من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء : الإقفال والإجراءات الوقائيّة: بداية فاشلة وتوقّعات كارثيّة لتكرار كورونا للنموذج الإيطاليّ الكورة و”القومي”: دماء الشهداء كشفت مخططاً إرهابياً للفوضى… وردّنا التمسك بالدولة / الملف الحكومي يراوح وبرّي يبرّد محرّكاته… وتساؤلات عن خلفيّة موقف جنبلاط
!
كتبت صحيفة ” البناء ” تقول : النتائج المخيبة للتوقعات بعد وضع قرار الإقفال والتشدد بالإجراءات الوقائية قيد التنفيذ من قبل حكومة تصريف الأعمال، وضعت لبنان بنظر الخبراء على مسار خطير في مواجهة تفشي وباء كورونا، حيث نسبة الالتزام بالإقفال دون الحد الأدنى، والالتزام بإجراءات الوقاية أدنى بكثير، وتكفي نظرة على الأسواق الشعبية والشواطئ والاكتظاظ في الشوارع من جهة، والغياب الكامل للأجهزة الأمنية عن متابعة قرار الإقفال والإلزام بإجراءات الوقاية، ويكفي سماع ما يقوله القيّمون على الوضع الصحي عن نسبة الإشغال المرتفعة للأسرة المخصصة لمصابي كورونا التي بلغت الحد الأقصى، في ظل ضعف القدرة على تأمين مستلزمات العلاج من أجهزة تنفس وأدوية، للتيقن من أن المسار الإيطالي ينتظر لبنان في الأيام القليلة المقبلة، ما لم يتم استدراك الوضع بسرعة.
في الأيام التي رافقت تطبيق قرار الحكومة وحملت الخيبة، حملت الأخبار نبأ أمنياً هز لبنان، بعدما أسفر تسلل جماعة إرهابيّة منظمة إلى منطقة الكورة عن ثلاثة شهداء، اعترضوا ضمن عملهم التطوّعي مع البلديات، الجماعة المسلحة التي فرّ عناصرها في الوديان تاركين سيارتهم وراءهم، وتمكنت الأجهزة الأمنية من تتبعهم وكشف هوياتهم، وإلقاء القبض على بعضهم، بعدما ثبت انتماؤهم لتنظيم داعش، ما فتح الباب للتساؤل عن الهدف من قطعهم هذه المسافة من نقطة انطلاقهم في طرابلس حتى الكورة ما لم يكن الهدف هو عمل أمنيّ تخريبيّ، لا ينفصل عن دفع البلد نحو الفوضى، ولا عن تشجيع دعوات الأمن الذاتي، وهو ما أكدت الكورة بلسان بلدياتها وأكد الحزب السوري القومي الاجتماعي بلسان نائب الرئيس وائل الحسنية رفضه بالكامل، ودعوتهما لمؤسسات الدولة الأمنيّة لتحمل مسؤولياتها في ملء الفراغ ومنع الفوضى.
على المستوى الحكومي عادت الأمور إلى المراوحة مع تبريد رئيس المجلس النيابي نبيه بري محرّكاته بعدما لم يتوصل اللقاء الذي جمع بري برئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إلى تذليل العقبات أمام تسمية الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة، بينما ظهرت عقدة جديدة بوجه الحريري تمثلت بموقف النائب السابق وليد جنبلاط، الذي رفع وتيرة الخلاف مع تيار المستقبل، يرفض خلالها أي كلام عن مساهمة تيار المستقبل في فوز لائحة اللقاء الديمقراطي ومرشحيه، ووفقاً لمصادر متابعة، تعتقد بأن عقدة موقف باسيل كانت متوقعة في ضوء العلاقة الشائكة بين الحريري وباسيل، واستطراداً علاقة الحريري بالعهد ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون، واستبعاد القدرة على تذليلها في لقاء واحد، أو من طرف واحد، فإن اللافت هو موقف جنبلاط الداعم تقليدياً لتسمية الحريري لرئاسة الحكومة، وما أوحى به بعد زيارة الحريري غداة انفجار مرفا بيروت، من علاقة مميزة تربطه بالحريري، ما يعني وفقاً للمصادر، أن هناك مستجداً يرجّح أنه غير محلي، وهذا ما يطرح فرضية الموقفين السعودي والأميركي اللذين يبدوان غير ناضجين بعد لتسهيل ولادة حكومة جديدة، خصوصاً في ظل ارتباك الدعوة الفرنسية لحكومة وحدة وطنية، والذهاب للدعوة لحكومة فاعلة وقادرة، وهو ما يعني ضمناً حكومة من غير الصف الأول في القوى السياسية، والأرجح حكومة اختصاصيين تسميهم القوى السياسية، وهو ما يبدو سبباً وجيهاً لدى التيار الوطني الحر والعهد للتريث في تسمية الحريري، واعتماد نص يشبه النص الفرنسي في توصيف الحكومة، وترشيح شخصية اختصاصية يسميها الحريري بدلاً من تسميته شخصياً لرئاستها.
