من الصحف الاميركية
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إنه في خطاب قبوله في المؤتمر الوطني الجمهوري لعام 2016، وقف دونالد ترامب أمام حزب جمهوري ممزق بشدة وسعى إلى توحيده حول أمر واحد: هو نفسه. لقد رسم صورة قاتمة لقيم بلد تحت الحصار ومؤسسة سياسية منيعة على تلبية احتياجات شعب الطبقة العاملة. وصرح: “أنا وحدي يمكنني إصلاحه”. وبعد ما يقرب من أربع سنوات من رئاسته، لم يعد الحزب منقسماً. يميل نحو ثمانية من كل 10 جمهوريين إلى إخبار منظمي استطلاعات الرأي بأنهم يوافقون على الوظيفة التي يقوم بها، ويقول مقربون من جميع الناخبين الجمهوريين إنهم سيدعمونه في تشرين الثاني / نوفمبر المقبل.
وأضافت الصحيفة إن ترامب لا يزال غير محبوب على نطاق واسع في البلاد بشكل عام. وقد أثارت استجابته لوباء فيروس كورونا انتقادات سلبية بشكل متزايد ولم تكن علاماته على التعامل مع القضايا المتعلقة بالظلم العنصري إيجابية في المقام الأول. ففي استطلاعات الرأي التي أجريت وجهاً لوجه ضد جو بايدن، يتأخر بمتوسط رقمين تقريباً.
ومع ذلك، في مؤتمر هذا الأسبوع، لا يزال شعار 2016 القديم ساري المفعول. ويبدو أن ترامب وحده قادر على إصلاح الأمور لنفسه ولحزبه. لقد ألقى بالفعل أمس خطاباً واحداً فاجأ المندوبين الجمهوريين المجتمعين في مركز مؤتمرات شارلوت بعد أن صوتوا لإعادة ترشيحه رسمياً. فقد صعد إلى منصة التتويج لترديد هتافات “أربع سنوات أخرى”، وشجع ترامب الحشد على أن يذهبوا أبعد من ذلك: “إذا كنت تريد أن تدفعهم إلى الجنون حقاً، فأنت تقول: “12 عاماً أخرى”، رددها عدد قليل من أعضاء الجمهور.
كان التزام الحزب الجمهوري الحصري بالسيد ترامب واضحاً كذلك خلال عطلة نهاية الأسبوع عندما أعلن الحزب، في خطوة استثنائية، أنه لن يتبنى برنامجاً سياسياً في مؤتمر هذا العام. وبدلاً من ذلك، كتب في قرار أن “الحزب الجمهوري كان وسيواصل بحماس دعم أجندة الرئيس “أميركا أولاً”، على الرغم من أن سياسات ترامب غالباً ما انحرفت عن العقيدة الجمهورية.
وبعد الإعلان عن البرنامج، كتب ويليام كريستول، وهو منتقد جمهوري بارز للرئيس، على تويتر: “لم يعد الحزب الجمهوري. إنها عبادة ترامب”. وكانت حملة بايدن تغازل بقوة أصوات المعتدلين المعارضة لترامب، وأصدرت أمس قائمة تضم 27 عضواً جمهورياً سابقاً في الكونغرس رفضوا تأييد ترامب وأيدوا نائب الرئيس السابق المرشح الديمقراطي جو بايدن.
وأوضحت الصحيفة أنه طوال فترة رئاسة ترامب، لعب نائب الرئيس مايك بنس دور الاتصال الهادئ بين الرئيس التنفيذي ومؤسسة الحزب. قفي خطاب ألقاه بقبول إعادة ترشيحه أمس، سعى بنس إلى التأكد من أن المؤمنين بالحزب الذيم يدعمون ترامب هم داعمون للمواقف السياسية للحزب الجمهوري. لقد عدد القضايا الجمهورية الأساسية التي قال إن الرئيس ترامب دافع عنها، بما في ذلك اقتصاديات السوق الحرة، و”الحدود الآمنة”، ومعارضة الإجهاض. وقال بنس: “أربع سنوات أخرى تعني المزيد من القضاة. أربع سنوات أخرى تعني المزيد من الدعم لقواتنا وشرطتنا. سيستغرق تجفيف هذا المستنقع أربع سنوات أخرى على الأقل”.
