوات الحكومية”، يقول فيه إن الخلاف المرير بين القوات التابعة لحكومة الوفاق الليبية، بعد المظاهرات التي خرجت إلى الشوارع خلال الأيام الماضية، أصبح يهدد عملية السلام في البلاد وبناء مؤسسات وطنية.
ويوضح الكاتب أن هذه التطورات المفاجئة تُبعد ليبيا عن المخطط، الذي أعلن عنه في الآونة الأخيرة بوساطة من أطراف عدة على المستوى الدولي، وحظي بدعم من الأمم المتحدة على أساس وقف إطلاق النار، بين قوات الشرق من جانب وقوات حكومة الوفاق من جانب آخر، واستئناف إنتاج النفط خلال أسبوعين.
ويشير وينتور إلى أن وزير الداخلية الموقوف، فتحي باشاغا، كان يشكل عنصرا أساسيا في حكومة الوفاق الوطني، خاصة طوال العام الذي قبعت فيه العاصمة طرابلس تحت حصار قوات حفتر، قبل تدخل الأتراك وانقلاب المعادلة العسكرية على الساحة، موضحا أن باشاغا كانت علاقاته بفايز السراج برئيس الوزراء، فايز السراج، تتسم بالتوتر دوما.
ويوضح وينتور أن باشاغا، المعروف بخلفيته الإخوانية، يحظى بدعم على مستوى العلاقات مع بعض العواصم الغربية، وأكد انه مستعد للخضوع للتحقيق مطالبا بأن يكون علنيا وعلى الهواء، وأنه لاينحاز إلا إلى الشعب الليبي في تأدية مهام وظيفته.
ويقول التقرير إن السراج الآن يبقى أمام خيارين، إما إقالة باشاغا بشكل نهائي أو الخضوع لطلبات واشنطن، بإعادته إلى مهام عمله ومواصلة التعاون الصعب بين الطرفين.
نشرت الغارديان أيضا تقريرا لمراسلها في القدس، أوليفر هولمز، بعنوان ” كشف أسرار الهروب من سجن عكا عام 1947“.
ينقب هولمز في أسرار عملية تمت قبل أكثر من سبعين عاما، عندما اقتحم المسلحون اليهود سجن عكا البريطاني في المدينة التاريخية عام 1947، وحرروا كثيرا من السجناء في عملية أدت في النهاية لإلغاء الانتداب البريطاني.
ويقول هولمز إن أسرار العملية بقت كل ذلك الوقت طي الكتمان، حتى خرج غيل مارغوليس ابن شقيق المهندس الذي صمم السجن، ليكشف عن اعتقاده بأن عمه سرب تصميمات المبنى لليهود، وبذلك تمكنوا من القيام بالاقتحام بهذا الشكل.
وينقل هولمز عن مارغوليس قوله “لقد كنت أقرأ التاريخ، وأرى أن الناس يتساءلون كيف قاموا بهذا الاقتحام؟ في بعض الأحيان تحتاج إلى معلومات من شخص في الداخل، وقد كان لديهم كثير من المعلومات من الداخل، في الواقع كانت كل تصميمات المبنى معهم“.
ويضيف هولمز أنه في ذلك اليوم من صيف عام 1947، بدأت احتجاجات داخل السجن الذي تم تشييده على بقايا القلعة التاريخية، التي كانت قائمة على ساحل المدينة في فترة الحروب الصليبية، وفي الوقت نفسه، ألقى المهاجمون قنبلة على أحد أسوار السجن كنوع من التضليل، وعلى الأقل كان أحدهم يرتدي زي مهندس بريطاني، ومع الانفجار تدافع الجميع ووقعت فوضى، ما أدى إلى فرار 250 سجينا حسب التقارير الرسمية.
ويوضح هولمز أن “المهندس بيريز إتكز، الذي صمم السجن، كان روسيا ويحمل الجنسية الأمريكية، وكان يعمل مهندسا لدى الحكومة البريطانية للمساعدة في بناء السجن، لكن نواياه الحقيقية كانت التمهيد لقيام ما سيصبح مستقبلا دولة إسرائيل“.
ويضيف “بعد خمسين عاما من وفاة إتكز، عثر ابن شقيقه على مذكرات بخط يد عمه بينما كان يبحث في متعلقاته، وكتب إتكز فيها أنه استخدم علاقاته مع البريطانيين عام 1921، لنقل أسلحة من مستودع بريطاني في يافا ليقوم بتأجيره للمسلحين اليهود خلال المصادمات مع العرب“.