عرس الكورة أمس، لم يكن عادياً، فالحدث طال كل بيت فيها، حيث ترقرقت العيون تحت شمس آب الحزينة، وخفقت القلوب على إيقاع غصة مهيبة أطبقت على حناجر الجميع. فبمشاعر الحزن والغضب والفخار، شيّع الحزب السوري القومي الاجتماعي في الكورة شهداءه الثلاثة فادي وجورج سركيس وعلاء فارس الذين ارتقوا على تراب بلدتهم كفتون.. وقد شارك في التشييع إلى جانب عائلات الشهداء، رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، نائب رئيس الحزب القائم دستورياً بمهام الرئاسة وائل الحسنية، نائب الكورة عضو الكتلة القومية الاجتماعية النائب سليم سعاده، وعدد كبير من أعضاء مجلس العمد والمجلس الأعلى والمكتب السياسي والمسؤولين، إضافة الى منفذ عام الكورة وأعضاء الهيئة.
سياسياً لا تبشر اتصالات الساعات الأخيرة على المستويين المحلي والخارج بأن لبنان سوف يخرج من أزمة الفراغ الحكومي سريعاً لينطلق الى إيجاد الحلول للأزمات المالية والاقتصادية والامنية والقضائية والصحية. فهذه الطبقة السياسية لا تزال تتخبط في اتخاذ القرارات الحاسمة والضرورية، فحتى تشكيل الحكومة لا يزال يدور في حلقة المحاصصات والحسابات السياسية، بعيداً عن تطلعات اللبنانيين وتطلعات فرنسا التي تفترض الاصلاحات لتسلك اموال سيدر طريقها الى لبنان. وعلى هذا الاساس، علمت “البناء” من مصادر مطلعة أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يتجه الى تأجيل زيارته الى لبنان التي كانت مقررة في الأول من ايلول للاحتفال بمئوية لبنان الكبير، لا سيما أن كل المؤشرات التي وصلت الى المعنيين في فرنسا أكدت فشل المعنيين في التفاهم والتوافق على شخصية سنية لتكليف الحكومة، وبالتالي فشل المبادرة التي طرحها ماكرون، فضلاً عن رفض بعض القوى السياسية لورقة الإصلاحات الفرنسية، ورأت المصادر أن تأجيل ماكرون زيارته ستكون له ارتدادات سلبية على لبنان، وليس بعيداً ترددت معلومات ايضا ان زيارة الموفد الأميركي ديفيد شينكر الى بيروت نهاية الشهر لم تحسم بعد.
الأخبار : استثمار 4 آب: من دير شبيغل الى الراعي! البطريرك يسوّق للسلام مع العدو ويتماهى مع الدعاية الاسرائيلية ضد المقاومة
كتبت صحيفة ” الأخبار ” تقول : في ظل عجز الطبقة الحاكمة عن الاتفاق على إطلاق قطار تأليف حكومة جديدة، وهو ما دفع بالرئيس نبيه بري إلى إعلان “انسحابه” من مفاوضات التأليف، عاد البطريرك الماروني بشارة الراعي ليعزف على موضوع “الحياد الناشط”، لكنه وصل أمس إلى حد التسويق للسلام مع إسرائيل، على قاعدة أن “لبنان اليوم هو الأحوج إلى السلام ليتمكن من استعادة قواه والقيام بدوره في محيطه لخدمة حقوق الإنسان والشعوب. كفانا حروباً وقتالاً ونزاعات لا نريدها!”.
