الأسد: الصمود والمقاومة رغم الحرب والحصار
غالب قنديل
هي عشر سنوات مضت من الصمود والمقاومة في وجه العدوان الاستعماري الصهيوني الرجعي والحصار من تاريخ سورية المعاصر ورغم كل ما تتعرض له البلاد يتمسك الرئيس بشار الأسد بإرادة صلبة وثابتة في الكفاح التحرري وقد رسم خطوط المجابهة التي تمليها الظروف اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وخلفه القوات المسلحة والجيش العربي السوري بإرادة لا تهزها التحديات وبتصميم على التضحية دفاعا عن الوطن.
الكلمة التي ألقاها االأسد أمس خلال افتتاح أعمال مجلس الشعب المنتخب كانت تعبيرا حيا عن مجموعة الاولويات الوطنية السورية التي يتقدمها تعزيز الصمود والثبات في مجابهة حلف العدوان الأميركي الغربي الصهيوني التركي بجميع ادواته وعملائه والتصدي للمعضلات التي عرضها الرئيس بوضوح واقترح سبل التعامل معها لإيجاد الحلول ودعم إرادة الصمود الشعبي والتمسك بالمباديء والثبات عليها بمواصلة القتال وتقديم التضحيات حتى تحقيق الانتصار على هذا العدوان.
إلى جانب الإرادة الصلبة الناتجة عن إيمان وطني راسخ وتمسك بالمبادىء برهنت التجربة على أهميته وقوته يتبنى القائد الأسد رؤية وطنية للصمود والمقاومة تتركز على مجموعة من المبادىء التي تنصب على تحقيق مصالح الشعب في مجابهة الفساد ومواصلة البناء الوطني وهو في هذا المجال يتوسل المنهج العلمي لتعيين المهام الراهنة والأولويات التي قدمها امام مجلس الشعب المنتخب بوصفها مهام المرحلة ومحورها توفير القدرة على الصمود وتعزيز الإمكانات في وجه الحصار الاقتصادي المفروض على البلاد تلبية للمشيئة الاستعمارية وقد جعل الريس الأسد تشجيع وتنمية المشاريع الصغيرة المنتجة الزراعية والصناعية اولوية حاسمة في البناء الاقتصادي داعيا لتوفير المناخ والحوافز اللازمة لتحقيق وثبة في هذا المجال ضمن منطق الاعتماد على القدرات الذاتية وتعزيز الاستقلال الاقتصادي وتلبية الحاجات الأساسية للشعب العربي السوري.
إرادة الاستقلال تستوجب تعزيز الاقتصاد الوطني ورفع معادلات الاكتفاء الذاتي عبر تنمية الإنتاج الوطني أفقيا وفقا لخطط شاملة مدعمة بالحوافز والرعاية وقد اعلن القائد الأسد عن توجه واسع في هذا الاتجاه أعطاه الأولوية العملية وقد شدد على رعاية المؤسسات الصغيرة الزراعية الحرفية والصناعية في إشارة لافتة إلى توجيه التنمية خلال المرحلة المقبلة بمضمون توفير مستلزمات الصمود الوطني.
في مجابهة الحصار الاقتصادي تحتاج سورية إلى كل ما تستطيع تأمينه من إنتاجها الوطني والاستغناء ما امكن عن الاستيراد لتوفير العملة الصعبة التي بات الحصول عليها أشد صعوبة في ظل العقوبات المفروضة وهو ما يفترض ان يقود الخطط والتوجهات الإنتاجية في المرحلة المقبلة وقد شغل هذا الملف حيزا مهما من خطاب الرئيس يوم أمس وكانت في الترتيب التالي من حيث الأهمية مواصلة المعركة المستمرة ضد الفساد التي قدمها الرئيس الأسد كعملية متواصلة ومتجددة تقودها الدولة منهجيا بمضمون إرساء قواعد صحية للحياة الاقتصادية ولعمل المؤسسات والإدارات العامة وفق القواعد الناظمة وباحترام القوانين وتحديثها ومراجعتها باستمرار.
يبدو واضحا من الخطاب تركيزالرئيس بشار الأسد على قيادة العمل لتحقيق هذه الهداف بوصفها اولويات المعركة المستمرة لتحرير سورية والقضاء على أذرع العدوان الثلاثة الميركي والصهيوني والتركي وهو يعتبر تضافر الجهود والطاقات في هذه المقاومة طريق خلاص سورية زانتصارها الناجز وإعادة بناء ما دمرته الحرب الاستعمارية العدوانية.
بعبارات بليغة ومكثفة شدد القائد الأسد بقوة على ثوابت الموقف السوري وجدد التمسك بقضية فلسطين وبدعم نضالات شعبها المقاوم متجاوزا ما ارتكب من اخطاء بحق سورية وشعبها من موقع الشقيق الكبير الذي يقدم الهموم الرئيسية والقضايا الكبرى على الأعراض الثانوية الناتجة عن هفوات واخطاء بل وخيانات قد يرتكبها بعض الأشقاء لكنها لا تبدل موقف سورية المبدئي والتاريخي .
جدد القائد الأسد التزام سورية بتحرير الجولان العربي السوري من الاحتلال الصهيوني مهما حصل وباستمرار النهج السوري التحرري المقاوم عربيا دون أي تردد وأكد ان العدوان المستمر منذ عشر سنوات زاد اقتناع سورية وشعبها بمبادئها وبنهجها الذي اختارته انطلاقا من خيارها التحرري الاستقلالي.
عشر سنوات من الصمود السوري بقيادة القائد بشار الأسد وبالتصميم على دحر العدوان ومواصالة المقاومة حتى النصر.