جاءت افتتاحية واشنطن بوستاليوم بعنوان: لماذا لا تزال الشرطة تستخدم القوة غير المبررة ضد الرجال والنساء السود؟، وذكرت الصحيفة أنه -بعد ثلاثة أشهر على وفاة جورج فلويد وهو يلهث تحت ركبة ضابط شرطة في مينيابوليس- سلط مقطع فيديو لحظاته الأخيرة المروعة الضوء على قضايا وحشية الشرطة والاستخدام المفرط ضد السود وأنه كان بمثابة تنبيه للتحرك.
ولكن يبدو أن الرسالة لم يأبه بها الجميع، استنادا إلى أحدث فيديو مرعب يظهر الشرطة تطلق الرصاص على رجل أسود بينما كان أطفاله الثلاثة يشاهدونه.
وتساءلت الصحيفة: ألا ينبغي أن يكون ضباط الشرطة الآن قد أُخطروا بوقف استخدام القوة غير المبررة، والمميتة في الغالب، ضد الرجال والنساء السود؟
ورأت أن هناك نمطا مشابها “مقززا” عند مشاهدة مقطع الفيديو القصير لحادث الأحد الماضي الذي أطلق فيه النار على جاكوب بليك، وهو رجل أسود عمره 29 عاما، عدة مرات من الخلف، من قبل الشرطة في مدينة كنوشا بولاية ويسكونسن.
ولفتت الصحيفة إلى أن الشعور بالإحباط والغضب من طريقة معاملة الشرطة للسود. وأشارت إلى أن الشرطة على ما يبدو كانت تستجيب لشغب داخلي وكان بليك، وفقا للشهود، أعزل ويحاول فض شجار عندما تحول الحادث إلى حالة قتل، حيث أطلق أحد الضابطين نحو 6 طلقات على ظهره.
وتساءلت: لماذا أشهر الضابطان سلاحيهما على رجل أعزل كما يبدو؟ وما هو التهديد الذي ظهر من بليك مما برر لهما استخدام القوة المميتة؟ وألا يجب أن يؤكد وجود 3 أطفال صغار في السيارة ضرورة الحذر؟
وفي المقابل، أوردت الصحيفة ما تناقلته بعض وسائل التواصل الاجتماعي -دفاعا عن الشرطة- بأن بليك ربما لم يمتثل للأوامر، وزعمت تغريدة لمعلق يميني شاركها دونالد ترامب الابن بأن بليك لديه سجل إجرامي.
علقت صحيفة نيويورك تايمز أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يخلط في جولته للمنطقة ما بين الدبلوماسية والسياسة الحزبية، فجولته التي تستمر 5 أيام تهدف لمناقشة السلام والأمن الإقليمي ولكنه يهدف في الوقت نفسه لجعل القدس منطلقا لمخاطبة المؤتمر القومي للحزب الجمهوري.
بالنسبة لدونالد ترامب وأنصاره من الإنجيليين فلا يوجد مكان يثير اهتمامهم قدر ما تثيره القدس المتنازع عليها.
وفي التقرير الذي أعدته أزابيل كيرشنر قالت إن طائرة بومبيو هبطت في إسرائيل يوم الإثنين في بداية جولة بالشرق الأوسط وصفتها بأنها لتعزيز السلام والأمن الإقليمي وهي الزيارة التي بدأت تثير الجدل حتى قبل بدء بومبيو محادثاته مع قادة إسرائيل والمنطقة. فقد كان بومبيو واضحا في تأكيده على جعل زيارته لإسرائيل منطلقا لخطابه للحزب الجمهوري في خرق واضح للتقاليد التي تمنع الخلط بين ما هو دبلوماسي وحزبي.
وبالنسبة لدونالد ترامب وأنصاره من الإنجيليين فلا يوجد مكان يثير اهتمامهم قدر ما تثيره القدس المتنازع عليها. وبعد وصوله التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وكان من أهم قرارات ترامب هي اعترافه بالقدس كعاصمة لإسرائيل في 2107 ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إليها متلاعبا بسياسة أمريكية تقليدية بتجنب موضوع القدس.