ليس هذا فحسب، لم يتردد البطريرك في التماهي مع الدعاية الاسرائيلية التي تتهم حزب الله بتخزين السلاح في الأحياء السكنية. ولذلك، دعا السلطة اللبنانية لتعتبر كارثة مرفأ بيروت بمنزلة جرس إنذار، فتبادر إلى دهم كل مخابئ السلاح والمتفجرات ومخازنه المنتشرة من غير وجه شرعي بين الأحياء السكنية في المدن والبلدات والقرى. وقال إن وجود هذه المخابئ يمثّل تهديداً جدياً وخطيراً لحياة المواطنين التي ليست ملك أي شخص أو فئة أو حزب أو منظمة.
كلام الراعي لا يمكن عزله عن السعي المدروس لشيطنة حزب الله، من باب انفجار المرفأ، واستعجال استخدام نتائج التفجير لتوجيه “العصف”، سياسياً، ومحاولة حصد نتائج سياسية وشعبية فورية. وبعد محاولات فاشلة لإلصاق الانفجار بالحزب عبر اتهامه بتخزين السلاح، انتقلت الحملة إلى اتهامه بالمسؤولية عن شحنة النيترات. وفي سياق يشبه السياق الذي اعتمد قبل 15 عاماً لتحميل الحزب مسؤولية التفجير الذي استهدف الرئيس رفيق الحريري، عادت مجلة “ديرشبيغل” الألمانية لتكون محور جوقة اتهامه بالمسؤولية عن شحنة النيترات. هذه الخطوة كانت بدأت مع صحيفة Die Welt الالمانية، التي اتهمت الحزب بإدخال شحنات من النيترات إلى لبنان، غير تلك التي انفجرت في المرفأ. ويمكن الجزم بأن مصدر معلومات “دي فيلت” لم يكن سوى الاستخبارات الاسرائيلية. بعد ذلك، دخلت “ديرشبيغل” على الخط، بالتعاون مع منظمة OCCRP (مشروع تتبع الجريمة المنظمة والفساد العابر للحدود وشركائه) التي لا تخفي أنها تتلقى تمويلاً من الحكومة الأميركية. وفي تقرير أعدّته المجلة الألمانية والمنظمة المموّلة اميركياً، جرى الربط بين الحزب وشحنة النيترات بطريقة أقل ما يقال فيها إنها رخيصة. يقول مُعدّو التقرير إن صاحب الشركة التي تملك السفينة التي أتت إلى لبنان عام 2013 محملة بـ2750 طناً من نيترات الأمونيوم، يملك شركة سبق أن حصلت عام 2011 على قرض من مصرف FBME، وهو مصرف في قبرص وتنزانيا يملكه لبنانيون، وجرت تصفيته بأوامر أميركية، عام 2017، بناءً على اتهام بتبييض الاموال وبفتح حسابات لشخص تتهمه الإدارة الأميركية بتمويل حزب الله. وصاحب الشركة التي تملك السفينة، ليس مستأجرها، ولا هو صاحب شحنة النيترات. لكن هذا الأمر لم يمنع “دير شبيغل” من الربط بين النيترات وحزب الله، في عنوان قصتها.
وكما كان يجري في التحقيق باغتيال الحريري عام 2005، كذلك بعد انفجر المرفأ عام 2020: تُنشر معلومات في وسائل إعلام اجنبية (ديرشبيغل…)، ثم تُشنّ حملة في وسائل إعلام لبنانية وعربية، وخاصة تلك المموّلة غربياً وخليجياً، للتعامل مع ما يُنشر في الغرب على أنه ركيزة لاتهام سياسي. وفي هذه الحالة، الوقائع ليست مهمة. فمهما كانت المعلومات ضعيفة، ومهما كانت الاستنتاجات المستقاة منها أكثر ضعفاً، المهم ما سيعلق في أذهان المتلقين.
