من الصحف الاميركية
ذكرت الصحف الاميركية الصادرة اليوم ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتوقع انضمام السعودية إلى الاتفاق الذي أعلنته الإمارات وإسرائيل الأسبوع الماضي، والذي سيفضي إلى التطبيع الكامل للعلاقات بين الطرفين.
وردا على سؤال في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض أمس الأربعاء عما إذا كان يتوقع انضمام المملكة إلى الاتفاق، أجاب ترامب “نعم أتوقع ذلك“، ووصف ترامب خلال المؤتمر الصحفي الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي بأنه جيد، وقال “هناك دول لن تخطر ببالكم تريد الانضمام إلى ذلك الاتفاق”. ولم يذكر دولا أخرى بالاسم غير السعودية.
وكان جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأميركي حث الاثنين الماضي السعودية على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، معتبرا أن هذه الخطوة ستصب في صالح اقتصاد ودفاع المملكة، وستسهم في الحد من قوة إيران في المنطقة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن أنه يعمل على تسيير رحلات جوية مباشرة تربط تل أبيب بدبي وأبو ظبي عبر الأجواء السعودية.
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مصادر أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سرّعت المفاوضات بشأن بيع الإمارات مقاتلات من الجيل الخامس طراز “أف – 35” وطائرات بدون طيار متطورة.
وأفادت الصحيفة بأن مسؤولي الإدارة الأمريكية قدّموا في الأسابيع القليلة الماضية للجيش الإماراتي معلومات سرية عن الطائرة “أف – 35″، لافتة إلى أن ذلك جرى على الرغم من شكوك ممثلي مجلس الأمن القومي الأمريكي في البيت الأبيض حول الجدوى من اتخاذ مثل هذه الخطوة قبل إبرام الصفقة فعليا.
وتؤكد مصادر الصحيفة أن الصفقة قيد النظر لبيع المقاتلات الأمريكية المتطورة وطائرات من دون طيار ليست من الشروط التي سعت الإمارات بموجبها إلى التطبيع الكامل للعلاقات الثنائية مع إسرائيل.
ورغم ذلك اشارت نيويورك تايمز إلى أن التحرك في الصفقة مدفوع بالتأكيد بهذه التحركات الدبلوماسية.
وبحسب المصادر التي استندت إليها الصحيفة الأمريكية، فإن الكونغرس لن يوافق على بيع هذا الطراز من المقاتلات إلى الإمارات، إلا إذا وافقت السلطات الإسرائيلية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أشار مؤخرا إلى أن الإمارات مهتمة بشراء عدد كبير من مقاتلات الجيل الخامس من طراز “إف – 35” من الولايات المتحدة، وأن الإدارة الأمريكية تدرس هذا الاحتمال، مضيفا قوله: “هذه القضية قيد الدراسة، لكنهم (الإماراتيين) حققوا اختراقا كبيرا في قضية “السلام” في الشرق الأوسط”.
تحت عنوان “كيف تحول موقف الديمقراطيين من إسرائيل” نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا لمعلقها إيشان ثارور قال فيه إن الرئيس دونالد ترامب أدخل إسرائيل في الحملة الانتخابية.
ففي يوم الإثنين، لوّح أمام أنصاره من الإنجيليين الذين يهمهم سيادة إسرائيل على الأرض المقدسة باعتبارها قدرا إلهيا، بقراره الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل. وفي الوقت نفسه قام حلفاؤه بتقديم الاتفاقية التي رعاها البيت الأبيض بين إسرائيل والإمارات لفتح العلاقات الدبلوماسية بينهما على أنها فعل تاريخي في صناعة السلام.
وأعلن وزير الخارجية، مايك بومبيو أن الاتفاقية “الخطوة الأهم باتجاه السلام في الشرق الأوسط تمت خلال العقدين ونصف العقد الماضيين“.
في المقابل يشك النقاد في الولايات المتحدة وخارجها بمزايا هذا الاختراق الدبلوماسي، ويقولون إن المبادرة العربية التي قدمتها السعودية عام 2002 عرضت تطبيع العلاقات مع الدول العربية مقابل انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في عام 1967.
إلا أن هذا بات مستحيلا في ضوء المستوطنات التي أقيمت داخل الضفة الغربية، فيما باتت الملكيات في الخليج تعبّر عن مخاوفها من إيران أكثر من الاهتمام بمعاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال.
ونقل ثارور ما كتبه أنشل فيفر في صحيفة هآرتس الإسرائيلية: “في الوقت الذي أكدت فيه الجامعة العربية مرتين دعمها للمبادرة، إلا أن عددا من أعضائها كانوا يطبعون مع إسرائيل بدون اهتمام بالقضية الفلسطينية التي لم تتحرك منذ 18عاما”.
ويضيف: “ما قام به حاكم الإمارات محمد بن زايد بإعلانه عن العلاقة مع إسرائيل هو فصل النزاع العربي- الإسرائيلي عن النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي“.
وبدا هذا في مقال الرأي الذي نشره مستشار ترامب وصهره جارد كوشنر في “واشنطن بوست” الذي لم يذكر الفلسطينيين ولو مرة واحدة في مقال كان من المفترض أنه يتحدث عن السلام.
وقال الزميل في معهد الشرق الأوسط، خالد الجندي: “لا يطبّع الاتفاق فقط العلاقات الثنائية بين البلدين والتي كانت تحت الطاولة منذ سنين… فهو بالنسبة للفلسطينيين يطبّع (إن لم يكن يكافئ) الاحتلال الإسرائيلي“.
ويقول ثارور إن الديمقراطيين بزعامة جوزيف بايدن يريدون تغيير المسار لو وصلوا إلى السلطة. وهم منفتحون على النقاشات ضمن دوائرهم الانتخابية من ناحية ربط المساعدات المالية لإسرائيل بتصرفاتها.
فبايدن وكل ديمقراطي في الكونغرس كانوا واضحين في معارضتهم لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وخطة ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية.
ورفضت أجندة الحزب الديمقراطي الجديدة خطة الضم، وعبّرت عن دعمها لحل الدولتين وحقوق الفلسطينيين. ولكن الحزب وبعد ضغط من الجماعات المؤيدة لإسرائيل حذف أي إشارة لإسرائيل كقوة محتلة.