بري: جلسة الخميس لمناقشة الجريمة
تابع رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري التداعيات الناجمة عن الانفجار الذي حصل في مرفأ بيروت الاسبوع الماضي، مع الوفود التي التقاها في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، فاستقبل وفدا من “اللقاء الديمقراطي” برئاسة النائب تيمور جنبلاط وعضوية النواب: وائل ابو فاعور، فيصل الصايغ وبلال عبد الله ووكيل الداخلية في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر، في حضور النائب علي حسن خليل.
وبعد اللقاء، قال جنبلاط: “لا شيء أقوله اليوم يمكن أن يعوض الضحايا الذين سقطوا في انفجار مرفأ بيروت، ويعيد الاحساس بالامان الى الناس التي تأذت او خسرت احبابها وبيوتها، رحم الله الضحايا جميعا“.
أضاف: “وضعنا الرئيس بري بأجواء موقفنا الذي يتلخص بثلاث نقاط:
اولا: نطالب بتحقيق دولي لكشف الحقيقة، فبصراحة التدخلات بالقضاء بدأت ونحن لا نثق بالتحقيق المحلي.
ثانيا: نطالب بإسقاط حكومة الموت وحكومة تجويع الناس، وتشكيل حكومة حيادية.
ثالثا: طالبنا بتقصير ولاية المجلس والعمل على قانون لاطائفي يسمح للشباب في الساحات ان يصلوا الى مجلس النواب ويتشاوروا ليبنوا عقدا اجتماعيا سياسيا لكل اللبنانيين، فبعد عشرات السنين من الحروب والموت والخراب من حق اللبنانيين ان يعيشوا بكرامة وامان في بلدهم”.
وعن موضوع الاستقالات، قال: “ما زلنا نتشاور لنرى“.
كما استقبل الرئيس بري وفدا رئاسيا فلسطينيا برئاسة عضو اللجنة المركزية في منظمة التحرير الفلسطينية عزام الاحمد، حمل اليه تضامن الشعب الفلسطيني مع الشعب اللبناني. وضم الوفد اعضاء اللجنة المركزية في المنظمة: صالح رأفت، بسام صالحي، واصل ابو يوسف، فتحي ابو العردات وسفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور.
وبعد اللقاء، قال الاحمد: “تشرفنا بلقاء دولة الرئيس بري وفد من القيادة الفلسطينية شكله الرئيس ابو مازن، وانتقلنا صباحا من رام الله مباشرة الى بيروت. ان الجرح اللبناني هو جرح الشعب الفلسطيني والجرح اللبناني الفلسطيني هو جرح الامة العربية بكاملها، التي يريد اعداؤها ان يبقى نازفا”.
أضاف: “نترحم على ارواح الشهداء الذين سقطوا في الانفجار الكبير في المرفأ، ونتمنى للجرحى الشفاء العاجل. وأشد على ايدي اهلنا وشعبنا اللبناني الشقيق الذي نثق بقدرته على الصمود والتحمل والصبر مثل طائر الفينيق يتجدد من بين الرماد، ولا يعرف اليأس ولا الاحباط. جئنا لنقول للقيادة اللبنانية وللشعب اللبناني، نحن معكم وتحت تصرفكم مهما كانت امكانياتنا المادية متواضعة، ولكننا تحت تصرفكم بكل ما نملك ماديا وسياسيا وطبعا معنويا، فنحن واللبنانيين واحد. ونقول ايضا للشعب اللبناني الشقيق: مزيدا من الصبر، مزيدا من الوحدة الوطنية والتكاتف، فبوحدتكم وصبركم ستكونون كما عودتمونا وتعلمنا منكم الكثير، قادرون على النهوض من جديد ليبقى لبنان نجما ساطعا في هذا المشرق“.
وأشار الاحمد الى ان “الوفد قابل عددا من المسؤولين في مقدمهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وقائد الجيش“.
وبعد الظهر، ترأس الرئيس بري اجتماعا لهيئة مكتب مجلس النواب، حضره نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي والنواب: سمير الجسر، ميشال موسى، هاغوب بقرادونيان والان عون، والامين العام للمجلس عدنان ضاهر.
وعلى الاثر، قال الفرزلي: “اجتمعت هيئة مكتب المجلس برئاسة دولة الرئيس بري، وبناء على دعوته طبعا، وكان موضوع النقاش هذه الجريمة المتمادية بحق العاصمة والشعب والتجاهل الكبير لعناصر هذه الجريمة. وبعد التداول، تقرر تعيين نهار الخميس المقبل، جلسة مناقشة عامة بهذا الشأن للحكومة والبناء على الشيء مقتضاه على أساس هذا النقاش“.
سئل: ماذا إذا سبقتكم الحكومة بالاستقالة؟
اجاب: “يكون فقد مضمون الاجتماع ومبرره من اجل النقاش في هذا الشأن، وفي موضوع الجلسة يأخذ القرار المناسب دولة الرئيس نبيه بري“.
سئل: هل ما قمتم به هو هدفه الضغط على الحكومة للاستقالة؟
اجاب: “هذا تفصيل نوايا، نحن لا نضغط على شيء، ولكن معلوم ان هذا الاجتماع المخصص للمناقشة ككل اجتماع مناقشة عامة، اذا نائب واحد طرح الثقة بالحكومة يبنى على الشيء مقتضاه”.
سئل: هل أبلغ الرئيس بري بنية الرئيس حسان دياب الاستقالة؟
اجاب: “كلا، لم يبلغنا بهذا الموضوع“.
وعن موضوع استقالات النواب، قال الفرزلي: “النظام داخلي حدد كيفية التعاطي معه وبمجرد انعقاد الهيئة العامة واستنادا للنظام الداخلي، دولة الرئيس كرئيس للجلسة، يبلغ السادة النواب مضمون بيان السادة النواب المستقيلين، وهذا دون اي مناقشة على الاطلاق”.
سئل: هل الرئيس بري ممتعض مما قاله الرئيس دياب عن انتخابات نيابية مبكرة واعتبرها تعديا على صلاحياته وصلاحيات مجلس النواب؟
اجاب: “هي ليست تعديا اذا اقترح، ولكن هذا الموضوع لم يناقش لا من قريب ولا من بعيد”.
وبعد الظهر التقى رئيس المجلس المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي غادر دون الادلاء بتصريح.
على صعيد آخر وفي الموضوع المتصل بالمواقف الداعمة للبنان جراء الانفجار الذي حصل في مرفأ بيروت، تلقى الرئيس بري برقية من رئيس مجلس الشعب السوري حمودة الصباغ قدم فيها التعازي بشهداء إنفجار المرفأ، وتمنى الشفاء للجرحى.
كما تلقى برقية مماثلة من رئيس مجلس النواب المصري الدكتور علي عبد العال، أكد فيها “مشاركة مصر وشعبها للشعب اللبناني في احزانه وتضامنهما مع لبنان بما يمكنه من تجاوز هذه المحنة”.
كذلك تلقى برقيات من: رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، رئيس الجمعية البرلمانية للبحر المتوسط سيرجيو بيازي، رئيس مجلس نواب الكيبيك فرنسوا باردي، امين عام اتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي محمد قريش نياس، امين عام الجمعية البرلمانية الاسيوية محمد رضا مجيدي، الجمعية البرلمانية الارثوذكسية، رئيس لجنة الصداقة البرلمانية البلجيكية اللبنانية ورئيس مجلس الامة الجزائري صالح فوجيل.