عائلة سعيد طبيخ: الاهمال سبب أساسي في وفاته
لقد تم تداول بعض المقاطع الصوتية تتكلم بطريقة غير صحيحة عن ملابسات وفاة الأستاذ سعيد طبيخ في المستشفى الحكومي في القبة، فيها تحريف و تشويه للحقائق من أشخاص لا نعرفهم و ليس لهم اي علاقة بالمتوفى و ذويه و اننا كعائلة نستنكر هذه المقاطع الملفقة، و إذ نضع هذه المقاطع تحت تصرف القوى الأمنية لملاحقة أصحابها ومروجيها، مع تبنّينا للمقاطع الصوتية لابنته ايمان التي كانت معه آخر أيامه في المستشفى و التي شاهدت حقيقة الاهمال بأم العين في احد مرافق الدولة الصحية و التي من واجبها السهر على راحة المرضى و متابعة حالتهم بالشكل اللازم طبقا للبروتوكولات الطبية المعتمدة .
ويهمنا أن نوضح بعض الحقائق للراي العام
١– بعد إجراء الفحص للمرحوم في مستشفى النيني بطرابلس تبين انه مصاب بفيروس الكورونا .
٢– الحالة الصحية للمرحوم قبل ذلك ممتازة و لا يشكو من اي عوارض رغم انه يعيش بدون مبولة منذ خمس سنوات تقريبا مما يستدعي عناية خاصة بشكل مستمر في فترات متقاربة.
٣– ان المرحوم متقاعد مضمون على صندوق التعاضد لأفراد الهيئة التعليمية للمدارس الخاصة ، و رغم ذلك رفضت جميع المستشفيات الخاصة استقبال اي مريض بالكورونا مهما كانت حالته و هذا ما حدث مع ابنته .
٤– بعد ظهور بعض العوارض عن المتوفى من حرارة و ارهاق تم ادخالة المستشفى يوم الاحد بدون طوارئ حتى لا تزيد حالته سوء و قد سبقته ابنته قبل يوم واحد من دخوله، و قد وضِع المريضان في غرفة واحدة و قد اصطحب معه حاسوبه الخاص و اوراقه و اقلامه.
٥– ان هكذا مريض يحتاج إلى عناية خاصة من متابعة اكثر لاموره الشخصية الحرجة و هذا كان يتأخر ٣ الى ٤ ساعات ، مع الطلب من طاقم التمريض الذي كان لا يلبي بالوقت المناسب مما أدّى إلى تدهور حالة المريض بسرعة ، و هنا ننوّه انه لا يوجد تلفون أو جرس لطلب المساعدة التمريضية مما كان يجهد المريضة ابنته، و قد كانوا يبررون تاخيرهم بسبب ملابس الكورونا، و انهم لا يمكنهم تلبية حاجات المريض كل الوقت الا بالاوقات التي هم يحدّدونها لانفسهم. فهل للحرارة و التسرب وقت؟ ولما تم تلبية الطلب باحضار التلفون فلم يرد عليه احد.
٦– كانت تترك الاغطية الملوثة على أرض الغرفة ساعات لدرجة انه لا يمكن استنشاق هواء الغرفة بحجة ان عاملة التنظيفات و هي واحدة و لا يمكنها تلبية الطلبات بالسرعة اللازمة.
7- كان يسقط قناع الاكسجين للمريض من وقت لآخر و بالتالي تقل كميّة التغذية بالاكسجين الى مستويات متدنّية او معدومة، ثم يقول الممرّض المكلّف انه لا يؤثر في حالته : فالمريض لا يشكو من ضيق بالتنفس .
هل من الطبيعي ان يترك المريض رغم المعرفة أن الأوكسجين لا يدخل بطريقة صحيحة للمصاب حتى يأتي دور المريض مع الكادر التمريضي بحجة أن اللباس يأخذ كثيرا من الوقت وأن الممرضين لا يستطيعون أن يساعدوا المريض حتى يأتي دوره.
