من الصحف الاميركية
لفتت الصحف الاميركية الى أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يخلط في جولته للمنطقة ما بين الدبلوماسية والسياسة الحزبية، فجولته التي تستمر 5 أيام تهدف لمناقشة السلام والأمن الإقليمي ولكنه يهدف في الوقت نفسه لجعل القدس منطلقا لمخاطبة المؤتمر القومي للحزب الجمهوري.
وقالت إن طائرة بومبيو هبطت في إسرائيل يوم الإثنين في بداية جولة بالشرق الأوسط وصفتها بأنها لتعزيز السلام والأمن الإقليمي وهي الزيارة التي بدأت تثير الجدل حتى قبل بدء بومبيو محادثاته مع قادة إسرائيل والمنطقة. فقد كان بومبيو واضحا في تأكيده على جعل زيارته لإسرائيل منطلقا لخطابه للحزب الجمهوري في خرق واضح للتقاليد التي تمنع الخلط بين ما هو دبلوماسي وحزبي. وبالنسبة لدونالد ترامب وأنصاره من الإنجيليين فلا يوجد مكان يثير اهتمامهم قدر ما تثيره القدس المتنازع عليها.
نشرت “كومسومولسكايا برافدا” مقالا حول الخلاف بين الرئيس والاستخبارات وعدم الثقة المتبادلة بينهما، والشكوى من إهمال ترامب للتقارير الاستخباراتية.
وجاء في المقال: تواصل نيويورك تايمز، مثل العديد من وسائل الإعلام الأمريكية الأخرى، التحقيق في موضوع التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الأمريكية. وقد نشر موقع نيويورك تايمز موضوعا خاصا جديدا مخصصا لهذا الأمر. لكن بعد قراءته بالكامل، تخلص إلى أن تحقيق نيويورك تايمز لا يثبت شيئا في الواقع. وعموما، هو يطرح رواية مختلفة تماما، حول الصراع بين البيت الأبيض والاستخبارات، المستمر منذ بداية رئاسة ترامب.
لطالما كانت علاقة دونالد ترامب مضطربة مع أجهزة المخابرات. فقد انتقد غير مرة وكالة المخابرات المركزية ووكالة الأمن القومي في عدة مناسبات، واصفا إياهما بـ “حلقة بيروقراطية فائضة عن الحاجة“.
خلال سنوات حكم دونالد ترامب، ولأسباب مختلفة، تمت إقالة حوالي 10 رؤساء من مختلف الهياكل الاستخباراتية أو عزلهم. لم يحدث هذا أبدا من قبل في تاريخ الولايات المتحدة، على الرغم من أن العلاقة بين الرؤساء ووكالة المخابرات المركزية كانت دائما بعيدة عن المثالية. واليوم، يتحدث ضباط المخابرات عن ضغوط يمارسها الرئيس عليهم.
تدرك وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفدرالي أن دونالد ترامب لا يُولي الاهتمام الواجب لأنشطتهما، والتي كانت بالنسبة للعديد من قادة البلاد أشبه بقدس الأقداس. فهو لا يقرأ التقارير الواردة من الاستخبارات، ولا يتابع أجندة المعلومات، ويطرح ترهات في الاجتماعات.
وهكذا فقد أدت المواجهة والاتهامات المتبادلة بعدم الكفاءة إلى حرب بين ترامب وأجهزة المخابرات الوطنية. علما بأن العملاء أنفسهم يرون أن الوقت الحالي ليس هو المناسب للدخول في جدال وتبادل اللوم والاتهامات، إنما على العكس من ذلك، هناك ضرورة للتكاتف والاتحاد. لكن للرئيس الأمريكي رأيا مختلفا تماما في هذا الشأن..
في سياق البحث عن قواعد ثابتة تساعد في بناء علاقة مستقبلية ذات طابع صحّي بين البلدين، زار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي واشنطن والتقى الرئيس دونالد ترامب وكبار المسؤولين فيها. كانت لافتة اجتماعاته بشخصيات بارزة في الكونغرس، بمن في ذلك الديموقراطية نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب التي تكره ترامب… وترامب يكرهها.
معنى ذلك ان لدى رئيس الوزراء العراقي وعيا لما هي عليه الولايات المتّحدة وكيف تعمل واشنطن من الداخل. الإدارة مهمّة من البيت الأبيض، الى مجلس الامن القومي، الى وزارتي الخارجية والدفاع… الى الأجهزة الأمنية مثل وكالة الاستخبارات المركزية (سي. آي. إي). لكن ما لا يمكن تجاهله هو موقع الكونغرس بمجلسيه. يمتلك الكونغرس دورا على صعيد تحديد السياسة الأميركية وتسهيل مهمة الرئيس ووزرائه ومساعديه او عرقلة ذلك. لهذا السبب نجد ان إسرائيل تركّز على نفوذها في الكونغرس بمقدار ما تركز على البيت الأبيض والـ”سي. أي. إي” وربّما اكثر من ذلك.
الأكيد انّ مهمّة مصطفى الكاظمي لم تكن سهلة، على الرغم مما يبدو انّه تحضير جيّد لزيارته لواشنطن. كشفت الزيارة انّ على الكاظمي القتال على غير جبهة، خصوصا الجبهة الداخلية في العراق. اعادته الزيارة الى المربّع الاوّل وذلك بغض النظر عن الاتفاقات التي توصّل اليها الوفد العراقي مع الاميركيين. ترتدي هذه الاتفاقات اهمّية خاصة نظرا الى انّها لا تقتصر على الوجود العسكري الأميركي في العراق مستقبلا، بل تشمل مجالات أخرى، بما في ذلك الاستثمارات الأميركية في حقول النفط والغاز العراقية والتعليم. لا مستقبل للعراق وللعراقيين من دون العودة الى رفع مستوى التعليم والاستعانة بالخبرات الأميركية والاوروبية.