من الصحف البريطانية
الانفجار الضخم في العاصمة اللبنانية بيروت الذي أدى إلى مقتل أكثر قرابة 135 شخصا على الأقل وإصابة الآلاف وأحدث أضرارا بالغة ودمارا واسعا في المباني، كان محور اهتمام الصحف البريطانية، حيث تناولته في صفحاتها الإخبارية وفي تقارير مراسليها وفي صفحاتها للرأي.
نشرت صحيفة الغارديان تقريرا لمارتن شولوف مراسل الصحيفة في بيروت بعنوان “غضب في بيروت بعد تفويت تحذيرات بشأن “قنبلة عائمة“.
ويقول الكاتب إن الغضب والفزع يتصاعدان في بيروت، حيث اعترف المسؤولون بأن الانفجار في مرفأ بيروت، الذي خلف الكثير من الدمار والخراب، كان متوقعًا وكان محل تحذيرات متكررة.
ومع استمرار اشتعال العاصمة، بدأ الربط بين الانفجار وبين شحنة ضخمة من نترات الأمونيوم، وصف ذات مرة بأنها “قنبلة عائمة”، وموجودة في الميناء منذ عام 2014.
ويقول الكاتب إنه منذ ستة أشهر حذر مسؤولون يتفقدون الشحنة إنه إذا لم يتم نقلها، فسوف “تفجر بيروت كلها“.
ويقول الكاتب إن الكشف عن أن إهمال الحكومة ربما لعب دورًا في أسوأ انفجار في تاريخ بيروت أثار غضبًا جديدًا تجاه الطبقة السياسية في لبنان بين السكان الذين يعانون بالفعل من الأزمة المالية المستمرة التي أغرقت نصف البلاد في براثن الفقر.
وهاجم متظاهرون في وسط بيروت موكب رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، واشتبكوا في مشاجرة مع حراسه الشخصيين في عرض علني للغضب الأوسع الذي يتصاعد ضد السياسيين اللبنانيين في أعقاب الكارثة.
وأظهرت عدة لقطات من اللحظات التي سبقت الانفجار أيضا دخانا رماديا كثيفا يتصاعد من الميناء، جنبا إلى جنب مع سلسلة من الانفجارات الصغيرة التي تنبعث منها دخان أحمر ، ثم انفجار هائل بفعل أكثر من 1300 ضعف كمية نترات الأمونيوم المستخدمة في تفجير أوكلاهوما سيتي عام 1995.
ويقول الكاتب إن مناطق واسعة من شرق بيروت لم تعد صالحة للسكن ، وهو أمر يتبدى في الحزن والغضب المرتسمين على وجوه الكثيرين الذين جاءوا ليفتشوا وسط ركام المباني عن متعلقاتهم. وقال عصام ناصر، وهو صاحب متجر للإطارات، “لا أعرف كيف سنتخطى ذلك…هل تعتقد حقا أن هيروشيما كان من الممكن أن تكون أسوأ من هذا؟
وفي الإطار ذاته جاء تقرير كيم سينغوبتا في صحيفة الاندبندنت أونلاين، والذي جاء بعنوان “السلطات اللبنانية فشلت في التعامل مع المخزونات المتفجرة – على الرغم من معرفة المخاطر.”
ويقول الكاتب إنه لمدة سبع سنوات تقريبا بقي أكثر من 2700 طن من نترات الأمونيوم في مستودع في مرفإ بيروت دون احتياطات كافية للسلامة مع الشحنة التي يحتمل أن تكون مميتة.
ويقول الكاتب إن السلطات كانت على دراية تامة بالمخاطر ولكن لم يتم فعل أي شيء واستمر تدهور حالة المواد في المستودع ثم جاء الانفجار المدمر، الذي كان قويا لدرجة أنه تم الشعور به في قبرص، على بعد 120 ميلاً.
ويقول الكاتب إن نترات الأمونيوم، وهي مادة يمكن استخدامها في صنع القنابل وكذلك للاستخدام التجاري مثل الأسمدة ومتفجرات التعدين، وصلت إلى بيروت في سبتمبر/آيلول 2013 على متن سفينة روسوس المملوكة لمولدوفا وترفع علمها، متجهة إلى بيرا في موزمبيق، قادمة من باتومي في جورجيا.
ورست في بيروت بعد أن أبلغت عن مشكلة في المحرك. ومنع المسؤولون اللبنانيون السفينة من مواصلة رحلتها، مشيرين إلى مخاوف تتعلق بالسلامة من قبل ضباط مراقبة دولة الميناء. وأُعيد معظم أفراد الطاقم الأوكراني إلى وطنهم على أساس أنهم كانوا في “خطر وشيك” بسبب المواد الموجودة على متن السفينة. وتم التخلي عن السفينة في نهاية المطاف من قبل أصحابها.
ويقول الكاتب إن موظفي الجمارك، بحسب الروايات المتداولة في لبنان، تبادلوا ما لا يقل عن خمس رسائل أخرى للتشديد على ضرورة نقل نترات الأمونيوم. كانت الخيارات المقترحة هي تصدير المواد أو بيعها لشركة المتفجرات اللبنانية المملوكة ملكية خاصة أو مطالبة الجيش بجمعها.
وفي صحيفة آي نقرأ تقريرا لفلورانس سنيد من بيروت بعنوان “طرق تبدو وكأنها ضربت تسونامي“وتصف الكاتبة قوة الانفجار في بيروت الذي “طمس شوارع بأكملها”، قائلة إن الدمار كان كاسحا للغاية لدرجة أنه سوى شوارع بأكملها بالأرض.