8 – هل من الطبيعي أن ينسى الممرضون أن يعطوه الدواء لأنهم كانوا مشغولين بوضع الميل (مع العلم أنه لم تراع ابسط بروتوكولات النظافة) لخوف الكادر التمريضي من العدوى وهذا حقهم المشروع فطلبت ابنته منهم ان يضعوا كفا نظيفا إضافيا ليكون معقما فكان اللامبالاة سيد الموقف كالعادة، و هذا ما حدث عند صباح اليوم التالي عندما لاحظت ابنته ان الدواء اللازم تناوله ليلاً لا يزال على الطاولة بجوار المريض.
و هنا تجدر الاشارة ان بعض المرضى – على مسمعي – كانت تصرخ و تنادي على الممرضين لطلب المساعدة و الذين و حسب قولهم (لا يستطيعون لبس الملابس الواقية طوال الوقت).
السؤال المشروع اليوم هل عدد الممرضين كافٍ نسبة لأعداد المرضى الموجودين؟
10- ان مرض الكورونا يعمل اساساً على عنصر المناعة التي بدورها تعتمد بشكل اساسي على الوضع النفسي فلماذا كان ولا يزال ممنوع الزيارات (مع كامل معرفتنا بالخطورة) إنما يجب أن يوجدوا آلية ليراعوا فيها معايير السلامة مع التنبيه للوضع النفسي للمصاب لكي لا يتأزم الوضع.
11- طلبنا بادخال ممرض خاص من خارج المستشفى للعناية بوضع والدنا فتمّ الرّفض
– طلبنا بممرض خاص من المستشفى مع دفع الاجرة المطلوبة فتم عرقلتنا باسباب مختلفة .
– طلبنا بوجود مرافق لخدمة الوالد من احد ابنائه المصاب كذلك بالكورونا فتمّ الرفض
– طلبنا بزيارة قصيرة للوقوف على صحة الوالد النفسية و طمأنته فرفض.
11- كما أن الطبيب المعالج (د. فادي فنيانوس) طلب أن يدخل إلى العناية المركزة قبل أكثر من ٢٤ ساعة. بوقتها كان الكادر التمريضي يقول لا مشكلة بأن الأوكسجين غير موصول كما يجب ولكن هذا الأمر غير مهم وعند سؤال ابنه للدكتور خالد عويني قال أنه دخل والرئتين مضروبتين بالكامل وهذا كان السبب المباشر بالوفاة.
نحن لا يمكننا أن نجزم أن الإلتهابات كانت سببا محددا بعينه ، ولكن نحن نجزم يقيناً ان الكثير من الإهمال و اللامسؤولية و اللامبالاة من بعض العناصر و عدم مراقبتها، قد سببت حالة الوفاة و نحن بطلب من ادارة المستشفى اجراء التحقيق اللازم حتى لا يقع مزيد من المرضى فريسة هذا الاهمال .
كيف لي ان انسى صوت والدي و هو يناديني و انا خارجة قبل وفاته بيوم واحد
– بابا لمين تاركيني ؟
– هون مثل الحبس الانفرادي وما حدا لح يرد عليّ ….
– انا خايف ….
ختاماً
ان المستشفى الحكومي هي مرفق من مرافق الدولة و كما أننا لسنا بعيدين عن الكارثة التي حلت ببيروت بسبب الاهمال و التقصير كذلك الأمر هنا ورغم هذا كله المتوفى كان خسارة لا تُعوض، ليس لنا فقط و انما لمدينة طرابلس لشخص منتج فعال في المجتمع ناشط على المستوى الاجتماعي والثقافي والعلمي وعريق في مجال التربية والتعليم .
إنما كان هذا البيان لتبيان الحقيقة كما هي و نتمنى على إدارة المستشفى ان تصحّح الخلل الموجود لكي لا نكون أمام شهداء جدد للأسباب ذاتها لا سمح الله، و هذا ما دعانا لنسمي ما حدث معنا (بمستشفى القتل الحكومي(.