وكما الحملة على حزب الله، كذلك يتعرّض رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لهجوم منسّق، هذه المرة ليس من زاوية الانتماء السياسي للمدير العام للجمارك، بل بتوجيه اتهام مباشر لباسيل بأنه استقدم “باخرة النيترات” إلى بيروت. وهذا الاتهام مبنيّ على أن المعدات والشاحنات التي أتت الباخرة “روسوس” إلى بيروت لشحنها إلى الأردن، استخدِمَت من قبَل شركة في لبنان لتنفيذ عقد لصالح وزارة الطاقة. وعندما أرادت الشركة إرسال المعدات والشاحنات إلى الأردن عام 2013، اختارت عبر سمسار وكالات بحرية سفينة “روسوس” التي أتت محمّلة بالنيترات وعجزت عن حمل الشاحنات والمعدات وعلقت في بيروت. ورغم أنه لم يكن لوزارة الطاقة أي صلة بالتصدير ولا باختيار السفينة، جرى أمس، بقرار أمني – سياسي، الزج بباسيل في القضية لتحميله مسؤولية الباخرة.
النهار : التكليف “رهينة” والفيتوات تطوق المسعى الفرنسي!
كتبت صحيفة ” النهار ” تقول : الاستحقاق الحكومي في دوامة أين منها تلك التي سبقت تكليف حسان دياب تأليف حكومة تصريف الاعمال الحالية، بل ان الدوافع التي تغلف مخاض الاستحقاق الراهن والتي تضغط بقوة استثنائية لاستعجال التكليف والتأليف، تبدو كأنها حوصرت بمناورات وتعقيدات مثيرة للريبة تقف وراءها في المقام الأول قوى سلطوية معروفة كما تؤازرها ضمنا تعقيدات من قوى المعارضة بل “المعارضات”.
واذا كان الأسبوع الحالي سيشكل محكاً حاسماً نهائياً للدفع نحو تحريك الاستحقاق اقله في تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة المكلف تأليف الحكومة الجديدة قبل الموعد المبدئي للزيارة الثانية بعد انفجار الرابع من آب في مرفأ بيروت التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لبيروت، فلم يعد سرا ان هذه الزيارة قد تكون أصبحت مهددة فعلا وجديا اذا مضت الأيام القليلة المقبلة على وتيرة دوامة المماطلة والعرقلة والمناورات والتعقيدات التي تطبع الاستحقاق الحكومي منذ استقالة حكومة حسان دياب.
ولم يكن ينقص المشهد المأزوم والآخذ في اثارة المخاوف من افتعالات يراد منها الزج بالاستحقاق الحكومي في لعبة استرهان الكارثة اللبنانية في التجاذبات الإقليمية والدولية، سوى ان يطل هاجس التفلت الأمني برأسه من جديد من خلال الجريمة الثلاثية المروعة التي حصلت في كفتون التي ذهب ضحيتها ثلاثة شبان من البلدة، وبدأت التحقيقات تشير الى القتلة من أصحاب السوابق الإرهابية بما يضيء على تحد خطير جديد يواكب الاخطار الأخرى التي تضج بها البلاد. ولم يكن غريبا والحال هذه ان يسجل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أمس موقفا جديدا بارزا فتح عبره ملف مخازن الأسلحة والمتفجرات في كل البلاد. هذا الموقف اتخذ بعدا مهما للغاية اذ اثاره البطريرك على خلفية انتقاداته الحادة ”لبعض المسؤولين في الدولة لتعاطيهم مع كارثة الانفجار في مرفأ بيروت من زاوية سياسية ويحولون دون تحقيق دولي”. كما انتقد مقاربة المعنيين بتأليف حكومة جديدة من منظار انتخابي ومصلحي متخوفا من التسويف في تأليف الحكومة. ودعا الراعي السلطة الى “اعتبار كارثة المرفأ بمثابة جرس انذار فتبادر الى دهم كل مخابئ السلاح والمتفجرات ومخازنه المنتشرة من غير وجه شرعي في المدن والبلدات والقرى“.
