الاحتجاجات ضد العنصرية تصل إلى واشنطن
تفيد توقعات بمشاركة عشرات آلاف الأميركيين في مظاهرة تنظم في واشنطن اليوم الجمعة بعدما أجّجت إصابة الأميركي الأفريقي، جايكوب بليك، بجروح برصاص أطلقه شرطي أبيض في الولايات المتحدة، الغضب ضد العنصرية الذي غذى حركة مقاطعة في عالم الرياضة ويبدو في طريقه للوصول إلى واشنطن.
وتنظم المظاهرة في يوم رمزي هو ذكرى الخطاب الشهير “لدي حلم”، لزعيم حركة الحقوق المدنية، مارتن لوثر كينغ.
وقال الناطق باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، روبرت كولفيل، اليوم، على خلفية قضية بليك، إنها تؤكد ضرورة استئصال العنصرية داخل الشرطة الأميركية.
وأضاف كولفيل، خلال مؤتمر صحافي، أن “هذه الواقعة المأساوية تعيد تأكيد ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للقضاء على الروابط بين العنصرية الهيكلية وإنفاذ القانون“.
وتحت شعار “ارفعوا ركبتكم عن أعناقنا”، تشير التظاهرة إلى جورج فلويد، الأميركي الأفريقي الذي مات اختناقا تحت ركبة شرطي أبيض، في 25 أيار/مايو الماضي،في مدينة مينيابوليس وأدت وفاته إلى حركة احتجاج غير مسبوقة منذ عقود في الولايات المتحدة.
وبينما كانت حركة التعبئة تضعف، عادت قضية جايكوب بليك لتؤججها، يوم الأحد الماضي، في مدينة كينوشا قرب منطقة البحيرات الكبرى. وأصيب رب العائلة البالغ من العمر 29 عاما برصاصات عدة في الظهر أطلقها عن قرب شرطي أبيض، أمام أعين أبنائه الثلاثة. وقال محاميه إنه سيبقى مشلولا.
وأقيل الشرطي الأبيض روستن شيسكي، لكن لم يتم توقيفه أو اتهامه، ما أجج شعورا بالظلم. ولثلاث ليال تخللت التظاهرات أعمال عنف أسفرت عن سقوط قتيلين وإصابة شخص ثالث بجروح خطرة.
وأوقف شاب في السابعة عشرة من العمر، يدعى كايلي ريتنهاوس، الذي انضم إلى مجموعة رجال مسلحين يريدون “حماية” المدينة، واتهم بعمليتي القتل. ويشتبه في أنه أطلق النار على متظاهرين ببندقية هجومية.
وبعد هذه المأساة، تراجع التوتر في كينوشا، أمس. وقد جاء القس جيسي جاكسون، أحد أهم الشخصيات الأميركية الأفريقية، للتحدث عن فضائل العمل السلمي، بينما خط فنانون رسائل تصالحية على جدران، وأشادت الشرطة المحلية بموقف المتظاهرين.
وقال رئيس شرطة المنطقة، ديفيد بيث، في مؤتمر صحافي إن “الأجواء تغيرت جذريا” مقارنة بالليالي السابقة، وأضاف أنه بعد فرض حظر التجول “لم يتبق سوى بضع مئات من المتظاهرين الذين ساروا بطريقة سلمية“.
مع ذلك تواصل اتساع نطاق الغضب في عالم الرياضة. فبعد قرار عدد من لاعبي كرة السلة في فريق ميلووكي باكس مقاطعة مباراة، اضطر الدوري الأميركي للمحترفين في كرة السلة لأن يلغي لقاءات عدة يومي الأربعاء والخميس الفائتين. لكنه عبر عن أمله في استئناف المباريات اليوم وغدا.
أما لاعبة التنس اليابانية، ناومي أوساكا، فقد رفضت المشاركة في دورة نصف النهائي في سينسيناتي، التي أرجأ المنظمون كل مبارياتها المقررة أمس ليوم واحد. كما تم تأجيل مباريات لكرة القدم والبيسبول.
وقال نجم فريق الليكرز لكرة السلة، ليبرون جيمس، في تغريدة على “تويتر”ن أمس، إن “التغيير لا يحدث بالكلام فقط! إنه يحدث بالعمل ويجب أن يحدث الآن”، مرددا شعار “حياة السود مهمة“.
وسخر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي يتبنى خطابا حازما على أمل الفوز بولاية رئاسية ثانية، من “التابعين السيئين جدا” لدوري كرة السلة والذي اتهمه بأنه “منظمة سياسية“.
وبدون أن يذكر كلمة واحدة من أجل جايكوب بليك، شدد ترامب حتى الآن على أعمال العنف التي وقعت على هامش التظاهرات وقال إنه لن يسمح “بالفوضى في الشوارع الأميركية“.
وقبل ترامب، مساء أمس، ترشيح حزبه الجمهوري للانتخابات الرئاسية، التي ستجرى في 23 الثاني/نوفمبر، وقدم نفسه على أنه المدافع عن “القانون والنظام” في مواجهة المرشح الديموقراطي، جو بايدن.
واعتبر ترامب أنه “إذا كان الحزب الديموقراطي يريد الوقوف في صف الفوضويين ومثيري الشغب والاضطرابات ومرتكبي عمليات النهب وإحراق الأعلام، فهذه مشكلتهم، لكنني كرئيس أرفض ذلك“.
ورد بايدن الذي يتهمه الرئيس بالتساهل، قائلا إن “كل ما تفعله الحكومة هو صب الزيت على النار”، متهما ترامب بأنه “يريد شغل الانتباه” عن إدارة السيئة لوباء كورونا.
أما السناتورة السوداء كامالا هاريس، التي اختارها بايدن لتكون مرشحة لمنصب نائب الرئيس، فدعت إلى عدم الخلط بين المتظاهرين السلميين والذين يقومون بأعمال عنف. وبينما يدعو ترامب باستمرار الأميركيين إلى الدفاع عن أنفسهم بأنفسهم، قالت هاريس “لنكن واضحين، لن نسمح للميليشيات والمتطرفين بإخراج قطار العدالة عن سكته”.