من الصحف الاميركية
تحدثت صحيفة واشنطن بوست في مقالتيْن نشرتهما اليوم الجمعة عن إعلان تطبيع العلاقات بين دولة الإمارات وكيان العدو الصهيوني، واعتبرت في أول مقالة أن ما أعلن يعد انجازا كبيرا، فيما وصفت في المقالة الثانية هذا التطور بـ”الواعد“.
وفي التفاصيل،قال الكاتب ديفيد اغناطيوس إن “هذا الاعلان جاء بعد سنوات من “الاتصالات السرية” بين الجانبيْن” مضيفا إن “جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاره اعتبر أن ما حصل هو بمثابة كسر للجليد” وأمل بأن تلحق دول عربية أخرى بالإمارات وتمضي بتطبيع العلاقات مع “تل أبيب“.
وذكر الكاتب أن “الدول العربية التالية الأكثر ترجيحا للالتحاق بالإمارات هي سلطنة عمان والبحرين والمغرب.
الكاتب اعتبر أن “هذا التطور يشكل مكسبا سياسيا لترامب، إذ سيسهل التعاون المستقبلي بين كل من “إسرائيل” والإمارات من جهة والإدارة الأميركية الديمقراطية من جهة أخرى، وذلك في حال فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن بانتخابات الرئاسة الأميركية”، مشيرا إلى أن “الديمقراطيين يدعمون ما يسمى “السلام العربي الإسرائيلي”، وأن هذه الخطوة ستسهل على الاعضاء الديمقراطيين في الكونغرس تحسين العلاقات مع دول الخليج، خصوصا بعد التوتر الناجم عن الحرب في اليمن ومقتل الصحفي جمال خاشقجي“.
ونقل اغناطيوس عن مسؤول مطلع في وزارة الخارجية الأميركية قوله إن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو وصف ما حصل بأنه “نقطة تحوّل للسلام”، بينما رأى وليّ عهد أبو ظبي محمد بن زايد التطور أنه “أفضل نبأ لعام 2020″، وذلك خلال مكالمة هاتفية ثلاثية شارك فيها ترامب.
قالت صحيفة نيويورك تايمز إنه عندما أعلنت حملة جو بايدن أن السناتور كامالا هاريس ستكون نائبته، كان الجمهوريون جاهزين.
قالت رونا مكدانيل، رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري: “المواقف المتطرفة لكمالا هاريس تظهر أن الغوغاء اليساريين يسيطرون على ترشيح بايدن لها، تماماً كما سيطروا عليه كمرشح للرئاسة”. وأضافت: “قد تحظى هذه السياسات المتطرفة بشعبية بين الليبراليين، لكنها بعيدة عن التيار السائد بالنسبة لمعظم الأميركيين“.
وبعد خمس ساعات من إعلان بايدت، عرضت لجنة الحزب وجهة نظر مختلفة عن السيدة هاريس، حيث نشرت مجموعة من التغريدات لديمقراطيين تقدميين انتقدوا السيدة هاريس باعتبارها غير ليبرالية بما فيه الكفاية.
فعلى مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية، كان مسؤولو حملة ترامب ولجان الحزب ووكلاء الحملات الانتخابية يتأرجحون بين وصف هاريس بـ”الليبرالية الراديكالية” وعميلة وول ستريت. في مونولوجه مساء الثلاثاء، وصفها تاكر كارلسون، مذيع قناة “فوكس نيوز”، بأنها “أكثر البشر تعاملاً تجارياً في أميركا“.
في روايتهما، تعتبر السيدة هاريس شرطية قاسية وماركسية يسارية. إنها تدفن سجلها لإرضاء الديمقراطيين الليبراليين بينما تقوم في نفس الوقت بإذكاء حرب داخل الحزب من خلال إحباط الجناح التقدمي للحزب.
كيف يمكن للجمهوريين التوفيق بين تلك الأفكار المتضاربة على ما يبدو؟
حسناً، إنها خطة سرية من قبل الليبراليين! التذكرة الديمقراطية هي حصان طروادة لليبراليين ليطلقوا العنان لأجندتهم، إذا صح التعبير.
ووفقاً للجمهوريين، بينما لا بايدن ولا هاريس ليبراليَين، فإنهما وسيلة لدفع أجندة يسارية راديكالية لأن هاريس “زائفة” وبايدن “بطيء“.
وكان ترامب وابنته إيفانكا قد ساهما بمبلغ 8000 دولار في حملة هاريس لمنصب المدعي العام في عام 2014. (كان هناك الكثير من الهجمات الشخصية والعنصرية والمتحيزة جنسيًا حول فلك ترامب أيضاً).
إذن ما هي هذه البطاقة الديمقراطية بالضبط؟
في أول ظهور علني لها مع بايدن كنائبه له وصفت هاريس بأنهما “مقطوعان من نفس القماش“.
فهما أكثر براغماتية من كونهما أيديولوجيَين. إنهما متجذران بعمق في سياسات المؤسسة الحزبية. إنهما دمج لعلامتين تجاريتين سياسيتين مع سير ذاتية مقنعة ولكن ليس هناك سبب واحد محدد.
السيدة هاريس هي بالتأكيد على يسار السيد بايدن، حيث تتبنى سياسات أكثر راديكالية للتصدي لتغير المناخ، ووباء فيروس كورونا، والرعاية الصحية. لكنها تفتقر إلى نوع التركيز المركزي بشأن ضريبة الثروة التي تفرضها السناتور إليزابيث وارين أو دعوات السناتور بيرني ساندرز للثورة السياسية. وبدلاً من ذلك، تتبنى هاريس نهجاً أكثر براغماتية، وتبتعد عن الأيديولوجية المكثفة.
قالت هاريس لصحيفة نيويورك تايمز العام الماضي: “أنا لا أحاول إعادة هيكلة المجتمع. أحاول فقط الاهتمام بالقضايا التي توقظ الناس في منتصف الليل.”
هذا الملف الشخصي يحبط بعض الديمقراطيين التقدميين، الذين لديهم رؤى واسعة لإعادة تشكيل الاقتصاد الأميركي. ومن المؤكد أنه يعقد حجة ترامب، الذي يبدو عازماً على تصوير خصومه على أنهم اشتراكيون ملحدون لديهم أجندة راديكالية – سواء كان الكاريكاتير مناسباً أم لا.
لكن هاريس تعكس نوع البطاقة التي بدا أن غالبية الناخبين الديمقراطيين في الانتخابات التمهيدية تريدها. بالتأكيد، لم يحتشدوا وراء محاولة هاريس لدخول السباق الرئاسي. لكن في دعم بايدن على مجموعة من المنافسين الليبراليين، أوضح عدد كبير من الديمقراطيين أنهم يريدون مرشحاً أكثر اعتدالًا ومرشح المؤسسة الحاكمة.
فطوال السباق التمهيدي، في كثير من الأحيان كان الديمقراطيون يمجدون بشغف مزايا اختيار بايدن لهاريس. جاءت التعليقات من قبل الناخبين في منسبات بايدن ومناسبات هاريس ومناسبات المرشحين الآخرين كذلك.
بشكل عام،سارت الأمور على النحو التالي: لم تكن أميركا مستعدة لانتخاب امرأة، وخاصة امرأة سوداء لمنصب نائب الرئيس. السيد بايدن خيار أقل خطورة. لكنه كبير في السن. التغيير الجيلي مطلوب للحزب، ولواشنطن ، وللبلد. الجواب: بايدن وهاريس.