اللواء : نحو قوة ضغط لإعادة إستشارات التسمية إلى سكة الدستور بري يخرج نفسه من “شرنقة العهد” وحكومة التصريف تتجه للإنعقاد!
كتبت صحيفة ” اللواء ” تقول : مرّة جديدة، يقود التعنت إلى التعثر وكلاهما يقودان إلى تعطيل المساعي للاتفاق على مسار التأليف الحكومي: مواعيد استشارات نيابية ملزمة، تسمية الرئيس المكلف بمرسوم، تحديد مواعيد الاستشارات النيابية مع الكتل ورؤساء الكتل.. وهكذا..
اليوم 24 آب، والاثنين المقبل 31 آب ذكرى إخفاء الامام السيّد موسى الصدر، وفي اليوم التالي 1 أيلول، حيث تحل الذكرى المئوية لولادة لبنان الكبير، ويفترض ان يكون الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في مقدمة المحتفلين بهذه المناسبة اللبنانية الدولية الكبيرة..
الجمهورية : مبادرات التكليف والتأليف في دائرة التعقيد… ولقاء لباسيل و”الخليلين” اليوم
كتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : يدخل لبنان اليوم اسبوعاً جديداً سيكون أسبوع الحكومة العتيدة بامتياز، في اعتباره الفاصل عن 1 أيلول، الذي يصادف مطلع الأسبوع المقبل، وهو مبدئياً موعد عودة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت، ما يعني انّ مشاورات التكليف ستتكثّف هذا الأسبوع، في محاولة لخرق جداره وإستقبال الرئيس الفرنسي بخطوة على طريق التأليف، فيكون الرئيس المكلّف جزءاً لا يتجزأ من مشاورات ماكرون لتسريع ولادة حكومة أصيلة لمواجهة التحدّيات وما أكثرها. ولكن تساؤلات كثيرة تسود الاوساط السياسية في هذا الصدد ومنها: هل ستتمكن مشاورات التكليف من الوصول إلى تفاهم حول اسم الرئيس المكلّف؟ وهل تسمية هذه الشخصية ستقتصر على فريق 8 آذار على غرار الحكومة المستقيلة، أم ستنجح المساعي في توسيع التفاهمات الوطنية حول الحكومة المقبلة؟ وهل يبحث أصحاب الحلّ والربط في السلطة في الأسباب التي أدّت إلى فشل الحكومة المستقيلة وتجنّبها، من أجل تأليف حكومة قادرة على إخراج لبنان من أزمته؟ وهل أنّ فريق 8 آذار في وارد تقديم التنازلات التي تفسح في المجال أمام إجراء الإصلاحات المطلوبة التي تعذّر تحقيقها، كمدخل للمساعدات التي وحدها تفرمل الانهيار؟
لا مؤشرات حتى اللحظة الى انّ مهمة فكفكة العِقد التي تعوق التكليف والتأليف الحكوميين قد سلكت طريقها، بل على العكس من ذلك، لا توافق بعد داخل الصفّ الواحد على طبيعة الحكومة ورئيسها، وهذا لا يعني انّ تجاوز الصعوبات غير ممكن بقدرة قادر، ولكن المعطيات المتوافرة تدلّ الى انّ مشوار التكليف ما زال في بداياته ولم يصل إلى نهاياته.
في هذه الأجواء، كشفت مصادرمطلعة لـ “الجمهورية”، انّ عطلة نهاية الأسبوع لم تشهد أي جديد على مستوى التحضيرات الجارية لتحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة، وكذلك لم تشهد الساعات المنصرمة أي معلومات عن مناقشات في هذا الإطار أو أي اجتماع أو اتصال يدفع في اتجاه تحضير الأجواء التي تسمح بتطبيق الاقتراحات الفرنسية التي حدّدت “مهمة” الحكومة على مرحلتي التكليف والتأليف، في اعتبار أنّ أي اتفاق من هذا النوع يسهّل المرحلتين معاً.