وفي الوقت الذي أثيرت فيه أسئلة حول خطة بومبيو مخاطبة مؤتمر الحزب الجمهوري الذي سيبدأ الإثنين في تشارلوت، نورث كارولينا، وضحت وزارة الخارجية أن خطاب بومبيو للمؤتمر سيكون بصفته الشخصية وليس كوزير للخارجية. وقالت: “لن يتم استخدام أي مصدر من مصادر الخارجية ولا طاقمها في التحضير لتعليقاته أو حتى الترتيب لظهور بومبيو، ولن تتحمل وزارة الخارجية التكلفة فيما يتعلق بظهوره”. ولكن ويندي شيرمان التي عملت مساعدة لوزير الخارجية في عهد باراك أوباما قالت إن الخطة لتسجيل الخطاب في القدس “غير مسبوقة وخطأ”. وكتبت تغريدة قالت فيها: “في وقت يعاني فيه الشرق الأوسط من وضع أمني صعب يجب ألا تكون القدس جزءا من أدوات المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري. ويجب ألا يقوم وزير الخارجية بومبيو بتشويه سمعة وزارة الخارجية”. وقالت هالي سوفير، المديرة التنفيذية للمجلس الديمقراطي اليهودي الأمريكي والمستشارة السابقة لشؤون الأمن في حملة السيناتورة كاميلا هاريس، المرشحة الديمقراطية لمنصب نائبة الرئيس، إن خطط بومبيو “غير مسبوقة وغير أخلاقية” وقالت: “مرة أخرى يستخدم ترامب إسرائيل لتسجيل نقاط سياسية”. وبالنسبة لبومبيو ونتنياهو تمثل الزيارة فرصة للحديث عن الإنجاز الدبلوماسي الأخير الذي رعته إدارة ترامب وعقد اتفاق سلام بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل. ففي خطاب متلفز يوم الإثنين ظهر نتنياهو في مزاج من يخوض حملة انتخابية في انتخابات مقبلة بعد عدة أشهر، وقال إن الاتفاق مع الإمارات فتح “عهدا جديدا للسلام في الشرق الأوسط” وأنه سيناقش توسيع “دائرة السلام” في لقائه مع بومبيو.
وقال: “نعمل على السلام مع الدول الأخرى”. وأضاف: “حسب تقييمي فهناك دول أخرى، في المستقبل غير البعيد وسنحصل على سلام مع دول أخرى”. وتشمل جولة بومبيو زيارة للإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان اللذين أظهر ميلا لتحسين العلاقات مع إسرائيل. وفي بيان وزارة الخارجية أشير للقاء بومبيو مع رئيس الحكومة الانتقالية عبد الله حمدوك ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ومناقشة الجهود الأمريكية لدعم الحكومة المدنية وللتعبير عن الدعم “لتعميق العلاقات السودانية – الإسرائيلية”. وجاء في البيان أن “التزام الولايات المتحدة بالسلام والأمن والاستقرار في إسرائيل والسودان وبقية دول الخليج لم يكن أقوى منه في ظل قيادة الرئيس ترامب”، وعن محادثاته في إسرائيل ذكر بيان الخارجية أن النقاشات ستتركز على دور إيران الخبيث بالمنطقة وتعميق وبناء علاقات بين إسرائيل ودول المنطقة وحماية اقتصاد إسرائيل والولايات المتحدة من المستثمرين الخطيرين”. وتقول الصحيفة إن التقاطع ما بين السياسة الأمريكية والإسرائيلية محفوف بالمخاطر كما أن خطاب بومبيو إلى مؤتمر الحزب الجمهوري من القدس سيمثل ضربة للعلاقات الخارجية في ظل تراجع دعم الحزبين الذي كانت إسرائيل تعتبره أهم رصيد مشترك بينهما. وتميزت علاقة نتنياهو بالتقلب مع الرئيس باراك أوباما، واتهم بالتدخل في انتخابات عام 2012 حيث دعم المرشح الجمهوري ميت رومني ضد أوباما. وقبل انتخاب ترامب أصرت الإدارات الأمريكية على ضرورة حل موضوع القدس من خلال المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين الذين يريدون اتخاذ الجزء الشرقي عاصمة لهم. ولكن اعتراف ترامب بالقدس أدى لقطع الفلسطينيين علاقاتهم مع إدارة ترامب ورفضوا خطته للسلام التي كانت متحيزة لصالح إسرائيل. وعاد ترامب لاعترافه بالقدس في تجمع انتخابي عقده قبل فترة في أشكوكش بولاية ويسكونسن: “هذا من أجل الإنجيليين” مضيفا: “كان الإنجيليون أكثر ابتهاجا من الشعب اليهودي.. صحيح، أمر لا يصدق”.