من الصحف الاسرائيلية
بدأت إسرائيل والإمارات بإجراء محادثات لتوقيع مذكرة تفاهم بينهما، بشأن قضايا الأمن الداخلي، لتكون الوثيقة في حال توقيعها “الوثيقة الرسمية الأولى التي سترسّخ التعاون على المستوى السياسيّ” بين أبو ظبي وتل أبيب، عقب تحالفهما الذي تُوّج باتفاق “سلام” أُعلِن عنه الأسبوع الماضي.
ونقلت هيئة البثّ الرسميّة الإسرائيليّة (كان “11”) عن “مصادر سياسية” لم تسمّها القول إنه من المتوقع أن تكون هذه الوثيقة الرسمية الأولى التي سترسخ التعاون على المستوى السياسي، بين وزارة الأمن الداخلي في إسرائيل، ونظيرتها في الإمارات لافتة إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية هي الوسيط بين الوزارتين.
وبعث وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي أمير أوحانا رسالة إلى نظيره في الإمارات وزير الداخلية سيف بن زايد آل نهيان من أجل الترويج لتوقيع المذكّرة بحسب هيئة البثّ.
وذكرت (كان “11”) أنه بحسب مصادر على صلةٍ بالموضوع فإن الأمن الداخلي يُعدّ من أهم النقاط التي تهم الإمارات لذلك “لقي النداء الإسرائيلي تعاطفًا في الإمارات”.
وكانت وزارة الخارجية الإماراتية قد قالت إن بلادها تتوقع تعاونا أمنيا أوثق مع إسرائيل والولايات المتحدة، فيما زعم وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش أن مساعي بلاده لشراء طائرات “F-35” قد سبقت التحالُف بين بلاده وإسرائيل والذي تُوِّج الأسبوع الماضي بالإعلان عن اتّفاق “سلام” بين أبو ظبي وتل أبيب.
اعتبر مساعد وزير الخارجية الإماراتي عمر سيف غُباش أن التطور التكنولوجي في إسرائيل دفع حكام بلاده إلى التوصل إلى اتفاق التحالف، وقال في مقابلة لصحيفة يديعوت أحرونوت ونُشرت اليوم، الجمعة، إنه “لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بالمخاطرة والعودة إلى الوراء، إلى أيام الصحراء“.
وأضاف أن “أسعار النفط تنخفض والتكنولوجيا المتجددة تحل مكان الموارد الحالية، ونحن نرى تراجعا بالدخل. ولذلك، ثمة أهمية بالنسبة لنا بالبحث عن إمكانيات جديد وإنتاج قيمة مضافة. ونحن ننظر إلى المستقبل، وإسرائيل موجودة هناك. فأنتم تسبقون العالم تكنولوجيا، وإذا تعين علينا التوجه لإسرائيل من أجل ضمان مستقبلنا، فسوف نفعل ذلك“.
وتابع غباش أنه “ليس بإمكاننا أن نبقى في الوراء مع المسألة الفلسطينية، وفي أمور لا تتعلق أبدا بالتطلعات الوطنية الفلسطينية وإنما ببيروقراطية وصراعات داخلية بينهم. ولن نبقى رهائن لمشاكل الفلسطينيين الداخلية. وإذا لم يكن بإمكان الفلسطينيين الاتفاق على طريق للتقدم، بعد أن ساعدناهم مرة تلو الأخرى طوال سنين، فإن علينا اختيار الطريق الصحيحة بالنسبة لنا. وهذه الطريق هي فتح إمكانيات أمام الفلسطينيين والعالم العربي وأن نظهر لهم أنه ليس هناك ما يثير مخاوف“.
وقال غباش إن قرار حكام الإمارات بشأن اتفاق التحالف “اتخذناه بشكل مستقل، ومن دون أن نستشير أي دولة في المنطقة”، وذلك في الوقت الذي تشير فيه تقديرات إلى أن القرار اتخذ بالتنسيق مع السعودية، وخاصة ولي عهدها محمد بن سلمان.
وأضاف غباش “فكرة أن على الفلسطينيين صنع سلام ونحن نسير في أعقابهم كانت يمكن أن تكون ناجحة لو أنهم كانوا موحدين. لكن عندما تكون هناك مشاكل مع منظمات مثل حماس، وعلى خلفية عدم اتفاقنا مع السلطة الفلسطينية، أدركنا أن يجب التحرك قدما. ولدينا مشكلة حقيقية مع الفساد في السلطة الفلسطينية، خاصة أننا مانحين أسخياء جدا ونريد دعم السكان وليس الفساد، وبدلا من الاستمرار في منح الأموال، قررنا أن نعيد التفكير في طريقنا، وربما الاتفاق (مع إسرائيل) سيهزهم“.
وتابع غباش أن “الفلسطينيين يتصرفون بشكل تحسبنا منه مسبقا. ونحن نقول لهم ’إبدأوا بالتحرك إلى الأمام’. وأنا أعلن هنا أننا لن نربط التقدم في عملية السلام مع إسرائيل بمفاوضات مع الفلسطينيين. نحن نشجع الفلسطينيين على التقدم، لكننا لن ندفعهم. والأمور بأيديهم الآن، وأوضحنا ذلك لأصدقائنا الأوروبيين أيضا“.
وفي إجابته على سؤال حول ما إذا كان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد تعهد بإلغاء مخطط ضم مناطق في الغربية المحتلة إلى إسرائيل، قال غباش إنه “لا يمكنني الإجابة على ذلك، لكننا متأكدون أن الأميركيين سيدعمون الاتفاق وسيتيقنوا من أنه لصالح جميع الأطراف“.
وتابع أن “الإمارات تمد يدها إلى إسرائيل ليس من أجل إبرام صفقة مع نتنياهو وليس من أجل التوقيع على اتفاق سلام، وإنما، بالأساس، من أجل بناء الثقة مع دولة إسرائيل. ودول الخليج الفارسي ستفحص الاتفاق أيضا، قبل أن تقوم بخطواتها“.
وقال غباش إنه “قررنا أن نكسر تابو من أجل دفع الموضوع الفلسطيني قدما. وبعد توقيع الاتفاق، ستكون علاقاتنا كاملة مع إسرائيل ونعتزم تعزيزها إلى أقصى حد. وإذا كانت أجزاء في العربي تندد بنا بسبب هذه العلاقات، فيجدر أن نستغلها حتى النهاية“.