الديار : تعقيدات في تشكيل الحكومة… وتوقعات بالترحيل الى ما بعد الانتخابات الأميركية “الاسكوا” تدقّ ناقوس الخطر: أكثر من نصف الشعب اللبناني يعيش تحت خطّ الفقر لبنان يحتاج الى ضخّ سيولة وإلا الكارثة ستحلّ… وشرط “الصندوق” الإصلاحات
كتبت صحيفة ” الديار ” تقول : لم تنّجح مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه برّي بعد في حلّ عقدة تشكيل الحكومة وتكليف رئيس جديد لتشكيلها. فالمعلومات تُشير إلى رفض ثلاثة مكونات وازنة إعادة تسمية الرئيس سعد الحريري الذي يشترط تشكيل حكومة يختار وزراءها بمعزل عن القوى السياسية. هذا الرفض دفع الرئيس برّي إلى إطفاء المحركات بانتظار تبلور مواقف الفرقاء السياسيين وبالتالي، إعادة المحاولة قبل عودة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان في الأول من أيلول للمشاركة في مئوية لبنان الكبير.
وبحسب المعلومات، فإن رفض القوات، والإشتراكي والتيار إعادة تسمية الحريري لتشكيل الحكومة تزامن مع محاولة إقناع الحريري تسمية شخصية مُقرّبة منه للقيام بهذه المُهمّة أو إعادة تكليفه، على أن يتمّ تشكيل الحكومة لاحقًا. إلا أن الحريري وبحسب تسريبات مُقرّبين منه، مُصرّ على حكومة من خارج الإطار الحزبي.
تعقيدات اختيار إسم شخصية لتكليفها مهام تشكيل الحكومة، قوبل بطرح الإشتراكي الذهاب إلى الإستشارات النيابية المُلزمة والتي ستُؤدّي حكمًا إلى اختيار اسم مع التركيز على برنامج الحكومة والذي وضعت أسسه السلطات الفرنسية وهو عبارة عن ورقة تحوي على عدد من الإلتزامات التي على الحكومة العتيدة أن تبدأ بتنفيذها فور حصولها على الثقة في المجلس النيابي.
على هذا الصعيد، تتكثف الإجتماعات بين القوى السياسية لإيجاد مخرج للأزمة، وذلك قبل يوم الأربعاء القادم الموعد المُتوقّع لتحديد الإستشارات النيابية المُلزمة. إلا أنه وبحسب بعض المراقبين، فإن الخلافات المُستجدّة بين القوى السياسية إضافة إلى التشرذم الحاصل بين أهل البيت الواحد، يُعقّد الأمور ويجعل التأليف بعد الإنتخابات الاميركية أقرب الى الواقع.
الوقت الضائع مُكلف! مُكلف إقتصاديًا، وماليًا، ونقديًا وبالتالي إجتماعيًا. فمنظّمة ”الاسكوا” دقت ناقوس الخطر في تقرير أشارت فيه إلى أن أكثر من نصف سكان لبنان باتوا تحت خطّ الفقر، وبالتالي فإن عدم القيام بإصلاحات لتحرير المساعدات المالية، سيؤدّي حكمًا إلى زيادة هذه النسبة وبالتالي، زيادة التصدّع الإجتماعي.
هذه الإصلاحات لا يُمكن القيام بها نظريًا إلا من خلال حكومة أصيلة يكون قرارها الإقتصادي ـ الإصلاحي معزولاً عن تأثير القوى السياسية. لكن من الظاهر أن هذه الحكومة الأصيلة بعيدة المنال في الوقت الحالي نظرًا إلى الإنقسام العمودي والأفقي بين اللبنانيين على كل شيء تقريباً. ولم تستطع نكبة مرفأ بيروت تجميع اللبنانيين فيما بينهم، بل على العكس زاد هذا الإنقسام إلى مستويات لم نشهد لها مثيلاً خصوصًا على مواقع التواصل الإجتماعي التي أصبحت منصّات للإهانات والإهانات المضادّة.